المصالح الحزبية في الإقليم أولاً.. والموظفون على حافة الانهيار
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
8 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: تشهد محافظتا السليمانية وحلبجة في إقليم كردستان العراق احتجاجات متجددة لموظفي المؤسسات الحكومية، نتيجة تأخر صرف رواتبهم لشهري تموز وآب.
هذه الأزمة ليست بجديدة؛ فقد عانى الموظفون على مدار سنوات من تأخر مستمر في الرواتب بسبب الخلافات المالية المستمرة بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة الإقليم في أربيل.
في ظل هذا الوضع، تبدو الأحزاب السياسية الكردية منشغلة بشكل أكبر بصراعات النفوذ والمصالح الحزبية الضيقة، تاركة الشعب، ولا سيما الموظفين، يعانون من تداعيات هذه الأزمات المتكررة.
وبالرغم من وعود الحلول، لا تزال المشكلة تتفاقم.
ومع زيادة ضغوط الحياة المعيشية وارتفاع معدلات البطالة، لجأ العديد من الشباب إلى الهجرة، وهو خيار بدأ يفكر فيه الموظفون الحكوميون أيضًا بسبب غياب الأمل في تحسن الأوضاع.
منذ عام 2003، لم تفلح أي من الآليات التي تبنتها الحكومات المتعاقبة في بغداد وأربيل في وضع حل جذري لأزمة الرواتب.
بل إن العديد من المؤسسات الحكومية أضربت عن العمل بشكل متكرر، وكان إضراب المعلمين في العام الماضي على وشك أن يتسبب في إلغاء العام الدراسي.
الوضع الحالي دفع رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد إلى عقد اجتماعات مع وزراء أكراد في الحكومة الاتحادية ورؤساء الكتل الكردية، لمناقشة مسألة الرواتب والميزانية، ومحاولة إيجاد حلول لمشكلة تأخير الرواتب.
ورغم هذه الاجتماعات، فإن الخلافات الفنية بين بغداد وأربيل لا تزال تعيق عملية صرف الرواتب بانتظام. وفي ظل هذا التأخير، تعيش العديد من الفئات المجتمعية في ظروف معيشية صعبة، خاصة ذوو الاحتياجات الخاصة، الذين تأخرت رواتبهم لفترات طويلة.
وترى تحليلات أن انشغال الأحزاب الكردية بالمصالح الشخصية والحزبية أدى إلى تجاهل المعاناة اليومية للشعب، ما أدى إلى تذمر واسع في أوساط المجتمع، الذي بات يشعر بالإهمال والتهميش.
وفي ظل هذا الصراع الداخلي، تتفاقم المعاناة الاقتصادية والاجتماعية، بينما تُركت المطالب المشروعة للموظفين والشعب دون استجابة حقيقية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
مشهد تشكيل حكومة الإقليم مُعقد والتقارب بين طالباني وبارزاني تم ولكن بـضغوط خارجية! - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
أكد الباحث في الشأن السياسي كاظم ياور، اليوم الخميس (23 كانون الثاني 2025)، أن مشهد تشكيل حكومة إقليم كردستان ازداد تعقيدا بعد ما جرى في لبنان وسوريا، والمطالب الأمريكية بحل الفصائل المسلحة.
وقال ياور في حديث لـ "بغداد اليوم" إنه "لكل هذه الأطراف تأثيرات سياسية واقتصادية مع بعض الأطراف في كردستان، ولا يخفى على الجميع أن للاتحاد الوطني لديه علاقات مع الأحزاب الشيعية المقربة من الفصائل، وكان هناك تنسيقا عاليا بين الجانبين في كركوك ونينوى".
وأضاف أن "مشهد تشكيل الحكومة أصبح معقدا بصورة مركبة بتعقيد المشهد العراقي والإقليمي، والتقارب رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، ورئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني هو نتيجة الضغوطات الإقليمية".
وأشار إلى أن "التقارب يعد شكليا، ولكنه مطلوب في هذه المرحلة، خاصة في ظل التغييرات الإقليمية، وأيضا أمام الولايات المتحدة الأميركية".
وبين أنه "في حال بقاء الخلافات وعدم تنفيذ ما تريده الولايات المتحدة فإن الإقليم سيفقد قوته في المحيطين الإقليمي والدولي".
وفي شأن متصل، نفى القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، غياث سورجي، يوم الجمعة (17 كانون الثاني 2025)، وجود اتفاق بين حزبه والديمقراطي الكردستاني على تقاسم المناصب.
وقال سورجي لـ "بغداد اليوم"، إن "الاجتماعات ماتزال متواصلة واللجان التفاوضية تواصل عملها، ولم نتوصل حتى الآن لشكل الحكومة القادمة، وأيدولوجيتها، وتفاصيلها العامة".
وأضاف، أن "الحديث عن المناصب مازال مبكرا، والاتحاد الوطني ليس طالبا للمناصب، وحملته الانتخابية كانت تحث على تقديم الخدمات للمواطنين، وإنهاء الأزمات التي يعاني منها الشعب الكردي، وهذه التفاصيل تأتي في مقدمة المفاوضات، وبعدها تأتي المناصب".