جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-12@11:43:20 GMT

رسائل الحرب والحرف

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

رسائل الحرب والحرف

 

مريم الشكيلية

احترس من تلك الغربان التي تحلق فوقك بصوتها المرعب، أنا وأنت قد رأينا امتداد ذاك الجسر الذي يمتد بيننا دون حواجز أو مسافات.

هذا الصباح وفي تمام الثامنة كنت قد استيقظت دون حراك.. كنت أطوف بعيني إلى سقف الغرفة الباردة بعد قراءة رسالتك في منتصف ليل وعتمة.

قلت في نفسي هل تدرك أن رسائلنا تشبه ذاك الجسر المعلق بين ضفتين ومدينتين وحرفين؟

إن تلك الرسائل التي تسير في ذاك الجسر الوهمي فقط أنا وأنت نراها تعبر المسافات بين مدن الحرب والحرف.

أنا هنا أُجالس اشتباك حروف اللغة ليصلك نصل حرف تتمسك به كقشة في كومة دمار، وانت هناك تجالس دخان حرب يعلق في حنجرتك كأنه يتراكم يومًا بعد يوم في صوتك لرميك قتيلًا دون دماء.

الجميع يرتعشون من الخوف والبرد والانتظار، إلّا أنا وأنت لا نزال نمسك بقنديل أمل وقلم!

تتشابك رسائلنا كأن أيادينا في تلك الأسطر لا حديثنا.. نحاول أن نخمد ذاك الخوف الذي يشتعل في أجسادنا بمطر سبتمبر الآتي حتى نوهم الأوراق بخريف لا إصفرار فيه؛ وكأن الربيع لم يغادرنا يومًا.

لن تخيفنا أصوات الغربان وهي تأتي كل مرة في سماءنا الزرقاء، سوف نجعل من ذاك الجسر حقلا مزهرا بشقائق نبضاتنا وتفتح رسائلنا العصية على الدمع، ذاك الجبل الجليدي الشاهق الذي يفصلنا  كلانا يعلم أنه سوف يذوب ويصبح بحيرة شفافة مدهشة، بفعل رسائلنا التي لا تزال تعبر سياج الحرب والحرف عثرنا على فصل خامس لا علاقة له بمواسم السنة، وتشبثنا بخيوط ضوء الشمس الذي أحدث ثقبا في ذاك الانهيار وأخترق جدار غيمات سوداء.

هل تدرك معنى أن تكون لأحرفنا تلك القوة التي تفوق جحافل محتل تتوغل في حدائق الأرض المعطرة؟!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله

لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
“وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان”
ربي إني استودعتك أدعية فاض بها قلبي فأستجبها لي يا كريم اللهم بشرني بما يفرحني وأنت خير المبشرين. اللهم بشرني بما أنتظره منك وأنت خير مجيبين. اللهم إني أسألك القبول بين الخلق وأن تسخر لي ملائكتك وجنود أرضك وكل من وليته أمري. يا رب استجب لي ما أعجز عن قوله أنت أعلم بكل دعوة تحتبس في قلبي وﻻ أعرف كيف أرفعها إليك. فأنت حسبي ووكيلي وقوتي وضعفي. اللهم إنك أنت جابر كسري وأنت من يطيّب جرحي، لا تجعل حاجتي بيد أحد من خلقك واكفني بك.. يا رب..

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • الإعلام الأمريكي يشيد بالأسلحة الروسية التي تفوق قدرات قوات كييف
  • جون ويندهام.. رائد الخيال العلمي الذي تنبأ بكوارث المستقبل
  • «مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها
  • مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام لـ سانا: ننفي الشائعات التي تنشرها وسائل إعلام إيرانية حول هروب أبناء الطائفة العلوية في دمشق إلى السويداء، ونؤكد أن الخبر ضمن سياق الحرب الإعلامية التي تستهدف سوريا الجديدة ووحدتها
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • هتقول إيه لست الحبايب؟.. أجمل رسائل تهنئة عيد الأم 2025
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • معايدات عيد الام 2025: أجمل رسائل التهنئة بعيد الأم
  • أجمل ما قيل عن الأم في رمضان
  • كلمات معبرة جدًا بمناسبة عيد الأم