أكد الدكتور محمد على فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ والنظم الخبيرة بوزارة الزراعة، أن الدولة المصرية وضعت خطتها لمجابهة التغيرات المناخية عبر استنباط أصناف قادرة على مقاومة الجفاف والملوحة ومحاصيل قصيرة العمر بدلاً من 180 يوماً لتصبح 150 يوماً.

وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن الظروف المناخية تستوجب التنسيق بين الجهات المختلفة مثل الزراعة والأرصاد الجوية للتعاون مع مديريات الزراعة، سواء فى النواحى الفنية أو الأبحاث العلمية، وأيضاً نشر الوعى ونقل الثقافة لدعم البحث العلمى وكل ما يتصل بالتغيرات المناخية.

كيف ترى تأثير التغيرات المناخية على مصر؟

- لمصر موقع جغرافى مميز، فهى تقع فى منطقة هادئة من العالم، وتتوسط قارات العالم القديم، ولا تقع على محيطات أو مناطق متطرفة على الكرة الأرضية، وهو ما ساهم فى إقامة حضارة مستقرة منذ آلاف السنين على أرضها نشأت على الزراعة، لكن التغير المناخى فى مصر يظهر بأشكال أخرى، أهمها على الإطلاق التأثير على المحاصيل الزراعية التى تُعتبر الأكثر تأثراً بين القطاعات الأخرى، وخطورة تغير المناخ تكمن فى أن له علاقة بالمورد المائى الوحيد لمصر، وهو نهر النيل، الذى يتأثر بالمناخ من خلال ظاهرة النينو التى تقل بسببها الأمطار.

هل يؤثر التغير المناخى على الأمن الغذائى لمصر؟

- على الرغم من استيراد مصر العديد من السلع الغذائية التى تحتاجها، فإنها تحقق الأمن الغذائى بشكل كبير، فوفق محاور الأمم المتحدة التى تؤكد أن الأمن الغذائى النسبى هو السائد فى العالم، لم تعد هناك دولة تملك اكتفاء ذاتياً من جميع السلع، وعلى سبيل المثال فبالرغم من قدراتها الإنتاجية العالية تُعد الولايات المتحدة أكبر دولة مستوردة للسلع الغذائية فى العالم، بل إن الاكتفاء النسبى يعنى الإتاحة والاستدامة والجودة والأمن والتناول، وهى محاور متاحة لمصر لأنها تقوم بتصدير منتج مقابل آخر، فعلى سبيل المثال تصدر البطاطس مقابل القمح، فى إطار ما يُعرف بالتبادل السلعى، وهذا يتناسب مع مصر فى ظل محدودية الأرض والمياه.

ما أبرز أشكال الآثار السلبية للتغيرات المناخية على القطاع الزراعى؟

- هناك العديد من الآثار للتغيرات المناخية على الزراعة تتمثل فى الموجات شديدة الحرارة والصقيع، التى تتسبب فى ظهور الآفات الزراعية شديدة الضراوة مثل دودة الحشد الخريفية التى تلتهم الذرة وأكثر من 80 محصولاً آخر، وهناك أيضاً النضج المبكر للمحاصيل وتراجع الإنتاجية وتغير حجم الثمار.

هل توجد برامج لمجابهة التغيرات المناخية؟

- تنفذ وزارة الزراعة مشروعات خضراء مثل «نوفى» للاستفادة من الدعم الخارجى لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية، وتجدر الإشارة إلى نجاح مشروع نموذج محاكاة للقمح مع الظروف المناخية، حيث إن الصيف أصبح يأتى مع شهر مارس وقد تصل الحرارة لدرجات عالية، لكن الأشعة تكون غير عمودية عكس شهر يونيو أو يوليو حيث تكون الأشعة قصيرة والطاقة الحرارية عالية والطور الجينى فى بداياته، لذلك تكون الزراعة مبكراً أفضل، ومع قصَر مدة الزراعة يساعد ذلك على توفير كميات الرى، فهى خطط وسياسات لتحقيق الأمن الغذائى تتكاتف فيها الجهود السياسية مع البحث العلمى، مثل مشروع شتلات القصب الذى كان بمجهود بحث علمى وتم تنفيذه، وهذا طوق النجاة لعبور المرحلة وتوفير الأمن الغذائى.

نتعاون مع «الأرصاد» لاختيار النماذج التى تناسب الزراعات المصرية.. وقررنا العودة للمرشد الزراعى

ما المطلوب للتصدى لآثار التغيرات المناخية؟

- يجب التنسيق بين الجهات المختلفة، مثل الزراعة والأرصاد الجوية، للتعاون مع مديريات الزراعة، سواء فى النواحى الفنية أو الأبحاث العلمية، وأيضاً نشر الوعى ونقل الثقافة لدعم البحث العلمى وكل ما يتصل بالتغيرات المناخية، كذلك التوثيق والتعاون اللحظى بين الجهات المعنية والأرصاد والمناخ لتحقيق النمذجة واختيار النماذج التى تناسب الزراعات المصرية والعودة للمرشد الزراعى والدورة الزراعية، واللجوء إلى الطاقات المتجددة مثل البيوجاز والشمس والتوسع فى تدوير المخلفات، بجانب نقل التكنولوجيات والمعلومات الزراعية واختيار الأصناف وأصول وراثية مناسبة للبيئة المصرية، فضلاً عن دعم ابتكارات الشباب معنوياً وفنياً ومادياً وتطبيق شراكات مع البنوك لتوجيه حزم المساعدات البنكية لمجال البحث العلمى، كذلك الاستفادة من برامج الشركات والقطاع الخاص مثل المسئولية المجتمعية لدعم البحث العلمى.

التنمية الزراعية

وضعت الدولة خطتها لاستنباط أصناف قادرة على مقاومة الجفاف والملوحة ومحاصيل قصيرة العمر بدلاً من 180 يوماً لتصبح 150 يوماً، وحالياً تجرى العديد من الأبحاث والدراسات لتصبح فترات النضج لكثير من المحاصيل عند 140 يوماً، وأيضاً من خلال الخريطة الزراعية الجديدة لتحقيق التنمية الزراعية بإجراءات استباقية من خلال الاعتماد على رى 2.2 مليون فدان بالدلتا الجديدة من خلال 7.5 مليون متر مكعب مياه تتم معالجتها معالجة ثلاثية يومياً من محطة الحمام.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزارة الزراعة التغيرات المناخية الرى الحديث التغیرات المناخیة الأمن الغذائى البحث العلمى من خلال

إقرأ أيضاً:

مركز معلومات الوزراء يوثق أجواء أقدم معرض لزهور الربيع بالشرق الأوسط

نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بـ مجلس الوزراء سلسلة من مقاطع الفيديو عبر منصاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، من داخل معرض زهور الربيع، لرصد فعاليات النسخة الـ92 من المعرض.

وتضمنت الفيديوهات جولة داخل المتحف الزراعي المصري الذي يستضيف معرض زهور الربيع، لرصد مشاركة منظمة "الفاو" في النسخة الحالية من المعرض، وما يحتويه من نباتات نادرة.

وكشفت الفيديوهات أن المتحف الزراعي المصري يُعد أقدم متحف زراعي في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، كما تضمنت لقاءات مع عدد من مسؤولي وزارة الزراعة.

صناعة البرلمان: جولة مدبولي بالعاشر من رمضان تؤكد أولوية الدولة لدعم الإنتاجالمصريين: جولة مدبولي بمدينة العاشر الصناعية تعكس اهتمام الدولة بالتصنيع المحلي4 ساعات جولة لـ رئيس الوزراء في 5 مجمعات صناعية .. لماذا تفاءل مدبولى؟مدبولي: مصانع مصرية تقتحم أسواقًا عالمية وتصدر 50% من إنتاجها

وكشف رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن فعاليات النسخة الـ92 من معرض زهور الربيع تتميز بمشاركة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، مما يضفي على المعرض صبغة دولية، مشيرا إلى أنه من المخطط أن يكون المعرض في العام المقبل ملتقى للعديد من الشركات العالمية والدول المختلفة.

وشهد المعرض هذا العام حضور عدد كبير من الوزراء، والمحافظين، والسفراء، والبعثات الدبلوماسية.

ويُسهم المعرض في نشر ثقافة التوعية بالحفاظ على البيئة، من خلال الندوات الإرشادية وورش العمل المُقامة على هامشه.

وأوضحت اللقاءات أن معرض زهور الربيع يوفر كل سبل الراحة للعارضين والزوار، حيث تم تحديد سعر التذكرة بقيمة رمزية، وتوفير أماكن لانتظار السيارات، بالإضافة إلى تزويد المعرض بعدد من اللوحات الإرشادية. كما تتميز أسعار نباتات وزهور المعرض بالرمزية لتلبية احتياجات مختلف فئات الشعب المصري.

وتضمنت الفيديوهات لقاءً مع المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة، الذي كشف عن استعدادات الوزارة الخاصة بالمعرض، حيث تم تطوير البنية الأساسية للمتحف الزراعي -مقر إقامة المعرض- وذلك بالتعاون مع وزارة الصناعة ومحافظتي القاهرة والجيزة.

كما تم تنظيم معرض "ديارنا" على هامش معرض زهور الربيع، من قِبل وزارة التضامن الاجتماعي، ويضم المعرض نباتات نادرة إلى جانب الزهور الموسمية وكافة مستلزمات الزراعة.

ويضم معرض زهور الربيع زهورًا نادرة، ومشغولات يدوية، وورش عمل، وعروضًا ثقافية، ويُعد منصة للتصدير ودعم صغار المزارعين، وعرض أحدث ما توصلت إليه مصر في عالم الزهور ونباتات الزينة.

مقالات مشابهة

  • لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.. البحوث الزراعية: شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص
  • حازم الجندي يطالب بتحفيز التصنيع الزراعي ورؤية شاملة لتحقيق الأمن الغذائي
  • النائب عمرو فهمي ينتقد غياب التنسيق الحكومي بشأن الملف الزراعي
  • رئيس تعليم الشيوخ: زيادة الإنتاج الزراعي عامل رئيسي في تعزيز الأمن الغذائي المصري
  • برلماني يطالب بتحفيز التصنيع الزراعي ووضع رؤية شاملة لتحقيق الأمن الغذائي
  • النائب حازم الجندي يطالب بتحفيز التصنيع الزراعي ورؤية شاملة لتحقيق الأمن الغذائي
  • نائب: غياب مراكز التجميع والتعبئة يؤدي إلى فاقد كبير وضعف تنافسية المنتج الزراعي
  • مركز معلومات الوزراء يوثق أجواء أقدم معرض لزهور الربيع بالشرق الأوسط
  • تعاون استراتيجي بين "البحوث الزراعية" والقطاع الخاص لتعزيز البحث والتطوير الزراعي
  • فتح مظاريف مناقصة توريد منظومة طاقة شمسية في مركز نظم معلومات الزراعة