بعد فوزه بولاية ثانية.. بالأرقام: الاقتصاد الجزائري في الفترة الأولى للرئيس تبون
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
حصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على 94.65% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم السبت السابع من أيلول، وفق ما أعلنته السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.
فوز الرئيس تبون يعني أن الجزائر ستظل تحافظ على الأرجح على سياسات تهدف إلى تعزيز صادرات البلاد من الطاقة وتنفيذ إصلاحات داعمة للشركات مع الحفاظ على الدعم السخي.
الاقتصاد الجزائري شهد تطورات متباينة خلال فترة تبون الأولى، منذ أن تولى المهمة في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2019، لا سيما أنه استهل عهده بمواجهة تحدٍ مفصلي مرتبط بجائحة كورونا وتداعياتها الوخيمة، التي أثرت بشكل واسع على مختلف اقتصادات العالم.
وفيما يلي رصداً لتطور أبرز مؤشرات الاقتصاد الجزائري خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس عبد المجيد تبون.
معدل نمو الاقتصاد
واجه تبون في بداية عهده ظروف اقتصادية صعبة مع تفشي جائحة كوفيد- 19، وما تلاها من إغلاقات وإجراءات خلال الشهور والسنوات التالية والتي انعكست على مؤشرات اقتصادات العالم ومن بينها الاقتصاد الجزائري.
وبحسب بيانات صندوق النقد الدولي، انكمش الاقتصاد الجزائري في عام 2020 (سنة كورونا) بنسبة 5%، مقابل معدل نمو 0.9%، وهو ما جاء بعد انكماش قطاع الهيدروكربون الذي يتضمن النفط والغاز، وهو ما انعكس بقوة على البلد الذي يعتمد على هذا القطاع بشكل أساسي في الصادرات والإيرادات والمساهمة في الناتج المحلي، بينما انكمش القطاع غير الهيدركربوني بنسبة 4.3% في نفس العام.
وفي ارتدادة، بعد تأثر الاقتصاد بتداعيات جائحة كوفيد، سجل اقتصاد الجزائر معدل نمو 3.8% في عام 2021 بعد قفزة القطاع الهيدروكربوني بنسبة 10.2% وغير الهيدروكربوني بنسبة 2.9%.
وفي العام التالي انخفض معدل النمو قليلاً إلى 3.6% بعد عودة القطاع الهيدروكربوني للانكماش بنسبة 0.6% بينما انتعش القطاع غير الهيدروكربوني مسجلاً نمواً بنسبة 4.2%.
ومع عودة قطاع الهيدروكربون إلى النمو في العام الماضي انتعش الاقتصاد بمعدل نمو وصل إلى 4.1%، لكن النمو في عام الانتخابات من المتوقع أن يتراجع إلى مستوى 3.8% مع انخفاض نمو قطاع الهيدروكربون، بحسب صندوق النقد.
معدل التضخم
لم تختلف الجزائر كثيراً خلال السنوات الأخيرة عن ما تعرض له معظم دول العالم فيما يتعلق بالاكتواء بنار التضخم.
حافظت الجزائر على معدل تضخم سنوي في المتوسط خلال عام 2020 عند مستوى 2.4% مقابل 2% في 2019، بينما بدأ الاقتصاد في التأثر بشكل قوي بالعوامل التضخمية في 2021 خاصة مع عودة الاقتصادات إلى الفتح بعد الإغلاقات وارتفاع تكاليف الشحن وغيرها من العوامل التضخمية مسجلاً متوسطاً سنوياً للتضخم عند 7.2%، وفقاً لبيانات الصندوق.
ارتفع معدل التضخم أكثر خلال العامين التاليين مسجلاً نفس المتوسط تقريباً عند 9.3% لكل سنة خاصة مع ارتفاع معدلات التضخم عالمياً، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي، لكن صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبدأ التضخم تراجعاً تدريجياً بدءاً من سنة الانتخابات ليسجل متوسطاً 7.6%، على أن يسجل في 2029 مستوى 5%.
عجز الميزانية
في السنة الأولى من فترة حكم تبون (عام كورونا) ارتفع العجز الكلي لميزانية الدولة في الجزائر إلى 10.5% من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 8.5% من الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2019، بحسب صندوق النقد.
تراجع معدل العجز بشكل ملحوظ خلال العامين التاليين ليسجل 6.3% في 2021، و2.5% في عام 2022، وذلك قبل أن يرتفع قليلاً إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الماضي.
ومن المتوقع أن يقفز العجز في الميزانية خلال عام الانتخابات إلى مستوى 8.5% ليعود لنفس مستواه قبل تولي تبون الحكم، وذلك مع توقعات بارتفاع الإنفاق الحكومي إلى 36.3% من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 34.1% خلال العام الماضي، وتراجع الإيرادات إلى 27.8% من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 31.1% من الناتج في 2023.
إجمالي الدين الحكومي
من المتوقع أن يتراجع إجمالي الدين الحكومي في الجزائر خلال العام الجاري إلى 46.4% من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 49.5% العام الماضي، لكنه سيبقى أعلى من مستواه في عام 2019 عندما سجل 40.9%.
كان الدين الحكومي ارتفع خلال عامي 2020 و2021 إلى مستويات 46% و55.1% من الناتج المحلي الإجمالي على التوالي، لكنه انخفض في عام 2022 إلى 48.1% وارتفع بشكل طفيف إلى 49.5% في العام التالي، وفقاً لصندوق النقد.
الحساب الجاري
ارتفع عجز الحساب الجاري للجزائر خلال عام 2020 إلى مستوى 11.3% من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 8.7% في 2019، لكنه تراجع بقوة في العام التالي إلى 2.4%، ثم تحول إلى فائض بنسبة 8.4% في عام 2022، وتراجع الفائض في العام الماضي إلى 2.2% وسط توقعات بأن يسجل 0.1% هذا العام وأن يعود للعجز في السنوات التالية، بحسب صندوق النقد.
احتياطي النقد الأجنبي
شهد العام الأول من الفترة الأولى لحكم تبون تراجعاً ملحوظاً لاحتياطي النقد الأجنبي، حيث سجل بنهاية عام 2020 نحو 48.2 مليار دولار مقابل 62.8 مليار دولار في نهاية 2019، وواصل الانخفاض في العام التالي ليصل بنهايته إلى 45.3 مليار دولار.
في عام 2022، شهد الاحتياطي قفزة ملحوظة ليعود من جديد إلى مستوى الستينات، مسجلاً 61 مليار دولار، ثم واصل انتعاشته ليصل بنهاية العام الماضي إلى 68.9 مليار دولار. ومن المتوقع يواصل الاحتياطي الارتفاع إلى 71.3 مليار دولار بنهاية العام الجاري، على أن يعود للتراجع في الأعوام التالية، بحسب الصندوق.
معدل البطالة
بحسب بيانات البنك الدولي، ارتفع معدل البطالة في الجزائر خلال عام 2020 تزامناً مع الإغلاقات وتداعيات كورونا، مسجلاً مستوى 14% مقابل 12.3% في عام 2019، لكنه تراجع تدريجياً في السنوات التالية، وسجل مستوى 13.6% في 2021، ثم 12.4% في 2022، ثم إلى 11.8% خلال العام الماضي، وهو أقل مستوى منذ عام 2016.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الاقتصاد الجزائری فی العام التالی العام الماضی صندوق النقد من المتوقع خلال العام إلى مستوى فی عام 2022 خلال عام معدل نمو عام 2020
إقرأ أيضاً:
دعم الموازنة واستقرار الاقتصاد.. قرارات هامة للرئيس السيسي
في خطوة هامة لدعم الاقتصاد المصري وتحقيق الاستقرار المالي في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قرارات جديدة تحمل الأرقام "400" و"573" لعام 2024، تتعلق باتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي تهدف إلى مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة العامة للبلاد.
وهذه القرارات تعكس التزام الحكومة المصرية بتعزيز قدرتها المالية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية في إطار شراكات دولية استراتيجية، وفي هذا التقرير نلقي الضوء على تأثير هذه القرارات على الاقتصاد المصري، وكيفية استفادة الحكومة والشعب منها في تعزيز الاستقرار المالي.
قرارات اقتصادية جديدة1. قرار الرئيس السيسي رقم 400 لعام 2024
ينص قرار الرئيس السيسي رقم 400 لسنة 2024 على الموافقة على مذكرة التفاهم الخاصة بـ "آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة" بين حكومة جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي، والتي تقدر قيمتها بـ مليار يورو. هذا التمويل يأتي بهدف دعم الاحتياجات المالية العاجلة لموازنة الدولة، ويُعد خطوة أساسية في مواجهة العجز المالي الحالي الذي يعاني منه الاقتصاد المصري في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية. القرار يشمل شرطًا هامًا للتصديق على الاتفاق، وهو ما يعزز من دور هذه الآلية في تحقيق الاستقرار المالي على المدى القصير.
2. قرار الرئيس السيسي رقم 573 لعام 2024
أما قرار الرئيس السيسي رقم 573 لعام 2024 فيتعلق بالموافقة على اتفاق تسهيل القرض الخاص بـ "آلية مساندة الاقتصاد الكلي وعجز الموازنة" (Macro-Financial Assistance - MFA) مع الاتحاد الأوروبي. الاتفاق ينص على منح مصر قرضًا بقيمة مليار يورو كمرحلة أولى لدعم الاقتصاد الوطني في مواجهة التحديات المستمرة في ظل الأزمة المالية العالمية. هذا القرض سيعمل على تخفيف الضغوط المالية على الحكومة المصرية ويسهم في تنفيذ خطط الإصلاح المالي والاقتصادي التي بدأتها الحكومة في السنوات الأخيرة.
وتُعد القرارات الاقتصادية التي أصدرها الرئيس السيسي جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز استقرار الاقتصاد المصري على المدى القصير والطويل. من خلال دعم الموازنة العامة، سيساعد هذا التمويل في تقليل العجز المالي وتمويل مشروعات التنمية والبنية التحتية، التي تعد من الركائز الأساسية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
كما ستساهم هذه القرارات في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مما يدعم قدرة مصر على التوسع في مشروعاتها التنموية ويسهم في خلق فرص عمل جديدة. أيضًا، من المتوقع أن تحسن هذه القرارات من قدرة الحكومة على تنفيذ إصلاحات اقتصادية مهمة، مما يزيد من استقرار الأسواق المالية ويحسن من التوقعات المستقبلية للاقتصاد المصري.
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي، إسلام الأمين، إن الاتفاق الذي وقع بين حكومة جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي بشأن آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة بقيمة مليار يورو يُعد خطوة هامة نحو استقرار الاقتصاد المصري في الوقت الراهن. وأشار إلى أن هذا التمويل، الذي يأتي في إطار قرار الرئيس السيسي رقم 573 لعام 2024، يهدف إلى تلبية الاحتياجات المالية العاجلة لموازنة الدولة، وذلك في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية.
وأضاف في تصريحاته لـ “صدى البلد”، أن التمويل المقدم سيسهم في تعزيز قدرة الحكومة المصرية على مواصلة تنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة، خاصة في مجالات دعم القطاع العام والتوسع في مشروعات التنمية المستدامة. وأوضح أن هذه المساعدة المالية ستساهم أيضًا في تقليل العجز المالي وتحقيق استقرار في الموازنة العامة، مما يعزز من ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري ويدعم جهود الدولة لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وتابع قائلًا: "هذا النوع من الدعم المالي يعد خطوة استراتيجية تسهم في توفير السيولة اللازمة لتسريع تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، وتقوية الأسس المالية للاقتصاد المصري في ظل الظروف الاقتصادية الحالية".
وفي ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر، تمثل القرارات الاقتصادية التي أقرها الرئيس السيسي في عام 2024 خطوة هامة نحو تحسين الوضع المالي والاقتصادي للبلاد. من خلال الاتفاقات مع الاتحاد الأوروبي، يُتوقع أن تسهم هذه القرارات في تحقيق الاستقرار المالي، دعم الإصلاحات الاقتصادية، وتعزيز الثقة في الاقتصاد المصري، مما يفتح آفاقًا جديدة للنمو والازدهار على المدى الطويل.