إسقاط 8 طائرات (إم كيو -9) يوسع أبعاد الهزيمة الأمريكية
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
يمانيون/
بعد أن كتبت العمليات البحرية نهاية زمن حاملات الطائرات وفتحت نقاشات غير مسبوقة حول تغير الموازين.
جددت عملية إسقاط الطائرة الأمريكية “إم كيو-9” الثامنة من نوعها خلال 10 أشهر تسليط الضوء على واحد من أهم مسارات الانتصار الاستراتيجي الذي حققته القوات المسلحة اليمنية في مواجهة الولايات المتحدة خلال معركة إسناد غزة، وهو مسار لا يقل أهمية عن العمليات البحرية التأريخية التي أصبحت “هزيمة أمريكا” عنوانا رئيسيا لها في وسائل الإعلام الدولية.
إسقاط هذا العدد الكبير وغير المسبوق في أي مكان بالعالم من هذا النوع بالذات من الطائرات ليس حدثا عابرا لعدة اعتبارات، أولها طبيعة هذا السلاح الجوي الذي يعتبر بالنسبة للجيش الأمريكي والبحرية الأمريكية من أهم أدوات الحرب، حيث لا يكاد يخلو أي مسرح للعمليات الأمريكية العدوانية في العالم، من الحضور البارز والرئيسي لطائرات (إم كيو-9 “الحاصدة”) التي تم تصنيعها لتكون سلاحا شاملا يجمع بين أحدث تقنيات الرصد والتجسس، وبين أحدث المميزات الهجومية، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بتنفيذ عمليات دقيقة ضد أهداف عالية القيمة كالاغتيالات التي تتطلب تحقيق اختراق نوعي وإصابة مباشرة بدون المخاطرة بتعريض أي عناصر بشرية أمريكية أو طيارين للخطر، وقد اعتمدت عليها الولايات المتحدة في عملية اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
تكلفة هذه الطائرات تعكس بشكل واضح الأهمية والمكانة التي تحتلها في ترسانة الجيش الأمريكي، حيث تبلغ قيمة الواحدة أكثر من 32 مليون دولار، بدون المعدات الإضافية كالصواريخ الدقيقة والقنابل الذكية والتجهيزات المخصصة للمناطق البحرية، والتي يمكنها أن تضيف عدة ملايين إلى تكلفة الطائرة، فضلا عن تكلفة تشغيلها، وهذا يعبر بوضوح عن أن إسقاط هذه الطائرة ليس حدثا يقع ضمن هامش الخسائر المتوقعة والمقبولة التي يمكن تحملها في عمليات روتينية كما هو الحال مع المسيرات الرخيصة التي قد يتم إرسالها فقط لأغراض التمويه أو خداع الدفاعات الجوية.
ويتم التحكم بهذه الطائرات من قبل قواعد عسكرية للجيش الأمريكي تعمل على إدارة مهام المراقبة والهجوم بشكل مباشر، وهو ما يعني أن فاعلية العمليات التي تنفذها الطائرة لا تقتصر على ميزاتها المتطورة فحسب، بل تشمل أيضا ميزات قواعد التحكم والعاملين فيها.
هذه الأهمية تجعل من حقيقة إسقاط ثماني طائرات من هذا النوع في غضون 10 أشهر زلزالا كبيرا لا يمكن تجاهله، لأنه من جهة يمثل سقوطا مدوية للتقنية المتقدمة التي تمثلها هذه الطائرة، وهو أمر غير عادي على الإطلاق، لأن الأسلحة الأمريكية المتطورة هي أكثر من مجرد أدوات، حيث تقدمها واشنطن كـ”رموز” للتفوق والردع الاستراتيجي الفريد، إلى درجة أن إرسال هذه الأسلحة أو بيعها إلى دولة حليفة معينة يعتبر “ميزة” كبيرة لهذه الدولة، وعندما يتم التغلب على هذا السلاح 8 مرات متتالية خلال أقل من عام في مكان واحد، فإن ذلك يعني ببساطة هزيمة “التفوق” التقني الأمريكي وما يرتبط به من اعتبارات سياسية وأمنية وعسكرية تعتمد عليها الولايات المتحدة بشكل كبير في بناء سمعتها كقوة عظمى.
وبرغم الفارق في التكاليف والحجم والأهمية، يمكن الربط بين طائرات (إم كيو-9) والسفن الحربية الأمريكية فيما يتعلق بهذه الاعتبارات، ومثلما أحدثت عمليات استهداف حاملة الطائرات (ايزنهاور) ومجموعتها “الضاربة” من المدمرات هزات كبيرة فتحت مسارا غير مسبوقا للحديث المباشر والصريح في وسائل الإعلام الأمريكية عن “انتهاء زمن حاملات الطائرات” و”هزيمة أمريكا” أمام اليمن فإن إسقاط 8 طائرات من نوع (إم كيو-9) في اليمن خلال أقل من عام واحد هو مظهر آخر من مظاهر انتهاء زمن عربدة الطائرات بدون طيار الأمريكية في أجواء العالم، ودليل إضافي على هزيمة واشنطن أمام اليمن أيضا.
من جهة أخرى، وفي السياق نفسه، فإن إسقاط هذا العدد من الطائرات في اليمن يمثل فضيحة للجيش الأمريكي نفسه ولضباطه الذين يديرون قواعد التحكم بهذه الطائرات، والأساليب والتكتيكات التي يعتمدون عليها في تشغيلها والاستفادة من ميزاتها المتطورة، فخسارة 8 طائرات من هذا النوع يعني بوضوح أن الجيش الأمريكي عاجز عن تحسين أداءه فيما يتعلق بتشغيل وإدارة هذه الطائرات في الأجواء اليمنية، وبعبارة أخرى أنه قد جرب كل الأساليب والتكتيكات لتجنب نيران الدفاعات الجوية اليمنية وفشل فشلا كاملا، وهي فجوة فاضحة لا يمكن تجاهلها أو التغطية عليها في قدرات القوات الأمريكية بما في ذلك البحرية التي تقوم بتشغيل وإدارة العديد من هذه الطائرات.
ويترتب على ذلك أيضا خسائر اقتصادية واضحة، سواء من ناحية القيمة الفعلية للطائرات التي تم إسقاطها والتي قد وصلت الآن إلى أكثر من ربع مليار دولار، أو من ناحية مستقبل تجارة هذه الطائرات، حيث ستضطر الكثير من الدول إلى إعادة حساباتها بشأن جدوى اقتناء “الحاصدة” الأمريكية المكلفة التي بات اليمنيون يحصدونها بشكل شبه شهري، وهو ما فعلته الهند بحسب ما أفادت تقارير صحفية خلال الأشهر الماضية.
ولا تقتصر هذه الآثار على هذا المنتج فحسب (طائرة إم كيو -9) لأن ما يحدث يلقي بضلاله على المجمع الصناعي الأمريكي بأكمله، فإسقاط الطائرات الثمان من هذا النوع جاءت ضمن معركة أثبتت فيها مختلف التقنيات العسكرية الأمريكية فشلا ذريعا وغير مسبوق، بدءا بالسفن الحربية وحاملات الطائرات، مرورا بالطائرات بدون طيار وصولا إلى الصواريخ الدفاعية المكلفة.
والحقيقة أن المسألة لم تعد حتى مسألة قصور أدوات عسكرية معينة، بل فشل الاستراتيجيات الحربية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة والتي تبنى عليها جهود إنتاج وتصنيع الأسلحة، وكما أشارت العديد من التقارير الأمريكية خلال الفترة الماضية فإن اليمن قدم في معركة إسناد غزة نموذجا مميزا للنجاح في “الحرب غير المتكافئة” وهو ما يعني تثبيت واقع جديد تنخفض فيه قيمة الاستراتيجيات والأدوات التي قدمتها أمريكا والغرب على مدى عقود باعتبارها قوة ردع لا تقهر، وبالتالي توجيه الاهتمام العالمي نحو أنواع جديد من الأسلحة والأساليب القتالية وتحطيم أسطورة التفوق الأمريكي، وما يرتبط به من اعتبارات، خصوصا وأن أدوات وأساليب الحرب غير المتكافئة أرخص ثمنا بكثير من تلك التي تحتكرها أمريكا.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الولایات المتحدة هذه الطائرات من هذا النوع طائرات من إم کیو 9
إقرأ أيضاً:
وبقيت غزة شامخة
الآن اختفى صوت الزنانة، هكذا أطلق أهالى غزة البواسل على طائرات العدو التى تمطرهم بالقنابل والصواريخ.. الآن لا طائرات تقصف.. لا متفجرات.. لا قصف لتجمعات بشرية أو مربعات سكنية.. الآن وبعد ٤٧١ يوما من الإبادة الجماعية وتدمير البشر والحجر والشجر عاد أهالى غزة إلى أطلال منازلهم التى نُسفت.. الآن نام أهل غزة بجوار حطام مساكنهم وأشعلوا الحطب ليخفف عنهم برد الشتاء وقسوته.. الآن نامت حرائر غزة وهن قريرات الأعين مطمئنات أن أبنائهن يصبحوا فى أحضانهم أحياء وليسوا جثث أو أشلاء ولن يبحثوا عنهم بين الأنقاض وتحت الركام.. الآن لا قناصة صهاينة يصوبون فوهات بنادقهم على رؤوس كل من يفكر أن يتحرك من بشر.. ما الذى يسطرونه أهل غزة من قصص خيالية وملاحم بطولية سيكتبها التاريخ فى سجلاته بأحرف من نور، ليتعلم منها بنو البشر كيف صمد أهل غزة وقاوموا محتل غاصب غاشم فقد كل صفات البشر لمحو سكان الأرض الاصليين وأصحابها من خرائط الجغرافيا وكتب التاريخ.. تحملتم ما لا يطيقه بشر.. سطرتم بطولات سيحكى عنها التاريخ.. الآن غادر ويغادر الصهاينة غزة بعد تدميرها بـ٥٠ ألف طن من المتفجرات وبقيت غزة بأرضها وشعبها الذى أبى أن يغادرها رافعين راية كتبوا عليها بدمائهم نحن باقون هنا هذه أرضى أنا، سأعيش هنا، أو أموت هنا.. الآن أوقف القتال فى غزة وفرح من فرح وحزن من حزن.
ما جرى كان ملحمة عظيمة هى الأكبر فى تاريخ الصراع مع المشروع الصهيونى، وهى ملحمة كتبت بداية نهاية العدو.. أثبت أهل غزة أن الحق أبلج مهما تأخر.. وأن الباطل لجلج مهما تجبّر.. فتلك سنة الله.. فليكن صمودكم وجهادكم وصبركم.. ورباطكم.. قصصًا تُروى.
ليس بـإحصاء الجثث ولا بعدد المصابين تُقاس نتائج الحروب، من الطبيعى أن يكون المحتل وجيشه وداعميه أكثر قدرة على القتل والتدمير، فالمحتل والغاصب يبالغ فى التوحّش حين يشعر بقُرب نهايته.
.. لن يعترف بذلك إلا الأحرار، ولنا فى تحرير واستقلال الجزائر المثل، فبعد ١٣٢ عاما من الاستعمار الفرنسى حصل الجزائريون على حريتهم بعد أن ارتقى مليون ونصف المليون شهيد فى سبيل حريتهم وتحرير أرضهم وأن يكون لهم وطن.. رأينا ذلك فى فيتنام وفى أفغانستان وفى جنوب أفريقيا.. نقول لأصحاب الهوى كفوا عن بخس الناس تضحياتهم فقد ضحوا باغلى ما يملكون قادة وأفراد.. حركات المقاومة ليست جيوشا نظامية.. المقاومة لا تملك طائرات ولا مطارات، ليس لديهم دبابات أو مدفعية ولا قواعد جويه ولا موانئ بحرية ولا فرقاطات، هم جماعات حملوا أرواحهم على أكفهم بأسلحة خفيفة وإمكانات بسيطة معظمها صناعة محلية يقاومون عدوا يملك ما يملك من أسلحة وذخيرة ولديهم دعم ومساندة من محور الشر فى عالم غابت عنه ضمائره وتجرد من إنسانيته.
صحيح كان دمار غزة مؤلم وكانت معاناة أهل غزة موجعة ولكن عدوهم وعدونا كانت خسائره عسكرية واستراتيجية أشد إيلاما وأكثر فداحة.. دخل المحتل الحرب وكل دول العالم -إلا من رحم ربى- تساندهم وتدعمهم بالمال والسلاح والعتاد، وخرجوا من الحرب فرادى مع ولى نعمتهم.. خسروا الفزاعة التى عاشوا عليها وهى معاداة السامية.. سقطوا أخلاقيا.. خرجوا وقادتهم وجنودهم مجرمى حرب بموجب قرارات الجنائية الدولية.. خرجوا وهم تحت مقصلة محكمة العدل الدولية بأنهم ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية.. فشلوا مع من تحالف معهم فى تمرير صفقة القرن.. فشلوا فى تهجير أصحاب الأرض إلى سيناء، وعلينا ألا ننسى موقف مصر الصامد والثابت الذى أفشل خطط التهجير وضياع القضية.. سقطت فكرة أن لا يكون للفلسطينيين دولة ووطن.. فشلوا فى القضاء على حماس.. فشلوا فى تنفيذ خطة تحويل غزة لفنادق ومنتجعات «كوشنر».
فشلت خطة الجنرالات
.. لن ننسحب من محور نتساريم ولن نخرج من محور فيلادلفيا أمنيات لم تتحقق.. فشلوا ومعهم دول عظمى فى تحرير الرهائن بالسلاح وإنما عبر صفقة تبادل أسرى كما قال أبو عبيدة..
لم يقضوا على حماس ولن يضمنوا أن السابع من أكتوبر لن يتكرر.
أليس كل هذا انتصارا لفصائل المقاومة؟!
.. يا أهل غزة
النصر نصركم.. والعز عزكم.. والفرح فرحكم وفرح شعوب امتكم وأحرار العالم، فالمجد للشهداء وشفاءً عاجلا للجرحى والمصابين وعاشت غزة حرة أبية.
[email protected]