«مدرسة 42 أبوظبي» تنظم جلسات حول «البلوك تشين» والهندسة السحابية
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «تريندز» والسفارة الإماراتية في كوريا الجنوبية يناقشان تعزيز التبادل البحثي والمعرفي سفير اليابان لدى الدولة: «الكونغرس العالمي» فرصة لتعزيز التواصل الإعلامينظم مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في حكومة دولة الإمارات، ومدرسة 42 أبوظبي للبرمجة، جلسات نوعية بهدف التعمق في المجال الرقمي وتسليط الضوء على تقنية البلوك تشين والتحول الرقمي، وتعريف المشاركين بأسس النجاح في مجال الهندسة السحابية، بالتعاون مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين.
عُقدت الجلسات ضمن مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي، والذي ينظمه مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في حكومة دولة الإمارات، والذي يهدف إلى تمكين الطاقات الشابة بالتكنولوجيا المتقدمة وأدوات ومهارات الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول مبتكرة للتحديات، بالاستفادة من الخبرات التي يتم اكتسابها خلال مشاركتهم في المخيم، ما يسهم في بناء جيل متمكن من تكنولوجيا المستقبل، لتطوير مختلف القطاعات الحيوية ويركز على مجالات الذكاء الاصطناعي ومستقبل التكنولوجيا.
وقدم الجلسة الأولى الدكتور حازم جراح، أستاذ مساعد في 42 أبوظبي، حاصل على درجة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر من جامعة أوكلاند للتكنولوجيا في نيوزيلندا، والتي سلطت الضوء على تبني المؤسسات للتطورات الرقمية بهدف الارتقاء بعملياتها وتجارب عملائها، وركزت على تقنية «البلوك تشين»، ودورها في تعزيز المعاملات الآمنة والأكثر شفافية عبر مختلف القطاعات، ودورها المحوري بالتأثير في مجالات عدة، بما في ذلك المجال المالي، وسلسلة التوريد، والرعاية الصحية، وغيرها من المجالات، كما زودت الجلسة الحضور برؤى حول أهمية الرقمنة والتحول الرقمي في بيئة الأعمال اليوم، كما ساهمت في تمكينهم من استكشاف إمكانات تقنية «البلوك تشين» ودورها في إعادة رسم ملامح العالم من حولنا.
وعقدت 42 أبوظبي جلسة أخرى، بالتعاون مع «أمازون ويب سيرفيسز»، تحت عنوان «الطريق للنجاح في مجال الهندسة السحابية»، والتي ساهمت في تزويد الطلاب بالممارسات والمهارات الأساسية اللازمة لتحقيق النجاح في مجال الهندسة السحابية، وقدمها محمد فضل الله قدراث، من «أمازون ويب سيرفيسز».
وأكد صقر بن غالب، المدير التنفيذي لمكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، أن مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي يمثل منصة مهمة تجمع مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص والشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا لتأسيس الشباب على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والحوسبة السحابية وغيرها من تكنولوجيا المستقبل، تماشياً مع أهداف الدولة ورؤاها واستراتيجياتها الهادفة إلى تبني الذكاء الاصطناعي وتأهيل أجيال المستقبل على الأنظمة الرقمية.
وقال ماركوس مولر هابيج، الرئيس التنفيذي بالإنابة لمدرسة 42 أبوظبي: «نسعى من خلال هذه الجلسات لدعم طلابنا وتزويدهم بالمعارف اللازمة لتمكينهم من لعب دور محوري في ريادة التحول الرقمي في أبوظبي، وذلك بما يتماشى مع جهودنا الرامية لإتاحة الفرصة لهم لتبني تقنيات جديدة، والاطلاع على أحدث المستجدات في المجال الرقمي، وذلك بصفتنا حاضنة للمواهب تساهم في تمكين طلابها من بدء مسيرة مهنية متميزة لبناء جيل من المبرمجين الاستثنائيين القادرين على ريادة المستقبل الرقمي في الإمارة».
وتجسِّد مدرسة البرمجة 42 أبوظبي، التي أُسِّسَت عام 2020، نوعاً جديداً من مدارس البرمجة الحديثة والمبتكرة، وتعدُّ المدرسة إحدى مبادرات دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، وبرنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21» التي تهدف إلى دعم جهود التنمية المتواصلة في أبوظبي عبر توظيف استثمارات متعددة الجوانب لتطوير الأعمال والابتكار والأفراد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي الإمارات البلوك تشين التحول الرقمي الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی البلوک تشین فی مجال
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي الشامل.. الوحش الحقيقي!
مؤيد الزعبي
صحيحٌ أن أدوات الذكاء الاصطناعي باتت موجودة في كل المجالات تقريبًا فأحدها يكتب نصًا وآخر يرسم صورة أو يصمم تصميمًا أو يصنع فيديو أو حتى يؤلف موسيقى ويقلد فنانًا أو يحاورك ويسمعك كما لو كان طبيبًا أو صديقًا أو يدافع عن حقوقك كما لو كان محاميًا.
وهناك أدوات تتشكل على هيئة روبوتات وسيارات وثلاجات وهواتف وأجهزة مختلفة، كل هذا جميل ومذهل ولكن طالما أن كل هذه الأدوات لم تتجسد في نظام واحد شامل فالوحش الحقيقي لم يظهر بعد، فتخيل معي عزيزي القارئ كيف سيكون تأثير الذكاء الاصطناعي لو كان نظامًا متكاملًا يرسم ويكتب ويعزف ويحمل ويبني ويصنع ليس كل واحد على حدة إنما كيان واحد متكامل، وقتها سيكون الوحش قد خرج وظهر للعلن، وعندما أقول لك كلمة "وحش" لا أقصد أبدًا المعنى السلبي؛ بل أعني أن قدرات الذكاء الاصطناعي ستصبح كالوحش قادرة على القيام بكل شيء نجده اليوم صعبًا أو مستحيلًا.
كل ما نراه اليوم من تطورات في عالم الذكاء الاصطناعي مازالت متفرقة، فما يصنعه شات جي بي تي وشبيهاته من أنظمة التوليد اللغوي ما هي إلا كلمات وأفكار يولدها، لم يحرك بها ذراعًا آلية ليبتكر ويصنع، ولم يمسك ريشة فنان ويبدأ بالرسم، إنما يرسم إلكترونيًا ويكتب إلكترونيًا، وحتى لو سألته كيف بالإمكان أن تصنع طائرة مسيرة كمثال سيقدم لك الطريقة لكنه لن يذهب للمعمل أو المصنع ويصنعها بنفسه، ولو تحدثت معه عن كيفية بناء مفاعل نووي بطريقة مبتكرة وصديقة للبيئة سيقدم لك إجابة شافية ووافية ولكنه لا يملك السلطة ولا حتى الأذرع لتنفيذ فكرته، فهو مجرد مولد للكلمات والرسومات والصور، ولهذا أخبرتك أن الوحش مل يظهر بعد، فتخيل عندما تصبح هذه الأدوات عبارة عن عقول وأذرع وأرجل وأنظمة متكاملة حينها ستكون قادرة على كتابة فكرتها وتضع خطتها ولديها أذرع تنفذ ما في عقولها.
وإذا ذهبت لأدوات تصنيع الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي فصحيح أن نتائجها مذهلة ومتطورة فعندما تحول لك النص لفيديو، أو تقوم بتحويل فيديوهاتك لنماذج وأشكال غاية في الروعة إلا أنها حتى الآن لم تصبح نظامًا شاملًا قادرًا على إنشاء محتوى متكامل، وليست قادرة على إنشاء فيديو نستطيع القول بأنه احترافي من حيث الصورة والانيميشن والقصة والمؤثرات والنص، وبالطبع لم تصل قدرات الذكاء الاصطناعي لأن تصنع فيلمًا ولا حتى قصيرًا، فصحيح أن الأدوات موجودة بكل جانب على حدة إلا أنها غير شاملة في برنامج واحد، ولهذا تخيل عزيزي القارئ عندما تصبح هذه الأدوات متكاملة فحينها ستصنع لك فيلمًا سينمائيًا لو أردت، وربما لن تصنع لك ربما تصنع لنفسها وتصبح هي التي تدير قطاع المحتوى بأكمله، وسنجد حينها ذكاء اصطناعي قادر على كتابة سيناريو فيلم ويراجعه ويدققه ومن ثم يبدأ بتجهيزه وتنفيذه ونشره وترويجه دون أي تدخل منك، وربما نجدك تتفاوض معه لشراء حقوق بث أو استخدامه.
وكذلك الأمر في مسألة السيارات ذاتية القيادة، فنحن نجهز لسيارات تقود نفسها بنفسها وإلى الآن لم تكتمل الصيغة النهائية لهذه السيارة وحتى عندما تكتمل ستكون هذه السيارات ملكنا نحن البشر، ولكن ما أن تصبح أنظمة الذكاء الاصطناعي هي التي تحركها وتنظم حركتها وتضع قوانينها وتطبقها على أرض الواقع حينها سنقول بأن هذا النظام لم يعد نظام ذكاء اصطناعي بل سيكون بمثابة وزارة للمواصلات والطرق، وكذلك الأمر عندما تصبح الربوتات هي الطبيب وأجهزة الفحص وهي نفسها المعامل والمختبرات وهي ذاتها من تعمل على تصنيع الأدوية وتقوم بتجريبها واختبارها، وأنا أتحدث أن يكون كل هذا ضمن نظام شامل متكامل، حينها سنجد الذكاء الاصطناعي وحشًا قادر على القضاء على الكثير من الأمراض وبنفس الوقت سيكون بمقدوره تحديد مصائرنا أو التأثير فيها فأنا أتحدث عن ذكاء اصطناعي شامل يدير بيوتنا وشوارعنا ومدننا ومكاتبنا وشركاتنا ومستشفياتنا ومدارسنا وجامعاتنا وكل شيء من حولنا.
ربما قد يصل لك عزيزي القارئ تصورًا بأن الذكاء الاصطناعي سيعمل مكان الحكومات في قادم الوقت وهو من سينفذ أعمالها بدلًا عنها، ولكن ماذا إن قلت لك أن الذكاء الاصطناعي الشامل سيكون قادرًا على إدارة ما هو أصعب من ملفات الحكومات أنفسها، سيكون قادرًا على إدارة حياتنا بأرضنا وسمائنا والدليل أننا نصنع اليوم أدوات ذكاء اصطناعي متفرقة تقوم بمهام هنا وهناك وقد شاهدنا العجب العجاب من قدراتها فكيف هو الحال لو كان النظام شامل.
لا أجد الأمر سيئًا أو مخيفًا؛ بل إنني على يقين بأن الذكاء الاصطناعي سيقدم لنا حلولًا لمشاكل لم نستطع نحن البشر القيام بها، خصوصًا وأننا على مفترق طرق من أمور كثيرة تهدد حياتنا؛ كالحروب والنزاعات وقضايا البيئة وانتشار الأمراض وعدم المساواة والتفاوت في معيشة الشعوب، كل هذا سيجد له الذكاء الاصطناعي تصريفًا ربما شاملًا، لكن كل ذلك مرهون بكيفية بنائه وتأسيسه وبرمجته، وهذا هو دورنا كبشر من الآن وصاعدًا، حتى نضمن تواجدنا في عالم الذكاء الاصطناعي الشامل.
رابط مختصر