صحيفة البلاد:
2024-09-17@00:34:18 GMT

مفاهيم السعادة

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

مفاهيم السعادة

البحث عن السعادة مطلب مهم في حياة الإنسان، فمنذ أن يتفتح وعيه على الحياة، وهو ينشد أن يكون في هذه الدائرة ولا يفارقها.

ولكن هل السعادة في المال أو الولد أو القناعة.؟ لا شك أن سعادة الإنسان تتعلق بأشياء عديدة؛ كالعافية والمال والتكاثر وتحقيق الأمنيات، وليس بالضرورة أن يحصل الإنسان على كل أسباب السعادة، بل عليه أن يواجه المنغصات، بينما هو يستمتع بالحياة، وكل إنسان له زاوية في قالب السعادة، حتى الأولاد لهم سعادة خاصة.

ومن واجبنا أن نبحث عن السعادة في حياة الأطفال، وكيف يمكن تعزيزها من خلال الأنشطة التعليمية والترفيهية، التي تعكس قيم الفرح والتفاؤل، ولا يخفي علينا تأثير السعادة على نموهم وتطورهم بشكل إيجابي.

السعادة تأتي من عوامل متعددة؛ مثل القبول الذاتي، والعلاقات الإيجابية، وممارسة النشاطات التي تحبها، وتحقيق الأهداف الشخصية. يمكن أن تكون السعادة أيضًا ناتجة عن الشعور بالامتنان والتقدير للأشياء الصغيرة في الحياة. السعادة في القلب تعكس الفرح والرضا الداخلي، عندما يكون الإنسان سعيدًا في قلبه، ينعكس ذلك على حياته بشكل إيجابي، ويؤثر على علاقاته وسلوكياته بطريقة إيجابية.

إن السعادة لها أهمية خاصة في حياة الإنسان، فهي تساهم في تحسين الصحة النفسية والعقلية، وتزيد من مستوى الرضا والإيجابية في الحياة اليومية. بالإضافة إلى ذلك، تساعد على بناء علاقات قوية مع الآخرين.
لا بد أن نضع معيارًا للسعادة يختلف من شخص لآخر.
وقفة:
السعادة أن تعيش على إرضاء الله وحده؛ لا البشر.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

كتب التنمية البشرية: سوق السعادة بأدنى الأثمان

سعيد خطيبي*

أتجول في متجر كتب عربية، على الإنترنت، وأصادف الكم الهائل من كتب التنمية البشرية، التي يحتل بعضها المراتب الأولى في قائمة المبيعات. وهذا ليس غريباً، بحكم أن هذا النوع من الكتب صار مثل فيروس، احتل العالم بأسره، وفي كل مكان يحتل الصدارة في اهتمامات القراء. تلك الكتب بأغلفتها المزركشة مثل الكتب المدرسية، وعناوينها الجذابة، التي يسهل أن يقع في فخها القارئ المتعطش إلى الوصفات السحرية. عناوين على شاكلة: «مفتاح السعادة» «خمس خطوات كي تعيش سعيداً» «تحدى نفسك وعش سعيداً» من بوسعه أن ينجو من هذه العناوين؟ فالمشترك بينها أنها تجعل السعادة سلعة ملقاة على الأرصفة، ويظن القارئ أن مطالعة الكتاب تكفيه فتصيبه عدواها، أو هكذا يخيل للقارئ. إنها تبيع السعادة لمن يرغب فيها، لكن القراء لم يخبرونا هل عثروا عليها أم كانت مجرد وهم! مع أن تعريف السعادة ليس ثابتاً.

برامج الطبخ في التلفزيون كذلك تبشر الناس بالسعادة، فعلى رأيها أن السعادة تقيم في معدة الإنسان، وكذلك برامج التوك شو، تقسم بأغلظ الأيمان أن السعادة في الترفيه، وقد تكون السعادة في مجاورة شخص نحبه.

لكن مؤلفي كتب التنمية البشرية أدركوا أن الإنسان المعاصر يعيش في عزلة، أفرزتها التكنولوجيا الجديدة، وأن الحب ليس متاحاً مثلما كان في السابق، ويعلمون أن قارئهم يحيا حياة على الهامش، منعزل عن حياة الآخرين، قليل التواصل مع غيره، لذلك فإنهم يستثمرون في عزلته، يختصرون له الطريق ويتيحون له كتباً توسع من حقه في الحلم، لكنها لا تفيد على أرض الواقع بشيء. هذه الكتب من التنمية البشرية تشبه المهدئات، قد ينسى القارئ معاناته في لحظة من اللحظات، لكن بمجرد زوال المهدئ، يعود الألم إلى موضعه. وعندما نطالع الصفحات الأولى من هذه الكتب، نتخيل أنها تخيط السعادة على مقاس كل شخص، تعده بالجنة في حال صدّق كلامها، لكن شيئاً فشيئاً، مع توالي الصفحات ندرك أن ما جاء في الكتاب لا يعدو تجربة شخصية للمؤلف، ويريد إسقاط تجربته على الآخرين. في الغالب إن ما يعرض من كتب تنمية بشرية، في السوق العربية، إنما هي كتب مترجمة، من أمريكا أو أوروبا. وما ينطبق على شخص من ذلك المجتمع لا ينطبق بالضرورة على شخص من بيئة عربية. القارئ يفهم الفروقات بين المجتمعين، لكنه يريد أن يوهم نفسه عكس ذلك. وهذه قوة كتب التنمية البشرية، في قدرتها على إيهام القارئ عكس ما يفكر فيه. تجعله يشعر بأنه كائن قابل للتجدد، ومن شأنه أن يحيا حياة مثل نظير له في نيويورك أو لندن، وهي حقيقة لا يعثر عليها سوى بين دفتي الكتاب، وحالما يفرغ من كتاب التنمية البشرية، سوف يواجه واقعاً مخالفاً.

هذه الكتب التي تستفيد من علم النفس ومن تجارب ذاتية، لا تقول إنها كتب سيكولوجيا، بل تقدم نفسها على أنها كتب «سيكولوجيا السعادة». مع أن الكآبة كذلك من شأنها أن تجعل حياة الفرد مثمرة. إن مؤلفيها يقدمون أنفسهم مثل من يحمل المصباح السحري، يجيبون على الأسئلة كلها، ولا يوجد سؤال يتعذر عليهم الرد عليه، يلقون بالصنارة في شكل كتاب، يبتلعها القارئ ويؤمن بها، ثم يتحول هذا المؤلف إلى مدرب، ينشّط ورشات في التدرب على السعادة، تكلفة الانضمام إليها لا تقل عن ألف دولار. نعم، ألف دولار كي تتعلم كيف تصير سعيداً. هكذا هو سوق الكتب الأعلى مبيعاً، في العالم العربي، سوق يبشر الناس بالسعادة، والناس يصدقون من يملأ قلوبهم بالأوهام.

حديقة الأنانية

من غير اللائق أن نتهم المواطن العربي بمعاداة الكتاب، وأنه لا يقرأ. صحيح أن قراءة الشعر أو الرواية أو النقد ليست في أحسن حالاتها، لكن المواطن العربي يطالع كتباً في المجمل. وأرقام مبيعات كتب التنمية البشرية تؤكد هذا الكلام. فالإقبال عليها في تضاعف، سواء كانت كتباً محلية أو أجنبية. وهنا نقطة أخرى يجب الإشارة إليها، ان حركة الترجمة لم تخفت، فهذا النوع من الكتب يترجم باستمرار، بل هناك دور نشر تتخصص حصراً في كتب التنمية البشرية، ونجدها تقريبا في كل الدول العربية. ما يعني أنها سوق مربحة، تعود بفوائد معتبرة على أصحابها. فهي ليست ترجمات مقرصنة، بل تتضمن معلومات عن حقوق الملكية وحقوق الترجمة. لكن الملاحظ في هذا النوع من الكتب أنها تعزز من عزلة الإنسان، تزيده مسافة في الابتعاد عن الآخرين. إنها كتب تركز كل جهدها على التجربة الشخصية للفرد. تعده بالسعادة إذا تتبع خطواتها بمفرده، وليس جماعة. هذه العزلة من شأنها أن تضاعف كذلك من أنانية القارئ ونرجسيته. لأنها تعامله ككائن متفرد، وأن تميزه لا يكتمل إلا إذا حافظ على مسافة إزاء الآخرين. في حقل كتب التنمية البشرية، تتسع أنانية الإنسان. ينفرد في صحراء تعصمه عن الآخرين. هذه الكتب تسقي شعوره بالنرجسية، وتغذيه بشعور أنه أفضل من غيره، ترفع من هرمونات أنانيته، ويظن أن خلاصه لا يتم إلا بالاتكال على النفس، بل إن هذه الكتب تعزله عن محيطه الاجتماعي والسياسي. لا يهمه ماذا يحصل في الشارع، بقدر ما تهمه حياته الشخصية. يصير غير مبالٍ بما يدور من تحولات، بل كل وعيه وجهده منصب في حالته الشخصية. يظن أن هذه الكتب تتيح له ملاذاً من العالم، وهي كذلك، لأنها توهمه بأن الشر يأتي من الآخرين. وأن القطيعة مع الناس هي الخلاص مما يعانيه من أزمات نفسية. هذه الكتب التي تدّعي حلولا ووصفات من أجل حياة أفضل، سوف تخرج قارئها من سياقه الاجتماعي، فلا ينظر سوى إلى ذاته في المرآة. واللافت أننا دخلنا عصراً جديداً في عالم التنمية البشرية، لم تعد تلك الكتب تتوجه إلى البالغين فحسب، بل منها من يتوجه إلى الأطفال أو اليافعين. من أجل الكسب المادي السريع، تريد كتب التنمية البشرية صناعة إنسان جديد. إنسان يؤمن بالوهم وبأن العزلة هي الخيار الأمثل في عالمه المعاصر.

 

كاتب جزائري

مقالات مشابهة

  • العين الإماراتي يتعادل إيجابيًا مع السد القطري .. فيديو
  • السيسي: المولد النبوي فرصة للتأمل في سيرة النبي واستحضار مفاهيم الإسلام
  • مراجعون: قرار مهلة تسوية أوضاع المخالفين فرصة ذهبية لبدء حياة جديدة بشكل قانوني
  • كتب التنمية البشرية: سوق السعادة بأدنى الأثمان
  • «ضحك مميت».. ماذا تعرف عن متلازمة «كورو» التي أنهت حياة آلاف البشر؟
  • عبدالغفار: المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان» تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في حياة المواطن
  • شاهد بالفيديو.. الفنان المصري حمادة هلال والفنانة هدى عربي والمطرب علي الشيخ يغنون في حفل زواج رجل أعمال سوداني وإحدى الحسناوات
  • أهمية إنشاء مشروعات مدرسية مربحة.. طلاب وأولياء أمور لـعمان: الندوات والبرامج المالية تعزز مفاهيم الادخار والاستثمار والتخطيط المالي لدى الناشئة
  • أستاذ طب نفسي: القراءة تدعم الشخص بهرمونات السعادة وتعالج التوتر والقلق
  • إيوان يتألق بإطلالة ساحرة على البحر وتفاعل إيجابي من الجمهور عبر إنستجرام