شركات التأمين تلبي احتياجات كبار السن
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
نشرت النشرة الأسبوعية للاتحاد المصري للتأمين تقريراً شاملاً تناولت فيه مفهوم الاقتصاد الفضي والفرص الاقتصادية التي تنشأ من تزايد أعداد كبار السن. وأشار التقرير إلى أن الاقتصاد الفضي يتضمن الأنشطة والفرص الاقتصادية التي تنشأ نتيجة لتقدم عمر السكان وزيادة عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.
تحولات ديموغرافية وفرص سوقية جديدة
أوضح التقرير أن كبار السن، الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و75 عاماً، يشكلون جزءاً هاماً من الاقتصاد الفضي، الذي يشهد نمواً سريعاً بسبب تزايد أعداد الأشخاص الذين يعيشون حياة أطول وأكثر صحة.
الاقتصاد الفضي: واقع جديد لشركات التأمين
تطرق التقرير إلى تأثير الاقتصاد الفضي على شركات التأمين، مشيراً إلى ضرورة تبني الشركات نهجاً استباقياً للتكيف مع هذه التركيبة السكانية المتزايدة. وأكد التقرير على أهمية إدراك المطالب والتطلعات الفريدة لكبار السن، وتطوير منتجات وخدمات تأمينية مخصصة تلبي احتياجاتهم المتطورة. كما أشار إلى ارتفاع نسبة الإعالة وانخفاض عدد الأفراد في سن العمل، مما يزيد من أهمية توفير أنظمة دعم قوية لكبار السن.
إمكانيات اقتصادية غير مستغلة
وفقاً لتقرير الاتحاد المصري للتأمين، فإن هناك إمكانات اقتصادية هائلة للاقتصاد الفضي، حيث من المتوقع أن ترتفع القوة الشرائية العالمية لكبار السن إلى 22 تريليون دولار بحلول عام 2030. وأبرز التقرير الحاجة إلى تطوير منتجات تأمين مرنة ومخصصة تلبي احتياجات كبار السن، مثل التأمين الصحي، وتأمينات الرعاية الطويلة الأجل، وحلول التمويل الشخصي.
التكنولوجيا والرقمنة في خدمة كبار السن
سلط التقرير الضوء على الدور المتزايد للتكنولوجيا في تحسين حياة كبار السن، خاصة في ظل جائحة كوفيد-19 التي أبرزت أهمية الأدوات الرقمية للحفاظ على الروابط الاجتماعية ومكافحة العزلة. وأشار إلى أن الأجيال الأكبر سناً أصبحت أكثر طلاقة في استخدام التكنولوجيا، مما يفتح آفاقاً واسعة للابتكارات الرقمية الموجهة لهذه الفئة.
تطوير نظام بيئي شامل لكبار السن
أوصى التقرير بضرورة تطوير نظام بيئي متكامل يضم مقدمي الرعاية وشركات التأمين ومقدمي الخدمات، بهدف خلق بيئة شاملة من الدعم والرفاهية لكبار السن. وأشار إلى أهمية تبني نهج متعدد الأوجه يشمل الحماية الصحية والدعم اليومي والخدمات المالية، بما يسهم في تحسين جودة حياة كبار السن وتعزيز مشاركتهم الاجتماعية.
فرص غير محدودة وتحديات قائمة
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الاقتصاد الفضي يمثل فرصة كبيرة لشركات التأمين، لكنها تتطلب نهجاً مبتكراً ودقيقاً لتلبية الاحتياجات المتنوعة لكبار السن. وأكد التقرير على أن التحول من التأمين التقليدي إلى نظام بيئي متكامل يعد فرصة لتغيير حياة الأفراد وتعزيز مستقبل مشرق لكبار السن، مما يجعل الاقتصاد الفضي مجالاً واعداً للاستثمار والنمو.
إن تلبية الاحتياجات الأساسية للمستهلكين من كبار السن أصبحت ضرورة ملحة خاصة في ظل التغيرات الديموغرافية وتزايد أعداد كبار السن. ومن بين هذه الاحتياجات، تتصدر الرغبة في الحفاظ على الاستقلالية، والصحة، والرعاية، والسلامة قائمة الأولويات. تُظهر الأمثلة العالمية من شركات التأمين مثل Reale Mutua الإيطالية التي تقدم منصات سكنية ذكية مدعمة بخدمات الرعاية الصحية الرقمية، والشركات البلجيكية التي تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمراقبة حركة المسنين، أهمية تكامل التكنولوجيا في تعزيز استقلالية كبار السن وضمان راحتهم في منازلهم.
علاوة على ذلك، تلعب التكنولوجيا دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة المسنين، كما يتجلى في استخدام شركات مثل نيورتراك لتقنية تتبع العين للكشف المبكر عن الخرف، مما يساهم في خفض تكاليف الرعاية الصحية على المدى الطويل. كما يُعزز استخدام الأجهزة القابلة للارتداء والتحكم عن بُعد توفير الرعاية الذاتية والدعم المستمر، وهو ما يعزز تحول الرعاية إلى بيئة غير تقليدية في المنازل.
الأمان أيضًا يُعتبر من العوامل المهمة بالنسبة لكبار السن وأسرهم، إذ يسعى الأبناء لضمان بقاء والديهم في بيئة آمنة، مما يدفع للتوجه نحو استخدام إنترنت الأشياء وأجهزة الاستشعار لضمان تأمين المنازل.
دور شركات التأمين
تلعب شركات التأمين والمؤسسات المالية دورًا محوريًا في تحسين جودة حياة كبار السن في الاقتصاد الفضي. لكن الاهتمام التقليدي بدفع المعاشات أو تغطية التكاليف الصحية لم يعد كافيًا. فإذا أرادت شركات التأمين استغلال الفرص المتاحة في هذا السوق، فعليها تطوير منتجات وخدمات تستجيب لهذه الاحتياجات الأساسية الأربع: الاستقلالية، الصحة، الرعاية، والأمان. يمكن لشركات التأمين أن تتبنى مقترحات جديدة تشمل حلول المنزل الذكي، وخدمات العقارات، والرعاية الصحية الشخصية، لتضمن لكبار السن العيش بكرامة واستقلالية.
بالرغم من أن المجتمع المصري يُعتبر مجتمعًا فتيًا، حيث تُشكل الفئة العمرية أقل من 15 عامًا حوالي ثلث عدد السكان بنسبة 32.6%، وتُمثل الفئة العمرية أكثر من 65 عاماً نسبة 5% فقط، إلا أن هذا يُعني أن عدد الأفراد المنتمين لهذه الفئة يبلغ حوالي 5.6 مليون نسمة. هذا العدد الكبير يُشكل فرصة كبيرة لصناعة التأمين لتلبية احتياجات هذه الشريحة العمرية، وطرح منتجات مبتكرة تخدم احتياجاتهم المتزايدة في الاستقلالية، والرعاية، والأمان، والصحة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاقتصاد الفضي شركات التأمين الإعالة إمكانيات اقتصادية التكنولوجيا الاقتصاد الفضی شرکات التأمین لکبار السن کبار السن
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة المنصورة يلتقي المشرف على برنامج زراعة الكبد لعرض التقرير التشغيلي للمركز
التقى الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، الدكتور محمد عبد الوهاب، المشرف على برنامج زراعة الكبد بالجامعة، لعرض التقرير التشغيلي لمركز زراعة الكبد منذ بدء تشغيله في شهر مايو الماضي وحتى الآن، واستعراض ما تحقق من إنجازات طبية وإنسانية متميزة.
يأتي ذلك في إطار الدور الريادي للجامعة في تقديم خدمات طبية متخصصة على أعلى مستوى، بما يحقق جودة الخدمات الصحية المقدَّمة للمواطنين، ويتوافق مع توجه الدولة نحو الارتقاء بالمنظومة الصحية الشاملة.
وأكَّد الدكتور شريف خاطر أن مركز زراعة الكبد يُعَدّ من المشروعات الطبية القومية الكبرى التي تفخر بها جامعة المنصورة، إذ يجسِّد نموذجًا وطنيًّا في تقديم الرعاية الصحية المتقدمة داخل مصر، دون حاجة المرضى إلى السفر إلى الخارج، وأشار إلى أن المركز يجمع بين الخبرة العلمية المتخصصة والتجهيزات الطبية الحديثة التي تتوافق مع أعلى المعايير الدولية.
وأوضح أن إدارة الجامعة تحرص على المتابعة المستمرة لأداء المركز، وتقديم الدعم الكامل له إداريًّا وفنيًّا، بما يضمن استدامة جودة الخدمة الطبية المقدَّمة للمرضى، وتعظيم الاستفادة من الكوادر المتميزة بالمركز.
وأكَّد أن جامعة المنصورة ستواصل جهودها لتظل دائمًا في مقدمة المؤسسات الطبية والبحثية التي تسهم في تحقيق رؤية الدولة نحو الارتقاء بالمنظومة الصحية وجودة حياة المواطن.
وخلال اللقاء، استعرض الدكتور محمد عبد الوهاب تفاصيل أداء المركز خلال الفترة الماضية، موضحًا أن العيادات الخارجية استقبلت منذ تشغيلها في مايو الماضي وحتى الآن 6430 مريضًا من مختلف محافظات الجمهورية، ما بين حالات جديدة، ومتابعات، واستكمال تحضيرات ما قبل الزراعة، من بينهم 50 مريضًا من الدول العربية.
كما أوضح أنه منذ بدء العمليات الجراحية بالمركز في شهر يوليو الماضي – عقب اعتمادها من اللجنة العليا لزراعة الأعضاء – أُجريت 25 عملية زراعة كبد من متبرع حي، من بينهم 6 حالات من الدول العربية، وجميعها تمت وفق أحدث البروتوكولات الطبية العالمية وبمعدلات أمان مرتفعة، حيث بلغت نسبة النجاح 92%.
وأشار كذلك إلى الدور المهم الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية في دعم المركز وتوفير احتياجاته اللازمة، إذ خُصصت تبرعاتها للمساهمة في عمليات الزراعة وتوفير المستلزمات الطبية الضرورية للمرضى.
وأكَّد رئيس جامعة المنصورة أن ما تحقق من إنجازات في فترة وجيزة يُعَدّ نموذجًا مشرِّفًا لتكامل الجهود بين الأطباء والإداريين وهيئة التمريض والصيادلة، موجّهًا الشكر والتقدير لإدارة المستشفيات الجامعية: الدكتور أشرف شومة، عميد كلية الطب، والدكتور الشعراوي كمال، المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، والدكتور أحمد عبد الرؤوف، مدير مركز جراحة الجهاز الهضمي.
كما وجّه خالص الشكر والتقدير إلى الدكتور محمد عبد الوهاب وفريق زراعة الكبد، والجهاز الإداري، وهيئة التمريض، والصيادلة بالمركز ومركز جراحة الجهاز الهضمي، على ما يبذلونه من جهود مخلصة لتقديم خدمة طبية بمستوى عالمي.
وأوصى بزيادة عدد فرق الجراحة والتخدير لتلبية الاحتياجات اللازمة لاستمرار المركز في أداء رسالته الطبية السامية، في ظل توقعات بزيادة الإقبال على خدماته خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، وجّه الدكتور محمد عبد الوهاب خالص الشكر والتقدير إلى رئيس الجامعة على دعمه المستمر ومتابعته الدقيقة لعمل المركز، مؤكدًا أن هذا الدعم كان له أثر بالغ في تحقيق هذه النتائج الإيجابية، وتعزيز مكانة جامعة المنصورة كمنارة طبية متخصصة في مجال زراعة الأعضاء، كما وجه بالغ الشكر لإدارة كلية الطب والمستشفيات الجامعية على جهودهم المبذولة في دعم مركز زراعة الكبد، والارتقاء بمستوى الخدمات الطبية بالمركز وكافة المستشفيات و المراكز الطبية المتخصصة.
ويُعَدّ مركز زراعة الكبد بجامعة المنصورة أحد المشروعات الرئاسية الكبرى التي أُدرِجت ضمن خطة الدولة لتطوير المنظومة الصحية، وهو الأول من نوعه في دلتا مصر من حيث التخصص والبنية التحتية المتكاملة.
وقد افتُتح المركز رسميًّا في نهاية العام الماضي بحضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ليبدأ بعدها مرحلة التشغيل التدريجي وفق أعلى معايير الجودة الطبية العالمية، مسهمًا في ترسيخ ريادة جامعة المنصورة في مجال زراعة الأعضاء على المستويين المحلي والدولي.