نقل خمسة سجناء أمريكيين للإقامة الجبرية بإيران.. صفقة تبادل؟
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
من شأن الخطوة التي قامت بها إيران اليوم إزالة أحد مسببات التوتر الرئيسية في العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران، على الرغم من بقاء البلدين مختلفين على قضايا عديدة.
ذكر الإعلام الإيراني الرسمي نقلا عن البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أن إيران أفرجت اليوم الخميس (العاشر من أغسطس/ آب 2023) عن أشخاص يحملون الجنسيتين الإيرانية والأمريكية من سجن إيفين بطهران ووضعتهم في الإقامة الجبرية بموجب صفقة تبادل سجناء بين طهران وواشنطن.
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء "بموجب الاتفاق الذي توسطت فيه دولة ثالثة، سيتم الإفراج عن خمسة إيرانيين مسجونين في الولايات المتحدة وسيتم رفع الحظر عن الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية وتحويلها إلى قطر".
مختارات مصادر: محادثات أمريكية إيرانية لتهدئة التوتر "بتفاهم" ثنائي واشنطن تحذر طهران بسبب الملف النووي: "لصبرنا حدود!"ومن جهته، قال مجلس الأمن القومي الأمريكي الخميس إنه تم الإفراج عن خمسة مواطنين أمريكيين محتجزين في إيران من سجن في طهران وإيداعهم قيد الإقامة الجبرية.
وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم المجلس، "في حين أن هذه خطوة مشجعة، إلا أن هؤلاء المواطنين الأميركيين... ما كان ينبغي إطلاقًا اعتقالهم في المقام الأول". وأضافت "بالطبع، لن يهدأ لنا بال حتى يعودوا جميعا إلى الوطن" وأضافت واتسون أن هناك المزيد من المفاوضات العسيرة القادمة لإعادة الخمسة سجناء إلى وطنهم.
اتهامات لإيران باتخاذ أشخاص رهائن
وزادت التوترات بين الدولتين مؤخرا ولم يتضح سبب تغير وضع السجناء في البداية. لكن من شأن الخطوة التي قامت بها إيران اليوم إزالة أحد مسببات التوتر الرئيسية في العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران، على الرغم من بقاء البلدين مختلفين على قضايا تتراوح من البرنامج النووي الإيراني إلى دعم طهران للفصائل المسلحة الشيعية في دول مثل العراق ولبنان.
وتسجن إيران أجانب مرارا بتهمة التجسس أو مخالفات أخرى تتعلق بالأمن الوطني. وينتقد نشطاء حقوقيون المحاكمات، التي غالبا ما تنعقد خلف الأبواب المغلقة، باعتبارها غير عادلة. كما يشار إلى أن إيران متهمة باتخاذ أشخاص أجانب كرهائن.
نشطاء يتحدثون عن أفراد عائلاتهم المحتجزين كرهائن في إيران، أرشيف
من هم السجناء الأمريكيون؟
وقالت مصادر أمريكية في وقت سابق إن السجناء الأميركيين ومنهم سياماك نمازي وعماد شرقي ومراد طهباز إلى جانب أمريكي رابع لم تحدد هويته، نُقلوا من السجن بطهران إلى فندق حيث وضعوا تحت الحراسة. وأوضحت المصادر أن مواطنة أميركية قضيتها أيضا جزء من المفاوضات نُقلت في الأسابيع الأخيرة إلى الإقامة الجبرية.
وجميع هؤلاء الأميركيين من أصل إيراني، لكن طهران لا تعترف بازدواجية الجنسية. وغالبا ما يكون الإيرانيون الأمريكيون رهائن بين البلدين.
وكان محامي واحد من المواطنين الأمريكيين الذين احتجزتهم إيران في سجن إيفين بطهران قد قال لرويترز اليوم الخميس إنهم غادروا السجن وهم قيد الإقامة الجبرية حاليا، وأضاف أنه يأمل أن تكون هذه خطوة صوب مغادرتهم إيران في نهاية المطاف.
وقال جاريد جينسر، المحامي الذي يمثل سياماك نمازي، إن الأمريكيين الإيرانيين يضمون رجلي الأعمال نمازي (51 عاما) وعماد شرقي (58 عاما)، بالإضافة إلى داعية حماية البيئة مراد طهباز (67 عاما)، والذي يحمل أيضا الجنسية البريطانية.
وتحتجز إيران نمازي منذ أكثر من سبع سنوات، وأُدين في 2016 بتهم تتعلق بالتجسس تنفيها الولايات المتحدة وتصفها بأنها لا أساس لها.
واعتُقل طهباز في 2018 وحُكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة "الحشد والتآمر ضد الأمن القومي الإيراني" والعمل جاسوسا لصالح الولايات المتحدة. وأُدين شرقي بالتجسس في 2020 وحُكم عليه بالسجن عشر سنوات أيضا.
امرأة شابة ترفع في لندن صورة لداعية حماية البيئة مراد طهباز، المحتجز في سجون إيران والذي يحمل أيضا الجنسية البريطانية. (13/4/2023)
مأزق للرئيس بايدن
وقالت قناة (إن.بي.سي) نيوز في فبراير/ شباط إن واشنطن وطهران تجريان محادثات غير مباشرة لبحث تبادل الأسرى ونقل أموال إيرانية بمليارات الدولارات موجودة في بنوك كوريا الجنوبية وهو ما تحول دونه العقوبات الأمريكية في الوقت الراهن. وإن جرى نقل الأموال، فستُنفق فقط في الأغراض الإنسانية.
ومن شأن نقل أي أموال أن يثير انتقاد الجمهوريين بشأن دفع الرئيس الديمقراطي جو بايدن فدية للإفراج عن مواطنين أمريكيين وإمكان استخدام إيران المال المخصص لأغراض إنسانية في تمويل برنامجها النووي أو دعم الفصائل المسلحة في دول مثل العراق ولبنان واليمن.
ص.ش/أ.ح (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الولايات المتحدة إيران مجلس الأمن القومي الأمريكي جو بايدن الولايات المتحدة إيران مجلس الأمن القومي الأمريكي جو بايدن الولایات المتحدة الإقامة الجبریة
إقرأ أيضاً:
خلاف رئيسي يُعيق التقدم حاليًا في صفقة تبادل الأسرى
كشفت القناة 14 العبرية، اليوم الأحد، 22 ديسمبر 2024، عن الخلاف الرئيسي الذي يُعيق التقدم حالياً في صفقة تبادل الأسرى، بين إسرائيل، وحركة حماس .
وبحسب القناة العبرية، فإن الخلاف الرئيسي يتمثل بإصرار حركة حماس على عدد منخفض جداً من الأسرى الذين توافق على إطلاق سراحهم، مضيفة أن إسرائيل لا توافق على هذا العدد.
وكان رونين بيرغمان، خبير الشؤون الاستخبارية بصحيفة يديعوت أحرونوت، قد نقل عن مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على مفاوضات صفقة التبادل مع حماس، قوله إن "الجانبين أقرب من أي وقت مضى للاتفاق، لأن كليهما يتصرف بموجب موعد نهائي، وهو دخول الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض، ما يعني أن القاسم المشترك لجميع الأطراف المعنية هو أن الوقت قد حان، ويجب أن ينتهي".
اقرأ أيضا/ كاتس يُهدّد حزب الله بـ "قطع رأسه" إذا أقدم على هذا الأمر
وأضاف في مقال بيديعوت أحرنوت، أنه "رغم هذه التفاهمات، فلا تزال خلافات صعبة تتعلق بشكل رئيسي بهوية المختطفين، وعددهم لدى حماس، والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ما يجعل التوقعات تتجاوز الأيام، إلى بضعة أسابيع على الأقل، وعند التوقيع على الصفقة، سيقول كل جانب إن الآخر تراجع، مع أنه ينبغي التذكير بأنهما كانا قريبين للغاية من التوصل لاتفاق محتمل في 3 يوليو الماضي عند تسليم الخطوط العريضة المقدمة من قطر".
واستدرك بالقول إنه "في ذلك الوقت لم يكن الاحتلال موجودا على الإطلاق في مراكز مدن قطاع غزة ، مع أن الاتفاق في حينه هدف لإنهاء الحرب، وانسحاب الجيش من غزة، لكنه تحدث عن صفقة جزئية، تشمل إطلاق سراح النساء والأطفال والمسنين، دون حديث عن الجزء الثاني من الصفقة، ثم أضافت إسرائيل كومة العقبات الخاصة بها، وتوقفت المفاوضات".
وأوضح أن "التغيرات الإقليمية اليوم، وعزلة حماس، والصعود المرتقب لترامب، كلها تطورات غيّرت الوضع، بجانب تعرّض قيادة حماس لضغوط قطر ومصر، ما يدفع الحركة للحديث عن تخفيف الضغوط الدولية عليها، وبالتالي أن تتحلى بالمرونة، تمهيدا لوقف إطلاق النار المستدام، والتوقيع على الجزء الثاني من الصفقة، فيما النقاش الجوهري المعقد للغاية يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، وفئات المفرج عنهم".
وختم قائلا، إن "الصياغة الغامضة المتعمدة في مسودة الاتفاق المتبلور حالياً، يشير لرغبة جميع الأطراف في المضي قدمًا، ما قد يجلب إمكانية التغيير في الصفقة نفسها".
المصدر : وكالة سوا - عربي 21