الحكيم.. صبرى.. غانم.. بركة.. أدباء تناولوا صاحبة الجلالةاللص والكلاب.. الثلاثية.. القاهرة ٣٠.. صحافة النفوذ والثراء

كثيرة هى الروايات والكتب التى مرت بأروقة صاحبة الجلالة، منها ما دلف حيث الكواليس، وفض أسرارها، وكشف مكنوناتها، ومنها ما مر مرور الكرام دون توغل يذكر..

فهذا كتاب «صاحبة الجلالة» لتوفيق الحكيم، الذى ذاع صيته وكان أحد أكبر أسباب شهرة كاتبه.

وتلك رواية «الرجل الذى فقد ظله» لفتحى غانم، التى تحولت إلى فيلم للمخرج كمال الشيخ، وبدا فيها الصحفى شخصية انتهازية، بينما عبر موسى صبرى فى روايته «دموع صاحبة الجلالة» عن أجواء العمل الصحفى وأسراره وطقوسه التى خبرها لنصف قرن من الزمان، وتُصور مناخاً عاماً للصحافة المصرية منذ أوائل الأربعينيات حتى ثورة 23 يوليو وما بعدها، فيما تمثل رواية «الحب فى المنفى» لبهاء طاهر، مرحلة الغربة التى عاشها، بعد فصله من العمل فى الإذاعة المصرية فى منتصف السبعينيات.

بينما تتناول رواية «أشباح بروكسل» لمحمد بركة، رحلة الصحفى مكاوى، الذى يسافر إلى بروكسل فى مهمة عمل ويسيطر عليه شعور بأنه منفى فيتعامل مع المهمة على أنها عبء ثقيل ثم ينخرط فى رحلة أخرى فى نفس الوقت يفرضها واقع جديد أخذ يتشكل فى أوروبا وهى رحلة اللاجئين الذين بدأوا التوافد بطرق غير شرعية.

وتحكى «باب الخيمة» لمحمود الوردانى عن معاناة الصحفيين، حيث تناول الوردانى عالم الوكالات والمكاتب الصحفية وصحف الحكومة ويقترب من الباب الخلفى لعالم الصحافة.

على أن القليل من الروايات التى تناولت صاحبة الجلالة، استطاع أن يرسم صورة أقرب وأكثر واقعية لشخصية الصحفى نفسه.

ففى الواقع لا يمكن فصل صورة الصحفى عن الخطاب الأدبى، فالصحفى يعد انعكاساً قوياً لطبيعة المجتمع وتوجهاته وتطوراته ورؤاه السياسية والأخلاقية بشكل أكثر وضوحا وتكثيفا.

وقد أولى أديب نوبل، نجيب محفوظ، اهتماماً خاصاً بشخصية الصحفى، فقد حفل أدبه سواء فى رواياته أو قصصه القصيرة، بنموذج الصحفى الذى يعتبره محفوظ شخصية تكاد تكون رئيسية ومؤثرة فى تطور أحداث النص، فتتعدد صور الصحفى، إلا أن السائد منها فى أدب محفوظ، هو ذلك الصحفى الانتهازى المتطلع المنافق، وأحياناً كثيرة الذى يبيع كرامته فى سبيل الوصول لمنصب أو تحقيق ثراء.

وغالباً ما يصف محفوظ الصحفى والكاتب فى بداياته بالمتحمس والواعد، وما يؤكد انحياز محفوظ لأفكاره ومن يمثلها من شخوصه، أنه لم يفلت صحفى فى رواياته من الجانب السلبى إلا من استمروا مخلصين للوفد مثل عامر وجدى فى «ميرامار»، أو صاحب ورئيس تحرير مجلة «الإنسان الجديد» المفكر التقدمى عدلى كرم فى «السكرية»؛ ربما لأنه يمثل سلامة موسى صاحب ورئيس تحرير مجلة «المجلة الجديدة» التى كتب فيها محفوظ مقالاته الفلسفية الأولى.

 كما أنه أحياناً يتعاطف مع النماذج الصحفية التى تعرضت للظلم فى عهد عبدالناصر.

فهل تلك الصورة السائدة تعد واقعية وانعكاساً فعلياً للواقع، أم أنها وقعت تحت تأثير الرؤية الشخصية لمحفوظ عن الصحفي؟

فى البداية، دعونا نتحدث عن نموذج الصحفى من واقع أعمال محفوظ ثم نستنتج إجابة سؤالنا بالتبعية.

** الصحفى المتطلع الحالم بالنفوذ والثراء:

ونرى عند محفوظ نماذج صحفية عدة من الحالمين بالثراء والساعين إلى النفوذ مثل رؤوف علوان فى «اللص والكلاب» وأنوار بدران فى «قشتمر» وعزيز صفوت فى «الباقى من الزمن ساعة» ومحمد بدران صاحب الموضوعات الدعائية التى يقبض ثمنها من الشركات وعلى السيد فى «ثرثرة فوق النيل».

ولنتحدث عن بعض النماذج فى بعض الروايات بشىء من الإيجاز:

*نموذج الصحفى فى اللص والكلاب:

مثلاً فى رواية «اللص والكلاب»، نرى بطلها رؤوف علوان قد دفعته الانتهازية والنفعية والأنانية إلى احتلال المناصب العليا فى أشهر الصحف الحكومية، وعن طريق الانتهازية صعد فوق قمة المجد والشهرة والثروة وانضم إلى فئة الأغنياء بعد أن كان بالأمس يهاجمهم بمقالاته الصحفية.

** رواية (القاهرة الجديدة):

وتتجلى بتلك الرواية ثلاث شخصيات كانت لها علاقة بالصحافة (أحمد بدير ومحجوب عبدالدايم وعلى طه)، من خلالهم يقدم محفوظ رؤيته لمهنة الصحفى، مُركزاً على شخصية «محجوب» الصحفى الانتهازى الذى يتجرد من مبادئه، ثم تفضيله طريقاً آخر مختصراً إلى الصعود المادى والاجتماعى، وهو أن يبيع شرفه مقابل وظيفة عندما يتزوج من عشيقة مرؤوسه.

**وفى الثلاثية (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية)، تظهر الصحافة وحياة بعض الصحفيين قوية وحاضرة، وأول تناول لها نراه فى نشر كمال أحمد عبدالجواد مقالاً فى جريدة «البلاغ الأسبوعى»، وفى الحوارات الكثيرة بين كمال وأصدقائه، وفى «السكرية» نرى تبيان صورة مهنة الصحافة عام 1941 خاصة لدى البرجوازية التركية القديمة، ليصل المؤلف إلى أن صورة الصحفى الاشتراكى فى أدب نجيب محفوظ مستمرة ملامحها حتى الآن.

وفى الواقع فإن هناك أكثر من كتاب مهم تناول تلك التيمة لدى محفوظ، أهمها وأكثرها رصداً كتاب الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بعنوان «الصحفى فى أدب نجيب محفوظ»، يدرس المؤلف من خلاله صورة الصحفى فى جميع أعمال نجيب محفوظ من روايات وقصص قصيرة.

ويرى المؤلف أن النماذج الصحفية فى أدب نجيب محفوظ – التى لا تزال حية حتى الآن – لا تخبرنا فقط عن خواص زمنية بالمهنة وقت كتابة الرواية أو القصة، بل تتجاوز ذلك عبر الزمن، ألا وهى الثقافة، وهو ما جعل نقاد وباحثى أدب نجيب محفوظ يرون مثلاً أن بعض نماذج رواية «المرايا»– التى نشرها عام 1971 تعبر عن شخصيات شغلت حيزاً كبيراً من القرن العشرين– ولا تزال نماذجها تعيش بيننا حتى الآن رغم مرور أكثر من نصف قرن على كتابة الرواية، فالعناصر الثقافية شبه الثابتة التى رصدها نجيب محفوظ بعبقريته وموهبته هى إفراز لخصوصية الخطاب الأدبى الراقى.

وفى تصورى (يقول المؤلف) إن «نماذج شخصية الصحفى التى أبدعها نجيب محفوظ، لا سيما بعد «أولاد حارتنا» ما زالت تعيش بيننا ومؤثرة فى صنع حاضرنا ومستقبلنا».

* علاقة محفوظ بالصحفيين:

 والغريب أنه رغم إيراد محفوظ لنماذج صحفية سلبية فى قصصه ورواياته، إلا أنه كانت له علاقات طيبة بالصحفيين وله صداقات شهيرة مع العديد منهم، مثل رجاء النقاش ومحمد عفيفى وصلاح جاهين ويوسف القعيد وجمال الغيطانى وإبراهيم عبدالعزيز وغيرهم.

إلا أن الفكرة الأساسية عند محفوظ هى جرأته الصادمة فى تناول الشخصيات والنماذج التى يعرفها، لأنه يستقى منها شخصيات قصصه ورواياته، وكل من درج فى حارته كان له نصيب فى أدبه، كما أن كل من صادفهم فى الوظيفة الحكومية وجدوا أنفسهم فيما بعد فى أعماله، وأيضاً من الوسط الصحفى أخذ نماذج من الواقع الذى عاشه والشخصيات الصحفية التى صادفها.

 

** موسوعة نجيب محفوظ:

أما ما يراه الناقد الكبير وعاشق محفوظ مصطفى بيومى فى موسوعته ويمكن استنتاجه، أن وراء المصير المأساوى أو الحكم العنيف ضد زملاء المهنة هو الموقف السياسى لمحفوظ نفسه، فهو يرى الصحفى فى كل قصصه ورواياته ضمن منظوره لقيمة وأهمية ثورة 1919 وحزب الوفد. التى أثرت بشكل كبير فى توجهاته وأفكاره ومواقفه، بدءاً بوفديته وانتمائه لليبرالية اليسارية داخل الوفد ثم موقفه تجاه ثورة يوليو وإيمانه بمبادئها وكفره بسياساتها، وصدمته فى النكسة وفخره بالنصر، وموقفه تجاه السلام مع إسرائيل وغيرها.

فى النهاية نخلص إلى أن نماذج شخصية الصحفى التى أبدعها محفوظ لا سيما بعد رواية «أولاد حارتنا» ما زالت تعيش بيننا وتؤثر فى صنع حاضرنا ومستقبلنا، ولذا اتخذ واعتمد فى دراسته على تحليل صفات وأدوار الصحفيين وتطور ذلك عبر مراحل أدبه المختلفة، زمنياً وتقنياً، مازجاً ذلك برؤيته الشخصية تجاه مهنة الصحافة التى رفض الالتحاق بها لأنها ستلتهم جل وقته وقد تصبح حائلا بينه وبين الإبداع.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صاحبة الجلالة قرن من الزمان للصحافة المصرية باب الخيمة أدب نجیب محفوظ صاحبة الجلالة الصحفى فى فى أدب

إقرأ أيضاً:

النائبة فيبى فوزى تكتب: مفهوم المواطنة.. «مشاهد وتجليات»

يصل الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة ليلة عيد الميلاد، لتقديم التهنئة لقداسة البابا تواضروس الثانى وجموع الأقباط المحتفلين بالعيد، فتسود أجواء من البهجة والسعادة غير المسبوقة، وتعلو أصوات الزغاريد معبرة عن حالة عارمة من الفرح والترحيب، وسط هتافات مؤيدة للرئيس.

فى مشهد مختلف، وفى حدث لم يشهده مجلس الدولة منذ إنشائه عام 1946، تؤدى 98 قاضية ممن التحقن بالمجلس اليمين القانونية أمام رئيس مجلس الدولة إيذاناً بانضمام المرأة المصرية لأول مرة إلى جانب زملائها من القضاة، لينهض الجميع بالمسئوليات الملقاة على عاتقهم.

على صعيد آخر، ينص أول دستور مصرى صادر عقب ثورة الثلاثين من يونيو، بشكل صريح، وللمرة الأولى على اشتراط تمثيل ذوى الاحتياجات الخاصة فى أول مجلس للنواب يتم تشكيله وانتخابه بعد العمل بأحكام الدستور، ليتبنى قضايا هذه الفئة الغالية وينقل الاهتمام بها إلى آفاق جديدة، وتتواصل المبادرات الرئاسية لدعم وتمكين ذوى الهمم إلى أن يأتى عام 2018 ليعلن الرئيس السيسى أنه عام خاص بذوى الاحتياجات الخاصة.

أما عن الشباب فحدث ولا حرج، إذ تطول قائمة المشاركة التى حظى بها شباب وفتيات مصر فى المواقع التشريعية والتنفيذية كافة، بما لم يحدث على مدار عشرات السنوات السابقة، ولا يسمح المجال بذكر تفاصيل أرقام مشاركة الشباب فى البرلمان وفى مواقع نواب المحافظين، والإدارة المحلية وغيرها من المواقع بمختلف أنحاء المحروسة.

آثرت أن أبدأ مقالى بهذه المشاهد التى تمثل نموذجاً للكثير وما لا يحصى مما جاءت به الجمهورية الجديدة برئاسة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى من مفهوم واسع وجامع للمواطنة، حيث يحرص الرئيس على تعزيز روح المواطنة وإعادة ترسيخ الهوية الوطنية التى تمثل الروح الحقيقية للمصريين. فمنذ توليه المسئولية كان هدف الرئيس هو منح الإنسان المصرى كل حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، باعتباره مواطناً كامل الأهلية وباعتباره الثروة الحقيقية لهذا البلد، وقد راهن سيادته دائماً على الإنسان المصرى، وتجلى ذلك بوضوح من خلال العديد من الاستراتيجيات الوطنية، التى تستهدف تمكين المرأة والشباب وتنمية الوعى، والتى من بينها وربما يكون أبرزها بالنسبة لما نحن بصدده، تلك الاستراتيجية الخاصة بحقوق الإنسان. راهن الرئيس على ضروره تكامل مفهوم المواطنة بحيث لا يتعلق فقط بالحقوق السياسية والمدنية، وهو المفهوم الضيق الذى تحاول أن تفرضه العديد من المؤسسات الدولية، وإنما بشكل واسع يستوعب كل أبعاد الإنسان ويبلور عمق رؤية الجمهورية الجديدة للمواطنة، بحيث تتحول إلى برنامج وطنى متكامل يهتم بكل فئات المصريين دون تمييز بسبب الجنس أو العقيدة أو الانتماء المناطقى، وقد حرصت الجمهورية الجديدة على ترجمة ذلك فى خطط التنمية التى استهدفت العديد من المشكلات التى كانت تنتقص بشكل لافت من مفهوم المواطنة، لعل من أبرزها على سبيل المثال مشكلة العشوائيات، التى كانت بمثابة طعنة غائرة فى المفهوم الحقيقى للمواطنة، إذ تجرد ساكنوها من حقوقهم الوطنية كمصريين ينتمون لبلد حضارته تتخطى الآلاف السبعة من الأعوام، فكان اقتحام الجمهورية الجديدة لهذه المشكلة والقضاء عليها من أبرز المنجزات التى من وجهة نظرى تجسد مفهوماً واسعاً وشاملاً للمواطنة.

فى هذا الإطار يأتى أيضاً القضاء على فيروس «سى»، الآفة التى أهلكت أكباد المصريين لعشرات السنوات، وكانت مصر الدولة الأولى فى نسبة الإصابة، الأمر الذى كان يمثل وصمة واضحة، وانتقاصاً من حقوق الإنسان المصرى فى مستوى لائق من الصحة. المواطنة إذن وفق مفهوم الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، هى تعبير عن المساواة فى كافة الحقوق والواجبات بين جميع أبناء الشعب المصرى أياً كانت انتماءاتهم الفئوية أو الجغرافية أو الطبقية، وأياً كانت عقيدتهم وانتماؤهم الدينى. ما أود التأكيد عليه فى هذا الشأن هو أن الرئيس السيسى هو أكثر الزعماء المصريين فى التاريخ المصرى الحديث تحقيقاً لقيم المواطنة بكل ما تحمله من دلالات وما تستدعيه من برامج وخطط وآليات يجب تنفيذها لوضع المفهوم موضع التطبيق، حتى بتنا نرى كافة الفئات والعناصر المكونة للمجتمع المصرى مشاركة بقوة وفاعلية فى كل ما يجرى من جهود للتنمية والتطوير فى ربوع مصر.

ولا يسعنى أن أتحدث عن المواطنة فى الجمهورية الجديدة دون ذكر أحد أبرز تجلياتها، وأعنى به الحوار الوطنى، فقد جاءت دعوة الرئيس للحوار الوطنى باعتبارها خطوة فى مشهد يبرهن على مدى ما وصلت إليه الدولة المصرية من استقرار ورسوخ، تماماً مثلما كرست لفكرة الإعلان عن توجهات الجمهورية الجديدة، فكانت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالدعوة لحوار وطنى شامل، إيذاناً بالانطلاق إلى مرحلة أكثر تطوراً من العمل السياسى والاقتصادى والاجتماعى، يبلور مفهوم المواطنة وأهمية مشاركة الجميع فى صنع القرار. ويلفت النظر بشدة فى هذه المبادرة الملهمة تأكيد الرئيس على إقامة حوار سياسى مع كل القوى بدون استثناء ولا تمييز، وتشديده على إعداد تقرير واف حول مخرجات الحوار وهو ما حدث بالفعل، وتمت ترجمته إلى قرارات وتشريعات لعل آخرها ما يتعلق بتعديل إجراءات الحبس الاحتياطى، الأمر الذى يشى بعمق ما تحمله المرحلة من الانفتاح على مختلف القوى السياسية، وتكريس مفهوم المواطنة الذى يشمل الجميع، إذ تستمد الجمهورية الجديدة ثباتها وقوة مواقفها من وجود زعامة رشيدة يلتف حولها شعب يعى جيداً ما يدور حوله ومن يتربص به، وهو عازم على مساندة قيادته ودعمها فى سعيها الحثيث لتأمين مصر أرضاً وشعباً ومصالح. وللمتابع أن يرصد كيف تحولت حالة الحوار التى تحرص عليها الجمهورية الجديدة إلى مكسب كبير للجميع.

يتكامل مع مفهوم المواطنة الذى أولته الجمهورية الجديدة جل اهتمامها، هذا المشروع الوطنى العملاق الذى يقوده الرئيس السيسى، والذى يُعنى بالأساس بتمكين الفئات المهمشة على مختلف الأصعدة، بما يعزز قدرتها على الحصول على حقوقها كافة ربما لأول مرة فى التاريخ. وقد يصعب الحديث بالشمول الواجب عن ملامح وأوجه التنمية الاقتصادية والصناعية والزراعية والخدمية التى تم تنفيذها خلال السنوات العشر الماضية، والتى استهدفت فئات لم يلتفت إليها أحد من قبل -مع ملاحظة أنها بدأت والبلاد على شفير الانهيار- فكان الأبرز فى المشروع الوطنى التنموى الشامل هو اهتمامه بالعنصر البشرى، إذ وضع فى مقدمة أولوياته الإنسان المصرى من كل الفئات والطبقات، حتى ليُمكن القول بكل ثقة إن ما تم من تنمية بشرية كان شعاره الأساسى هو العدالة فى التوزيع الجغرافى والعمرى والفئوى، لتغطى مظلة اهتمام الدولة جميع مواطنيها لأول مرة فى تاريخ مشروعات التنمية المصرية، وليس مشروع حياة كريمة سوى أحد التجليات المبهرة لهذا المشروع. واليوم ونحن نتطلع لمرحلة جديدة من عمر مصر، نؤكد أن الوطن ينتظر المزيد، ويثق فى أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى يمتلك من الرؤية ومن الجسارة والقدرة على العبور إلى آفاق هى بمثابة الحلم الذى يراود المصريين، ما يجعلنا مطمئنين إلى المستقبل بقيادته، فالجميع يقف صفاً واحداً خلف قيادته المخلصة الرشيدة، متطلعين إلى ما يجرى من تطوير وتحديث فى ربوع مصر كافة ليتغير وجه الحياة على هذه الأرض، التى طالما كانت مهد الحضارة الإنسانية

مقالات مشابهة

  • سينما المؤلف التى غابت
  • كوارث عمر أفندى!
  • الكفيفة التى أبصرت بعيون القلب
  • أشرف غريب يكتب: أعظم ما في تجربة سيد درويش
  • خالد ميري يكتب: أرض الألغام.. واحة للأحلام
  • فى ظل المناخ الصحى للرئيس: الوفد ونقابة المحامين حصن الحقوق والحريات
  • على هامش المناظرة
  • توافق المشاعر العربية
  • الليلة.. افتتاح معرض الفنان علي حبيش بجاليري ضي الزمالك
  • النائبة فيبى فوزى تكتب: مفهوم المواطنة.. «مشاهد وتجليات»