اختر قلبًا.. لا وجهًا
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
محمود بن فاضل الهديفي **
هذه الاستراتيجية ترشدك إلى تعلم بعض المبادئ الأساسية لتحسين السلوكيات الذاتية، التي تتعلق بالباطن الداخلي، وهو القلب؛ فالقلوب المتشابهة هي التي تنجذب لشبيهتها، فلا تعتمد على المظاهر الخداعة، بل طور نفسك وفكرك للأحسن، وكن ناجحا في جميع مجالات الحياة الثقافية والاجتماعية، ودرب عقلك لتكون ناجحا، وتكسب مهارات جديدة، وخبرات متنوعة، وتعرف ثقافات الآخرين، لتضمن نجاحك في اختياراتك، كن حكيما في اختيار الطريق السليم للوصول إلى النجاح.
فمعظم القادة والحكماء وصناع القرارات، وصلوا إلى قمة النجاح، من خلال التغيير للأفضل، عن طريق الاطلاع والقراءة، واكتساب ثقافات جديدة، وخبرات مفيدة.
فلا تستعجل الوصول إلى النجاح، فالمجد ليس تمرا أنت أكله، ولكنه جد واجتهاد وصبر ومثابرة ومكابدة للصعاب، وتحمل للمشقة.
واختيار القرارات الصائبة في الوقت المناسب لتصنع النجاح الباهر لذاتك، وتكون سعيدا بهذا الإنجاز؛ فالرغبة الأكيدة والإصرار، ستصل بك إلى هدفك بكل جدارة واستحقاق، ولا تلتفت إلى القيل والقال، ولا تركن إلى الإحباط، فأي قلب لا ترتاح له ارحل عنه بعيدا، واصنع أمجادك بنفسك، دون النظر إلى المظاهر، ولكن انظر إلى الجوهر، فليس كل قلب ترتاح له يرتاح لك، ففي الظاهر يبدو لك هكذا، ولكن في المخبر غير ذلك؛ ولهذا السبب قد تقع في مشاكل لا قبل لها، خاصة عند اختيار شريك الحياة؛ لأن شريك الحياة له دور كبير، باعتباره نصفك الآخر لتكملة أدوار الحياة.
فهنا يتوجب عليك اختيار المخبر واللب، وليس المظهر والقشور، بمعنى أن يكون اختيارك مبنيا على الأسس الثابتة، وليست المادة أو الجمال، وإنما الأصل والأخلاق، والمبادئ، والجوهر، وليست المظاهر الخداعة التي سرعان ما تختفي؛ فالشريك المتصف بالأخلاق والمبادئ، سيكون نعم في السراء والضراء، وسيشاركك أحزانك وأفراحك، سيكون معك في كل الأحوال قلبا وقالبا؛ فالقلوب المتشابهة تتجاذب مع بعضها، والعكس صحيح، لوجود ذبذبات واستشعارات تردد، من خلالها يتصل بالأشخاص الذين حوله، ويستطيع توصيل رسالة، أو استقبال رسالة، أو يوصل شعورا، أو يكتسب شعورا بما حوله من أحاسيس ومشاعر، ويستطيع بهذه الذبذبات أن يتخاطب مع من حوله من الأفراد، ويشعر بارتياح ذاتي لكل روح تشابه روحه؛ حتى تكتسب القلوب الارتياح لبعضها بعضا، والتمس القلب الذي تشعر نحوه بارتياح ذاتي وروحي؛ لأن ليست كل القلوب تعوض، أو تبدل، وليس كل شخص نعزه ونحبه بإمكاننا تغييره، أو تبديله، حيث بعض القلوب تشعر تجاهها بحب عميق؛ بسبب قوة الصفات التي تشبه صفاتنا، وتكون قريبة جدا من قلوبنا بشكل كبير، ففي الاختيار الصحيح لشريك الحياة، يجب أن نظهر حسن النية وحسن الاختيار.
فبقدر النية الصالحة نرزق، وعلى نياتكم ترزقون؛ فالنية الصادقة تجلب لك الرزق.
ولا ننس التوكل على الله بالدعاء الصادق والخالص؛ طلبا للتوفيق من الله، في الحصول على قلب يشبه قلوبنا، وهو شريك الحياة، فلا نكن متسرعين في اختياره؛ بل يجب علينا التأني، والتفكير في تكوين حياتنا معه، بوضع خطط واستراتيجيات مستقبلية، لحياة من دون ضائقة مالية ونحوها، نخطط لمصدر المال تخطيطا سليما، وأن يكون مصدر المال من كدنا وتعبنا، دون لجوء إلى استقراض من المصارف الربوية، أو الاستقراض من الأهل أو الأصدقاء.
مصدر المال مهم جدا، والاقتصاد منه أهم جدا، حتى لا تقع في مشاكل مالية في المستقبل، وحتما ستؤرقك، فالدين ذل في النهار، وهم في الليل.
تحدث كل هذه المشاكل من سوء التصرف، وحب المظاهر في اقتناء كل ما هو جديد، ولو كان غير مطلوب.
** خبير التدريب في التنمية وتطوير الذات
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بيج رامي يكشف معاناته: عشت 3 سنوات من الإفلاس.. ولم أجد مصاريف بيتي
في عالم الرياضة، تظل قصص النجاح الملهمة محور اهتمام الجماهير، خاصة حينما يكون بطلها شخص تحدى المستحيل وواجه المصاعب بإرادة صلبة.
هذه المرة، يروي لنا لاعب كمال الأجسام المصري البارز ممدوح السبيعي، المعروف بلقب (بيج رامي) تجربته من قريته الصغيرة في كفر الشيخ إلى منصات التتويج العالمية، وذلك خلال لقاء خاص ضمن أولى حلقات برنامج (كلم ربنا) عبر راديو 9090، الذي يقدمه الكاتب الصحفي أحمد الخطيب.
البداية: صعوبات وأحلام معلقة
لم تكن مسيرة بيج رامي نحو النجومية مفروشة بالورود، بل كانت مليئة بالتحديات والأزمات.
يكشف اللاعب عن أصعب مراحل حياته قائلاً: (عشت ثلاث سنوات من الإفلاس، ومشاكل مالية وكان حلمي على وشك الضياع، لكنني لم أتوقف عن التدريب، حتى أن الناس استغربت من إصراري، وكنت أقول لهم: ربنا هيحلها من عنده).
انطلاقة نحو العالمية ثم السقوط المفاجئ
في عام 2013، حقق بيج رامي إنجازاً بارزاً بفوزه بالمركز الثالث في واحدة من أقوى بطولات المحترفين في العالم، مما دفع إحدى الشركات الكبرى لرفع قيمة عقده إلى نصف مليون دولار، وهو ما وصفه بأنه أمر فوق الخيال ولكن فرحته لم تدم طويلاً، ففي عام 2017، تخلت عنه جميع الشركات، ليجد نفسه بلا أي دعم مالي.
اضاف قائلاً: (ان في 2018، بدأت المحنة الحقيقية، حيث تم استبعادي من البطولة، وعُدت إلى مصر بلا أي مصدر دخل، حتى أنني لم أكن أملك مصاريف بيتي، لقد فلّست تمامًا. ومع ذلك، لم أفقد الأمل، وقررت خوض تجربة جديدة في مستر أولمبيا 2020، لكن لسوء الحظ، أصبت بفيروس كورونا قبل المشاركة بفترة قصيرة).
عودة قوية وإنجاز تاريخي
على الرغم من الظروف الصعبة التي واجهها، كانت هناك مفاجأة في انتظاره، حيث تلقى بعد عشرة أيام فقط دعوة خاصة للمشاركة في بطولة (مستر أولمبيا) وهي سابقة لم تحدث مع أي لاعب آخر من قبل.
لم يضيع الفرصة، وشارك في البطولة، محققاً حلمه الكبير بحصد المركز الأول ليصبح بذلك أول مصري يفوز بهذا اللقب المرموق.لم يكن هذا النجاح مجرد لحظة عابرة، ففي العام الذي تلاه، 2021، عاد ليثبت جدارته مجددًا، محافظًا على لقبه العالمي، ومؤكداً أن النجاح لا يأتي إلا لمن يؤمن بقدراته ويثابر حتى النهاية.
إيمان لا يتزعزع
واختتم البيج رامي حديثه قائلاً: (أدركت أن الله لم يتركني أبدًا، وأقول لنفسي الآن: شكرًا لأنك تعلمت الدرس، لأنك سعيت واجتهدت، فأكرمك الله، وأشكر الله على منحي نعمة اليقين به والانكسار إليه، لأن هذه المشاعر أصبحت متعة حياتي الحقيقية).
قصة بيج رامي ليست مجرد رحلة نجاح رياضي، بل هي درس في الصبر والإصرار والتوكل على الله، إن الانتقال من الإفلاس واليأس إلى القمة العالمية يثبت لنا أن الأحلام يمكن أن تتحقق رغم العقبات، شرط الإيمان بها والسعي لتحقيقها بكل عزيمة.