8 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: تشهد محافظة النجف الأشرف معركة قضائية حاسمة تتعلق بقطعة أرض كبيرة تبلغ مساحتها أكثر من 500 دونم، تحتوي على أكثر من 4000 قطعة، ويشتد النزاع حولها بين مستثمر قوي مدعوم من جهات مؤثرة، وبين آلاف المواطنين من الشرائح المستحقة، وعلى رأسهم موظفو القطاع الصحي.
يتابع المواطنون، ومعهم محافظ النجف يوسف كناوي، باهتمام بالغ مجريات القضية، آملين أن ينحاز القضاء العراقي لصالحهم.


وتعود جذور هذه القضية إلى العام 2020، عندما قررت الحكومة تخصيص قطع أراضٍ سكنية لأبطال “حائط الصد الأول”، وهم الأطباء والممرضون والكوادر الصحية الذين كانوا في الخطوط الأمامية خلال جائحة كورونا وقدموا تضحيات كبيرة، بما في ذلك فقدان العديد من أرواحهم في مواجهة الفيروس القاتل.

وفي 25 نوفمبر 2021، طالبت وزارة الإعمار والإسكان بتخصيص قطع أراضٍ للشرائح المستحقة، بما فيهم أبطال الجيش الأبيض.
وبناءً على ذلك، تم اتخاذ قرار حكومي بتخصيص أراضٍ من “الحزام الأخضر” في النجف لهذه الفئة.
وفي 27 يناير 2022، أكدت البلدية عدم وجود أي التزامات قانونية أو مالية تتعلق بهذه الأراضي، مما أتاح المجال للبدء بتوزيعها.

ومع ذلك، وبعد مرور تسعة أشهر، تفاجأ المستحقون بصدور قرار من وزير البلديات يقضي بتحويل هذه الأراضي إلى فرصة استثمارية لإنشاء مجمع سكني.
هذا التحول المفاجئ أثار غضب المواطنين والشرائح المستحقة، واعتُبر بمثابة خيانة لحقوقهم.

بدأت الاحتجاجات تتصاعد تدريجيًا، حتى دخل محافظ النجف يوسف كناوي على الخط في 2 يونيو 2024 عندما أمر بتشكيل لجنة حكومية للتحقيق في القضية، وأكدت اللجنة أن الأرض لا تزال باسم بلدية النجف الأشرف، وأن الشرائح المستحقة، بما فيهم أبطال “حائط الصد”، هم أصحاب الأولوية في الحصول على هذه الأراضي.

وفي 10 يونيو 2024، صادق المحافظ كناوي على نتائج اللجنة، وأصدر قرارًا رسميًا يقضي بإيقاف المشروع الاستثماري، مؤكدًا أن “أرض الصد للصد”، ووجه خطابًا إلى الجهات المعنية، مثل هيئة الاستثمار ومديرية بلدية النجف، بضرورة وقف أي إجراءات استثمارية في المنطقة.

رغم هذه القرارات الحكومية، قرر المستثمر رفع دعوى في محكمة القضاء الإداري، محاولًا عرقلة استرداد الأراضي. وقد أصدرت المحكمة أمرًا ولائيًا بوقف الإجراءات من جميع الأطراف لحين البت في القضية، وحددت جلسة للنظر في الدعوى في 9 سبتمبر 2024.

أعرب العديد من المواطنين النجفيين عن ثقتهم في القضاء العراقي، متوقعين أن ينتصر لحقوقهم ضد المصالح الاستثمارية، مؤكدين أن حقوق الشعب أهم من أي أرباح مادية يسعى إليها المستثمرون والجهات التي تدعمهم.

تبقى العيون شاخصة نحو القضاء العراقي، في انتظار الحكم النهائي الذي سيحدد مصير هذه الأراضي، ويمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة القضاء على حماية حقوق المواطنين في مواجهة الضغوط الاستثمارية.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: هذه الأراضی

إقرأ أيضاً:

بعد فوز ترامب مستثمرون يؤكدون: ارتفاع الدولار وتراجع أسعار النفط

تراجعت أسعار النفط الأربعاء، مع قيام المستثمرين بتقييم تأثير قوة الدولار وتوقعات بسياسة خارجية قد يتبناها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تركز على تقليص إمدادات النفط.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 33 سنتاً، أو ما يعادل 0.44%، لتصل إلى 75.20 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 11:46 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 13 سنتاً، أو 0.18%، ليبلغ 71.86 دولاراً.

وأدت إعادة انتخاب ترامب إلى موجة بيع كبيرة خلال الجلسة، حيث يتجه الدولار نحو تحقيق أكبر مكاسبه اليومية منذ اذار/مارس 2020، ما تسبب في تراجع أسعار النفط بأكثر من دولارين للبرميل في وقت سابق من التداولات. ويؤدي ارتفاع الدولار إلى زيادة تكلفة السلع المقومة به -كالنفط- على المشترين بالعملات الأخرى.

وقال جون كيلدو، الشريك في "أجين كابيتال" في نيويورك، إن رد الفعل على نتائج الانتخابات كان مبالغًا فيه. وأضاف أن "الآراء الأكثر توازنًا هي التي سادت، والسوق تواجه العديد من التحديات"، مشيرًا إلى أن الحرب المستمرة في الشرق الأوسط قد تؤثر على المعروض وتظل عاملًا داعما، وفقا لرويترز.

وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل في "يو.بي.إس"، إن إعادة انتخاب ترامب قد تؤدي إلى تجديد العقوبات على إيران وفنزويلا، مما قد يقلص بعض الإنتاج من السوق، وهو ما سيكون مفيدًا.

وأضاف أن إيران، التي تعد عضوًا في منظمة أوبك، تنتج حوالي 3.2 مليون برميل يوميًا، ما يعادل نحو ثلاثة بالمئة من الإنتاج العالمي.

وفقًا لأندرو ليبو، رئيس "ليبو أويل أسوشيتس"، فإن دعم ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يسهم في زيادة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مما قد يرفع أسعار النفط مع توقع المستثمرين لاضطرابات محتملة في إمدادات النفط العالمية.


 بالإضافة إلى تأثير ارتفاع الدولار على أسعار السلع الأولية، قد تشهد فترة رئاسة ترامب تبني سياسات قد تضغط على الاقتصاد الصيني، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، مما قد يؤدي إلى تراجع الطلب، وفقًا للمحللة المستقلة تينا تنج.

وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء عن زيادة في مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير خلال الأسبوع المنتهي في أول تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

وأوضحت أن مخزونات الخام ارتفعت بمقدار 2.1 مليون برميل لتصل إلى 427.7 مليون برميل، مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز التي كانت تشير إلى زيادة بمقدار 1.1 مليون برميل.

مقالات مشابهة

  • نداء هام من الكويت للوافدين يخص البصمة البيومترية
  • بعد فوز ترامب مستثمرون يؤكدون: ارتفاع الدولار وتراجع أسعار النفط
  • ترهات خضير الخزاعي
  • «العربية لحقوق الإنسان» تنظم لقاء لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية
  • جلسة حوارية حول تعزيز استثمار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القطاع الصحي
  • ‎وزير العدل يوجه بإحالة موظفين متورطين بقضايا ابتزاز إلى القضاء
  • الأبيض وعد بتقديم الدعم للقطاع الصحي ليتمكن من تأدية واجباته
  • بحث آلية تفعيل العمل الحر في القطاع الصحي
  • استثمار الأراضي الصحراوية.. محافظ أسيوط يوجه بتطوير 79 فدانًا لخدمة المواطنين
  • المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف مواقع حيوية شمال الأراضي المحتلة