استراتيجية الإعلام النبوي..!
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
حظيت بشرف إعداد وإلقاء ورقة عمل إعلامية، في الندوة العلمية الثقافية التاريخية التي أقامتها مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر، أمس الأحد، في مقرها الرئيسي بصنعاء، بمناسبة احتفالات شعبنا، بذكرى المولد النبوي الشريف، على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
-الندوة، جاءت تحت عنوان “الاستراتيجية الإعلامية للرسول الأعظم” وهو تقريبا العنوان ذاته الذي بحثت فيه ورقة العمل الخاصة بي، مع ربطها بالواقع الحالي للإعلام اليمني في مواجهة حملات التزييف والتحريف والتضليل، والحرب الدعائية المفروضة على اليمن وفلسطين ودول محور المقاومة من قبل أعداء الإسلام والمسلمين، بصورة كبيرة، وبتسخير إمكانيات مادية وتقنية هائلة.
-شهدت مشاركة واسعة، وحضورا لافتا لعدد من الأكاديميين والإعلاميين، ورجال الصحافة والإعلام تقدمهم وزير الإعلام بحكومة التغيير والبناء الأستاذ والإعلامي المميز هاشم شرف الدين وإلى جانبه أساتذة أجلاء كانت لهم بصماتهم الخاصة في مسيرة تطور العمل الصحفي بصحيفة الثورة، ومختلف إصدارات المؤسسة وفي العمل الإعلامي اليمني بشكل عام وفي مقدمتهم الأستاذ/ علي ناجي الرعوي والأستاذ مطهر الأشموري، والأستاذ عبدالله صبري ، ما أضاف للندوة المزيد من الألق والتميز وهي تناقش واحدة من أهم وأعظم الرسائل الإنسانية على المستوى الإعلامي، في سياق ورؤى وتوجهات إعلامية، نحن في أمسّ الحاجة اليوم إلى ترجمتها في واقع أدائنا الإعلامي ونحن نخوض مواجهة إعلامية شرسة أمام أعتى امبراطوريات الدعاية والإعلام لقوى الشر والضلال، في زمان امتلك فيه العدو كل أساليب ووسائل وأدوات وتقنيات الإعلام الحديث بدءا من الدعاية السوداء ومرورا بالتحريف والتزييف والتضليل وانتهاء بما بات يُعرف بتقنية التزييف العميق في عالم الذكاء الاصطناعي، وشن- وما يزال- حربا إعلامية لا تهدأ ساعة من نهار.
-امتلك العدو، في إطار المواجهة الأبدية، بين طريقي الحق والباطل، والخير والشر، والهدى الضلال، كل ما هو متاح في عالم الاتصال واستخدم بكفاءة واقتدار آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا ووسائط الإعلام الحديث، لكنه ببساطة افتقر إلى المصداقية والمُثل العليا، لذلك مازال يتعرض للهزائم والانتكاسات واحدة تلو الأخرى، ولا يكاد يستفيق من صدمة انكسار حتى يُصعق بخسران آخر، وإن حقّق بعض الاختراقات أحيانا، وظن انه تمكن من تحقيق شيء من أهدافه، فإن ذلك سرعان ما يتكشّف، ويظهر غثه من سمينه، أمام وعي، بات متناميا لدى أبناء اليمن، وكثير من شعوب دول محور مقاومة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة والعالم، وأدواته المحليين والإقليميين.
-إن المعركة الدائبة بين الإسلام وأعدائه، لم تنتهِ إلى يومنا بل وباتت تستخدم وسائل إعلامية أكثر تطورا، وإمكانيات وتأثيرا، مستخدمة أساليب التشكيك والبلبلة، الكيد والدسّ، التربّص والتدبير، وهي ذاتها التي واجهت الدعوة في صدر الإسلام بقدرات أقل.. لكن يبقى التوجيه القرآني، واستراتيجية الرسول الإعلامية- التي تحرك بموجبها في مواجهة كفار ومشركي ومنافقي ويهود الأمس وألحق بهم هزيمة نكراء- رصيداً حيا للمسلمين كلمّا همّوا للتحرك لتحقيق منهج الله في الأرض، ونبراسا لا يخبو ضوؤه، في مواجهة حملات التشويه والتزييف، رغم فارق الإمكانيات بين التيارين.
-لا شك أن حضور الهدي الرباني، في أدائنا الإعلامي اليوم، من شأنه أن يجلو أبصار وصدور المؤمنين، ويبثّ في قلوبهم الطمأنينة بحتمية النصر في غمرة الصراع الحضاري، الذي نخوض غماره اليوم وغدا وفي كل العصور.
-من توصيات الندوة، وأوراق العمل، التي ألقيت فيها من قبل نخبة من الأكاديميين والإعلاميين، ونرى من الأهمية بمكان أن تجد لها آذانا صاغية، من قبل حكومتنا الرشيدة، “الاهتمام بدعم الإعلام الوطني وخصوصا الإعلام الرسمي، وتوفير ما أمكن من الدعم والإسناد ليكون قادرا على أداء رسالته الإعلامية في التصدي للعدو وفي التعبير الرصين، عن هموم وتطلعات ونبض الشعب اليمني، كما كان دائما”.
-شكرا لقيادة المؤسسة ولكل من أسهم في تنظيم الندوة الضافية التي وضعت الكثير من النقاط على الحروف.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
موسم عتق.. خطيب المسجد النبوي: رمضان ميدان سباق وروضة إيمان لهؤلاء
قال الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي ، إن شهر رمضان ميدان سباق لمن عرف قدره، ومنبع إشراق لمن أدرك سره، وموسم عِتق لمن أخلص أمره، وروضة إيمان لمن طابت سريرته واستنار فكره.
موسم عتقواستشهد “ الثبيتي” خلال خطبة الجمعة الرابعة من شعبان اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)، منوهًا بأن هذا رمضان خيراته تتدفق، وأجوره تتزاحم وتتلاحق.
وأوصى المسلمين بالاستعداد له استعدادًا يليق بمقامه، وسلوكًا يرتقي لنعمه وإجلاله، مشيرًا إلى أنه قد لاحت بشائر رمضان، واقترب فجره، وتاقت القلوب لنوره، هو تاج الشهور، ومعين الطاعات، نزل القرآن في رحابه، وعزّ الإسلام في ظلاله، وتناثرت الفضائل في سمائه.
وأوضح رمضان أيامه معدودة، وساعاته محدودة، يمر سريعًا كنسيم عابر، لا يمكث طويلًا، لافتًا إلى أن الاستعداد لرمضان يكون بتهيئة النفس، ونقاء القلب، وإنعاش الروح، من خلال تخفيف الشواغل، وتصفية الذهن.
وأفاد بأن راحة البال تجعل الذكر أحلى، والتسبيح أعمق، وتمنح الصائم لذة في التلاوة، وأنسًا في قيام الليل، مشيرًا إلى أن تهيئة القلب تكون بتنقيته من الغل والحسد، وتصفيته من الضغينة والقطيعة وأمراض القلوب.
وبين أنه لا لذة للصيام والقلب منشغل بالكراهية، ولا نور للقيام والروح ممتلئة بالأحقاد، ناصحًا المسلمين إلى تنظيم الأوقات في هذا الشهر الفضيل، فلا يضيع في اللهو، ولا ينشغل بسفاسف الأمور، وخير ما يستعد به العبد الدعاء الصادق من قلب مخبت خاشع.
شهر القرآنولفت إلى أن رمضان شهر القرآن، ولتلاوته فيه لذة تنعش القلب بهجةً وحلاوة تفيض على الروح قربًا، ففي تلاوة القرآن يشرق الصدر نورًا، وبكلماته تهدأ النفس سرورًا، وبصوت تلاوته يرق القلب حبًا، فتشعر وكأن كل آية تلامس روحك من جديد، وكأن كل حرف ينبض بالحياة.
وأبان أن رمضان مدرسة الإرادة وساحة التهذيب، يدرّب الصائم على ضبط شهواته، وكبح جماح هواه، وصون لسانه عما يخدش صيامه، فيتعلّم كيف يحكم زمام رغباته، ويُلجم نزواته، ويغرس في قلبه بذور الصبر والثبات، وهذه الإرادة التي تربى عليها المسلم في رمضان تمتد لتشمل الحياة كلها، فمن ذاق لذة الانتصار على نفسه سما بإيمانه وشمخ بإسلامه فلم يعد يستسلم للهوى، ولا يرضى بالفتور عن الطاعة.
قوة حيةواستشهد بقولة تعالى (وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)، لافتًا إلى أن رمضان بشعائره ومشاعره محطة ارتقاء بالإنسان، ورُقِيّ بالحياة، فهو يبني الإنسان الذي هو محور صلاح الدنيا وعماد ازدهارها، ويهذب سلوكه، ويسمو بأهدافه.
وأشار إلى أن العبادة ليست طقوسًا جامدة، بل قوة حية تغذي الإنسان ليبني المجد على أسس راسخة من الدين والأخلاق والعلم، مستشهدًا بقوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).
ونوه بأن الله تعالى اختص المريض والمسافر برخصة، فجعل لهما فسحةً في القضاء بعد رمضان، مستشهدًا بقوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، مبينًا أن التشريع رحمة، وأن التيسير مقصد.
ونبه إلى أن الصيام لم يُفرض لإرهاق الأجساد، بل لتهذيب الأرواح، وترسيخ التقوى، فأوجه العطاء في رمضان عديدة، وذلك من خلال إنفاق المال، والابتسامة، وقضاء حوائج المحتاجين ومساعدتهم، والصدقة الجارية، وقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود ما يكون في رمضان ، عطاؤه بلا حدود، وكرمه بلا انقطاع، يفيض بالجود كما يفيض السحاب بالمطر، لا يرد سائلًا، ولا يحجب فضلًا.