صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-26@13:10:03 GMT

لهواتفنا آذاناً تتجسس علينا!

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

لهواتفنا آذاناً تتجسس علينا!

رباب محمد الحسن

هل شعرت يوما أن هاتفك الذكي يستمع إلى حديثك؟ أو صادف يوما كنت تتحدث مع صديق عن شي معين مثلا ماركة أحذية رياضية أو مطعم بيتزا وحين فتحت هاتفك وجدت أن هناك إعلاناً يعرض ما كنت تتحدث عنه منذ قليل؟ في الحقيقة هذه ليست مصادفة، وأن الشك الذي كان يراودنا بأن هنالك من يتجسس علينا قد صار واقعا بعد أن أكدت شركة تسويق كبرى تتعاون مع فيسبوك وجوجل أن الهواتف الذكية تأتي مع برامج استماع لمحادثات المستخدمين تنقل ما يتحدثون! تسمى برامج الاستماع النشط Active Listening.

‎وهنالك شركات مثل Mind Sift وCMG تفتخر باستخدامها لتقنية الاستماع النشط لتحليل المحادثات التي تتم عبر ميكروفونات الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية المحيطة بك. وادعت شركة CMG أنها قادرة على التعرف على العبارات مثل “سقفي يتسرب” عندما تُقال بالقرب من الهاتف، مما يسمح لها بعرض إعلانات إصلاح السقف على الفور!

واعترفت شركة Cox Media Group، والتي عملاؤها فيسبوك وجوجل أنها تستخدم مايكروفون الهاتف أو اللابتوب لجمع المعلومات، وفقاً لموقع India today. ذكر التقرير الذي نشرته 404 Media إن ما تحصل عليه من إعلانات ليس فقط ما تبحث عنه، ولكن أيضًا ما تتحدث عنه بالقرب من الهاتف، وكشفت شركة Cox Media Group، التي تعمل في مجال الأخبار التلفزيونية والإذاعية، في عرض تقديمي للمستثمرين أن تقنيتها الخاصة بالاستماع النشط تعتمد على الذكاء الاصطناعي لجمع البيانات في الوقت الفعلي حول نوايا المستخدمين. يتم ذلك من خلال مراقبة وتحليل المحادثات، مما يسمح بالتنصت الفعال على النقاشات لاستخلاص الأفكار. بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الشركة في عرضها أن هذه التقنية تتيح للمعلنين دمج البيانات الصوتية مع البيانات السلوكية، مما يمكّنهم من استهداف المستهلكين الذين يفكرون بجدية في عملية الشراء، وبالتالي تنشئ أداة قوية للإعلان المستهدف.

الموضوع يتجاوز مجرد الإعلان المستهدف

إنه يتعلق بتتبع نشاطك عبر مختلف الأجهزة. تجمع الشركات بياناتك من الهاتف المحمول، واللابتوب، والتلفزيون الذكي لتكوين صورة شاملة عن حياتك. لا يقتصر هذا التتبع على الإنترنت فقط، بل يمتد إلى إشارات الموجات فوق الصوتية المخفية في الإعلانات التلفزيونية أو المتاجر، التي يمكن لهاتفك التقاطها دون علمك، مما يكشف عن موقعك وما تشاهده. تستخدم شركات مثل Silver push، وShop kick، وLisnr هذه التقنية بالفعل. وقد أظهرت دراسة أن أكثر من 234 تطبيق أندرويد تجمع البيانات باستخدام الموجات فوق الصوتية.

في عام 2019، تم اكتشاف أن فيسبوك كان يدفع لأشخاص للاستماع إلى محادثات خاصة على تطبيق مسنجر الهدف من ذلك كان تحسين تقنيات التعرف على الصوت كما ادعت، ورغم أن فيسبوك أكدت أن المشاركين وافقوا على ذلك، إلا أن الكثير منهم لم يكونوا على علم أن أشخاصاً حقيقيين كانوا يستمعون إليهم!

كما أن سيري (Siri) من آبل وأليكسا (Alexa) من أمازون قامتا أيضاً بجمع تسجيلات صوتية لتحسين أدائهما. وقد تم الاستماع إلى محادثات خاصة جداً، مثل الأحاديث بين الأطباء والمرضى، أو حتى محادثات بين الأزواج.

ولكن هل أن تستمع إليك الهواتف والأجهزة أمرا قانونيا أو مسموح به؟

قالت شركة Media Cox Group إنه يكون قانونيا عندما يحمّل المستهلكون تطبيقا جديدا، أو يحدثونه ويتم تقديم شروط الاستخدام المكونة من عدة صفحات يتم غالبا فيها تضمين الاستماع النشط في الأحكام المكتوبة بخط صغير ونحن غالبا ما نتجاهل قراءة الأحكام والشروط بدقة، ونوافق على عجل

هل أمازون وميتا وجوجل متورطون في عملية التجسس؟

انفجرت القضية عندما تبين أن عملاء شركة CMG تشمل أسماء من عيار فيسبوك وجوجل وأمازون، وكانت ردود الأفعال مزيجًا من الإنكار، والابتعاد، و”التحقيقات الداخلية”. سرعان ما زالت جوجل CMG من برنامج الشركاء الخاص بها، في حين صرحت ميتا (فيسبوك سابقًا) بأنها لا تستخدم الميكروفونات للإعلانات، أما أمازون فقد هددت باتخاذ إجراءات قانونية ضد أي شخص ينتهك شروط الخدمة الخاصة بها، ولكن يبقى السؤال: إلى أي مدى كانت هذه الشركات على علم بالموضوع؟ والأهم، هل يمكننا حقًا الوثوق بإنكاراتهم؟

من نصائح الخبراء الرقميين أن تراجع أذونات التطبيقات، وتعطيل الميكروفون للتطبيقات التي لا تثق بها (تقريبا الكل). كن حذرًا بشأن ما تقوله وتتحدث به حول الأجهزة الذكية.

لم يعد الاستماع النشط مجرد شكوك، وإنما صار واقعاً، والكرة الآن في ملعبنا.

يمكننا أن نتجاهل المشكلة، ونستمر كما لو لم يحدث شيء، أو يمكننا التحدث والمطالبة باحترام خصوصيتنا المعرضة للخطر مرات عديدة. والخيار لنا..

الوسومرباب محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

تزوير محررات وعملات رسمية.. الاستماع لأقوال عنصر إجرامي شديد الخطورة بالنزهة


قررت نيابة النزهة حبس عنصر إجرامي شديد الخطورة لمزاولته نشاطا إجراميا في مجال تزوير المحررات الرسمية والعملات الورقية واصطناع أختام شعار الجمهورية المنسوبة للعديد من الجهات الحكومية في النزهة، 4 أيام على ذمة التحقيقات.

أكدت معلومات وتحريات قطاع الأحوال المدنية، قيام عنصر إجرامي شديد الخطورة سبق اتهامه والتنفيذ عليه في العديد من القضايا أبرزها «سرقة بالإكراه، سرقة وسائل نقل وتزوير ومخدرات»، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد في قضية مخدرات، مقيم بدائرة قسم شرطة النزهة بالقاهرة، بمزاولة نشاط إجرامي تخصص في تزوير وتقليد المحررات الرسمية والعملات الورقية، واصطناع أختام شعار الجمهورية المنسوبة للعديد من الجهات الحكومية، واستقطاب المواطنين راغبي الحصول عليها مقابل مبالغ مالية.


وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم، وبحوزته العديد من المضبوطات أبرزها: عدد من أختام شعار الجمهورية، منسوب صدورها لبعض الجهات الحكومية وعدد من الأكلاشيهات تقرأ بصمتهم لبعض الجهات والأجهزة، فضلا عن الأدوات المستخدمة في التزوير، وعدد من بطاقات الرقم القومي مزورة وعدد من رخص القيادة مزورة وعدد من الأوراق مطبوع عليها عملة ورقية محلية، وعدد من أوراق وشهادات، ومستندات مزورة ومعدة للتزوير.


واتخذت الجهات المختصة الإجراءات القانونية اللازمة.

مقالات مشابهة

  • محافظ المنوفية يسلّم كراسٍ متحركة ومساعدات مالية لذوي الهمم بقيمة 250 ألف جنيه
  • خدعهم بعلاج الأمراض.. توقيف دجال جزائري يحتال عبر فيسبوك
  • "ورقة سياسات" تناقش لوبي القطاع الخاص في البرلمان المغربي عقب قرار للمحكمة الدستورية
  • مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة
  • «الأزهر» يؤكد ضرورة تحري الفتوى وعدم الاستماع إلى الآراء الخارجة عن إجماع الأمة
  • تزوير محررات وعملات رسمية.. الاستماع لأقوال عنصر إجرامي شديد الخطورة بالنزهة
  • نائب أمير منطقة مكة المكرمة يطّلع على الخطط والأعمال التي تنفذها شركة المياه الوطنية بالمنطقة
  • 11 تطبيقاً على هاتفك.. تتجسس عليك
  • خبير أمن معلومات: توثيق حساب “فيسبوك” يساعد على مواجهة الشائعات وغلق الصفحات المزيفة
  • مسيّرة تتجسس على حاملة طائرات بريطانية في هامبورغ.. وأصابع الاتهام نحو الصين