ما هذا الهوس؟ وما هذه الحمى التى انتشرت فى مجتمعاتنا نحو هوس الترند، فبدلا من أن يحرص الشاب على أن يكون مشهورا لأنه اخترع جديدا فى العلوم والصناعة أو أضاف جديدا فى الآداب وفى العلوم الإنسانية إذا به يحرص على أن يكون ترندا فيما يخالف العقل والنقل، شاب يخطف عروسه ليلة زفافها ويصوُر اختطافها وينشره على الملأ مباشرة كى يتحول إلى «ترند» وآخر يعذب ضحاياه ويبث بثا مباشرا ذلك التعذيب حتى الموت كى يكون ترندا، وفتاة تدّعى أنها مخطوفة وتطلب النجدة، وآخر يخطف زميله ويطلب فدية كى يتحول إلى ترند!
ما هذا الهوس حتى الجنون؟ هل الشهرة المرجوة لا تكون إلا بالشر؟ لماذا لا يخترع الواحد من الأجهزة ما يُفيد البشر، أو يكتب إبداعا يرقى بذوق الناس ومشاعرهم؟ يعمل صنيعا طيبا بدلا من هذه الآفات التى كنا لا نصدق حدوثها والآن نراها، هل هم مرضى فليتعالجوا؟ أو هم مُدمنو مخدرات فليُحْجزوا فى مصحّات تعيد توازنهم النفسى والبدنى.
هل عقوبات القوانين غير رادعة وتحتاج إلى تغليظ هذه العقوبات؟ ربما.. لكن المؤكد أن على المجتمع أن يجمع علماء النفس والاجتماع والقانون والطب والشرطة معا ليصفوا لنا أحوال هؤلاء وكيفية معالجتهم بدلا من تحميل أهلهم والشرطة ردعهم بعد ارتكاب ترنداتهم المريضة والمجنونة والمشوّهة.. لماذا لا ندرّس فى مدارسنا خطر الألعاب العنيفة والمضاربات اللهوية والترندات الضارة؟ هل يجنون منها أموالا؟ بئس المال الذى يجنونه من ترند فاضح وقدوة سيئة ومآل مجهول، انتبه أيها المجتمع لما يحدث؟
* مختتم الكلام
لم يبق لى غير الرؤى
فالكلّ فى قلبى صموتْ
ما ماتَ مَنْ قد ماتْ
بل ماتَ مَن سيموتٌ
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الآداب العلوم الإنسانية
إقرأ أيضاً:
عبدالقيوم: على الحويج التفكير في شرعية وجوده بدلاً من التصريحات الانتهازية
خاطب عيسى عبدالقيوم، المحلل السياسي الليبي، وزير اقتصاد الدبيبة، محمد الحويج، وقال إنه يتعين عليه أن يعمل على توحيد مؤسسات البلد كلها دفعة واحدة، أو أن تنقسم كلها إلى حين إيجاد الحل الشامل فذاك أدعى لتسيير وتيسير حياة الناس.
أضاف في تدوينة بفيسبوك قائلًا “طالما أنك اعترفت بوجود انقسام سياسي وهو بالضرورة يتضمن اعترافك بأنك “طرف” وهناك “طرف” آخر فمن غير المنطق ولا المقبول أن تطالب بأن تكون “المؤسسات الاقتصادية” فقط تابعة لك، لقد جربنا ذلك وشهدنا كيف استخدم “المال العام” في المعركة السياسية على حساب معاناة الناس”.
وتابع قائلًا “كذلك سيكون من المعيب بل وربما يعتبر من الانتهازية أن تطالب فقط بعدم انقسام “الصرة” بحجة ضياع مصلحة الدولة وترك بقية المؤسسات كالتعليم والصحة والرياضة والإسكان كما لو أن انقسامها لا يعينك ولا يعتبر إضرارا بمصلحة الدولة، وارجو ألا يزعجك أن أفسر ذلك بالانتهازية كونك ركزت فقط على “المال” لعلمك بارتباط كل شيء به في الدولة الريعية وعبره أيضآ يمكن أن تفرض شروطك السياسية”.
واختتم مخاطبا الحويج “أرجو أن تستعيد هدوءك وسعة صدرك وتفكر في شرعية وجودك (كحكومة) أولاً.. ثم في طريقة لتسليم السلطة من أجل البحث بجدية في توحيد كافة المؤسسات، فجميعها مهم للناس ومرتبط بوجودهم وحياتهم”.