استراتيجية شاملة لتحسين أصناف المحاصيل واعتماد «الرى الحديث»
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
قال علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن التغيرات المناخية أصبحت واقعاً لا يمكننا التغاضي عنه، خاصة في ظل التحديات التي تواجه قطاع الزراعة في مصر، حيث بات من الضروري أن نتخذ إجراءات حاسمة للتكيف مع هذه التغيرات والحد من آثارها السلبية على إنتاجنا الزراعي.
وأضاف «فاروق»، في بيان، أن وزارة الزراعة وضعت فى صلب أولوياتها العمل على مواجهة هذه التحديات من خلال وضع استراتيجيات شاملة، تضم جميع قطاعات ومراكز الوزارة، واتخاذ العديد من الإجراءات التى تهدف إلى التخفيف من آثار التغيرات المناخية، من خلال العمل على تحسين أصناف المحاصيل الزراعية لتكون أكثر تحملاً للظروف المناخية القاسية، وتطوير نُظم الرى الحديثة، وكذلك التوسع فى الزراعة العضوية التى تعتمد على أساليب مستدامة وصديقة للبيئة.
وأشار وزير الزراعة إلى أن الدولة تدرك أهمية البحث العلمى فى مواجهة هذه التحديات، مشيراً إلى أن كلاً من مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء يلعبان دوراً حيوياً فى العمل على دعم القدرات وتشجيع الباحثين، كأحد أهم التوجهات التى تتبناها الدولة فى المرحلة الحالية، للعمل على تقديم الحلول المبتكرة وتطوير تقنيات زراعية جديدة ووضع استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز قدرة القطاع الزراعى للتكيف مع التغيرات المناخية والإسهام فى تحسين الإنتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائى.
وتابع أن التكاتف والتعاون بين جميع القطاعات والمراكز البحثية هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف المشتركة، مشيراً إلى أن مواجهة التغيرات المناخية تتم بالبحوث التطبيقية والإرشاد الزراعى والإنذار المبكر والتعاون الدولى، وتابع: «من هذا المنطلق، نواصل العمل بكل جهد لضمان مستقبل زراعى آمن ومستدام لأجيالنا القادمة، ولضمان توفير الغذاء بشكل كافٍ لجميع أبناء هذا الوطن».
من جانبه، قال الدكتور عادل البلتاجى، وزير الزراعة الأسبق، إن أسر المزارعين أكثر الفئات التى ستتضرر من التغيرات المناخية، خاصة الصغار والسيدات منهم، حيث يعمل نحو 25 - 50% من الكثافة السكانية بالدول النامية فى الزراعة، وهو ما يتطلب العمل على تقليل الأضرار على هذه الفئات.
وأضاف «البلتاجى» أنه بحلول عام 2050 تشير التقديرات إلى أن الزراعة ستختفى فى البلاد النامية، وهو ما سيؤثر على الدول المتقدمة وليس النامية فقط، وفى مصر سوف تتسبب التغيرات المناخية فى ارتفاع مستوى سطح البحر، الأمر الذى يترتب عليه غرق جزء من الأرض الزراعية الخصبة فى شمال الدلتا وارتفاع مستوى الماء الأرضى إلى حد كبير فى جزء آخر، بالإضافة إلى تملح جزء ثالث، ما يؤثر بالسلب على المساحة الكلية للرقعة الزراعية، ولفت إلى أن التغيرات المناخية ستتسبب فى ظهور آفات لم تكن موجودة من قبل مثل دودة الحشد الخريفية التى انتشرت مؤخراً فى مصر، فضلاً عن تراجع إنتاجية العديد من المحاصيل المهمة.
وأوضح أن التقنيات الحديثة المدعومة بالذكاء الاصطناعى يمكنها دفع عجلة الابتكار لمجابهة التحديات، ومساعدة قطاع الزراعة فى إنتاج المزيد من المحاصيل من أراضٍ محدودة المساحة، مشيراً إلى أن استخدام التعلم الآلى فى الزراعة الرقمية يسمح بزيادة كفاءة الإنتاج الزراعى وتحسين جودته، فضلاً عن تحسين عمليات الإدارة والتخطيط الزراعى.
«خليفة»: تغير خواص الأرض الزراعية وانتشار «الآفات والحشرات والأمراض» من أبرز المخاطر المحتملة.. وارتفاع درجات الحرارة يزيد الاستهلاك المائىوفى السياق ذاته، قال الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، إن قطاع الزراعة يُعد من أكثر القطاعات التى سوف تتأثر سلبياً بالتغيرات المناخية، حيث تؤثر على إنتاجية الأرض الزراعية، بداية من التأثير على خواص الأرض الطبيعية والكيميائية والحيوية، مروراً بانتشار الآفات والحشرات والأمراض وغيرها من المشكلات، وانتهاء بالتأثير على المحصول المنتج.
وتابع بأن النتائج التى أجريت أظهرت أن التنبؤ بعيد المدى باستخدام نماذج المحاكاة وسيناريوهات تغير المناخ المختلفة أشار إلى أن التغيرات المناخية وما تسببه من ارتفاع فى درجة حرارة سطح الأرض سوف تؤثر سلبياً على إنتاجية العديد من المحاصيل الزراعية المصرية، حيث سينتج عنها نقص شديد فى إنتاجية معظم محاصيل الغذاء الرئيسية بالإضافة إلى زيادة الاستهلاك المائى لها.
«البحوث الزراعية»: توقعات بانخفاض إنتاجية القمح 9% و«الذرة الشامية» 19%فيما كشفت دراسة صادرة عن مركز البحوث الزراعية أن التغيرات المناخية سوف تتسبب فى تناقص إنتاجية محصول القمح لنحو 9% إذا ارتفعت درجة الحرارة 2 درجة مئوية، وسوف يصل معدل النقص إلى نحو 18%، إذا ارتفعت درجة الحرارة 3.5 درجة مئوية، وسوف يزداد الاستهلاك المائى لهذا المحصول 2.5% بالمقارنة بالاستهلاك المائى له تحت الظروف الجوية الحالية، كما تنخفض إنتاجية محصول الذرة الشامية لـ19% بحلول منتصف هذا القرن (عند ارتفاع درجة الحرارة حوالى 3.5°م)، بالمقارنة بالإنتاجية تحت الظروف الجوية الحالية، وسوف يزداد استهلاكه المائى 8%، فيما ينخفض إنتاج محصول الأرز لـ11% ويزداد استهلاكه المائى 16%، كما ينخفض إنتاج محصول فول الصويا بشدة تحت ظروف التغيرات المناخية، وسوف يصل متوسط معدل النقص على مستوى الجمهورية بحلول منتصف هذا القرن إلى 28%، ويزيد استهلاكه المائى 15%، أما محصول عباد الشمس فسوف ينخفض 27%، وسوف يزداد استهلاكه المائى 8%.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزارة الزراعة التغيرات المناخية الرى الحديث التغیرات المناخیة العمل على إلى أن
إقرأ أيضاً:
حلول مبتكرة لتحسين كفاءة استهلاك الكهرباء والمياه بمحطة «الطويلة B»
سيد الحجار (أبوظبي)
أكدت فاطمة الشايجي المدير التنفيذي لشركة الطويلة آسيا للطاقة «تابكو» أن الاستدامة تمثل محوراً أساسياً لرؤية الشركة، مع الالتزام بتطبيق أفضل الممارسات البيئية وتقليل البصمة الكربونية للمحطة، والعمل باستمرار على تحسين كفاءة استهلاك الكهرباء والمياه، مع اعتماد حلول مبتكرة لضمان استدامة الموارد للأجيال القادمة، مؤكدة أهمية التقنيات الرقمية والتحول الرقمي في تطوير عمليات محطة «الطويلة B».
وقالت الشايجي لـ «الاتحاد»: التحول الرقمي أصبح جزءاً محورياً في قطاع الطاقة، حيث نعتمد على أنظمة رقمية متقدمة لمراقبة الأداء وتحليل البيانات بشكل فوري، مما يساعدنا على اتخاذ قرارات سريعة وفعّالة، كما نعمل على أتمتة العديد من العمليات التشغيلية لتعزيز الكفاءة والحفاظ على جودة إنتاج الكهرباء واستمراريتها.
وأضافت: الابتكار عنصر أساسي في استراتيجيتنا التشغيلية، حيث نحرص على اعتماد أحدث التقنيات لضمان كفاءة العمليات وتحقيق أعلى معايير السلامة والاستدامة، كما نعمل باستمرار على تطوير حلول ذكية تواكب تطلعات الدولة في مجال الكهرباء والمياه.
وتعد محطة «الطويلة B» المستقلة لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه، إحدى أكبر محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه المستقلة في دولة الإمارات والمنطقة، وتساهم بشكل رئيسي في تلبية احتياجات إمارة أبوظبي من الكهرباء والمياه، وتدعم استراتيجية الدولة في أمن الكهرباء والمياه.
وتمتلك المحطة وتديرها شركة الطويلة آسيا للطاقة (TAPCO)، وتمتلك شركة «طاقة» 70% من المحطة، و14% لشركة ماروبيني، أما شركة «باور تك» فحصتها 10%، في حين تمتلك 6% المتبقية شركة «كيودن»، كما تمتلك شركة «طاقة» حصة 25% من شركة تشغيل وصيانة المحطة.
وتبلغ القدرة الإجمالية لتوليد الكهرباء في محطة «الطويلة B» حوالي 2200 ميجاواط، فيما تصل القدرة الإنتاجية لتحلية المياه إلى حوالي 736 ألف متر مكعب يومياً، وتعتمد المحطة على تقنيات التوليد الحراري التقليدي (الغاز والبخار)، وتعمل بنظام الإنتاج المشترك للكهرباء والمياه، ما يعزز الكفاءة التشغيلية ويقلل الفاقد في الطاقة، وتستخدم المحطة تقنية التحلية الومضية متعددة المراحل، وهي من أكثر التقنيات شيوعاً في المنطقة لإنتاج المياه المحلاة بكميات كبيرة وبكفاءة عالية.
أخبار ذات صلة
خطط مستقبلية
وعن الخطط المستقبلية لمحطة «الطويلة B» ودورها في دعم استراتيجية الطاقة الوطنية، قالت الشايجي: أطمح أن تظل المحطة نموذجاً يحتذى به في الكفاءة والابتكار، وأن تساهم بشكل فعّال في تحقيق أهداف الدولة في مجال توليد الكهرباء وأمن المياه، وسنواصل العمل على تطوير الأداء وتعزيز الاستدامة بما يتماشى مع الاستراتيجيات والأجندة الوطنية لدولة الإمارات.
وأضافت: من خلال العمل يداً بيد مع شركة «طاقة» فإننا نطمح إلى توسيع نطاق التحليلات المتقدمة في جميع مراحل التشغيل والصيانة. كما نعمل على تطوير منصات رقمية تتيح مشاركة المعرفة والخبرات بين فرق العمل، بما يعزز من ثقافة الابتكار والتطوير المستمر داخل المحطة.
وتابعت: سأركز على زيادة قيمة أرباح المساهمين في المحطة، تعزيز الأداء التشغيلي للمحطة، وضمان الامتثال التنظيمي، وتحقيق أعلى معايير السلامة والكفاءة، والإشراف على أداء المشغّل المسؤول عن العمليات اليومية والصيانة الدورية لضمان استمرارية توليد الكهرباء والمياه والتمييز التشغيلي لها.
وعن التحديات الرئيسية التي تواجه قطاع الكهرباء والمياه في الإمارات، وكيفية التعامل معها في «تابكو»، قالت الشايجي: أحد أبرز التحديات هو ضمان موثوقية واستمرارية توليد الكهرباء وتحلية المياه مع الحفاظ على الاستدامة البيئية، ونواجه هذه التحديات من خلال الاستثمار في الكفاءات الوطنية، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية، وتعزيز التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين لضمان جاهزية المحطة لأي متغيرات.
تمكين المرأة
وعن أهمية تعينها في منصب المدير التنفيذي للمحطة، قالت فاطمة الشايجي: بفضل دعم وتمكين المرأة من قبل قيادتنا الرشيدة، وتشجيع إدارة «طاقة» اخترت الانضمام إلى قطاع أعمال يقتصر تقليدياً على الرجال، ويبعث هذا التعيين رسالة واضحة لأخواتي من الأجيال القادمة بأن المرأة الإماراتية قادرة على تولي أرفع المناصب في القطاعات الحيوية، وأتمنى أن تكون مسيرتي مصدر إلهام وتحفيز لهنّ.
وأضافت: أشعر بالفخر إزاء تولي منصب المدير التنفيذي لشركة (الطويلة آسيا للطاقة) «تابكو»، التي تضم إحدى أكبر المحطات الحيوية في أبوظبي لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، هذا التعيين يعكس الخطوات التي قطعتها المرأة الإماراتية في هذا القطاع بفضل ثقة القيادة الرشيدة ودعمها المتواصل لتمكين الكفاءات الوطنية والقيادات النسائية في القطاعات الاستراتيجية.
وتابعت: خلال عملي بمنصب نائب رئيس إدارة الأصول في «طاقة» لدولة الإمارات ودول الخليج العربي، أشرفت على استراتيجيات وسياسات محفظة الشركة في توليد الكهرباء وتحلية المياه، وقد ساعدني ذلك في فهم التحديات والفرص في القطاع، وهو ما أسعى لتطبيقه في «تابكو».