الأمم المتحدة تشتبه في وقوع جرائم حرب في السودان وتدعو إلى نشر قوة “محايدة”

 

الثورة / وكالات

أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس، أن استمرار حرب السودان لأكثر من 500 يوم يعرض نصف السكان للجوع الشديد، في أول مجاعة بالعالم معلن عنها منذ 2017م.
وكتب البرنامج في منشور على منصة (إكس).. قائلاً: إنه “ليس هناك وقت لنضيعه، ولا يزال الوصول الإنساني والتمويل أمرين بالغي الأهمية”.


وأعلن البرنامج يوم الجمعة الماضي عن إدخال مساعدات غذائية لغرب دارفور، وذلك بهدف مكافحة خطر المجاعة في السودان.. لافتا إلى أنه تمكن من إدخال شاحنات تحمل مائة طن عبر المعبر الحدودي “أدري” مع تشاد.
من جهة أخرى تعهد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس يوم أمس، خلال زيارته للسودان بحشد الجهود الدولية لدعم النظام الصحي في السودان، وفقا لبيان صادر عن وزارة الصحة السودانية.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية في أعقاب محادثات مع وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم في مدينة بورتسودان شرق السودان: إن السودان يحتاج إلى الكثير من الدعم من الشركاء في المجال الصحي.
وأضاف إبراهيم: إن زيارة تيدروس سوف تعزز العلاقات بين السودان ومنظمة الصحة العالمية، والتي قامت “بجهود كبيرة في توفير الدعم الفني والمادي”، وفقا للبيان.
من جانب آخر، قالت وزارة الصحة السودانية أمس: إن الأمطار الغزيرة التي ضربت أجزاء من السودان مؤخرا أسفرت عن مقتل 205 أشخاص، بينما سجل السودان 5081 حالة كوليرا، بما في ذلك 176 وفاة.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023م، صراعا داميا بين الأطراف المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 16 ألفا و650 قتيلا.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 10.7 مليون شخص نزحوا داخليا في السودان، بينما يسعى نحو 2.2 مليون آخرين للجوء إلى البلدان المجاورة.
إلى ذلك دعا خبراء من الأمم المتحدة أمس الجمعة إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة دون تأخير” في السودان، بهدف حماية المدنيين من الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان اللذان “ارتكبا سلسلة مرعبة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم دولية، حيث يمكن اعتبار الكثير منها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، على حد تعبيرهم.
وأكد محمد شاندي عثمان، رئيس بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن السودان، على خطورة هذه النتائج، مشيرا إلى “الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين أصبحت أكثر وضوحا من أي وقت مضى.”
وفيما يتعلق بحماية المدنيين، قالت البعثة الأممية “نظرا لعدم تجنب الطرفين المتحاربين إيذاء المدنيين، فإن نشر قوة مستقلة ومحايدة بتفويض لحماية المدنيين هو أمر لا بد منه وبأسرع وقت ممكن.”
وأضاف رئيس البعثة الأممية أن “حماية السكان المدنيين تعد مسألة حيوية، ويجب على جميع الأطراف الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ووقف جميع الهجمات ضد المدنيين بشكل فوري وغير مشروط.”
وفيما يتعلق بالانتهاكات، أشار التقرير إلى أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى جانب حلفائهم، مسؤولون عن انتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك هجمات مباشرة وعشوائية استهدفت المدنيين والمدارس والمستشفيات وشبكات الاتصالات والإمدادات الحيوية من المياه والكهرباء.
بالإضافة إلى ذلك، ارتكب الطرفان المتحاربان “أعمال اغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي، واعتقالات تعسفية، وتعذيب وسوء معاملة، مما يشكل جرائم حرب”.
وسلط الخبراء الضوء على “الهجمات المروعة التي نفذتها قوات الدعم السريع وحلفاؤها ضد المجتمعات غير العربية، خاصة المساليت في الجنينة والمناطق المحيطة بها في غرب دارفور.”
كما أشاروا إلى ارتكاب جرائم قتل وتعذيب واغتصاب وتدمير للممتلكات ونهبها، معتبرين أن هذه الأفعال قد تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
ويجدر بالذكر أن مجلس حقوق الإنسان قد أنشأ هذه البعثة الأممية في أواخر العام الماضي لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في السودان منذ اندلاع الحرب.
وقد أسفر الاقتتال في السودان عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، بينما تشير التقديرات إلى أن العدد الفعلي للقتلى قد يصل إلى 150 ألف شخص.
كما أدت الحرب إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو إلى البلدان المجاورة، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، وألحقت دمارًا هائلًا بالبنية التحتية، حيث تعطلت أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی السودان إلى أن

إقرأ أيضاً:

اﻟﺴﻮدان.. وﻟﻴﻤﺔ ﻷﻓﺮاس اﻟﻨﻬﺮ

«الرقيق الأبيض» مسار إجبارى للأطفال والنساء!

لا شيء يحدث عبثا كما أن الربط بين تفاصيل الأحداث فى السودان الشقيق يعجزك عن الوصف، ففى مارس العام الماضى رج فرس النهر من النيل مفاجئاً جنوداً بمدينة كوستى بجنوب السودان المنفصل عن الجسد الكبير عبر استفتاء يوليو2011، وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى فيديو لفرس النهر أثناء تجوله فى أحد شوارع جنوب السودان، بعد خروجه من النيل الأبيض. وكأنه يشير لنا لما يجرى تحت النهر من صراع محتدم بين الإخوة الفرقاء لتصل الوحشية إلى حد بيع النساء فى الأسواق بعد سلسلة من الانتهاكات وحفلات الاغتصاب بمعسكرات النازحين فضلا عن تجنيد الأطفال. طبقا لتقارير دولية وحقوقية وشهادات محلية للضحايا.

 «إن الوضع فى السودان هو من أبشع الأوضاع التى شهدَتها خلال مسيرتى المهنية فى الأمم المتحدة والممتدة على مدار 30 عاما» عبارات مختصرة لـ«ليلى بكر» الامريكية من أصول فلسطينية ذات القسمات الهادئة مع الجدية متوسطة بعض النسوة السودانيات مرتدية وشاحا على رأسها مطبوعا على شكل وردة كبيرة من «الكتان والأورجنزا، ولباس بسيط قميص مموج من بضعة ألوان مبهجة بينما غلب فيها الأزرق رمزا للنيل وبنطال قصير لونه كسن الفيل.

تحدق «بكر» فى قسماتهن غير مستوعبة لتلك الصدمة التى هوت على رأسها من فرط الإجرام اللامحدود فيما غطت السودانيات وجوههن وتدارين بعضهن خجلا من الكلمات، بينما كانت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية تستمع لهن بمرارة عما يواجهن من ثلاثية «الدم والجوع والاغتصاب» على مائدة أفراس النهر من قوات الجيش والدعم السريع المتناحرين على جثة السودان الذى تنهش الكوليرا أكثر من 11 من ولاياته فى حصد جديد لأرواح ضحايا الحرب.

كشفت المسئولة الأممية للصحفيين فى مقر الأمم المتحدة فى نيويورك عبر الفيديو من العاصمة الاردنية عمان على ما شهدته خلال زيارتها قبل أيام إلى السودان الشقيق والوضع المأساوى هناك، حيث قالت إن النساء والفتيات جُردن من كل ضرورياتهن الأساسية. وأضافت «تخيلوا الآلاف من النساء مكتظات فى ملجأ حيث ليس لديهن مياه نظيفة، ولا نظافة، ولا طعام كافٍ لوجبتهن التالية، ولا رعاية طبية لهؤلاء النساء النازحات».

وأشارت إلى زيارتها لأحد ملاجئ النساء فى منطقة ديم عرب فى مدينة بورتسودان على البحر الأحمر والذى كان من المفترض أن يستوعب بضع مئات من الأشخاص، لكنه يؤوى الآن أكثر من ألفى نازحة، فى بيئة مزدحمة للغاية.

وأكدت أنه رغم ذلك الاكتظاظ، فإن النساء والفتيات هناك شعرن بسعادة لمجرد وجودهن بين نساء أخريات حيث يمكنهن التجمع، والوصول إلى الخدمات، والتحدث بحرية لأول مرة، بعد أن نزحن عدة مرات.

وتواصل «بكر» شهادتها مسترجعة لحظة معينة أثرت فيها كثيرا أثناء وجودها فى بورتسودان عندما كانت تجلس على الأرض مع بعض النساء، وكن يروين لها قصصهن، حيث كانت هناك شابة خجولة «روت لى ما حدث وهى تهمس فى أذنى بلطف شديد، أنها تعرضت للاغتصاب».

وقالت «بكر» بصوت متهدج إن الشابة النازحة زينب تعرضت للاغتصاب أثناء فرارها من منزلها فى الخرطوم، حيث فقدت كل شيء. كانت هى المعيلة الوحيدة لأسرتها، وهذه امرأة تبلغ من العمر 20 عاماً وكان ينبغى أن تكون فى أوج نشاطها وحياتها.

وأضافت بكر: «لقد عانت زينب 15 شهراً من الصمت والألم حتى أتت إلى ذلك المركز. وهناك تمكنت من الحصول على المشورة النفسية الاجتماعية. وتمكنت من مقابلة نساء أخريات كن فى نفس الموقف، ومن البدء فى إعادة بناء حياتها».

تشير المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية إلى خطر المجاعة الذى يهدد أكثر من 26 مليون شخص فى السودان، وهو ما يعادل تقريبا عدد سكان أستراليا. وقالت بكر: «بالنسبة لستمائة ألف امرأة حامل، من المرجح أن تموت 18 ألفا نتيجة لهذه المجاعة. وهن لا يعرفن من أين ستأتى وجبتهن التالية».

وتوضح أنه بالنظر إلى تعقيدات الصراع والخسارة المادية والبشرية والدمار الناجم عن النزوح وفقدان الأحباء، فضلا عن انتشار العنف الجنسى على نطاق واسع، «يمكنك أن تفهم أننا نشعر بقلق بالغ، كصندوق الأمم المتحدة للسكان، بشأن العواقب، سواء الفورية أو طويلة الأجل، بالنسبة للنساء والفتيات فى السودان».

وشددت «بكر» على الحاجة إلى وصول إنسانى دون عوائق أو عراقيل، وهو أمر يمثل مشكلة حقيقية بالنسبة لنا.

وأكدت المسئولة الأممية أنه من خلال لقاءاتها مع النساء فى السودان وما استمعت إليه منهن مباشرة، فإن ما يرغبن فيه أكثر من أى شيء آخر أكثر من الماء، وأكثر من الطعام هو الحماية الفورية من الحرب المستعرة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع على مدار أكثر من عام ونصف العام دون بارقة أمل فى الأفق لوقف الجنون، وأضافت أنهن يردن السلام والاستقرار. إنهن يردن ألا يعشن هذه التجربة مرارا وتكرارا.

«شيلدون ييتّ» ممثل منظمة يونيسف فى السودان لم يكن بعيدا عما طالبت به «بكر» للنساء وشدد على وجوب توقّف الفظائع التى ترتكب فى حق أطفال السودان وما يتعرضون له فى ظل الحرب المتواصلة. وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أنّ الهجمات المروعة التى تُسجَّل وسط الاقتتال الدائر فى السودان تمضى فى إلحاق الضرر بالصغار.

وقال «ييت» إنّ العام الماضى شهد أكبر عدد من الانتهاكات الجسيمة الموثقة ضد أطفال السودان منذ أكثر من عقد من الزمن. مشيرا إلى ان الانتهاكات شملت قتل الأطفال وتشويههم بنسبة قُدّرت بنحو 72%، تلاها تجنيد الصغار واستغلالهم من قبل الجماعات المسلّحة وتعرّضهم للعنف الجنسى.

ووصفت نائبة ممثّل يونيسف فى السودان «مارى لويز إيغلتون» الوضع هناك بأنّه أزمة منسيّة، وأوضحت أنّ أطفال السودان من أبرز ضحاياها، وأنّ نحو «24 مليون طفل يعيشون كابوسًا حقيقيًا. ويشكل الأطفال عمومًا القدر الكبير من الفئات الأكثر هشاشةً وسط النزاعات».

 

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر: لائحة الاتحاد الأوروبي لحماية البالغين قد تنتهك حقوق ذوي الإعاقة
  • كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية في غزة: يجب العمل لتسهيل دخول المساعدات إلى القطاع
  • أوكرانيا تدعو الأمم المتحدة و«الصليب الأحمر» للانضمام للجهود الإنسانية في كورسك
  • السودان في ظل حرب أهلية جديدة: الظروف الإنسانية والتدخلات الخارجية
  • مجلس الأمن يناقش وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • اﻟﺴﻮدان.. وﻟﻴﻤﺔ ﻷﻓﺮاس اﻟﻨﻬﺮ
  • منظمات دولية بجنيف تدعو لتحرير ساكنة مخيمات تندوف من بطش البوليساريو
  • أستاذ علاقات دولية: فلسطين أصبحت لها مكانة كبيرة في الأمم المتحدة
  • مسؤولة أممية تكشف عن قسوة معاناة السودانيات
  • يتعرضن للاغتصاب.. مسؤولة أممية تدعو لحماية النازحات في السودان