الثورة / سبأ

أمانة العاصمة
نظمت رابطة علماء اليمن أمس في الجامع الكبير بصنعاء، فعالية خطابية بعنوان “الإمام زيد بن علي .. أصالة الفكر والمنهج ومسؤولية النهوض بالأمة”، بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام.
وفي الفعالية أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، ليس للتذكير بشخصيته وإنما لإحياء نهج ومنهجية ومبادئ وقيم الإمام زيد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


واعتبر إحياء ذكرى الإمام زيد، امتداداً لذكرى جده الحسين والإمام علي عليهما السلام والمولد النبوي صلى الله عليه وآله وسلم ويوم الولاية وعاشوراء، لافتاً إلى أن بعض الناس يرون في إحياء هذه المناسبات الدينية، معياراً للطائفية، وهذا ظلم وبهتان، فهناك أحزاب يجوّزون لها الاحتفاء بذكرى تأسيسها.
ولفت العلامة شرف الدين، إلى أن مبدأ السكوت والخضوع وتولي الظالمين ومخالف الحق ومحاربة أهله، عناوين سائدة خلال المرحلة الراهنة، ما يتطلب العودة الصادقة إلى منهجية القرآن الكريم وآل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وتطرق إلى جانب من سيرة حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على مدى 23 عاماً من الجهاد وإعلاء كلمة الدين وإخراج الناس من الظلمات إلى النور والاستعانة بالله تعالى في جمع كلمة الأمة رغم تعرضه لكثير من المصاعب في حياته ومنها القتل والتشريد.
وأفاد مفتي الديار اليمنية بأن إحياء هذه الذكرى، إحياء لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي على أساسه استقام الدين، كما جاء في قوله تبارك وتعالى “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون”.
وأوضح أن محاولات الأعداء مستمرة في تعطيل الاجتهاد والجهاد في سبيل الله، وتعظيم القرآن الكريم، ما يستدعي التمسك بكتاب الله تعالى ووجوب اتباعه .. لافتاً إلى أن الأعداء سعوا وما يزالون في جر أبناء الأمة إلى مستنقع الفتنة والرذيلة والفاحشة.
وفي الفعالية، التي حضرها نائب وزير الخدمة المدنية والتأمينات عبدالله المؤيد ووكيلا قطاعي الحج بوزارة الإرشاد عبدالرحمن النعمي والتوعية والتأهيل بهيئة الزكاة أحمد مجلي، اعتبر أمين عام رابطة علماء اليمن العلامة طه الحاضري، ثورة الإمام زيد عليه السلام، ثورة قرآنية وامتداداً لثورة عاشوراء وفكر أهل البيت، كما أنها فتحت المجال لإصلاح الأمة.
وتوقف عند حديث الثقلين وحليف القرآن الذي يقول صلى الله عليه وآله وسلم فيه “إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليً الحوض” .. مبيناً أن التمسك بهما ضمانة من الضلال.
وقال “نجد الإساءات المتكررة للقرآن الكريم ولا موقف جدي وحازم من الأمة وأصحاب المواقف الهزيلة الذين أساؤوا بأفعالهم لكتاب الله من الصهاينة والمنافقين واللوبي الصهيوني الغربي الذي يستهدف القرآن ويسيئون إليه”.
وتناول العلامة الحاضري، فكر الإمام زيد عليه السلام الذي تميز برؤية متوازنة مستقاة من القرآن الكريم وهدي أهل البيت، كما أنه فكر جامع ووحدوي لو أرادت الأمة ذلك، ويمثل في ذات الوقت الخطاب العالمي البعيد عن الجمود والبريء من الخرافة.
بدوره نوه عضو رابطة علماء اليمن العلامة عمار محيي الدين، بتنظيم الفعالية لإحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد التي ما تزال ذكراه منحصرة في بلاد اليمن، مبيناً أن الكثير يجهلون هذه الشخصية وما حملته من أفكار ومبادئ ومعارف، الأمة اليوم في أمس الحاجة إليها.
وأفاد بأن الإسلام دين دعوة وحركة وفكر ومنهج حياة، ولا طريق يخرج البشرية من وحل الظلم والاستبداد والديكتاتورية العالمية الجاثمة على أكثر من مائة دولة إلا بتدبير العليم الخبير .. مشيراً إلى أن من الأبعاد التي ترتكز عليها أصول الإسلام، العدل الإلهي والتأكيد على أهم الصفات في الجانب العملي ودوره في توجيه الحياة الواقعية لأن العدل هو أساس نمو قيم الخير وله مدلول اجتماعي وارتباط عميق بمغزى الثورة التي مارسها الأنبياء.
وأكد العلامة محيي الدين، أن الحكومات الزيدية أكثرها عدلاً في الحكم الإسلامي منذ وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لافتاً إلى أن الإمام زيد وبقية الأئمة انطلقوا في تصحيح الاختلال العقائدي الموجود في الأمة وناهضوا الخرافات والأباطيل وبينوا بالحجج والبراهين كل الشبهات التي صنعها الحكام وروجوا لها، باعتبار أن الزيدية في أصولها مبنية على البراهين القاطعة والحجج الواضحة.
حضر الندوة الأمين العام المساعد للرابطة العلامة خالد موسى وكوكبة من العلماء وطلاب العلم في الجامع الكبير بصنعاء.

صنعاء
من جهة اخرى نظم أبناء مديرية صنعاء القديمة بأمانة العاصمة، وقفة احتجاجية للتنديد بجرائم إحراق القرآن الكريم، وإحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام.
واستنكر المشاركون في الوقفة التي حضرها وكيل أمانة العاصمة المساعد إسماعيل الجرموزي ومدير المديرية مهدي عرهب، تكرار جريمة إحراق نسخ من القرآن في السويد والدنمارك والتي يقف خلفها اللوبي الصهيوني.
وعبروا عن رفضهم القاطع لهذه الجرائم والإساءات الممنهجة للمقدسات الإسلامية، والتي تعكس مؤامرات الكيان الصهيوني ومعاداته للإسلام والمسلمين.
وأكدت الكلمات، أهمية المضي على نهج الإمام زيد بن علي عليهما السلام في مقارعة الطغاة والظالمين ونصرة الدين، واستلهام الدروس والعبر من ثورته وشجاعته وثباته في مواجهة قوى العدوان والاستكبار.
وأشارت إلى سيرة ومواقف الإمام زيد وقيمه ومبادئه العظيمة التي جعلته نبراساً يقتدى به لمقارعة طواغيت العصر وأعداء الأمة.
ودعا بيان صادر عن الوقفة، الدول العربية والإسلامية، إلى مقاطعة تلك الدول المسيئة والمعادية للإسلام والمسلمين.
شارك في الوقفة قيادات محلية وتنفيذية وتربوية ووجهاء وشخصيات اجتماعية.

حجة
إلى ذلك تواصلت بمحافظة حجة الفعاليات الثقافية بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام.
وأكدت كلمات فعالية لفرع الأمن وأخرى لمكاتب التجارة والصناعة والأراضي والكهرباء وأمسية لأبناء مديخة بمديرية الشاهل، على أهمية إحياء الذكرى لاستلهام القيم والمبادئ والأخلاق الإيمانية التي ضحى من أجلها حليف القرآن.
وأكدت على أهمية استشعار الجميع للمسؤولية في تعزيز عوامل الصمود والثبات والاقتداء بسيرة الإمام زيد عليه السلام وبطولاته ومواقفه العظيمة في مواجهة طغاة هذا العصر أمريكا والكيان الصهيوني.
وتطرقت إلى سيرة الإمام زيد عليه السلام والأسباب والدوافع التي تحرك من أجلها ومنهجية ثورته العظيمة لرفع الظلم عن المظلومين وتجسيد مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإعلاء كلمة الله.
فيما استعرضت كلمات فعاليات لمدارس النصر بمشجعة وعمر الممتاز للبنات بمشجعة والشهيد ناصر برمان في افلح الشام، بحضور مدير فرع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية محمد القدمي، جانباً من سيرة الإمام زيد عليه السلام وانتهاله العلم على يد والده الإمام علي بن الحسين عليهما السلام وأخيه الباقر.
وأشارت إلى أن ثورة الإمام زيد عليه السلام لم تكن طمعاً في جاه أو سلطة وإنما امتداد لثورة جده الحسين عليه السلام لإعادة مسار الأمة إلى ما يجب أن تكون وإرساء العدل ونصرة المظلومين ومواجهة طاغية بني أمية.
وأكدت أهمية الاقتداء بآل بيت رسول الله عليهم الصلاة والسلام وأعلام الهدى من بعدهم وتوليهم والسير علي نهجهم الديني كونهم يمثلون الامتداد للمنهج المحمدي.
وتطرقت كلمات أمسية نظمها فرع مكتب الزكاة بمركز المحافظة ومربع الشهيد المحطوري ومدرسة شهيد القرآن، إلى استشعار الإمام زيد عليه السلام للمسؤولية في مواجهة الطغاة والمستكبرين ونصرة الحق ورفع الظلم عن المظلومين.
واعتبرت الإمام زيد عليه السلام مدرسة في التضحية والفداء والشجاعة والمسؤولية والحرص على إرساء مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحقيق العدالة وتصحيح إعوجاج وانحراف الأمة.
واستعرضت نتائج تخاذل الأمة عن نصرة الدين والوقوف إلى جانب الإمام زيد عليه السلام ومن قبله جده الإمام الحسين عليه السلام وما وصلت إليه من ذل وهوان.. مؤكدة حاجة الأمة للعودة إلى الله والتمسك بالمنهج المحمدي وآل البيت وأعلام الهدى.

الحديدة
فيما نظم مكتب الهيئة العامة للزكاة بمحافظة الحديدة، أمسية ثقافية توعوية، بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام .
وفي الأمسية، التي حضرها قائد المحور الشمالي اللواء فاضل الضياني أكد مدير مكتب هيئة الزكاة محمد أحمد هزاع أهمية إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد واستلهام الدروس والعبر من سيرته العطرة ومبادئ ثورته التي خرج من أجلها لنصرة الحق والمستضعفين.
واستعرض جانبا من حياة الإمام زيد وشجاعته وبسالته وحرصه على إصلاح الأمة ووقوفه ضد الظلم والطغيان.
من جانبه اعتبر نائب رئيس مجلس التلاحم القبلي أمين البرعي، الإمام زيد رمزا للتضحية في سبيل إعلاء كلمة الله.. مؤكدا أهمية التأسي بشجاعته ومبادئه في تعزير الصمود والوقوف بوجه الظلم ومقارعة الباطل.
بدوره أكد الناشط الثقافي منصور عقاري، أهمية تعزيز ثقافة الحرية والاستقلال والوعي بخطورة الاحتلال الأجنبي. لافتا إلى أن منهجية الإمام زيد الجهادية تعد الحل الوحيد لخروج الأمة من الوصاية والقهر الذي تعيشه.
تخلل الأمسية، التي حضرها مدير مديرية الميناء عبدالله الهادي ونواب مدير مكتب الهيئة ومدراء الإدارات والموظفون، قصائد شعرية وأنشودة دينية لفرقة الرسول الأعظم .
ونُظمت في مديرية باجل محافظة الحديدة، أمس، فعالية خطابية وثقافية بذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام تحت شعار ” بصيرة وجهاد”.
وخلال الفعالية، بحضور مديري المديرية عبدالمنعم الرفاعي ومكتب هيئة الأوقاف بالمحافظة فيصل الهطفي، والقيادات المحلية، أشار بيان صادر عن الفعالية إلى مناقب الإمام زيد وصبره وجهاده وتضحياته في مواجهة جبروت الظلم في زمانه والمبادئ التي أرساها لإحياء دين الله ومقاومة الاعوجاج في واقع الأمة.
وحث على استلهام الدروس والعبر من سيرة الإمام زيد.. مشيرة إلى واقع المعاناة والمظلومية التي يعيشها الشعب اليمني وما يواجهه من عدوان وحصار.
واستعرضت لمحات من حياة الإمام زيد الذي جدد ثورة الإمام الحسين ضد الظلم والاستكبار وجسد بمنهجيته الجهادية قيم الخير في الأمة، مؤكدا حاجة الأمة إلى توحيد صفها ولملمة شتاتها لنيل سيادتها واستقلالها والمضي قدما في مشروع التحرر حتى طرد المحتل الأمريكي
وأكدت كلمات الفعالية أهمية التحرك بوعي في إطار المشروع القرآني ومبادئ أحفاد رسول الله وآل بيته الأخيار وإدراك المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع لتحقيق النصر، منوهة بفكر الإمام زيد وحرصه على الأمة ونصرة المستضعفين.

البيضاء
كما نظم أبناء مديرية ريف البيضاء أمس فعالية ثقافية بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام للعام 1445هجرية، وتحت إشراف المكتب الاشرافي بالمديرية وتحت شعار (بصيرة وجهاد).
وفي الفعالية اعتبر مدير عام مديرية ريف البيضاء عادل صالح الكسادي، الإمام زيد عليه السلام أحد عظماء الأمة، لافتا إلى ضرورة إحياء ذكرى استشهاد حليف القرآن لاستلهام الدروس والعبر من سيرته ومواقفه وشجاعته وبطولاته في مواجهة قوى الغزو والاحتلال.
وأكد الكسادي، حاجة الأمة للارتباط بعظمائها واستلهام قيم العزة والقوة والشموخ، مشيرا إلى أهمية الاقتداء والتأسي بشخصيتي الإمام الحسين والإمام زيد عليهما السلام الذين وقفوا في وجه الطغاة والسير على دربهم وتجسيد مواقفهم في الواقع العملي.
فيما أشار عضو التعبئة العامة في مديرية ريف البيضاء هرشل عبدالله السرحاني وعن الشخصيات الاجتماعية بالمديرية محمد عبدالقادر شيخ الهدار، إلى أهمية إحياء سيرة الإمام زيد عليه السلام لاستلهام قيم العظمة والبطولة والتضحية في سبيل الله ونصرة المظلومين ومقارعة الطغاة والمستكبرين.
وأكد السرحاني والهدار أن ثورتي الإمام الحسين والإمام زيد عليهما السلام حافظتا على قيم الإسلام في مواجهة الظلم، لافتا إلى أن خيرية الأمة مشروطة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كما أكد أهمية التعرف على شخصية الإمام زيد الثائر والعالم والمحدث والفقيه والفارس والشجاع والثائر، منوهين بأهمية الوعي والبصيرة والجهاد في مواجهة الطغيان الأمريكي والصهيوني..
تخلل الفعالية، بحضور مدير أمن مديرية ريف البيضاء المقدم غمدان الطيري ومدير مكتب التربية والتعليم بمديرية ريف البيضاء عبدالرحمن المحمدي ومديري المكاتب التنفيذية ومشايخ وأعيان وعقال وشخصيات الاجتماعية وأبناء مديرية ريف البيضاء، قصيدة شعرية نالت استحسان الجميع..

إب
كما نظمت الهيئة النسائية في محافظة إب أمس، مسابقة ثقافية لطالبات المدارس ضمن فعاليات إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام.
هدفت المسابقة، بمشاركة عدد من مدارس البنات في مديريات جبلة والمشنة والظهار، إلى ترسيخ الارتباط بحليف القرآن والتزود من القيم والأخلاق والمبادئ التي ضحى من أجلها وتجسيدها قولا وعملا.
وخلال افتتاح المسابقة، ألقت مسؤولات الهيئة النسائية كلمات، تطرقت إلى تضحيات الإمام زيد وما أحدثته ثورته من تغيير في واقع الأمة وكسر حاجز الخوف من الظالمين الذين تجبروا وارتكبوا أبشع الجرائم بعد ثورة جده الإمام الحسين عليه السلام.
وأوضحت الكلمات أن المسابقة تهدف إلى تنمية معارف المشاركات في المجالات الدينية والفكرية والثقافة العامة.. مؤكدة أهمية استلهام الدروس والعبر من مواقف الإمام زيد والسير على نهج أعلام الهدى.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

خطيب البعوث الإسلامية: استسلام الأمة للمنافقين بداية الانهيار.. والشيطان ينشر اليأس

قال الدكتور حسن يحيى أمين اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، لقد حذرنا الحق سبحانه وتعالى من اليأس، لأنه أشد ما يصاب به الأفراد والجماعات والأمم، لأن اليأس يحبط العزيمة، وتفتر معه الهمم، وكثير من الأمم عجل بزوالها لما تملكها اليأس، لذلك شهدت الصراعات قديمًا وحديثًا، محاولات لبس اليأس، حتى يكون لكل حصن الغلبة على الأخر، بهذا السلاح الذي يعد أخطر من الدبابات والصواريخ،  وعلينا أن نعيد حسابتنا، وأن نرتب أولوياتنا، وأن نتدارك أخطاءنا، وألا نستجدي النفع من أمم لا ترقب فينا إلًّا ولا ذمة، ولن يتحقق ذلك إلا بالرجوع إلى ربنا معنى وحسًّا، روحًا وجسدًا، نفسًا ومالًا، فقد وعدنا فقال "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"، وتعلمنا من التاريخ أنَّه من رحم الألم يولد الأمل، ومن المحنة تولد المنحة، ومن رائحة الموت تولد الحياة، فلا تيأسوا من روح الله.

وأكد أمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر خلال خطبته بمسجد مدينة البعوث الإسلامية، إن ما تمر به الأمة اليوم ما هو إلا تمحيص وتهديب ستخرج منه الأمة بإذن الله أشد قوة، وأمضى عزمًا، وأكثر منعة، وأوفر حظًّا بين الأمم، والتاريخ خير شاهد على ذلك، وتلك الأيام نداولها بين الناس ، وخبر القرآن يقول: { فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ َ)، ولكن علي الأمة أن لا تستسلم لنكباتها، وألَّا تسلم أذنها لأعدائها، يضخمون لها الفظائع، ويهولون لها الأحداث، ويقطعون منها الأمل، فهذا يأس يخدم أعداء الأمة، ولن يكون علاجًا لاستكمال نقص، ولا داعيًا لمضاعفة جهد، وإنما هو دعوة للإذعان والتسليم، دعوة لتثبيط الهمم، وإرجاف في المدينة يراد به محو وجودها، ونهب مقدراتها، واستلاب هويتها؛ لذلك لابد أن نصيح في أعدائنا: نحن قوم لا نيأس من روح الله.

وأضاف أمين اللجنة العليا للدعوة، إن استسلام الأمة لأقوال المنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفين في المدينة، الذين يحاولون زعزعة استقرارها، ويهوِّلون من قوة العدو، ويحقِّرون من قوة المؤمنين، هو بداية لانهيارها، وقد عرَّفنا القرآن الكريم مسلكهم وطبيعتهم ووضع أيدينا على أوصافهم فأصبحت لا تخطئهم أعين المؤمنين، قال تعالى"وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً"، وفي مواجهة هذا الخطاب الانهزامي اليائس من المنافقين نجد خطاب المؤمنين الصادقين "وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً".

وأوضح الدكتور حسن يحي خلال خطبة الجمعة بمسجد مدن البعوث الإسلامية، إن قول الحق الذي جاء على لسان سيدنا يعقوب لأبنائه "ولا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ"، تحذير من اليأس، لأنه يصل بالأمة إلى كونها أمة جاحدة لذاتها، منكرة لكل مقوماتها، وفي هذه الحالة يسهل على أعدائها أن ينالوا منها، لأنَّه بمجرد أن تفقد الأمة الثقة بنفسها، وتيأس من استقامة أحوالها، وقدرتها على معالجة أمراضها تدخل مباشرة في سكرات الموت، وهو غاية ما يتنماه أعداؤها، وذروة ما تصبو إليه نفوسهم، وقد عالج القرآن الكريم هذه الحالة الشعوريَّة اليائسة بمحفزات الإيمان الداعة للهمم، والمقوية للعزيمة، فقال تعالى "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ".

وبين أمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، إننا إذا تتبعنا عوامل اليأس وجدناها تتسرب للأمة من كثرة عدد أعدائها، وتجمعهم عليها، وقد جعل القرآن الكريم هذه الحالة من أمارات قوة الأمة، وعدالة قضيتها، وجعل تجمع الأعداء وسيلة دعم معنويَّة ترفض اليأس والخنوع، فقال تعالى "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ"، فكل تجمع ضدنا إنما هو وسيلة لزيادة إيماننا، ومن الخطأ أن نتعامل معه على أنه دعوة لليأس، بل هو دعوة للإيمان بالله والعود الرشيد لكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وانظروا إلى النتيجة التي هي سنة من سنن الله في الخلق "فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ"، مبينًا أن من عوامل اليأس امتلاء النفوس بالخوف، والقرآن الكريم عالج ذلك في نفوس الأمة ليجتث منها اليأس فقال: "إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين"، وقال تعالى: "ِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".

مقالات مشابهة

  • فعاليات احتفالية متنوعة بذكرى ميلاد الزهراء بأمانة العاصمة والمحافظات
  • مراتب الحزن في القرآن الكريم
  • ما حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن؟.. الإفتاء تجيب
  • فعاليات في صنعاء بذكرى ميلاد الزهراء
  • أهمية العمل والحث على إتقانه في الشرع الشريف
  • أهمية تفسير القرآن الكريم في حياتنا اليومية
  • فضل مصر وكم مرة ذكرت في القرآن الكريم وكيف وصفها سيدنا نوح؟
  • خطيب الجامع الأزهر: أكرم الله أمة العرب وجعل معجزة النبي بلسانها
  • خطيب البعوث الإسلامية: الأمة تمر بأحداث صعبة ستخرج منها أشد قوة
  • خطيب البعوث الإسلامية: استسلام الأمة للمنافقين بداية الانهيار.. والشيطان ينشر اليأس