دعوة غربية لبري إلى «الفصل الكامل» بين الرئاسة اللبنانية والحرب في غزة بوقف «جبهة الإسناد»
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
لم تفاجئ المعلومات التي كشف عنها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب حول الوضع على الحدود الجنوبية الكثير من المراقبين ومتابعي مسار «جبهة الإسناد» لغزة.
فقد أعلن وزير الخارجية أن لبنان تلقى رسالة عبر وسطاء، مفادها «أن إسرائيل غير مهتمة بوقف إطلاق النار في لبنان».
وعلى الرغم من التصريحات المتكررة لقادة «حزب الله» بأن هذه الحرب هي إسناد لغزة ولتخفيف الضغط الميداني عنها وأنها تتوقف بمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف النار هناك، فإن إسرائيل كانت تكرر بدورها ان الوضع على الحدود اللبنانية لن يستقر قبل عودة آمنة للمستوطنين سواء بالطرق الديبلوماسية أو بالقوة العسكرية، مع تصعيد لافت في لهجة التهديدات لوزراء اليمين المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو، وآخرها لوزير المال بتسلئيل سموتريش الذي قال في آخر تصريح له: «علينا شن حرب في لبنان لإعادة السكان، ولا اتفاق يستحق الورق الذي سيكتب عليه».
وقال مصدر مطلع لـ «الأنباء»: «في ضوء نتائج مسار الحل في غزة سيتم ترتيب الوضع في لبنان، فإذا نجح نتنياهو في فرض شروطه في الحل الذي يريده في غزة، فسيمارس هذه الضغوط نفسها على لبنان في محاولة إطالة أمد الحرب التي لن تكون في مصلحة لبنان، في ظل الأزمات التي يتخبط بها».
وفي وقت يسعى «حزب الله» الى تخفيف التصعيد على الحدود من خلال الحد من الرد على الضربات، فإن إسرائيل تزيد من تصعيدها، حيث شنت في اليومين الماضيين عشرات الهجمات، مستخدمة أسلوبا جديدا باعتماد توجيه عدة غارات دفعة واحدة على مكان محدد بهدف إحداث أكبر ضرر وتدمير.
سياسيا، أعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري تحريك الملف الرئاسي من خلال تكرار الدعوة إلى الحوار، مشيرا إلى انه قدم خطوات باتجاه تسهيل الحل من خلال الحوار لبضعة أيام وتحديدا أقل من خمسة أيام، وليس كما طرح سابقا لمدة أسبوع أو 10 أيام، وبعدها يبادر إلى الدعوة إلى جلسة واحدة بجولات اقتراع متكررة، تؤدي إلى انتخاب رئيس للجديد للجمهورية، مشيرا «إلى أن الجميع اقتربوا من الموافقة على هذا الطرح باستثناء القوات اللبنانية التي لاتزال تضع العراقيل أمام أي حوار جامع».
في المقابل، تسربت معلومات إلى «الأنباء» عن أن طرح الرئيس نبيه بري فصل الانتخابات الرئاسية اللبنانية عن الحرب في غزة، قوبل برد مقابل من دوائر أجنبية مختلفة، فيه الدعوة إلى الفصل الكامل من قبل لبنان، بوقف «جبهة الإسناد» التي أعلنها «حزب الله» في الثامن من أكتوبر الماضي، في اليوم التالي لشن حركة «حماس» عملية «طوفان الأقصى» في مستوطنة غلاف غزة.
وجاءت دعوة «الفصل الغربية»، في محاولة للوصول إلى وقف للنار في جبهة الجنوب، ترفض إسرائيل شموله أساسا بوقف محتمل للنار في غزة، إذ تشترط ترتيبات معينة مع لبنان، تؤسس لهدنة طويلة الأمد، كما حصل منذ حرب يوليو عام 2006، إذ امتدت الهدنة على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل منذ أغسطس 2007 إلى أكتوبر 2023.
في المواقف، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة الأحد الأسبوعية من المقر الصيفي للبطريركية في الديمان (شمال لبنان)، «إن استمرار الحرب ضعف وخسارة للجميع، خسارة أرواح الله وحده هو سيد حياتها وموتها، خسارة استقرار المواطنين الآمنين بتهجيرهم، وهدم البيوت وحرق الأراضي والممتلكات وجنى الأعمار، من دون سبب سوى الهدم».
وأوضح أنه «لا يكفي أن نعلن رغبتنا بالشراكة الوطنية، من دون إرادة الفعل وتغيير السلوك ونزع الولاءات الخارجية».
ولفت إلى أن «هذا الفراغ الرئاسي الذي يبدو متعمدا، يترك تداعيات سلبية كبيرة على المستوى الوطني، أولها عدم انتظام المؤسسات الدستورية وتفكك الإدارة واستباحة القوانين والأعراف، وصولا إلى استهداف مواقع ومراكز مسيحية، وبخاصة مارونية في الدولة، تمهيدا لقضمها».
وذكر «أن الكل بانتظار المبادرات الخارجية المشكورة، التي لا يجوز أن تختزل إرادة اللبنانيين عبر ممثليهم في مجلس النواب، ومن المؤسف والمعيب أن يبقى انتخاب الرئيس أسير رهانات على الخارج أو على استحقاقات وتطورات خارجية وهمية».
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: على الحدود فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بوقف العقاب الجماعي في غزة
دعا توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إسرائيل، الخميس، إلى رفع حصارها عن المساعدات عن قطاع غزة، واصفا وقف المساعدات الإنسانية بأنه يرقى إلى "عقاب جماعي قاس".
وقال فليتشر إنه في حين أنه يجب إطلاق سراح الرهائن وإنه ما كان ليصح اعتقالهم في المقام الأول، فإن القانون الدولي يفرض على إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضاف في بيان: "المساعدات، وأرواح المدنيين التي تنقذها المساعدات، لا ينبغي أبدا أن تكون ورقة مساومة".
وأوضح: "منع المساعدات يتسبب في تجويع المدنيين ويتركهم دون دعم طبي أساسي. إنه يجردهم من الكرامة والأمل. إنه يفرض عقابًا جماعيًا قاسيًا، إن منع المساعدات يتسبب في القتل".
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن هناك نقصًا حادًا في الغذاء والماء والدواء في غزة، مع انهيار الخدمات الطبية وإغلاق المطابخ الخيرية بسبب نقص الإمدادات.
وأفادت المستشفيات بأن حالات النساء الحوامل والمرضعات، اللائي تعانين من سوء التغذية، آخذة في الارتفاع بشكل حاد، وأن معظم الأطفال حديثي الولادة يولدون الآن ناقصي الوزن.
وشدد فليتشر على أن "الحركة الإنسانية مستقلة ومحايدة وغير منحازة. نعتقد أن جميع المدنيين يستحقون الحماية على قدم المساواة".
وقال إن اقتراحا قدمته السلطات الإسرائيلية أخيرًا بشأن طرق توزيع المساعدات "لا يفي بالحد الأدنى للدعم الإنساني القائم على المبادئ".
واقترحت إسرائيل تولي عملية توزيع المساعدات في غزة، أو استخدام شركات خاصة لتوزيعها.
ومنعت إسرائيل دخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع، منذ انتهاء وقف إطلاق النار في مارس، مما ألقى بغزة في غياهب ما يعتقد أنها أسوأ أزمة إنسانية منذ ما يقرب من 19 شهرًا من الحرب.
وقالت إسرائيل إن الحصار وحملتها العسكرية المتجددة يهدفان إلى الضغط على حماس للإفراج عن الرهائن المتبقين، التي لا تزال تحتجزهم، وكذلك نزع سلاحها.