الأسبوع:
2024-09-17@00:20:22 GMT

ركن الغباء في التاريخ

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

ركن الغباء في التاريخ

شكلت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتركيا الأسبوع الماضي، عملية سحب مذهلة لمصر والعالم العربي من الركن الغبي في تاريخ المنطقة، حيث كنا أسرى لمفاهيم استعمارية قديمة خدعتنا بها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا ودول الغرب التي كانت تستعمرنا مع نهايات القرن الثامن عشر.

وقررت تلك الدول الاستعمارية أن تضعنا في ركن مظلم من التاريخ وقالوا لنا إننا نتحد سويا للقضاء على من يستعمركم، ثم نمنحكم استقلالكم، ونضع أقدامكم على طريق النهضة والحداثة.

وبالفعل اتحدت الدول العربية ووقفت خلف الاستعمار البريطاني الفرنسي، وأجهزة مخابراتهما، وتم ضرب كل منشآت ومفاصل الدول العربية التي كانت تخضع للدولة العثمانية.

خربنا أعظم خطوط حديدية كانت تربط تجارة العرب بتركيا وأوروبا، وكانت هي البداية الحقيقة لأي نهضة يمكن أن تبزغ في عالمنا العربي، دمرنا مكتبات ومراكز علمية وكل أشكال الحداثة والتنمية في منطقتنا باعتبارها تتبع الدولة الاستعمارية العثمانية، ثم انتظرنا بعد أن انهارت الإمبراطورية العثمانية أن يمنحنا الغرب كما وعد استقلالنا، ولكننا قبل أن ننفض أيدينا عن الهدم اكتشفنا في اتفاقية سايكس بيكو في 1916 كيف أدخلونا في ركن غبي للتاريخ، حيث فعل بنا كل الفواحش هناك، وتم تقطيع وتقسيم بلادنا مثل قطع الكيك إلى كل دولة استعمارية التهمت وسيطرت على ما تريد.

وكانت الاتفاقية مقدمة لوعد بلفور 1917، الذي منح اليهود دولة على أرض فلسطين، كما ثبت الاتفاق الذي وقع بين بريطانيا وفرنسا وبمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا وضع جميع الدول العربية تحت الاستعمار الفرنسي البريطاني الإيطالي.

ومنذ الساعة الأولى لإدخال المنطقة في الركن الغبي للتاريخ ظلت القوى اليسارية والعلمانية تحرس هذا الإرث من العداء الاستعماري للتفريق بين العرب والأتراك وصناعة العداء الدائم والمستمر من ناحية والدفع وراء اختيار طريق الغرب الأوروبي بزعم أنه طريق الحداثة من ناحية أخرى، ولم نخرج نحن إلى الحداثة ولم تسمح لنا أوروبا بأن نعود للوصال مع الأتراك مرة أخرى.

وعندما جاء رجب طيب أردوغان ومد يده للعرب خرجت تلك الأبواق محملة بكل ألوان الحقد الأسود تحذرنا من عودة العثماني، وتصنع الفتنة خاصة بين مصر وتركيا.

ومنذ سنوات قليلة دفع دعاة الغرب والفتنة البلدين إلى حافة الصدام العسكري في ليبيا وساعتها تركنا الفرنسيون والبريطانيون والأمريكيون والألمان، وانسحبوا من ليبيا ليقف الجيش المصري في مواجهة الجيش التركي وهم ينتظرون أن يكرر التاريخ نفسه بعد مائة عام ليصفي كل منا الآخر، ولكن كانت العبقرية الأعظم عند الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي فطن إلى الخديعة وقرر أن يقلب اللعبة 180 درجة لنبدأ بالتحالف مع تركيا في صناعة التنمية بدلًا من التحالف مع اليونان وقبرص بالصدام العسكري ضد تركيا، وبدلا من تدمير ليبيا وقتل عشرات الآلاف من الجنود المصريين والأتراك، ونشوب حرب كان يمكن أن تستمر لخمسين عامًا قادمة.

إنه الفهم الأعظم للتاريخ الذي قررنا فيه أن ننتقل من ركن الغباء إلى حيث الوعي، ومن إسالة الدماء والثأر والاستماع إلى وكلاء الغرب في بلادنا إلى صناعة التنمية والتساند في مواجهة الأعداء، والاستماع فقط لأصحاب العقول التي تتشرب من مياه أوطانها وتاريخها الحقيقي، وتأخذ القرار في الوقت المناسب.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تكرم الإمارات لدعمها مكافحة الاتجار والانتشار غير المشروع للسلاح

القاهرة - وام
كرمت جامعة الدول العربية، دولة الإمارات لجهودها في دعم مشروع مكافحة الانتشار غير المشروع للأسلحة الصغيرة والخفيفة في الدول العربية والذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك في ختام مشاركة الإمارات في أعمال «مؤتمر مكافحة الاتجار والانتشار غير المشروع للأسلحة الصغيرة والخفيفة» بمقر الجامعة العربية بالقاهرة.
تسلم درع التكريم محمد سهيل النيادي، مدير عام مكتب الأسلحة والمواد الخطرة التابع للمجلس الأعلى للأمن الوطني رئيس وفد الدولة.
ناقش المؤتمر تقييم المرحلة الثانية من مشروع الاتحاد الأوربي وجامعة الدول العربية حول مكافحة الاتجار والانتشار غير المشروع للأسلحة الصغيرة والخفيفة والتحديات التي واجهها خلال تلك المرحلة، والآفاق المستقبلية للمشروع وإجراءات الرقابة الدولية على نقل الأسلحة الصغيرة بما في ذلك مراقبة الحدود ومكافحة تدفق الأسلحة غير المشروعة وتحديد وتعطيل مصادرها.

مقالات مشابهة

  • وزير الري: تأثيرات سلبية تواجه مصر والمنطقة العربية في مجال تغير المناخ
  • لافروف: روسيا تعمل على إحياء العلاقات السورية مع الدول العربية
  • الجامعة العربية تكرم الإمارات لدعمها مكافحة الإتجار غير المشروع للأسلحة الصغيرة والخفيفة
  • الجامعة العربية تكرم الإمارات لدعمها مكافحة الاتجار والانتشار غير المشروع للسلاح
  • أمين الجامعة العربية يُهنئ «تبون» على انتخابه لفترة رئاسية جديدة
  • ناهد الحلبي: والدتي كانت الزوجة الـ12 لأبي الذي كان يكبرها بنصف قرن
  • حكومة غزة تحذر من كارثة وتوجه مناشدة عاجلة الدول العربية
  • ‏الشهري: الأهداف التي تلقاها النصر كانت من أخطاء في بناء الهجمة.. فيديو
  • سياسي بريطاني يحذر من التهديدات التي سيواجهها الغرب إن سمح لكييف بضرب الأراضي الروسية
  • دبلوماسي أميركي يحذر هذه الدول العربية من نوايا اسرائيل لاحتلالها