الثورة نت:
2025-03-04@16:15:47 GMT

شعر المديح النبوي .. ذلك الحب العظيم

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

شعر المديح النبوي .. ذلك الحب العظيم

 

إعداد/محمد أبو هيثم
حفل الشعر العربي بنوع رفيع من الأدب والإبداع الشعري الراقي والسامي، ألا وهو شعر المديح النبوي الذي تخصص بمدح الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وذلك بمدح صفاته وحياته وسيرته العطرة وبكل ما يتعلق به صلوات الله عليه وسلامه.
كما نجد في شعر المديح النبوي ذلك الحب العظيم والشوق الكبير لرسول الرحمة والإشادة والإعجاب العميق بكل أعمال الرسول الكريم وأخلاقه وخلقه وصفاته المثلى.


كما ينضح المديح النبوي بذلك الحب العظيم الذي يكنه كل مسلم لرسول الرحمة وعمق وروعة وعظمة مكانة النبي الكريم في قلوب ووجدان أبناء الأمة الإسلامية .
وشعر المديح النبوي هو نابع من حب الشعراء للرسول الكريم ولمكانته العظيمة، وهو مديح لا يرجومنه الشاعر سوى التعبير عن حبه للرسول الكريم والإعجاب الخالص بكل ما يمثله رسول الرحمة من معانٍ وقيم وصور إيمانية ناصعة ومشرقة.
* وقد اهتم الكثير من الأدباء بالكتابة عن شعر المديح النبوي وتعريفه وإبراز خصائصه الفنية ومنهم الدكتور زكي مبارك الذي ألف كتاب “المدائح النبوية في الأدب العربي”، وعرف المدائح النبوية بأنها: فن من فنون الشعر التي أذاعها التصوف، فهي لون من التعبير عن العواطف الدينية، وباب من الأدب الرفيع؛ لأنها لا تصدر إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص”.
من قصائد المديح النبوي الشهيرة
*حسان بن ثابت الخزرجي:
وله عدة قصائد في مدح الرسول، والذود عنه، وهجاء كفار قريش، وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول له “اهجهم و روح القدس معك” ومن أشهر قصائده الدالية :
ومطلعها:
بطيبة َ رسمٌ  للرسولِ  ومعهدُ  منيرٌ،
و قد  تعفو  الرسومُ  وتهمدُ
ولا تنمحي الآياتُ من دارِ حرمة
بها مِنْبَرُ الهادي الذي كانَ يَصْعَدُ
ووَاضِحُ آيــاتٍ، وَبَاقي  مَعَالِمٍ
وربعٌ لهُ فيهِ مصلى ومسجدُ
بها حجراتٌ كانَ ينزلُ وسطها
مِنَ الله نورٌ يُسْتَضَاءُ، وَيُوقَدُ.
*كعب بن زهير
هذا الشاعر كتب قصيدته هذه بعد إسلامه وكان قد سبق وأن هجا النبي عندما كان مشركا وأهدر النبي عليه وآله الصلاة والسلام دمه، ولكنه ما لبث أن ندم وجاء إلى الرسول معتذرا معلنا إسلامه ومدحه بهذه القصيدة فعفا عنه الرسول وألبسه بردته ولهذا السبب سميت القصيدة “بالبردة” وصارت من اشهر قصائد المديح النبوي ومطلعها:
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ.
ومنها:
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً
وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ
وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ
فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت
إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ.
ومنها قوله:
إِنَّ الرَسولَ لَنورٌ يُستَضاءُ  بِهِ
مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ  اللَهِ  مَسلولُ .
*شرف الدين محمد البوصيري
يعتبر من أهم شعراء المديح النبوي، وقد أوقف شعره  وفنه على مدح الرسول صلى الله عليه وآله سلم، وله الكثير من قصائد المديح النبوية ومن اشهرها ” البردة” والتي عارضها الكثير من الشعراء في مختلف العصور:
أمِنْ  تذَكُّرِ  جيرانٍ   بذي  سلمِ
مزجتَ  دمعاً   جرى  من  مقلة ٍ  بدمِ
أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمة
وأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
فما  لعينيكَ  إن  قلتَ  اكففا  هَمَتا
و مَا   لِقَلْبِك  إنْ  قُلْتَ  اسْتَفِقْ   يَهِمِ
أَيَحْسَبُ  الصَّبُّ   أنَّ  الحُبَّ  مُنْكتِمٌ
ما  بَيْنَ  مُنْسَــجِم  منهُ  و مضطَرِمِ
لولاَ  الهَوَى  لَمْ  تُرِقْ  دَمْعاً عَلَى  طَلَلٍ
و لا  أرقتَ  لذكرِ البانِ والعَلمِ
فكيفَ  تُنْكِرُ  حُبَّا  بعدَ  ما شَــــهِدَتْ
به عليكَ  عدولُ   الدَّمْعِ  والسَّقَم
وَأثْبَتَ  الوجْدُ  خَطَّيْ عَبْرَة ٍ و ضَنًى
مِثْلَ  البَهارِ عَلَى  خَدَّيْكَ  والعَنَمِ
نعمْ  سرى  طيفُ  من أهوى  فأرقني
والحُبُّ  يَعْتَرِضُ  اللَّذاتِ بالأَلَمِ
يا لائِمِي في  الهَوَى العُذْرِيِّ  مَعْذِرَة ً
منِّي إليكَ و لو أنصفتَ  لم  تلُمِ
عَدَتْكَ  حالِيَ  لا  سِرِّي  بمُسْتَتِرٍ
عن  الوُشاة ِ و لادائــي  بمنــــحسمِ
مَحَّضَتْنِي النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُه
إنَّ المُحِبَّ عَن العُذَّالِ في  صَمَمِ
* أحمد شوقي
كتب قصيدة “نهج البردة” وهي معارضة لبردة البوصيري كما كتب قصيدة ” سلوا قلبي” وقصيدة ” “وُلِدَ  الهُدى  فَالكائِناتُ  ضِياءُ      ”
ريمٌ   عَلى   القاعِ   بَينَ   البانِ   وَالعَلَمِ
أَحَلَّ  سَفكَ   دَمي   في   الأَشهُرِ   الحُرُمِ
رَمى   القَضاءُ    بِعَينَي    جُؤذَرٍ    أَسَدًا
يا  ساكِنَ   القاعِ   أَدرِك   ساكِنَ   الأَجَمِ
لَمّا    رَنا     حَدَّثَتني     النَفسُ     قائِلَةً
يا  وَيحَ  جَنبِكَ  بِالسَهمِ   المُصيبِ   رُمي
جَحَدتُها   وَكَتَمتُ   السَهمَ    في    كَبِدي
جُرحُ   الأَحِبَّةِ   عِندي   غَيرُ   ذي    أَلَمِ
رُزِقتَ  أَسمَحَ  ما  في  الناسِ  مِن  خُلُقٍ
إِذا  رُزِقتَ   اِلتِماسَ   العُذرِ   في   الشِيَمِ
يا   لائِمي   في   هَواهُ    وَالهَوى    قَدَرٌ
لَو  شَفَّكَ   الوَجدُ   لَم   تَعذِل   وَلَم   تَلُمِ
لَقَد     أَنَلتُكَ     أُذنًا     غَيرَ      واعِيَةٍ
وَرُبَّ    مُنتَصِتٍ    وَالقَلبُ    في    صَمَمِ
ومما قاله في مدح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
أَسرى   بِكَ   اللَهُ    لَيلاً    إِذ    مَلائِكُهُ
وَالرُسلُ في  المَسجِدِ  الأَقصى  عَلى  قَدَمِ
لَمّا    خَطَرتَ    بِهِ     اِلتَفّوا     بِسَيِّدِهِمْ
كَالشُهبِ   بِالبَدرِ    أَو    كَالجُندِ    بِالعَلَمِ
صَلّى   وَراءَكَ   مِنهُمْ   كُلُّ   ذي   خَطَرٍ
وَمَن     يَفُز     بِحَبيبِ     اللهِ     يَأتَمِمِ
جُبتَ السَماواتِ   أَو   ما    فَوقَهُنَّ   بِهِمْ
عَلى       مُنَوَّرَةٍ        دُرِّيَّةِ       اللُجُمِ
رَكوبَةً   لَكَ   مِن   عِزٍّ    وَمِن   شَرَفٍ
لا  في  الجِيادِ  وَلا   في   الأَينُقِ  الرُسُمِ
مَشيئَةُ     الخالِقِ     الباري  وَصَنعَتُهُ
وَقُدرَةُ    اللهِ    فَوقَ     الشَكِّ     وَالتُهَمِ
حَتّى   بَلَغتَ   سَماءً    لا    يُطارُ    لَها
عَلى   جَناحٍ   وَلا   يُسعى  عَلى    قَدَمِ
وَقيلَ     كُلُّ      نَبِيٍّ      عِندَ      رُتبَتِهِ
وَيا    مُحَمَّدُ    هَذا    العَرشُ    فَاستَلِمِ.
ومن قصيدة ” سلوا قلبي”:
سَلو  قَلبي   غَداةَ   سَلا    وَثابا
لَعَلَّ   عَلى  الجَمالِ   لَهُ  عِتابا
وَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ
فَهَل تَرَكَ  الجَمالُ  لَهُ  صَوابا
وَكُنتُ إِذا  سَأَلتُ  القَلبَ   يَومًا
تَوَلّى الدَمعُ عَن قَلبي   الجَوابا
وَلي  بَينَ  الضُلوعِ  دَمٌ  وَلَحمٌ
هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ   الشَبابا
تَسَرَّبَ في الدُموعِ  فَقُلتُ:وَلّى
وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ: ثابا
وَلَو  خُلِقَتْ  قُلوبٌ  مِن  حَديدٍ
لَما  حَمَلَتْ  كَما  حَمَلَ  العَذابا.
تَجَلّى  مَولِدُ   الهادي   وَ عَمَّتْ
بَشائِرُهُ   البَوادي    والقِصابا
وَأَسدَتْ لِلبَرِيَّةِ   بِنتُ   وَهبٍ
يَدًا   بَيضاءَ   طَوَّقَتِ   الرِقابا
لَقَد   وَضَعَتهُ   وَهّاجًا   مُنيرًا
كَما   تَلِدُ السَماواتُ   الشِهابا
فَقامَ عَلى سَماءِ البَيتِ نورًا
يُضيءُ جِبالَ   مَكَّةَ   وَالنِقابا
وَضاعَت يَثرِبُ الفَيحاءُ مِسكًا
وَفاحَ   القاعُ   أَرجاءً وَطابا
أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ   قَدري
بِمَدحِكَ  بَيدَ  أَنَّ  لِيَ   انتِسابا
فَما عَرَفَ  البَلاغَةَ   ذو  بَيانٍ
إِذا   لَم    يَتَّخِذكَ   لَهُ    كِتابا
مَدَحتُ  المالِكينَ فَزِدتُ  قَدرًا
فَحينَ مَدَحتُكَ  اقتَدتُ  السَحابا.
أما قصيدة شوقي الشهيرة الثالثة فهي ” وُلِدَ    الهُدى    فَالكائِناتُ     ضِياءُ    ”   ويقول في مطلعها :
وُلِدَ    الهُدى    فَالكائِناتُ     ضِياءُ
وَفَمُ     الزَمانِ     تَبَسُّمٌ       وَثَناءُ
الروحُ    وَالمَلَأُ    المَلائِكُ     حَولَهُ
لِلدينِ     وَالدُنيا     بِهِ     بُشَراءُ
وَالعَرشُ  يَزهو   وَالحَظيرَةُ   تَزدَهي
وَالمُنتَهى    وَالسِدرَة    العَصماءُ
وَحَديقَةُ   الفُرقانِ    ضاحِكَةُ    الرُبا
بِالتُرجُمانِ        شَذِيَّةٌ      غَنّاءُ
وَالوَحيُ  يَقطُرُ  سَلسَلًا  مِن   سَلسَلٍ
وَاللَوحُ    وَالقَلَمُ    البَديعُ    رُواءُ.
وهناك الكثير من قصائد المديح النبوي التي كتبت في مختلف العصور والأزمنة والتي صارت من درر الأدب العربي والإنساني، وحملت في مضامينها أبهى صور المعاني السامية عن رسول الرحمة محمد صلوات الله عليه وسلامه عليه وآله.
تصوير/ حامد فؤاد

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قصة هجرة إبراهيم عليه السلام ومعجزة ماء زمزم

استعرضت قناة المحور قصة هاجر ونبي الله إبراهيم عليه السلام مع زوجته سارة من العراق متجهين إلى فلسطين، بعد أن قابله قومه الوثنيون بالصد عن سبيل الله تعالى والتكذيب، وهددوه بحرقه بالنار. بعد أن استقر في مدينة الخليل، اضطر للهجرة إلى مصر بسبب الحاجة للطعام. وعندما وصل إلى مصر.

و كانت زوجته سارة من أجمل نساء الأرض، مما أثار طمع فرعون مصر، فحاول أن يظلمها دعَت سارة الله تعالى أن يصرف عنها كيد فرعون. 

فكان كلما اقترب منها أصابه صرع شديد، فيطلب منها أن تدعو الله له ليذهب عنه ما هو فيه. تكررت هذه الحادثة عدة مرات، حتى علم فرعون أن سارة محفوظة بحفظ الله، فأطلقها وأعطاها جارية لها تُدعى هاجر.

عندما عادت سارة إلى إبراهيم عليه السلام، وهبت له هاجر. واستمر زواج إبراهيم من سارة لمدة عشرين عامًا دون أن يرزق منها بأولاد، فكانت سارة ترغب في أن يكون له ولد. فدخل إبراهيم عليه السلام على هاجر، فحملت بهاجر، وبعد فترة ولدت له إسماعيل عليه السلام.

معجزة ماء زمزم

انتقل إبراهيم عليه السلام مع زوجته هاجر وابنه إسماعيل إلى مكة المكرمة، حيث كانت صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا شجر. ترك إبراهيم عليه السلام زوجته وطفله في تلك الأرض الجرداء ومضى في طريقه. سألت هاجر إبراهيم: "يا إبراهيم إلى أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي لا أنيس فيه؟"، فلم يُجبها، ثم كررت السؤال عدة مرات، فكان يجيبها فقط: "نعم، هذا أمر الله". عندئذ قالت هاجر: "إذن لا يضيعنا الله"، وتركها إبراهيم عليه السلام تواصل حياتها مع طفلها.

نفد الماء واشتد الجوع والعطش على هاجر وابنها إسماعيل، فبدأت تبحث عن الماء بين جبال مكة. وعندما بلغت حافة اليأس، سمعت صوتًا، فاستبشرت خيرًا، وإذا بجبرائيل عليه السلام يظهر ويضرب الأرض برجله، فانفجرت منها عين ماء عظيمة. كان ذلك ماء زمزم، الذي أصبح معجزة من معجزات الله تعالى. شربت هاجر وابنها إسماعيل حتى ارتووا، وظلت عين زمزم مياهاً عذبة تتدفق.

 حفر زمزم

مرت سنوات طويلة حتى جاء يوم كان فيه عبد المطلب، جدّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نائمًا عند الكعبة، فسمع في منامه صوتًا يأمره بحفر زمزم. فأخبر قريشًا بذلك، فطلبوا منه أن يعود للنوم ليحلم مرة أخرى إن كان الأمر من الله. وعندما تكرر المنام، ذهب عبد المطلب مع ابنه الحارث، وبدأ في البحث عن مكان بئر زمزم وفق الأوصاف التي رآها في منامه.

اكتشف عبد المطلب الموقع بين وثنين من أوثان قريش، وعندما بدأ في الحفر تدفّق الماء بغزارة، وكان هذا الماء هو ماء زمزم. وعثر على أسياف ودروع ذهبية دفنتها قبيلة جُرهم قبل أن تُطرد من مكة. حاولت قريش أن تطالب بنصيب من هذا الكنز، لكن عبد المطلب رفض ذلك، وأشار إلى أنهم سيقترعون لتحديد نصيب كل منهم. ومن خلال الاقتراع، كان نصيب الكعبة المشرفة الذهبَ الذي اكتشفه عبد المطلب.

مقالات مشابهة

  • دعاء ختم القرآن في رمضان .. تعرف عليه
  • القارئ الطبيب صلاح الجمل لـ«الأسبوع»: أنا العربي الوحيد الذي سُمح له أن يسجل القرآن في الحرمين النبوي والمكي
  • أكثر من 5 ملايين مُصلٍ في المسجد النبوي خلال الأسبوع الماضي
  • أزهري: الرسول حذر من البخل.. فيديو
  • هل الحب بين الولد والبنت حراما؟ علي جمعة: الحبيب له أجر شهيد
  • قصة هجرة إبراهيم عليه السلام ومعجزة ماء زمزم
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • صحابيات الرسول| عسراء اللسان.. تعرف عليها
  • دعاء اليوم الثاني من رمضان.. تعرف عليه
  • علي جمعة يكشف عن قواعد الحب بين الرجال والنساء