يمانيون – متابعات
يواصلُ محورُ المقاومة عملياتِه الإسناديةِ لفصائل المقاومة الفلسطينية في حربها ضد الكيان الصهيوني المؤقَّت على مختلف جبهات المواجهة، من اليمن إلى لبنان إلى العراق، وعلى البر، والبحر، والجو، بفعالية عالية، وتأثير كبير، على طول مسرح عمليات المواجهة مع العدوّ الإسرائيلي، والأمريكي، والبريطاني، وحلفائهم.

وخلال خطاباته الأسبوعية حول مستجدات الأحداث في المنطقة والعمليات العسكرية للجبهات الإسنادية للأشقاء في فلسطين المحتلّة، أكّـد السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- أن “فاعلية تأثير دور جبهات الإسناد واضحة، وهي فرضت في هذه المرحلة معادلة جديدة في غاية الأهميّة، وأن العدوّ كان يسعى إلى الاستفراد بالشعب الفلسطيني وتصفية قضيته وتهجيره، فإذا به يواجه جبهات متعددة.. وتوجّـهنا وعزمنا أن نسعى مع كُـلّ جبهات الإسناد في الاستمرار والتصعيد لمساندة الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء.

ويؤكّـد عددٌ من الخبراء والمحليين العسكريين أن جبهاتِ الإسناد أعادت النظرة العالمية للقضية الفلسطينية، وأن العدوّ وحلفاءَه خسروا زمامَ المبادرة؛ نتيجةَ الضربات القاصمة والمتصاعدة لمحور المقاومة، واصفين الحالة التي أصبح عليه العدوّ بالفشل الكبير، والواقع المتآكل لكيان العدوّ الذي لا يمكن تعويضه بأي شكل.

تآكل وانهيار العدو:

وفي السياق يقول الباحثُ في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان: إنَّ “من أبرز الخصائص التي فرضتها جبهات إسناد قوى محور المقاومة لفلسطين، أنها منعت هزيمة المقاومة في غزة، وثبَّتت معادلات ردع ضد كيان العدوّ الإسرائيلي، من خلال جبهات الاستنزاف، وكذلك غيّرت منطقَ النظرة الدولية والعالمية تجاه فلسطين وقضيتها الوجودية”.

ويضيف عثمان في تصريح خاص لـ “المسيرة” أن “جبهاتِ الإسناد والمعركة الحاصلة ضد كيان العدوّ الإسرائيلي أعادت النظرةَ الصحيحة للعالم، بأن فلسطينَ ملكٌ لفلسطينيين، وأن كيان العدوّ ما هو إلا كيان غاصب مؤقت، زرعته بريطانيا، وأمريكا، كقاعدة عسكرية، لحماية مصالحهم، وأجنداتهم الاستعمارية الصهيونية في المنطقة والشرق الأوسط”.

ويؤكّـد أن “جبهات إسناد محور المقاومة، كان لها دور بارز في تغيير نظرة دول العالم تجاه فلسطين، كقضية حق شرعية ثابتة لا يمكن تجاوزها، وكذلك كسرت استراتيجيات الدول المعادية، كيان العدوّ الإسرائيلي وداعميه، أمريكا، وبريطانيا، ودول الغرب، حَيثُ تمكّن محور المقاومة من تثبيت معادلات ردع صارمة في الدفاع عن فلسطين، ووجهت ضربات قاصمة على المسرح العسكري، والاستراتيجي ضد هذه القوى المعادية والإجرامية”.

ويضيف أن “أمريكا في هذه الحرب خسرت الكثير من المعارك، خُصُوصاً المعركة البحرية تجاه اليمن، وفقدت هيبتها وثقلها العسكري، فلم تعد تستطيع أن تحمي كيان العدوّ الإسرائيلي، أَو تدافع عنه، بالشكل الذي يبقيه متفوقاً في الحرب ضد محور المقاومة”.

ويتابع “ومن الملاحظ أنها بدأت تتقبل واقع الانهيار والفشل الكبير الذي أصبحت عليه، والواقع المتآكل لكيان العدوّ الذي لا يمكن تعويضه بأي شكل”.

ويؤكّـد أن “أمريكا اليوم تراجعت لوضعية الدفاع، وتوجّـه جهدَها فقط لتأمين هذا الكيان، ومنعه من السقوط والوصول إلى درجة الانهيار الكامل؛ نتيجة الضربات القاصمة والمتصاعدة لمحور المقاومة، خُصُوصاً في ظل هذه المرحلة المفصلية، وبالتالي لم تعد تقف في وضعية الهجوم، أَو المبادرة؛ لأَنَّها خسرت بالفعل كُـلّ عوامل المبادرة”.

ويجدد التأكيد أن الحرب الحالية هي حرب وجود “كن أَو لا تكُن”، وأن “كيان العدوّ الإسرائيلي خسر هذه الحرب، وأصبح وجوده واستقراره في حالة اهتزاز، وتآكل متسارع”، مُشيراً إلى أنه “خسر وضعَه الأمني، والاقتصادي، والعسكري، كذلك أمريكا خسرت الحرب، وخسرت فاعليةَ هيمنتها، وقوتها، وبلطجتها بالمنطقة، وأن سياستها في وضعية دفاعية هشة، سرعان ما تقودها للهزيمة الكاملة خلال مراحل الصراع المقبلة”.

ويضيف أن “جبهات إسناد محور المقاومة مُستمرّة، وهي في حالة تصاعد، وقد تصنع خلال هذه المرحلة، خُصُوصاً مع بدء عمليات ردود الفعل الانتقامية التي ستوجّـهها ضد كيان العدوّ الإسرائيلي، قواعدَ اشتباك صارمة، وغير مسبوقة منذ إنشاء هذا الكيان؛ بحيث ستعزز من سرعة تآكل، وانهياره العسكري، وتعزز من حالة تفكك ما تبقى من الهيمنة الأمريكية الجاثمة على المنطقة والشرق الأوسط”.

تغييرُ النظرة العالمية:

من جانبه يؤكّـد الخبير العسكري العميد ركن محمد الخالد أن “لجبهات الإسناد دورًا كبيرًا في تغيير النظرة للقضية الفلسطينية وإبرازها للعالم، وأحقية الشعب الفلسطيني في استقلاله، واستعادة أراضيه من المحتلّ الغاصب، بعد قيام أمريكا، والغرب، و”إسرائيل”، وبريطانيا، بمحاولة طمس القضية الفلسطينية وإنهائها، والقضاء على ما تبقى من حقوق الشعب الفلسطيني”.

ويضيف الخالد في تصريح خاص لـ “المسيرة” أن “المقاومة في فلسطين، إلى جانب محور المقاومة وجبهات الإسناد المختلفة، أحيَت القضية الفلسطينية، وأعادتها إلى الواجهة، وتعاطف معها أحرار العالم عندما تعرض الشعب الفلسطيني إلى مذابح إبادة جماعية، من قبل “إسرائيل”، وبموافقة أمريكية، على المذابح والمجازر اليومية التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة”.

ويشير إلى أن “جبهات الإسناد لم تدَّخِرْ جُهداً في مناصرة القضية الفلسطينية، والدفع بها إلى المؤسّسات والمنظمات الأممية بمجلس الأمن، والجمعية العمومية لمنظمة الأمم المتحدة، وكذلك الاتّحاد الأُورُوبي، وكذلك إلى دول عدم الانحياز وكل الجهات الداعمة للقضية الفلسطينية”، مُضيفاً أن “جبهة الإسناد تطالب بتطبيق القرارات الدولية التي صدرت بحق فلسطين، واستعادة فلسطين من المحتلّ الغاصب”، مؤكّـداً أن “أمريكا أُصيبت بنكسة من قبل محور المقاومة، بعد تصديه للغطرسة الأمريكية، وخُصُوصاً جبهة اليمن التي كسرت حاجزَ الخوف لدى كُـلّ الأحرار في العالم، وكسرت هيبة البحرية الأمريكية، وحملت الطائرات التي كانت تجوب المحيطات، والبحار، من خلال التصدي لمنع مرور السفن الإسرائيلية والأمريكية، والبريطانية، والإبحار عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي”.

ويجدد التأكيدَ بأن “السياسة الأمريكية تغيَّرت اليوم، وصارت في موقف محرِجٍ وضعيفٍ أمام العالم أجمع، ولم تعد تستطيع الدفاعَ عن “إسرائيل”.
—————————————————————-
– المسيرة / محمد الكامل

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی جبهات الإسناد محور المقاومة کیان العدو

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يكشفون عن إغراءات أمريكية لوقف هجماتهم المساندة لغزة

كشف قيادي في جماعة الحوثي، اليوم الاثنين، عن تقديم الولايات المتحدة الأمريكية "إغراءات" للجماعة، من أجل وقف هجماتها المساندة لقطاع غزة وللشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية للشهر الـ11 على التوالي.

وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي في تصريحات تلفزيونية، إن "الجماعة تلقت إغراءات من واشنطن، تتمثل في الاعتراف بحكومتها في صنعاء، مقابل وقف هجماتها".

وجاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من وصول أول صاروخ بالستي أطلقه الحوثيون إلى وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسقوطه في منطقة مفتوحة قرب "تل أبيب".

ووجه رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس يحيى السنوار، رسالة إلى زعيم جماعة الحوثي "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، وذلك في أعقاب قصفهم الصاروخي الأخير الذي طال "تل أبيب".

وفي التفاصيل، قال السنوار إن رسالته تأتي بعد تدشين "أنصار الله" للمرحلة الخامسة من عملياتهم، مؤكدا أن عملية طوفان الأقصى جاءت لتوجيه ضربة للمشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة.



ووجه السنوار شكره إلى جماعة الحوثي على عاطفتهم الصادقة وإرادتهم الصلبة، "التي رأيناها في الميدان وفي رسائلهم"، مضيفا أنني "أبارك وصول صواريخكم لعمق الكيان الصهيوني، متجاوزة طبقات الدفاع ومنظومات الاعتراض".

وأكد السنوار أن ميادين اليمن لا تزال تشهد على موقف الشعب اليمني من قضية فلسطين أسبوعيا، منذ بداية معركة "طوفان الأقصى"، منوها إلى أن "شعبنا في قطاع غزة يعيشن بين حالة المعاناة من العدوان والحصار وحالة المقاومة الباسلة التي تقودها كتائب القسام".

وتابع قائلا: "القسام خاضت هجوم 7 أكتوبر باقتدار قل نظيره، وتخوض معركة دفاعية على مدار عام كامل أرهقت العدو وأثخنت فيه"، مضيفا أن "تضافر جهودنا معكم ومع إخواننا في المقاومة الباسلة في لبنان، والمقاومة الإسلامية في العراق سيكسر هذا العدو وسيلحق به الهزيمة".

وأردف قائلا: "أطمئنكم بأن المقاومة بخير وأنّ ما يعلنه العدو محض أكاذيب وحرب نفسية"، مشددا على أننا "أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة، تكسر إرادة العدو السياسية كما كسر "طوفان الأقصى" إرادته العسكرية".

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يكشفون عن إغراءات أمريكية لوقف هجماتهم المساندة لغزة
  • حزب الله يشيد بالضربة الصاروخية اليمنية ويؤكد أنها كشفت ضعف كيان العدو الصهيوني
  • حزب الله يشيد بالعملة العسكرية اليمنية ضد العدو الصهيوني ويؤكد انها كشفت ضعف كيان الاحتلال
  • الفصائل الفلسطينية تحتفل بالعملية النوعية لقوات صنعاء التي استهدفت “تل أبيب” باستخدام صاروخ فرط صوتي جديد
  • فصائل المقاومة تٌعقّب على الصاروخ اليمني الذي استهدف العمق الإسرائيلي
  • حركة الأحرار الفلسطينية تبارك العملية اليمنية النوعية في عمق الكيان الصهيوني
  • لجان المقاومة الفلسطينية تبارك العملية النوعية للجيش اليمني في عمق كيان العدو
  • عاجل | أبو عبيدة: نبارك العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية واستهدفت موقعا عسكريا قرب تل أبيب
  • كتائب حزب الله العراقية تبارك العملية اليمنية التي استهدفت يافا المحتلة
  • المقاومة الفلسطينية تبارك عملية القوات المسلحة اليمنية باستهداف يافا المحتلة