“ليبيا غير جاهزة”.. تقييم بحثي أمريكي لقدرات ليبيا في ملف الهجرة
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
تتواصل أزمة المهاجرين يوما بعد آخر في التفاقم بين عمليات إعادة وتوطين واحتجاز في مراكز الإيواء التي يخضع فيها المهاجرون إلى عمليات عنف وانتهاكات ضد الإنسانية وغيرها وسط دعوات لاحتواء الظاهرة بالتفات الاتحاد الأوروبي إلى ما تعانيه دول المتوسط المهاجرون على حد سواء.
لا تأثير يُذكرتقول مؤسسة “كارنيغي للسلام الدولي” إن تقارير المنظمات الدولية التي تدق ناقوس الخطر، لا تأثير يُذكَر لها على تدهور الظروف المعيشية لأكثر من 700 ألف مهاجر في ليبيا في الوقت الذي يأمل كثر في الوصول إلى الاتحاد الأوروبي عبر المتوسط ويواجهون خطر الموت.
ووفقا لتقديرات المؤسسة فإن مايقارب 200 مهاجر لقوا مصرعهم أو فقدوا في البحر منذ مطلع العام الجاري، على الرغم من دعوات المهاجرين إلى العودة من حيث أتوا بدل الغرق في عرض البحر، وعلى الرغم أيضا من أن ذلك يعرّضهم لخطر اعتقالهم على أيدي خفر السواحل الليبية الذين عمدوا إلى زيادة دورياتهم في المياه الإقليمية
معاناة مستمرةواستندت المؤسسة على تقارير للأمم المتحدة التي توثق استغلال المهاجرين في ليبيا وارتكاب من وصفتهم بـ”المليشيات المسلحة” جرائم ضد الإنسانية تتمثل في حالات تعذيب واعتداءات جنسية ما دفع بعضهم إلى الإقدام على الانتحار شنقًا بدافع اليأس أو بشرب الشامبو.
وينقل المهاجرون عند توقيفهم من قبل جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى مراكز الاعتقال في بئر الغنم وغريان وعين زارة وطريق السكة، ومقابل إخلاء سبيلهم أحيانًا تدفع العائلات رشاوى تصل قيمتها إلى 5 آلاف دولار لقاء الإفراج عنهم وخروجهم من مراكز الاعتقال.
وأشار تقرير المؤسسة إلى أن التهريب والتجارة غير الشرعية، والاستعباد، والعمل القسري، والسجن وابتزاز المهاجرين تولّد إيرادات طائلة للأفراد والمجموعات المسلّحة والمؤسسات الحكومية، بما في ذلك “كيانات” الدولة الليبية التي تحصل على تمويل كبير من الاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة غير النظامية.
التمويل الأوروبي لصالح من؟وعلى الرغم من نفي الاتحاد الأوروبي وفق التقرير مساعدته للمهرّبين في ليبيا، تطلق الحكومتان في شرق البلاد وغربها مبادرات جديدة في مسعى لمكافحة التهريب وإظهار أنها تتبع سياسة مسؤولة في موضوع الهجرة.
ففي شرقي البلاد، تُمارس ضغوطات إضافية عن طريق الحدود المصرية التي يمرّ عبرها مهاجرون بنغال وباكستانيون وغيرهم من المهاجرين الآسيويين وتنفذ القوات المحلية عمليات لهدم مستودعات التهريب؛ وفي البحر، تحدّثت تقارير عن عمليات لإعادة المهاجرين بقيادة “اللواء طارق بن زياد”، وربما يتخذ اللواء الذي يقوده “صدام” نجل خليفة حفتر هذه التدابير لمكافحة التهريب من أجل الحصول على التمويل الأوروبي من جملة أمور أخرى.
وعن السلطات في طرابلس يقول التقرير إنها لجأت إلى الإجراءات القانونية لتتميز عن الحكومة في طبرق من بينها إدانة مهربين إضافة إلى استخدام القوة في قمع التهريب بشنّها عمليات عسكرية في منطقة الزاوية لتفكيك مخيّمات المهاجرين الخاضعة لسيطرة المهرّبين، بتدميرها قوارب ومستودعات وصهاريج وقود تابعة لمهربي بشر ومخدرات إلى جانب اتخاذها إجراءات لمرافقة المهاجرين في طريق عودتهم إلى أوطانهم الأم.
وتبقى كلها مبادرات على أمل أن تنجح الحكومات في إقناع شركائها، أي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة، بالرغم من مواجهتهم تحدّي إرساء توازن دبلوماسي صعب يتمثل في ممارسة الضغوط على المسؤولين الليبيين في الشرق والغرب على السواء من أجل احترام حقوق الإنسان، من دون تقويض المبادرات الحكومية.
ليبيا غير جاهزة!ويرى التقرير أن السلطات الليبية ستخضع باستمرار لمحك الاختبار في خضم الأزمات الإقليمية الحالية، فالنزاع الدائر في السودان المجاور دفع بأعداد كبيرة من اللاجئين إلى محاولة عبور الحدود.
ووفقا للتقرير فلا تعرف السلطات السودانية ولا الليبية عدد الأشخاص الذين لقوا مصرعهم خلال هذه المحاولات، فضلًا عن أن كثيرًا من الأشخاص الذين كُتبت لهم النجاة يجدون أنفسهم الآن عالقين عند الحدود.
واعتبر التقرير أن انقسام ليبيا سيبقيها غير مجهّزة كما يجب، للتعامل مع هذه الموجات المفاجئة وغير المتوقعة من اللاجئين، ما يمنح المهرّبين السيطرة القصوى في هذا المجال.
المصدر: مؤسسىة كارنيغي للسلام الدولي
الهجرةتونسالمصدر: ليبيا الأحرار
كلمات دلالية: يونيسيف يونيسف يونسيف الهجرة تونس الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
“المنفي” يستقبل برقية تهنئة من الرئيس التونسي بمناسبة ذكرى استقلال ليبيا
الوطن|متابعات
تلقى رئيس المجلس الرئاسي، “محمد المنفي”، برقية تهنئة بمناسبة يوم الاستقلال، من الرئيس، “قيس سعيد”، رئيس الجمهورية التونسية.
وجاء في نص برقية التهنئة ” يُسعدني بمناسبة احتفال دولة ليبيا بالذكرى الثالثة والسبعين للاستقلال، أن أتوجّه إلى فخامتكم، أصالة عن نفسي ونيابة عن الشعب التونسي، بأصدق التّهاني وأخلص التمنيّات الأخويّة بموفور الصّحة والسّعادة، وإلى الشعب الليبي الشقيق بتحقيق ما يصبو إليه من استقرار وأمن وازدهار.
وتابع “وإنني أغتنم هذه المناسبة لأجدّد الإعراب لفخامتكم عن اعتزازي بما بلغته وشائج الأخوة الصادقة وعلاقات التعاون المثمرة القائمة بين بلدينا في كلّ المجالات، وللتأكيد على إيماني الراسخ بوحدة المصير وحرصي القوي على مواصلة العمل سوياً لتعزيز سنّة التشاور والتنسيق بيننا والارتقاء بالروابط التاريخية المتينة بين بلدينا إلى أعلى المراتب بما يحقق تطلعات شعبنا الواحد في تونس وفي ليبيا نحو مزيد من التضامن والتكامل “.
الوسوم#المنفي الرئيس التونسي المجلس الرئاسي يوم الاستقلال