الأسبوع:
2024-12-25@06:01:41 GMT

الفتوى و"السرقة"

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

الفتوى و'السرقة'

منذ أن تعددت البرامج التى تستضيف شيوخا للإفتاء فى أمور الدين، وتنوعت وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات الفيس بوك، وأمر الفتوى أصبح مستباحا بشكل كبير، حتى أننا نفاجأ بين الحين والآخر بفتوى غريبة تثير حالة من الجدل والتشتت حول مفاهيم دينية محسومة بالفعل ولا تقبل النقاش.

هل وصل بنا الحال إلى سماع فتوى تبيح سرقة التيار الكهربائي والمياه والغاز؟ بكل أسف نقول نعم، الغريب أن هذا الكلام لم يخرج من فم جاهل أو أمي أو العامة، ولكن خرج على لسان أستاذ جامعي بجامعة الأزهر، وهو الدكتور إمام رمضان الأستاذ بكلية التربية، وبناءً عليه أعلنت جامعة الأزهر، تحويل الأستاذ إلى التحقيق، بعد الفتوى التي أجاز فيها سرقة الكهرباء والمياه والغاز، وكان الأستاذ بالأزهر قد قال عبر فيديو له على صفحته على مواقع التواصل بجواز سرقة المياه والكهرباء والغاز، مستشهداً بقول الله تعالى "ومن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل".

وكان الدكتور إمام رمضان قد أثار الجدل قبل 5 سنوات وتعرض للتحقيق والإيقاف وقتها، بعدما أجبر طالبين بجامعة الأزهر على خلع سرواليهما أمام زملائهما الطلاب في المحاضرة بحجة التعلم، وأنه بذلك يحاول توصيل رسالة إلى الطلاب بضرورة الثبات على العقيدة، وقتها دافع عن نفسه بقوله "طبَّقت مفهوم الإغواء بأن اللي عايز ينجح في المادة يطلع يعمل ما يُطلب منه، وفيه طَلَبَة رفضت الخروج قبل ما يعرفوا إيه المطلوب".

واذا كان الجدل الذى أثير حول الاستاذ وقتها حول مفهومه لطرق التدريس، التى كان بإمكانه اختيار طريقة أكثر رقيا وتحضرا من تلك الطريقة "المبتذلة" فى ايصال المعلومة، وهو أمر يدفعنا إلى النظر مرة أخرى فى أهلية بعض من يقومون بالتدريس فى الجامعات، وهو أمر بات حتميا، على أن يتم تقييم الأساتذة كل فترة من الوقت، حتى نتجنب كثيرا من المشكلات التى تنجم عن تعنت الأساتذة تجاه الطلاب أو فرض وجهات نظرهم التى تكون غير صالحة فى بعض الاوقات.

هل نحن بحاجة إلى فتوى تجيز سرقة التيار الكهربائي والمياه والغاز؟ سؤال لابد وأن نتعمق فى الاجابة عنه، لأن الإجابة تتطرق لجوانب عدة أولها فكرة السرقة فى حد ذاتها، والتى حرمها ديننا حتى أن رسول الله عليه السلام أقسم بأن السرقة لو كانت من ابنته فاطمة- وهى الأغلى والأقرب لقلبه- لقطع يدها، وثانيها حتى لو كانت الفواتير مرتفعة وهناك سرقات للخدمات من قبل بعض المستهلكين، فان هذا لا يعني جواز السرقة حتى نشعر بالعدل كما أفتى الاستاذ.

للأسف هناك أعداد ليست قليلة من المستهلكين يقومون بسرقة التيار الكهربائي وباقي الخدمات، وهم يبررون ما يفعلون بنفس منطق هذا الأستاذ الجامعي، وهؤلاء لا يدركون المعنى الحقيقي للحلال والحرام، مع أن الحد الفاصل بينهما معلوم للجميع، ولكن أن تعطيهم سندا شرعيا بفتوى مغلوطة فهذا هو الحرام بعينه.

نقول كل من يدّعى العلم وهو للأسف علم مشوب بالجهل والانتهازية، وينصب نفسه أمينا على الفتوى، استقيموا وإياكم وأمانة الكلمة!

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

اتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروجى شائعات سرقة الطلاب بمحيط المدارس

كشفت أجهزة وزارة الداخلية حقيقة ما تم تداوله  عبر أحد الحسابات بمواقع التواصل الاجتماعى، تتضمن الإدعاء بقيام مجموعة من الشباب مستقلين دراجات نارية بتهديد الطلاب بمحيط إحدى المدارس ببورسعيد بأسلحة بيضاء وسرقتهم بالإكراه.

بالفحص تبين عدم ورود ثمة بلاغات أو وقائع تهديد بأسلحة بيضاء أو سرقة بالإكراه بالمنطقة المشار إليها، وتم تحديد صاحب الحساب (مقيم بدائرة قسم شرطة الضواحى) وبسؤاله قرر بتناقله لذلك الإدعاء من إحدى الصفحات (تم تحديد القائم عليها مقيم بدائرة قسم شرطة المناخ)، وبمواجهتهما أفاد بقيامهما بذلك لتوعية الطلبة وأولياء الأمور خوفاً من تعرضهم لسرقة هواتفهم المحمولة وأنهما لم يشاهدا أى حالات سرقة بالإكراه، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • إحالة سيدة للمحاكمة بتهمة سرقة كبار السن بالقاهرة
  • نتيجة كلية الشرطة.. تطوير منظومة التدريب لتخريج ضابط عصرى
  • نتيجة كلية الشرطة.. الابتكار الثقافى والفنى أوليات الأكاديمية
  • نهب 35 مليار جنيه من المال العام سنويًا .. حرامية الكهرباء
  • "بيكسر الزجاج ويرتكب جرائمه".. استمرار حبس عاطل تخصص في سرقة السيارات بمدينة نصر
  • تقديم شرح لنظام البوكليت لطلاب الشهادة الإعدادية بأسوان
  • اتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروجى شائعات سرقة الطلاب بمحيط المدارس
  • هل يهدد «الروبوت» مهنة المعلم البشرى؟
  • ارتكبوا 5 وقائع.. التحقيق مع عصابة سرقة السيارات في القاهرة
  • الإيقاع بتشكيل عصابي تخصص في سرقة المساكن