لم يكن والد السيدة زبيدة عبدالعال، التي اقربت من عمر الـ90 عامًا، يؤمن بأهمية تعليم الإناث، إذ رفض قديمًا التحاق طفلته الصغيرة ابنة محافظة المنوفية، بالمدرسة كباقي الأطفال، إلا أن الحلم ظل يراودها حتى بعد إتمامها الـ87 عامًا، لتجد نفسها تبحث عن حلم قديم رغم وفاة زوجها وإنجابها لـ 8 أبناء، بل أصبحت جدة لـ13 حفيدا وحفيدة، لتقرر محو أميتها والحصول على الشهادة الابتدائية بعد الالتحاق بفصل «محو الأمية».

 

وبين ليلية وضحاها أصبحت الحاجة زبيدة، السيدة الثمانينية، حديث وسائل مواقع التواصل الاجتماعي العام الماضي، خاصة بعد انتشار لقطاتها وهي تؤدي الامتحان، حتى إن الفنانة العالمية إنجلينا جولي، أشارت لقصتها حينها، بأنه «لا يأس مع الحياة». 

اليوم العالمي لمحو الأمية.. زبيدة أيقونة 

واليوم، يحتفل العالم باليوم العالمي لمحو الأمية، فكانت «زبيدة» رمزًا من رموز الحلم والأمل، الإرادة التي تغلبت على حرمانها من التعليم، لتظل أثرا من ثماني عقود تبحث عن وسيلة لتحقيقه، بحسبما ذكرت لـ«الوطن»: «كان نفسي أبقى بعرف اقرأ واكتب، حتى أعرف أقرأ روشتات الدواء، اتجوزت وأنا عندي 18 سنة، وخلفت 4 ولاد و4 بنات، وانشغلت لحد ما اتعلموا واتجوزوا».

وتابعت: «لما جوزي مات لاقيتني مش عارفة حتى أقرأ ليه قرآن من المصحف، فقررت أروح فصول محو الأمية وأتعلم وأحقق حلمي».

ماذا حدث للحاجة زبيدة صاحبة الـ88 عاما بعد محو الأمية.. أزمة صحية هددت مشوارها

عام مر على قصة السيدة المُلهمة، الحاجة زبيدة، ولكن ماذا حدث لها؟، هل استكملت مشوارها التعليمي، أم كان للقدر كلمة أخرى.

وفي هذا الصدد، أوضحت الأستاذة سوزي صبحي، مدير عام تنممية المجتعات المحلية بتضامن المنوفية، ومنسق مبادرة لا أمية مع تكافل بمحافظة المنوفية، والمسؤولة عن تدريب السيدة زبيدة، إنها حتى يومنا هذا تقوم بدعوة جيرانها للالتحاق بفصول محو الأمية.

وأكدت سوزي صبحي، لـ «الوطن» إن وعكة صحية شديدة أثرت عليها، لكنها تنوي الالتحاق بالصف الأول الإعدادي، حال إتمام الشفاء.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اليوم العالمي لمحو الأمية محو الأمية مسنة محو الأمیة

إقرأ أيضاً:

بعد 41 عامًا من الغربة والشتات..حيث الانسان من مارب ينهي فصولا مؤلمة من حياة عبدالله مصلح ويصنع له مرحلة بهيجة من الحياة .. مشروع الحلم واقع وحقيقة..

 

كثيرون هو أولئك الذين تمر حياتهم بين غربة الذات وغربة الأهل ، وتمر السنون بثقلها على بعض أؤلئك فتأخذ منهم زهرة حياتهم وربيع أيامهم، ومن أولئك عبدالله مصلح الذي أمضى اكثر من 41 عاما في فيافي الغربة والألم من أجل أن يعيش هو واسرته في ستر الحال وهربا من ذل الحاجة والسؤال.

لقد كانت حياة عبدالله تزداد قتامة وسودا حتى حانت لحظة الفرج، لحظة قرر برنامج حيث الانسان التدخل. لينهي فصول الألم والتعب من حياة الشخصية.

 

البداية جاءت من تتبع مؤسسة توكل كرمان للحالات التي تستحق ان تدعم بمشاريع مستدامة تهدف لتحسين أوضاع الأسر اليمنية وتمكينها اقتصاديًا.

 التدخل الذي احدثه برنامج "حيث الإنسان" في موسمه السابع، ونفذته مؤسسة توكل كرمان في حلقة الليلة غير مسار حياة عبدالله مصلح، الذي عانى طويلًا من ظروف الحياة الصعبة بعد 41 عامًا من الغربة.

 

عبدالله، الذي عاش في محافظة مأرب قرابة 31 عاما وأمضى سنوات طويلة في العمل الحر، حيث كان يواجه قسوة العمل تحت أشعة الشمس الحارقة ويكافح لتوفير متطلبات أسرته التي تعيش في مدينة إب (وسط اليمن) في ظل الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على قدرته في تلبية احتياجاتهم.

يبدأ عبدالله يومه مبكرًا بأداء صلاة الفجر ثم الذهاب لتحميل الخضروات من سوق "بن عبود" المحلي ليتابع يومه المرهق في العمل الذي يستمر حتى المغرب. ولكن في السنوات الأخيرة، بدأت صحته تتدهور بسبب تقدم العمر، ما جعل العمل المتواصل يشكل تحديًا جسديًا كبيرًا.

رغم أن قصته مشابهة لكثير من اليمنيين الذين بدأوا حياتهم بالاغتراب ثم عادوا إلى وطنهم ليبدأوا من الصفر، لكنه يحاول جعل حياته وأبناءه وبناته مختلفة عن الدرب الذي سار عليه. لا يريد التخلي عن العمل حتى لا يتوقفوا عن الذهاب إلى مدرستهم ولا يريد لهم أن يكرروا تجربته في غربة عن الوطن في الخارج وغربة عنهم في الداخل، وفي كلتا الحالتين دفع مع أسرته الثمن.

يقول عبدالله: "عملت في عدة مهن، واستقريت على بيع الخضروات. والحمدلله الحال ماشي لكن وبسبب الأزمة في البلاد لم استطع سداد ديوني، وأقوم بتوفير مصاريف أولادي بشق الأنفس".

يضيف عبدالله: "أعمل في ظل حر الشمس وأحيانا كانت بضائعي تتلف بسبب الحرارة الشديدة، وإحدى المرات أنفقت كل ما جنيته من أجل علاج نفسي بسبب وعكة صحية مررت بها. والآن جراء مع تقدمي في العمر لم أعد أستطيع العمل كما كان في السابق، فأصبحت أتعب سريعًا".

وأكد عبدالله أن الثمانية الأشهر الأخيرة كانت من أصعب الفترات في حياته وكأنها ثمانية أعوام، لكنه صبر بشدة حتى على الجوع والضغوط من أجل أن يوفر متطلبات أولاده، قائلاً: "أعمل الآن مُكرهًا رغم أن سني لا يساعدني، لكن من سيعول أولادي؟".

وحين كاد عبدالله ينسى أمنيته القديمة، تدخل فريق برنامج "حيث الإنسان" وتم اتخاذ خطوات عملية لتغيير حياته. حيث تم شراء سيارة خاصة له وتعديلها لتصبح متجرًا متنقلًا، ما أتاح له العمل في ظروف أفضل وأقل إرهاقًا.

يقول عبدالله: "رافقتني العربية 25 سنة في ظل ظروف قاسية، لكن بعد استلامي السيارة الجديدة نسيت تلك السنوات الصعبة نهائيًا. الآن أعيش حياة جديدة، أعمل في الظل براحة وسعادة لا توصف. أستيقظ كل يوم وأنا سعيد ومرتاح نفسيًا. أشكر مؤسسة توكل كرمان وبرنامج حيث الإنسان على هذه الفرصة التي غيرت حياتي".

 

ان المتأمل لملامح وجه عبدالله بعد انتقاله لمشروعه الجديد يلحظ جيدا مدى.الحيوية والحياة التي عادت الى تفاصيل وجه. 

لقد صنع منه مشروعه الجديد شخصا اكثر مليئ بالثقة والأمان والأمل. وازدادت مساحات البسمه في محيط أسرته التي ظل عنها جل حياته مغتربا عنها. 

مشروع سينهي لحظات الفراق ويعجل بضم الشمل وجمع الشتات. 

 

مقالات مشابهة

  • محمد رمضان يهدي 200 ألف جنيه لطفلة 8 سنوات.. ووالدتها:«أنت بتحور علينا»
  • «الحلم».. وثائقي يروي تجربة الفنانة خلود الجابري
  • راجل وست ستات نقطة فارقة في حياتي.. لقاء الخميسي تتحدث عن مشوارها الفني
  • بين التبشير والتحذير.. فسر حلمك بحرف الألف
  • بعد 41 عامًا من الغربة والشتات..حيث الانسان من مارب ينهي فصولا مؤلمة من حياة عبدالله مصلح ويصنع له مرحلة بهيجة من الحياة .. مشروع الحلم واقع وحقيقة..
  • بعد وفاة طالبة.. جامعة المنوفية تحقق في أزمة اختبار الأنف والأذن.. وإيقاف 4 أعضاء هيئة تدريس
  • الديوان الملكي: وفاة صاحبة السمو الأميرة نورة بنت بندر بن محمد آل عبدالرحمن آل سعود
  • وفاة صاحبة السمو الأميرة نورة بنت بندر بن محمد آل عبدالرحمن آل سعود
  • شاهد .. أول ظهور لـ عمرو مصطفى بعد جرائه عملية جراحية |صور
  • السجن 3 سنوات لفتاة هددت شابًا في بورسعيد