ترامب يستهزئ بهاريس بعد تصريحات لبوتين حول دعمها في الانتخابات
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
سرايا - أثارت التصريحات الساخرة للرئيس فلاديمير بوتين، بشأن دعمه كامالا هاريس لرئاسة أمريكا، استهزاء المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب.
وقال بوتين، خلال كلمة ألقاها في الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك الروسية، الأسبوع الماضي، إن روسيا ستدعم المرشحة الرئاسية الديمقراطية الأمريكية، كامالا هاريس، كما أوصى الرئيس جو بايدن ناخبيه .
وأضاف بوتين: هاريس لديها ضحكة معدية للغاية ملفتة للنظر، ما يعني أنها في حالة جيدة .
وعلق ترامب على تصريحات الرئيس الروسي، خلال لقاء انتخابي في ويسكونسن: أعرف بوتين، كنت أعرفه جيدا.. في اليوم الأخير أيد كامالا.. لقد شعرت بالإهانة الشديدة من ذلك أعتقد أنه تم ذلك ربما بابتسامة .
وقال المرشح الجمهوري: ما هو سبب دعم رئيس الدولة الروسية لهاريس.. بوتين لاعب شطرنج .
وتطرق ترامب إلى الحرب في أوكرانيا، وقال إنه كان واثقا من أن ذلك لم يكن ليحدث خلال حكمه، وهي تصريحات أطلقها مرارا ليصف حقبة بايدن بأنها فاشلة وخلقت الحروب في العالم.
وعلق دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، الجمعة، على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعم كاملا هاريس المرشحة لرئاسة الولايات المتحدة في الانتخابات على حساب دونالد ترامب.
وحول ما إذا كان الدعم الذي أبداه بوتين حقيقيا أم مجرد مزحة، قال بيسكوف إنه أمر يتعين على الناس أن يخمنوه بأنفسهم .
ولدى سؤاله عن ما إذا كان بوتين جادا، أجاب بيسكوف: عندما يسأل عن الشؤون الدولية، يعلق عليها. أما بالنسبة لهذه النبرة، على الأشخاص المهتمين في الخارج محاولة تفسير ذلك .
وقال البيت الأبيض الخميس، إن بوتين يتعين عليه أن يتوقف عن التعليق على الانتخابات.
وصرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، لصحفيين قائلا: الأشخاص الوحيدون الذين يحددون هوية الرئيس المقبل للولايات المتحدة، هم الشعب الأمريكي، ونحن سنكون ممتنين جدا لو توقف السيد بوتين عن التحدث عن انتخاباتنا والتدخل فيها .
وقال بيسكوف إن أولوية بوتين هي رفاهية روسيا، وإن الشؤون الأمريكية لا يمكن أن تكون، وليست، مبعث قلق لتوضع على رأس جدول أعمال الرئيس .
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
قمة ترامب ـ بوتين.. يالطا جديدة؟
4 مارس، 2025
بغداد/المسلة:
محمد صالح صدقيان
يترقب المجتمع الدولي قمة الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين المقررة في الرياض من دون تحديد موعد نهائي حتى الآن، وعلى جدول أعمالها مناقشة امكانية اخماد الحروب والأزمات والتوترات بين البلدين.لم تأتِ القمة الموعودة من فراغ. هي نتاج مسار دشّنه وصول ترامب إلى البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني/يناير 2025.
تواصل رئيسا الولايات المتحدة وروسيا للمرة الأولى في الثاني عشر من شباط/فبراير المنصرم على مدى أكثر من تسعين دقيقة وكان اتصالهما “إيجابياً جداً”، حسب الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف. أعقب ذلك لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي ماركو روبيو في الرياض في 18 شباط/فبراير الماضي. لم يرشح شيء نوعي عن مكالمة الرئيسين الهاتفية التي دشّنت مسار بحث الملفات الملتهبة وأبرزها أوكرانيا والشرق الأوسط وملفات أخرى مثل الطاقة والذكاء الاصطناعي “وقوة الدولار والعديد من الموضوعات الأخرى”، حسب بيسكوف.
كان ترامب واضحاً عندما أعطی أحقية للمطالب الروسية ولا سيما لجهة عدم قبول عضوية أوكرانيا في حلف شمال الاطلسي (الناتو)، ووصفه الرئيس الأوكراني فولودیمیر زيلنیسكي بـ”الديكتاتور” ومطالبته بانتخابات أوكرانية مبكرة، ما يعني أنه قرّر رفع الغطاء السياسي الأمريكي عن زيلينسكي ارضاءً لبوتين وانهاءً لحرب دشّنت عامها الرابع بكل تداعياتها الأمنية والإقتصادية والعسكرية والسياسية المربكة وخصوصاً للقارة الأوروبية.
في هذا السياق، جاءت زيارة سيرغي لافروف إلى طهران، قبل أيام قليلة، واجتماعه بنظيره الإيراني عباس عراقجي والرئيس مسعود بزشكيان حيث كانت ملفات الشرق الأوسط علی طاولة البحث لكن المباحثات تمحورت حول الملف الإيراني.
زيارة لافروف إلى طهران كانت مهمة جداً للروس والإيرانيين في آنٍ معاً، بدليل أن بعض ما تسرب عن اتصال الرئيسين الأمريكي والروسي أدخل القلق في نفوس كثيرين، وهذه عادة الكبار عندما يلتقون، فتكون النتيجة مصدر قلق للآخرين، وثمة تاريخ يُحدّثنا عن لقاءات مهمة تحصل بعد الحروب، ليتم بعدها توزيع وتقاسم المغانم والمناطق، كما حدث في مؤتمر يالطا عام 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ينبري السؤال هنا: هل العالم الآن أمام يالطا جديدة؟ لا أحد يملك جواباً حاسماً. لكن يجب توقع الأسوأ لأننا أمام صقور يبحثون عن غنائم حتی وإن كانت بين الأشلاء. لا أريد التشكيك في النوايا، لكن التجارب علّمت شعوب الأرض أنّها كالديك الرومي تذبح في الأعراس وفي ولائم الموتی!
كانت أوروبا أول القلقين من مآلات التقارب الروسي الأمريكي، وذكر مسؤول أوروبي رفيع المستوی لوكالة “رويترز” أنّه “منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تمكنت أوروبا من الوقوف بوجه روسيا بمساعدة شقيقتها الكبرى أمريكا، لكنها الآن تواجه نهجاً وأشخاصاً مختلفين في البيت الأبيض والكرملين، وأية مقاومة ضدهما تتطلب المال والإرادة والوحدة السياسية”. مثل هذا التصور جاهر به أكثر من مسؤول أوروبي، بعدما وجدوا أنفسهم ريشة في مهب الريح في ضوء تعامل ترامب مع فولوديمير زيلينسكي.. وصولاً إلى تحقيره وطرده من البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي!
في ظل هذه الأجواء، يتم طرح سؤال فيه نوعٌ من السذاجة والبساطة: عندما قرّر ترامب القبول بالأمر الواقع الروسي في أوكرانيا وتثبيته وتقديمه علی طبق من ذهب لبوتين وبالتالي انهاء الحرب الأوكرانية وفق المقاسات الروسية، ما هو الثمن المقابل؟ وعلى ماذا حصل ترامب التاجر الذي لا يُعطي قبل أن يضمن المقابل.
السؤال الآخر: ماذا سيتناول لقاء القمة بين ترامب وبوتين؟ أوكرانيا انتهت.. إنّها لروسيا. وماذا بعد؟ أي الملفات سيئة الحظ ستكون علی طاولة القمة؟ وأيُّ ملف “وافر الحظ” (بالمعنى السلبي للكلمة) سيستقر به المطاف بين الرئيسين؟
تتمنی طهران أن لا يكون الملف النووي الإيراني هو “المحظوظ” على تلك الطاولة، لا سيما وأن روسيا وقّعت مع إيران قبل يوم من دخول ترامب إلى البيت الأبيض علی اتفاقية استراتيجية للتعاون بين البلدين لمدة 25 عاماً، وذلك في أثناء الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى موسكو. لكن هذا لا يمنع من الإشارة إلى المخاطر المحتملة التي تنتظرها طهران لمخرجات اللقاء الأمريكي الروسي.
وكان لافتاً للانتباه أن صحيفة “جمهوري إسلامي” المستقلة التي تتبنی أفكار وتصورات الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني دعت إلی عدم تجاهل التطورات التي تحدث في المنطقة وإلى اتخاذ التدابير المناسبة لضمان عدم تخلف إيران عما يحدث في الشرق الأوسط، وبالتالي مراقبة تصرفات روسيا في كيفية تفاعلها مع الولايات المتحدة.
وتوقع مالك الصحيفة ورئيس تحريرها مسيح مهاجري، في افتتاحية له، أن تؤدي المفاوضات خلف الكواليس بين سكان الكرملين والمقيمين الجدد في البيت الأبيض “إلى صفقة كبرى بين روسيا بوتين وأمريكا ترامب، وربما حدث ذلك بالفعل”، علی حد تعبير الصحيفة الايرانية .
وحسب العارفين، فإن الزيارة التي قام بها لافروف إلى طهران، لم يتخللها نقل رسائل بين واشنطن وطهران، كما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لكن تخللها استكشاف الموقف الإيراني من المفاوضات الروسية مع الجانب الأمريكي إضافة إلی الموقف من التطورات في الشرق الأوسط، في سياق محاولة روسية لطمأنة طهران أن موسكو لا تريد أن تتفاوض أو تتفاهم مع أحد علی حساب المصالح الإيرانية. ولكن إذا دقّقنا يتبين لنا أنه من الطبيعي أن يُضحي ترامب بأوكرانيا لمصلحة روسيا بما في ذلك التخلي عن أجزاء من الأراضي الأوكرانية، في مقابل أن يمنح بوتين نظيره الأمريكي حرية التصرف في الشرق الأوسط وصولاً إلى قيام “شرق أوسط جديد” بدور محوري “إسرائيلي”، على أن يشمل لبنان وسوريا والعراق وفلسطين.. وفي هكذا حالة، لن تكون إيران بعيدة عن هذه الخارطة.
لقد سعت إيران منذ سقوط الاتحاد السوفييتي وانهيار النظام الأمني الإقليمي الذي كان سائداً إبّان الحرب الباردة إلی لعب دور فاعل ومؤثر سعياً إلى خلق نظام أمني إقليمي جديد ركيزته دول المنطقة بعيداً عن “إسرائيل” التي تعتبرها الولايات المتحدة “أولاً”. ودفعت إيران من أجل ذلك الكثير من الأثمان الباهظة وهي الآن لا تُريد أن تكون ضحية أية تفاهمات كبرى تأتي على حسابها وحساب مصالحها في المنطقة. هل هذا ممكن؟ ربما نعم.. وربما.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts