غوغل تجبر المؤثرين على المراجعات الإيجابية.. فريق بكسل تحت الهجوم
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
لم تمض ساعات على كشف شركة "غوغل" عن عائلة الهواتف الذكية الجديدة التابعة لها "بكسل 9" قبل بدء الهجوم عليها عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، والسبب وراء هذا الهجوم هو صورة تم تسريبها لبرنامج "تيم بكسل" (Team Pixel) الذي يضم مجموعة من المؤثرين تمكنوا من الحصول على هواتف "بكسل" قبل طرحها رسميا.
أظهرت الصورة أن "غوغل" تجبر المؤثرين المشاركين في هذا البرنامج الترويجي على نشر المراجعات الإيجابية فقط عن هواتفها الجديدة، وعدم ذكر أي سلبيات أو وضعها في مقارنة مباشرة مع المنتجات الأخرى.
أثار هذا الأمر حنق المجتمع التقني حول العالم، لتبدأ أصابع الاتهام تتجه إلى الشركة بكونها تزور المراجعات وتحاول خداع المستخدمين لجعل هواتفها تبدو أكثر تميزا من المنافسين، ولكن هل تعمدت "غوغل" فعل ذلك؟ وما قصة هذه الصورة؟ والأهم هل تستحق هواتف "بكسل 9" كل هذه الضجة؟
ما "تيم بكسل"؟ وما قصته؟تملك الشركات التقنية العديد من الأسلحة التسويقية في ترسانتها، ولكن من ضمن هذه الأسلحة وأقواها هو إرسال نسخة من منتجاتها المختلف إلى المؤثرين والمراجعين والصحفيين التقينين من أجل الحصول على تغطية تساعدهم في الترويج لمنتجاتهم، ولا تعد هذه الآلية حصرية لشركة "غوغل"، إذ تقدم العديد من الشركات هذه الآليات بشكل واسع ولكن بأشكال مختلفة تتناسب مع خطط الشركات التسويقية.
ومن المهم وضع حد واضح وفاصل للتفرقة بين المؤثرين بشكل عام والمراجعين التقنيين، إذ يختص التقنيون بتحليل الهواتف والمنتجات وتقديم رأي مبني على خبرة وتجارب عديدة سابقة للمنتج من ناحية تقنية بشكل أساسي مع وضع المنتج في مقارنة أمام المنافسين، وعلى عكس ذلك، فإن المؤثرين لا يهتمون بالجوانب التقنية أو وضع المنتج في المقارنة أمام الشركات الأخرى إما لغياب الخبرة التقنية اللازمة للحكم على المنتجات أو لأنهم لا يعملون في هذا القطاع تحديدا.
وفق التصريحات التي قدمتها "غوغل" فضلا عن عدد من المنافذ الإعلامية التقنية، فإن برنامج "تيم بكسل" ليس مخصصا للمراجعين التقنين أو الصحافة التقنية بشكل عام، بل هو مختص بالمؤثرين بشكل مباشر، وهذا يعني أن الشركة صممت البرنامج ووضحت بنوده بناء على استخدام المؤثرين فقط وليس التقنيين.
بالطبع، اتخذ بعض الناشئين في قطاع المراجعات التقنية من هذا البرنامج وسيلة للحصول على هواتف "بكسل" قبل المستخدمين المعتادين وبشكل مجاني، ولكن هذا لا يعني أنهم حصلوا عليه للمراجعة وتقديم رأيهم التقني، بل إن الهدف من هذا البرنامج هو الترويج للهاتف بشكل مباشر وجعله يبدو مناسبا للمستخدمين.
فضلا عن ذلك، فإن "غوغل" لا تدير هذا البرنامج بنفسها بشكل مباشر، بل تعتمد على شركة تسويق أخرى مختصة بالعمل مع المؤثرين والمنافذ الإعلامية حول العالم، وهي تدعى "1000 رأس" ( 1000heads)، أي أن البند الواضح في الصورة لا يشير إلى رؤية وفلسفة "غوغل" بشكل أساسي، لأنها ترسل منتجات المراجعة بشكل مباشر إلى المراجعين دون وضع قيود على ما يمكن قوله.
خطأ لغويفي أعقاب الضجة التي حدثت عبر منصات التواصل الاجتماعي، خرجت "غوغل" بالتعاون مع أكثر من مصدر عبر مدير قسم التواصل كايلا جير، مؤكدة أن ما حدث هو خطأ لغوي فادح وقد تم تلافيه بالفعل، وهو لا يعكس وجهة نظر "غوغل" في المراجعات.
تماشت آراء عدد من الخبراء التقنيين مع تصريح "غوغل"، مؤكدين أن وجود مثل هذا البرنامج يضر بعملهم ويجعل المستخدم النهائي حائرا بين رأي التقني الخبير وبين رأي المؤثرين الذين لا يملكون خبرات تقنية كافية للتعليق وبناء رأي مناسب وحقيقي حول المنتج، مثل "إم كيه بي إتش دي" (MKBHD) الذي شارك مقطع فيديو عبر تغريدة في "إكس" حول هذا الأمر، وأشار إلى أن المستخدم المعتاد لا يهتم للفارق بين المؤثر العام وبين الخبير التقني والمراجع التقني، إذ ينظر إلى أي شخص يحصل على الهاتف أنه خبير تقني ومراجع، فضلا عن تعمد بعض المؤثرين الترويج لأنفسهم بهذا الشكل.
From the outside of #TeamPixel, looking in: pic.twitter.com/a3BWeEqQvv
— Marques Brownlee (@MKBHD) August 16, 2024
ورغم كل هذه التأكيدات والتصريحات الرسمية من "غوغل" وغيرها، فإنه من الصعب الثقة في كون الشركة بريئة من تهمة تزوير المراجعات أو ترجيح كفة هواتفها، إذ إن غياب المستندات الرسمية التي تطلب هذا الأمر بشكل واضح لا يعني أن الشركة لم تطلبه بشكل ودي عبر ممثليها، ويوجد العديد من المواقف التي تضمنت شركات حاولت ترجيح منتجاتها، وربما كان أبرزها ما حدث مع أحد المراجعين التقنيين المصريين المعروف باسم "أبو عمر" عندما حاولت "هواوي" (Huawei) إجباره على استخدام هواتفها بشكل رسمي كهاتف شخصي والتصريح بذلك بشكل مباشر في عام 2019.
أداة للتغطية على المشاكل الحقيقيةتسببت هذه الأزمة في التغطية على العديد من أخبار هواتف "بكسل 9" الجديدة بمختلف فئاتها، ورغم أن ظاهر الأزمة هو الدعاية السلبية للهاتف، فإن "غوغل" نجت من نوع آخر من الدعاية السلبية، وذلك بعد أن ظهرت عدة مشاكل في الهواتف الجديدة.
نشر الخبير التقني شاز محمد "شازام" (Shazzam) عبر حسابه في "إكس" صورة توضح الاختبارات الحرارية لأداء معالجات "تينسور جي 4" (Tensor G4) المستخدمة في هواتف "بكسل 9" الجديدة، وبحسب هذه الصورة، فإن المعالج يعاني من اختناق حراري واضح رغم استخدام آلية حجرة التبريد النشطة لخفض درجة حرارة المعالج، ونتيجة لهذا الاختناق، فإن أداء الهاتف ينخفض بأكثر من 50%.
لا تعد أزمة الاختناق الحراري جديدة على معالجات "بكسل"، ولكنها مكررة من العام الماضي، إذ حدثت مع الجيل السابق ويبدو أنها تستمر في الحدوث مع هذا الجيل أيضا، بفضل مزايا الذكاء الاصطناعي المعززة بكثافة في الهاتف.
ولا تنتهي مشاكل "بكسل 9" عند الاختناق الحراري للمعالج فقط، بل تمتد إلى ثغرة برمجية خطيرة في إحدى تطبيقات الهاتف تتركه عرضة للاختراق بكل سهولة ويسر، وذلك وفق تقرير "وايرد" (Wired)، إذ نقل الموقع عن الشركة الاختبارية "آي فيرفاي" (Iverify) وجود تطبيق يتم تثبيته بشكل خفي ويعمل بشكل خفي أيضا يضم ثغرة يمكن اختراقها بسهولة، ووفق تقرير الشركة، فإن هذه الثغرة موجودة في هواتف "بكسل" منذ عام 2017.
لا يأتي التطبيق المعرض للثغرة مباشرة من "غوغل" بل تم تطويره بالتعاون مع شركة "سميث ميكرو" (Smith Micro) ليسهل وضع الهاتف في وضع العرض التجاري لدى الوكلاء، ولكن هذا لا يعني أن "غوغل" غير ملامة لترك الثغرة موجودة منذ عام 2017، وبشكل غريب تم سد الثغرة مؤخرا أثناء ضجة المراجعات الخاصة بالهاتف.
تتابع الأحداث حول هواتف "بكسل 9" يدفعنا للتساؤل، هل كانت أزمة المراجعات مفتعلة حتى تختفي الأزمات الأخرى، خاصة مشكلة الاحتباس الحراري التي تم مهاجمة هواتف "آيفون 15 برو" بسببها في العام الماضي بشكل كبير؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذا البرنامج بشکل مباشر العدید من یعنی أن
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم يعلن تضمين قيم التربية الإيجابية بالمناهج وحظر العقاب البدني والنفسي
شارك محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، فى "المؤتمر العلمي الدولي الأول للتربية الإيجابية"، نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والذى نظمته مؤسسة نور مصر للأعمال الخيرية بالتعاون والرعاية مع جامعة طنطا وجامعة كفر الشيخ وجامعة السلام وشركة "أونيست للتدريب والاستشارات".
جاء ذلك بحضور الدكتور رفعت الضبع الرئيس العلمي والشرفي للمؤتمر، والدكتورة سماح أبو زهرة رئيس المؤتمر، والدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم الأسبق، والدكتور عمرو الوردانى ممثلًا عن الدكتور نظير أحمد عياد مفتى الديار المصرية، والدكتور أحمد أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة ممثلًا عن وزير الأوقاف، والقس انطونيوس صبحى ممثلًا عن قداسة البابا تواضروس، والدكتور عبد الله الحواج رئيس مجلس الأمناء للجامعة الأهلية بمملكة البحرين، ولفيف من رؤساء البعثات الدبلوماسية في مصر وجامعة الدول العربية، ورؤساء الجامعات والقيادات البرلمانية، وعدد من وفود الدول، وممثلو المنظمات الدولية، والقيادات التربوية والتعليمية.
وفى كلمته، أعرب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر المتميز، نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي - رئيس مجلس الوزراء، ونقل تحياته، وخالص تمنياته بنجاح هذا المؤتمر في تحقيق أهدافه المرجوة، لا سيما غرس القيم الإيجابية في نفوس المواطنين ضد الغزو الثقافي الراهن، ودعم تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر ۲۰۳۰"، وكذلك الخروج بتوصيات واقعية قابلة للتطبيق.
كما أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن انعقاد هذا المؤتمر يُمثل أهمية بالغة، ويعكس إيمانًا كبيرًا بأن الاستثمار في بناء الإنسان هو الاستثمار الحقيقي، كما يأتي في إطار الحاجة إلى تعزيز الحوار المجتمعي حول التربية وأساليبها؛ مما يُعد فرصة ذهبية لتبادل الخبرات، وأفضل الممارسات ووضع استراتيجيات مستدامة لتطبيق أسس التربية الإيجابية على نطاق واسع.
وأشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى أن التربية الإيجابية هي فلسفة مجتمعية تهدف إلى تنشئة الأفراد على القيم الإنسانية، وتنمية قدراتهم؛ ليصبحوا شركاء فاعلين في تحقيق التنمية المستدامة، وتمثل دعوة لبناء علاقات متوازنة بين الآباء ، والمعلمين، والنشء تقوم على الاحترام والتفاهم والتشجيع، موضحًا أنه في عصرنا الحالي لم تعد التربية الإيجابية خيارًا، بل أصبحت ضرورة؛ حيث إنها الأسلوب الذي يساعد في تشكيل شخصية الطفل منذ مراحل عمره المبكرة، ويسهم في بنائه حتى يتمكن من التفاعل الإيجابي مع مجتمعه، من خلال التوجيه الصحيح للنشء، وتزويدهم بالقيم الإنسانية الراسخة، مثل الاحترام والتعاون والنزاهة.
كما أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن الدولة المصرية تدرك أهمية التربية الإيجابية كجزء لا يتجزأ من رؤية شاملة لإعداد أجيال المستقبل، وقد أولت الدولة المصرية - تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي - اهتمامًا بالغًا بتطوير منظومة التعليم، باعتبارها ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال نظام تعليمي يعتمد على تحصين طلابنا ضد الأفكار الهدامة، وتقديم محتوى تعليمي يعزز من فهمهم للعالم من حولهم، ويساعدهم على اتخاذ قرارات مستقلة ومدروسة.
وتابع وزير التربية والتعليم والتعليم الفني قائلا: "وفي هذا الإطار، أود التأكيد على تبني الدولة المصرية لاستراتيجيات تهدف إلى بناء الإنسان المصري، وتدعم كل الجهود والمبادرات الرامية إلى تعزيز التربية الإيجابية في المجتمع، والعمل على دمجها في سياسات التعليم، وخطط التنمية البشرية"
وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، أنه في هذا السياق، تسعى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إلى تعزيز قيم التربية الإيجابية في كافة جوانب العملية التعليمية من خلال :
تدريب المعلمين على تبني استراتيجيات تربوية وتعليمية قائمة على الحوار الفعّال، وتفهم احتياجات الطلاب النفسية والاجتماعية.حظر كافة أنواع العقاب البدني والنفسي. تضمين قيم التربية الإيجابية داخل المناهج التعليمية؛ بهدف غرس مبادئ الاحترام المتبادل والتسامح، وتحمل المسئولية وتقبل الآخر، والعمل الاجتماعي والتعاوني في نفوسهم، بالإضافة إلى تعزيز التواصل مع أولياء الأمور، وعقد لقاءات دورية معهم؛ من أجل تعزيز تطبيق أسس التربية الإيجابية.أوضح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن تبني مفهوم التربية الإيجابية يعكس وعيًا بأهمية الاستثمار في العنصر البشري، فالأطفال الذين ينشأون في بيئة آمنة، ومحفزة وداعمة هم الأقدر على ممارسة الإبداع، واكتساب مهارات التفكير الناقد، وحل المشكلات، ومن ثم المشاركة الفاعلة في بناء مستقبل هذا الوطن، كما أن التربية الإيجابية تسهم بشكل كبير في مواجهة العديد من المشكلات مثل التنمر، وممارسة العنف، وضعف الثقة بالنفس وضعف التواصل الأسري؛ مما يعزز الاستقرار المجتمعي، ويُسهم في زيادة معدلات التنمية.
وأضاف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن الدراسات أثبتت أن تفاعل الأسرة مع المدرسة، وتعزيز التربية الإيجابية في البيئة الأسرية يعد من العوامل الأساسية في نجاح الطفل دراسيًا واجتماعيًا، ولذلك فإن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تسعى إلى تمكين معلميها من أدوات التربية الحديثة التي تضمن تنشئة جيل قادر على التفاعل بإيجابية في شتى ميادين الحياة.
وفى ختام كلمته، وجه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني خالص الشكر والامتنان لكافة القائمين على تنظيم هذا المؤتمر بهذه الصورة المشرفة، كما أعرب عن خالص التقدير للخبراء والتربويين الحاضرين، وجميع المشاركين في هذا المؤتمر، متمنيًا لهم الخروج بعدد من النتائج والتوصيات، والحلول التي تلبي احتياجات المجتمع في إعداد أجيال واعدة، مسلحة بالقيم الإيجابية التي تؤهلها لقيادة مستقبل هذا الوطن.
يذكر أن المؤتمر يهدف إلى عرض ومناقشة وتحكيم ونشر البحوث والدراسات العلمية من خلال المؤتمر، بهدف غرس القيم الإيجابية في نفوس المواطنين، وتحصين المواطن ضد الغزو الثقافي، فضلًا عن تمصير القيم والمعتقدات الحديثة، والاستثمار الأمثل للتكنولوجيا في تحقيق أهداف التربية المستدامة.