لم تفاجئ المعلومات التي كشف عنها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب حول الوضع على الحدود الجنوبية الكثير من المراقبين ومتابعي مسار «جبهة الإسناد» ل‍غزة.

فقد أعلن وزير الخارجية أن لبنان تلقى رسالة عبر وسطاء، مفادها «أن إسرائيل غير مهتمة بوقف إطلاق النار في لبنان».

وعلى الرغم من التصريحات المتكررة لقادة «حزب الله» بأن هذه الحرب هي إسناد لغزة ولتخفيف الضغط الميداني عنها وأنها تتوقف بمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف النار هناك، فإن إسرائيل كانت تكرر بدورها ان الوضع على الحدود اللبنانية لن يستقر قبل عودة آمنة للمستوطنين سواء بالطرق الديبلوماسية أو بالقوة العسكرية، مع تصعيد لافت في لهجة التهديدات لوزراء اليمين المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو، وآخرها لوزير المال بتسلئيل سموتريش الذي قال في آخر تصريح له: «علينا شن حرب في لبنان لإعادة السكان، ولا اتفاق يستحق الورق الذي سيكتب عليه».

وقال مصدر مطلع لـ «الأنباء»: «في ضوء نتائج مسار الحل في غزة سيتم ترتيب الوضع في لبنان، فإذا نجح نتنياهو في فرض شروطه في الحل الذي يريده في غزة، فسيمارس هذه الضغوط نفسها على لبنان في محاولة إطالة أمد الحرب التي لن تكون في مصلحة لبنان، في ظل الأزمات التي يتخبط بها».

وفي وقت يسعى «حزب الله» الى تخفيف التصعيد على الحدود من خلال الحد من الرد على الضربات، فإن إسرائيل تزيد من تصعيدها، حيث شنت في اليومين الماضيين عشرات الهجمات، مستخدمة أسلوبا جديدا باعتماد توجيه عدة غارات دفعة واحدة على مكان محدد بهدف إحداث أكبر ضرر وتدمير.

سياسيا، أعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري تحريك الملف الرئاسي من خلال تكرار الدعوة إلى الحوار، مشيرا إلى انه قدم خطوات باتجاه تسهيل الحل من خلال الحوار لبضعة أيام وتحديدا أقل من خمسة أيام، وليس كما طرح سابقا لمدة أسبوع أو 10 أيام، وبعدها يبادر إلى الدعوة إلى جلسة واحدة بجولات اقتراع متكررة، تؤدي إلى انتخاب رئيس للجديد للجمهورية، مشيرا «إلى أن الجميع اقتربوا من الموافقة على هذا الطرح باستثناء القوات اللبنانية التي لاتزال تضع العراقيل أمام أي حوار جامع».

في المقابل، تسربت معلومات إلى «الأنباء» عن أن طرح الرئيس نبيه بري فصل الانتخابات الرئاسية اللبنانية عن الحرب في غزة، قوبل برد مقابل من دوائر أجنبية مختلفة، فيه الدعوة إلى الفصل الكامل من قبل لبنان، بوقف «جبهة الإسناد» التي أعلنها «حزب الله» في الثامن من أكتوبر الماضي، في اليوم التالي لشن حركة «حماس» عملية «طوفان الأقصى» في مستوطنة غلاف غزة.

وجاءت دعوة «الفصل الغربية»، في محاولة للوصول إلى وقف للنار في جبهة الجنوب، ترفض إسرائيل شموله أساسا بوقف محتمل للنار في غزة، إذ تشترط ترتيبات معينة مع لبنان، تؤسس لهدنة طويلة الأمد، كما حصل منذ حرب يوليو عام 2006، إذ امتدت الهدنة على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل منذ أغسطس 2007 إلى أكتوبر 2023.

في المواقف، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة الأحد الأسبوعية من المقر الصيفي للبطريركية في الديمان (شمال لبنان)، «إن استمرار الحرب ضعف وخسارة للجميع، خسارة أرواح الله وحده هو سيد حياتها وموتها، خسارة استقرار المواطنين الآمنين بتهجيرهم، وهدم البيوت وحرق الأراضي والممتلكات وجنى الأعمار، من دون سبب سوى الهدم».

وأوضح أنه «لا يكفي أن نعلن رغبتنا بالشراكة الوطنية، من دون إرادة الفعل وتغيير السلوك ونزع الولاءات الخارجية».

ولفت إلى أن «هذا الفراغ الرئاسي الذي يبدو متعمدا، يترك تداعيات سلبية كبيرة على المستوى الوطني، أولها عدم انتظام المؤسسات الدستورية وتفكك الإدارة واستباحة القوانين والأعراف، وصولا إلى استهداف مواقع ومراكز مسيحية، وبخاصة مارونية في الدولة، تمهيدا لقضمها».

وذكر «أن الكل بانتظار المبادرات الخارجية المشكورة، التي لا يجوز أن تختزل إرادة اللبنانيين عبر ممثليهم في مجلس النواب، ومن المؤسف والمعيب أن يبقى انتخاب الرئيس أسير رهانات على الخارج أو على استحقاقات وتطورات خارجية وهمية».

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: على الحدود فی غزة

إقرأ أيضاً:

"القاهرة الإخبارية" تعرض لقطات حية من الحدود اللبنانية الإسرائيلية (شاهد)

عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" لقطات حية من الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

باحث: ردود حزب الله منضبطة ولم يستخدم صواريخها وأسلحتها الاستراتيجية (فيديو) حزب الله اللبناني يقصف قاعدة عسكرية إسرائيلية شمال غربي بحيرة طبريا  جيش الاحتلال الإسرائيلي

وأعلن حزب الله اللبناني، اليوم السبت، عن تنفيذ عمليتين نوعيتين ردًا على ‌‏اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي على القرى الجنوبية والمنازل، خصوصًا في بلدة ‏الأحمدية.

الحدود الإسرائيلية اللبنانية

وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية، منذ 8 أكتوبر الماضي، تبادلًا لإطلاق النار بين جيش الاحتلال وحزب الله اللبناني، أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، أغلبهم مدنيون لبنانيون.

يذكر أن حزب الله اللبناني، اليوم السبت، أعلن استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية شمال غربي بحيرة طبريا بالصواريخ.

وقال حزب الله - في بيان أوردته الوكالة الوكنبة اللبنانية للإعلام - إنه قصف اليوم قاعدة ومقر اللواء المدفعي والصواريخ الدقيقة 282 ومخازن التسليح والطوارئ التابعة لها في "يفتاح إليفليط" شمال غربي بحيرة طبريا بالعشرات من صواريخ الكاتيوشا.

أعلن حزب الله اللبناني قصف مقر عسكري إسرائيلي ومخازن لوجستية في قاعدة "عميعاد" بعشرات من صواريخ "الكاتيوشا"، بالإضافة إلى استهداف دبابة "ميركافا" على طريق "رويسات العلم - زبدين" بصاروخ موجه.

وذكر حزب الله، في بيان اليوم السبت، أوردته الوكالة اللبنانية للإعلام - أنه استهدف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة "عميعاد" بعشرات من صواريخ "الكاتيوشا".

 وأضاف، في بيان ثانٍ منفصل، أنه استهدف اليوم دبابة "ميركافا" إسرائيلية على طريق (رويسات العلم - زبدين) بصاروخ موجه، وأصابها بشكل مباشر؛ مما أدى إلى تدميرها واشتعال النيران فيها.

ومن جهة أخرى.. واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه اليوم على قرى وبلدات الجنوب اللبناني، حيث شن غارة من مسيرة على الحي الغربي في بلدة "ميس الجبل" بمنطقة "القندولي".

وفي النبطية، شن الطيران الحربي الإسرائيلي بعد منتصف ليل أمس، غارة على حرش كونين في قضاء بنت جبيل.. فيما حلق الطيران الاستطلاعي والمسيّر الإسرائيلي طيلة الليلة الماضية وحتى صباح اليوم، فوق قرى الجنوب حتى مشارف مدينة صور.

مقالات مشابهة

  • جبهة الإسناد الأردنية
  • جبهة الشمال.. مسؤول إسرائيلي يتحدث عن حملة "باهظة الثمن"
  • إسرائيل تصعّد جنوبًا...لكن عينها على البقاع
  • فصائل المقاومة تٌعقّب على الصاروخ اليمني الذي استهدف العمق الإسرائيلي
  • حزب الله يحذر إسرائيل من اشتعال الوضع على الحدود اللبنانية  
  • إسرائيل تستعد لعملية عسكرية في الشمال.. وجنوب لبنان لا يهدأ
  • "القاهرة الإخبارية" تعرض لقطات حية من الحدود اللبنانية الإسرائيلية (شاهد)
  • شاهد| القاهرة الإخبارية تعرض لقطات حية من الحدود اللبنانية الإسرائيلية
  • تصعيد كبير على طول الحدود الجنوبية اللبنانية (فيديو)
  • «القاهرة الإخبارية»: تصعيد إسرائيلي كبير على طول الحدود الجنوبية اللبنانية