صحيفة التغيير السودانية:
2025-03-04@00:20:59 GMT

لهواتفنا آذاناً تتجسس علينا!

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

لهواتفنا آذاناً تتجسس علينا!

رباب محمد الحسن

هل شعرت يوما أن هاتفك الذكي يستمع إلى حديثك؟ أو صادف يوما كنت تتحدث مع صديق عن شي معين مثلا ماركة أحذية رياضية أو مطعم بيتزا وحين فتحت هاتفك وجدت أن هناك إعلاناً يعرض ما كنت تتحدث عنه منذ قليل؟ في الحقيقة هذه ليست مصادفة، وأن الشك الذي كان يراودنا بأن هنالك من يتجسس علينا قد صار واقعا بعد أن أكدت شركة تسويق كبرى تتعاون مع فيسبوك وجوجل أن الهواتف الذكية تأتي مع برامج استماع لمحادثات المستخدمين تنقل ما يتحدثون! تسمى برامج الاستماع النشط Active Listening.

‎وهنالك شركات مثل Mind Sift وCMG تفتخر باستخدامها لتقنية الاستماع النشط لتحليل المحادثات التي تتم عبر ميكروفونات الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية المحيطة بك. وادعت شركة CMG أنها قادرة على التعرف على العبارات مثل “سقفي يتسرب” عندما تُقال بالقرب من الهاتف، مما يسمح لها بعرض إعلانات إصلاح السقف على الفور!

واعترفت شركة Cox Media Group، والتي عملاؤها فيسبوك وجوجل أنها تستخدم مايكروفون الهاتف أو اللابتوب لجمع المعلومات، وفقاً لموقع India today. ذكر التقرير الذي نشرته 404 Media إن ما تحصل عليه من إعلانات ليس فقط ما تبحث عنه، ولكن أيضًا ما تتحدث عنه بالقرب من الهاتف، وكشفت شركة Cox Media Group، التي تعمل في مجال الأخبار التلفزيونية والإذاعية، في عرض تقديمي للمستثمرين أن تقنيتها الخاصة بالاستماع النشط تعتمد على الذكاء الاصطناعي لجمع البيانات في الوقت الفعلي حول نوايا المستخدمين. يتم ذلك من خلال مراقبة وتحليل المحادثات، مما يسمح بالتنصت الفعال على النقاشات لاستخلاص الأفكار. بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الشركة في عرضها أن هذه التقنية تتيح للمعلنين دمج البيانات الصوتية مع البيانات السلوكية، مما يمكّنهم من استهداف المستهلكين الذين يفكرون بجدية في عملية الشراء، وبالتالي تنشئ أداة قوية للإعلان المستهدف.

الموضوع يتجاوز مجرد الإعلان المستهدف

إنه يتعلق بتتبع نشاطك عبر مختلف الأجهزة. تجمع الشركات بياناتك من الهاتف المحمول، واللابتوب، والتلفزيون الذكي لتكوين صورة شاملة عن حياتك. لا يقتصر هذا التتبع على الإنترنت فقط، بل يمتد إلى إشارات الموجات فوق الصوتية المخفية في الإعلانات التلفزيونية أو المتاجر، التي يمكن لهاتفك التقاطها دون علمك، مما يكشف عن موقعك وما تشاهده. تستخدم شركات مثل Silver push، وShop kick، وLisnr هذه التقنية بالفعل. وقد أظهرت دراسة أن أكثر من 234 تطبيق أندرويد تجمع البيانات باستخدام الموجات فوق الصوتية.

في عام 2019، تم اكتشاف أن فيسبوك كان يدفع لأشخاص للاستماع إلى محادثات خاصة على تطبيق مسنجر الهدف من ذلك كان تحسين تقنيات التعرف على الصوت كما ادعت، ورغم أن فيسبوك أكدت أن المشاركين وافقوا على ذلك، إلا أن الكثير منهم لم يكونوا على علم أن أشخاصاً حقيقيين كانوا يستمعون إليهم!

كما أن سيري (Siri) من آبل وأليكسا (Alexa) من أمازون قامتا أيضاً بجمع تسجيلات صوتية لتحسين أدائهما. وقد تم الاستماع إلى محادثات خاصة جداً، مثل الأحاديث بين الأطباء والمرضى، أو حتى محادثات بين الأزواج.

ولكن هل أن تستمع إليك الهواتف والأجهزة أمرا قانونيا أو مسموح به؟

قالت شركة Media Cox Group إنه يكون قانونيا عندما يحمّل المستهلكون تطبيقا جديدا، أو يحدثونه ويتم تقديم شروط الاستخدام المكونة من عدة صفحات يتم غالبا فيها تضمين الاستماع النشط في الأحكام المكتوبة بخط صغير ونحن غالبا ما نتجاهل قراءة الأحكام والشروط بدقة، ونوافق على عجل

هل أمازون وميتا وجوجل متورطون في عملية التجسس؟

انفجرت القضية عندما تبين أن عملاء شركة CMG تشمل أسماء من عيار فيسبوك وجوجل وأمازون، وكانت ردود الأفعال مزيجًا من الإنكار، والابتعاد، و”التحقيقات الداخلية”. سرعان ما زالت جوجل CMG من برنامج الشركاء الخاص بها، في حين صرحت ميتا (فيسبوك سابقًا) بأنها لا تستخدم الميكروفونات للإعلانات، أما أمازون فقد هددت باتخاذ إجراءات قانونية ضد أي شخص ينتهك شروط الخدمة الخاصة بها، ولكن يبقى السؤال: إلى أي مدى كانت هذه الشركات على علم بالموضوع؟ والأهم، هل يمكننا حقًا الوثوق بإنكاراتهم؟

من نصائح الخبراء الرقميين أن تراجع أذونات التطبيقات، وتعطيل الميكروفون للتطبيقات التي لا تثق بها (تقريبا الكل). كن حذرًا بشأن ما تقوله وتتحدث به حول الأجهزة الذكية.

لم يعد الاستماع النشط مجرد شكوك، وإنما صار واقعاً، والكرة الآن في ملعبنا.

يمكننا أن نتجاهل المشكلة، ونستمر كما لو لم يحدث شيء، أو يمكننا التحدث والمطالبة باحترام خصوصيتنا المعرضة للخطر مرات عديدة. والخيار لنا..

الوسومرباب محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

عودة للون الأزرق.. ميتا تغير أيقونة فيسبوك ماسنجر بعد 5 أعوام

في الآونة الأخيرة، بدأ مستخدمو أنظمة التشغيل المختلفة في ملاحظة تغيير ملحوظ في تطبيق فيسبوك ماسنجر، حيث تم استبدال الأيقونة المتعددة الألوان بالأيقونة القديمة ذات اللون الأزرق، والتي تأتي بشكل سحابي. 

هذا التغيير لم يكن مصحوبا بإعلان رسمي من شركة "ميتا"، ما جعل العديد من المستخدمين يتساءلون عن الدوافع وراء هذا التعديل وما يعنيه لهم.

تغيير لون فيسبوك ماسنجر

يبدو أن هذا التغيير يشكل جزءا من استراتيجية ميتا لتعزيز الهوية المرئية للتطبيقات التابعة لها تحت علامة تجارية واحدة أكثر انسجاما، اللون الأزرق الذي تم اعتماده يذكر المستخدمين بالشكل الأصلي الذي كان عليه تطبيق ماسنجر قبل التحول إلى الألوان المتعددة في عام 2020. 

لمنافسة تيك توك.. ميتا تبحث إطلاق تطبيق لمقاطع الفيديو القصيرة Reelsفضيحة تسريب الأسرار.. ميتا تطرد 20 موظفا بعد كشف معلومات حساسة

في هذا السياق، تسعى ميتا أيضا إلى تعزيز الارتباط بين ماسنجر وفيسبوك، خاصة في ظل ارتفاع عدد الأشخاص الذين يستخدمون التطبيق بشكل متواصل، حتى في الوقت الذي تراجعت فيه أنشطتهم على فيسبوك نفسه.

التغيير في أيقونة ماسنجر يعكس رغبة ميتا في إعادة تعزيز الهوية المشتركة بين التطبيقين، حيث قامت الشركة بتصميم ماسنجر كامتداد لـ فيسبوك منذ البداية.

ومع ذلك، يظل استخدام ماسنجر مستقلا بالنسبة للكثيرين، حيث لا يفتح العديد من المستخدمين حساباتهم على فيسبوك بشكل منتظم، لذا يبدو أن ميتا ترغب في تذكير المستخدمين بالصلة بين التطبيقين، مما قد يسهم في تحقيق تكامل أقوى بينهما.

وعلى الرغم من أن هذا التغيير قد يبدو مجرد تحديث بسيط، إلا أنه أثار ردود فعل متباينة بين المستخدمين، فقد عبر البعض عن استيائهم من قرار تغيير اللون، مشيرين إلى أن اللون الأزرق يجعل التطبيق يبدو أكثر بساطة وأقل جاذبية. 

ردود فعل المستخدمين

فيما عبر الكثير منهم عن مشاعر الإحباط على منصات التواصل الاجتماعي، معربين عن كراهيتهم لفكرة أن تصبح أيقونة ماسنجر بهذا الشكل، واعتبروا أن هذا التغيير يعكس تحولا ثقافيا غير مطلوب.

واستخدام هاشتاجات مثل "تغيير الأيقونة" و"أنا أكره اللون الأزرق" على منصة “إكس” كان شائعا في التعليقات، ما يشير بوضوح إلى أن انطباعات المستخدمين تتجه نحو السلبية.

جدير بالذكر أن شركة “ميتا” قد قامت بتغيير ألوان أيقونة تطبيق فيسبوك ماسنجر في 30 سبتمبر من عام 2020، حيث قررت عملاق وسائل التواصل الاجتماعي تعديل مخطط ألوانها، والتخلي عن المظهر التقليدي باللونين الأزرق والأبيض للحصول على تدرج يشبه إلى حد كبير الموجود في إنستجرام باللون الأزرق والأرجواني والوردي والبرتقالي.

وقد جاء هذا التغيير كجزء من التكامل بينت خدمات شركة “ميتا”، ما يتيح لمستخدمي فيسبوك ماسنجر وإنستجرام إرسال رسائل لبعضهم البعض عبر النظامين الأساسيين، لكن ستبقى الرسائل والمكالمات الواردة كلا على حدة، كما يمكن للأشخاص الذين يستخدمون تطبيق ماسنجر مراسلة مستخدمي إنستجرام دون الحاجة إلى تنزيل تطبيق جديد، والعكس.

فيسبوك ماسنجر

مقالات مشابهة

  • علامة HONOR تكشف عن استراتيجيتها المؤسسية الجديدة التي تسعى من خلالها لإتمام انتقالها إلى شركة متخصصة في نظام الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • مسلسل الكابتن لـ أكرم حسني يتصدر تريند Watch it ويوتيوب وجوجل
  • عكس كلام فيسبوك.. أسعار اللحوم تبلغ 130 درهماً و مطالب بتدخل السلطات
  • اليوم العالمي للسمع.. «الصحة العالمية»: 78 مليون شخص متعايشٍ مع فقدان السمع
  • جامعة قناة السويس تنظم ندوة عن التعلم النشط والتفكير الإيجابي
  • خوارزميات فيسبوك.. ماذا وجدت شركة حقوقية اختبرت نشر إعلان توظيف في 6 دول مختلفة؟
  • حكم قراءة القرآن في أوقات العمل.. الإفتاء: يجوز بشرطين
  • جامعة القناة تعقد ندوة حول التعلم النشط والتفكير الإيجابي
  • الاستماع أو الإنصات ومنصة "تجاوب"
  • عودة للون الأزرق.. ميتا تغير أيقونة فيسبوك ماسنجر بعد 5 أعوام