أداء مميز للبحارة العمانيين في منافسات "البطولة الدولية لقوارب الأوبتمست" بتركيا
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
مسقط- الرؤية
اختتم فريق عُمان للإبحار مشاركته في النسخة الثامنة من البطولة الدولية لقوارب الأوبتمست لعام 2024، والتي أقيمت في مدينة تكيرداغ التركية، بمشاركة أكثر من 274 بحّارا وبحّارة من مختلف دول العالم.
وقد مثّل فريق عُمان للإبحار في البطولة خمسة بحّارة من مدارس الإبحار الشراعي التابعة للمؤسسة في كل من: الموج مسقط والمصنعة وصور.
وأقيمت البطولة في الفترة من 1 إلى 5 سبتمبر على الساحل الشمالي لبحر مرمرة، وأظهر البحّارة العُمانيون خلال مجريات البطولة أداءً مميزاً وسط منافسة قوية، حيث نجحوا في تأمين موقعهم ضمن المراكز العشرة الأوائ، وفي المقابل سيطر البلد المضيف على معظم السباقات، محققًا المراكز الأولى إلى جانب الفريق البلغاري.
وتضمنّت نسخة هذا العام ثلاث فئات من السباقات، إحداها للبحّارة الأشبال، وأخرى للبحّارة الناشئين دون سن العاشرة، بالإضافة إلى فئة البحّارة المحترفين التي شارك خلالها فريق عُمان للإبحار للبحّارة الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عامًا.
وقد حقق البحّار تميم بن سليمان البلوشي المركز العاشر في الترتيب العام، فيما جاء البحّار سعود بن طالب الشقصي في المركز الحادي عشر، وتلاه فراس بن هيثم النبهاني في المركز السادس عشر، ثم هود بن سعد النوفلي في المركز التاسع عشر، بينما حلّ البحّار خميس بن ناصر المشايخي في المركز الثاني والثلاثين.
وأكد عبد العزيز بن سالم الشيدي القائم بأعمال مدير عام الإبحار الشراعي بعُمان للإبحار، أن الهدف الاستراتيجي من هذه المشاركات هو تطوير قدرات البحّارة على المدى الطويل، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، مع العمل على تنمية مهاراتهم وتأهيلهم بشكل مثالي للاستحقاقات الدولية المقبلة، معربا عن ثقته التامة بقدرات الفريق على تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات. وأضاف: "نتطلع للترحيب بالبحّارة من مختلف دول العالم للمشاركة والمنافسة في فعالية أسبوع المصنعة للإبحار الشراعي في شهر أكتوبر القادم.
من جانبه، أعرب سلطان بن عبد العزيز الزدجالي مساعد مدرب فئة الناشئين في عُمان للإبحار، عن سعادته بالمشاركة في البطولة الدولية للأوبتمست التي أقيمت في تركيا، مؤكدًا أن هذا الحدث شكّل تجربة مثالية للبحّارة، ومكسبًا هامًا للفريق، حيث أتاح لهم فرصة ثمينة للاحتكاك مع بحّارة دوليين واكتساب المزيد من الخبرات في بيئات تنافسية متنوعة.
ويستكمل بحّارة عُمان للإبحار لقوارب الأوبتمست مشاركاتهم القادمة عندما يخوضون منافسات النسخة الثالثة عشر من فعالية أسبوع المصنعة للإبحار الشراعي والمزمع إقامتها في منتجع بارسيلو المصنعة خلال الفترة من تاريخ 1-8 أكتوبر 2024.
وستقام السباقات عبر خمس فئات من القوارب وهي؛ فئة قوارب الأوبتمست التي تعتبر القاعدة الأولى للبحّارة الناشئين للفئات العمرية من مواليد 2009 وما فوق، وفئة قوارب إلكا 4، إضافة إلى الفئات المفتوحة وتشمل كل من فئة قوارب إلكا 6 وإلكا 7 وفئة قوارب "آر أس فنتشر" المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة والتي تم استحداثها وإدخالها في المنافسات لأول مرة في تاريخ الفعالية عام 2021.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
“حافة اللغة”.. تطويع الكلمات بالحديد في معرض فني مميز
على يد الفنان السعودي ناصر السالم الحرف العربي مرن، متحرك، مادة طيعة، يتحول على يد الفنان من إضاءة بأنابيب مضيئة إلى خطوط تلتقي، وتتجاور وتتقاطع داخل ما يشبه المتاهة، أو قد يصبح رسماً يأخذ من كلاسيكيات الخط العربي هويته، ثم ينعتق من إطارها الشكلي ليتحول لشكل آخر تخيله السالم.
من معرض لآخر، يفاجئنا السالم بما يصنعه بحروف اللغة. وفي معرضه الأخير، يبرهن على أن الحروف ليست ثابتة، قد لا نتبينها أمامنا، ولكنها تحتفظ بمعانيها ودلالاتها في الإطار الذي اختاره الفنان.
وفقاً “اشرق الأوسط” و تحت عنوان «حافة اللغة»، يقدم السالم مجموعة من الأعمال الفنية التي تستكشف فيما بينها المعاني المخفية في ذهن الفنان. نحن أمام تشكيلات من الحديد، تتقاطع وتنثني، وتتشابك لتكون أشكالاً غير منتظمة، مرات نراها معلقة في الغاليري، رصاصية اللون على خلفية بيضاء ناصعة، تشبه في شكلها الممتد تشكيلات السحاب. أو نراها مكومة في أشكال غير مستوية، بعضها صغير جداً، وبعضها كبير، كأنها كومة من الأغصان الجافة لشجيرات صحراوية تدفع بها الريح من مكان لآخر.
أخبار قد تهمك “إثراء” يُعزز “عام الخط العربي”.. فعاليات وأنشطة متنوعة خلال 2021 27 ديسمبر 2021 - 2:41 مساءً وزارة الثقافة تدشن استراتيجية مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي 22 ديسمبر 2021 - 10:38 مساءًرغم صعوبة قراءة الأحرف التي كوّن منها السالم أعماله، فإننا بالنظر المقرب ننجح في قراءة حرف في بداية التكوين، تتبعه أحرف أخرى بالتأكيد، ولكنها تختبئ في التشكيلات الفوضوية.
نعود لبيان العرض علّنا نكتشف طريقة لقراءة أي من تلك التكوينات، ولكن البيان يؤكد لنا ما نراه أمامنا: «يواجه المشاهد أشكالاً فوضوية تكشف ببطء عن الكلمات، وتكشف عن سيولة وارتباك الأفكار المتصادمة… بالنسبة إلى ناصر تصبح اللغة هنا استعارة للصراعات الداخلية للفنان، مع الرغبات غير المحققة وضجيج العالم من حوله».
يقول لنا السالم إنَّ معرضه مستوحى من محاضرة للفيلسوف النمساوي لودفيغ فيتجنشتاين «حافة الكلمات»، هو من أهم الفلاسفة في مجال اللغة والمنطق.
فيتجنشتاين يعيد التفكير في اللغة. يشير إلى عمل أمامنا قائلاً: هذا العمل اسمه «صفحات الصباح»، المفهوم خلفه منها هو تفريغ الكتابة، بمعنى أن تستيقظي صباحاً، وتكتبي كل ما يدور ببالك، فكل النصوص الموجودة في هذا العمل هي حالة من التفريغ وتعبير عن الأمنيات في الوقت نفسه. هنا جمل كتبتها في: «أتمنى أن أشتري سكاي لاين، أريد أن أكلم أمي، أرسل أعمالاً إلى الغاليري، يتكون العمل من عدد من الجمل التي تعبر عن وقتنا المعاصر».
يوضح أن المخ يضم كثيراً من النصوص والكلمات، سواء تلك التي يستخدمها أو التي يكتسبها باستمرار، ويقوم بتصنيفها، ولذلك «هناك كمية هائلة من الكلمات والنصوص قد تكون متشابكة ومتداخلة فيما بينها تماماً، كما نرى في الأعمال المعروضة أمامنا».
عدم وضوح الكلمة إذن أمر مقصود، يجيب قائلاً: «بالضبط، لا يمكن تمييزها بوضوح، كأنها ما زال تدور داخل المخ».
أسأله إن كانت الأعمال حولنا تمثل كلمات بعينها، ويجيب قائلاً: «كلها جمل، نحو 35 جملة، وكلها من الأشياء التي تدور في مخي دائماً».
الجزء الثاني من المعرض يشير لحالة أخرى أيضاً موجودة في اللغة، وهي المرحلة المتوسطة بين النظام والفوضى.
هنا نرى الخطوط تتكون في أشكال دوائر حديدية متقاطعة على الأرض، توحي بالاتزان، ولكنه ثبات مشروط وهشّ «أي لمسة أو لفحة هواء ستطيح بالدائرة، كل هذه الأعمال تعتمد على الاتزان الذاتي».
هناك أيضاً أعمال أخرى تنتمي لما أطلق عليه الفنان وصف «البورتريه» تعتمد على كلمات منفردة، مثل «الوجود» أو «الخلود»، لا يمكننا قراءة الأحرف المكونة للكلمة، فهي أيضاً متشابكة وملتفة.
لمن تتبع أعمال ناصر السالم منذ بداياته، يأتي هذا المعرض ليقدم وجهة نظر جديدة ومختلفة، أسأله عن التفكيك المتعمد للكلمات وللغة والاختلاف الواضح بين الأعمال الأولى والأخيرة، حيث تخلى الفنان عن الأشكال الواضحة، حتى التي يمكن قراءتها، والمضمون أيضاً تراجع، فهو ليس واضحاً مثل قبل.
يقول: «صحيح، وأعتقد أن ذلك يأتي من التعامل مع الخط واللغة لفترات طويلة، ولكن يظل النص موجوداً داخل الشكل. ولكن أحياناً اللعب على الشكل يكون هو الغالب».
غير أن هذا المعرض يختلف، فهو لم يعمد لإعداد رسومات أولية: «جلست لأعمل وأبتكر حسب تصور خاص في رأسي، بالنسبة إليّ أيضاً كانت هذه طريقة لتجهيز العرض، فبدأت العمل هنا في هذا المكان، وانتهيت عندما أحسست أن العمل منتهٍ، فالوقت الذي قضيته مع فن الخط ساعدني في معرفة أين ينتهي العمل، وكيف أبدأ به، وكيف أتعامل معه».
تعامل الفنان مع أعماله هنا أيضاً على أنها عملية تأمل: «أحسست أن في هذه الأعمال حالة من التفريغ والتأمل، صاحبت عملية تشكيل وثني قطع الحديد وابتكار أشكال جديدة لها».
يجب أن نتذكر أن كل قطعة هي تجسيد لكلمة، كل حروفها موجودة، ولكننا قد نجد صعوبة في قراءتها. ومع ذلك، عمد السالم لتفريغ المساحة حول الأعمال من أي ضجيج بصري، واستعان بالطلاء الأبيض ليغطي كل أجزاء المكان، كأنما يبسط الرؤية أمام المتفرج.
الأعمال بها كثير من العفوية، فكما أشار إلى أنه اعتمد على خبرته في مجال الخط ليكوّن الكلمات من شرائط الحديد دون إعداد تصميمات أولية: «كنت مثل شخص أمسك ورقة بيضاء لـ(يشخبط) عليها، حتى الدوائر الحديدية لم أتعمد وضعاً متزناً لها، بل وضعتها على الأرض لتتخذ الوضع المناسب، أعتقد أن الشخص ممكن عبر العفوية أن يصل لمناطق في داخله لم يكن يعرفها».