«أدنيك» تُطلق تحدي وسباقات ترايثلون صير بني ياس
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، أعلنت مجموعة أدنيك عن تنظيم فعاليات الدورة الافتتاحية لترايثلون تحدي صير بني ياس، والذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لسباقات المسافات الكاملة العالمية، وذلك مطلع عام 2025.
وينظم التحدي الذي من المقرر إقامته بشكل سنوي من مجموعة أدنيك، بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي، وبالشراكة مع سباق تحدي العائلة العالمي، الذي يقام في أكثر من 27 دولة، ويضم 35 سباقاً، بمشاركة أكثر من 75 ألف رياضي.
ومن المنتظر أن تشهد الدورة الأولى لتحدي صير بني ياس مشاركة أكثر من 2800 متسابق، بالإضافة إلى ما يزيد على 1500 زائر محلي ودولي، ويتضمن التحدي سباقات السباحة لمسافة 3.8 كم، وركوب الدراجة الهوائية لمسافة 180 كم، والجري لمسافة 42.2 كم، والتي تقام على مدار 17 ساعة لمراحلها المختلفة.
ويصاحبه تنظيم سباق الترايثلون لنصف المسافة، والذي يبدأ بالسباحة لمسافة 1.9 كم، وركوب الدراجة الهوائية لمسافة 90 كم، والجري لمسافة 21.2 كم، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة المجتمعية والرياضية والسياحية للمشاركين والزوار.
قال عارف العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي: «سعداء بالتعاون مع مجموعة أدنيك، لتقديم أوجه الدعم الفني واللوجيستي للنسخة الأولى من ترايثلون صير بنى ياس، وإخراجه بالشكل الذي يليق بسمعة ومكانة الإمارة على الصعيدين الإقليمي والدولي».
وأشار العواني إلى أن تنظيم ترايثلون صير بني ياس للمسافات الكاملة، وللمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، يعكس قدرة أبوظبي على استضافة الأحداث الرياضية الدولية واسعة النطاق، ويدعم رؤيتنا لجعل أبوظبي عاصمة عالمية للرياضة، بما يتماشى مع أهداف المجلس الاستراتيجية المتمثلة في تقديم تجربة عالمية المستوى لجميع المشاركين والمتابعين، وتشجيع الجميع على ممارسة الرياضة، وجعلها نمطاً للحياة اليومية».
وقال حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك: «يندرج إطلاق هذا السباق، وفق استراتيجية مجموعة أدنيك لاستحداث واستقطاب الفعاليات العالمية الكبرى في عدد من القطاعات الحيوية، وذلك وفق رؤية القيادة الرشيدة للتأكيد على مكانة إمارة أبوظبي عاصمة لقطاع الفعاليات المتخصصة في المنطقة».
وأضاف: «إن مجموعة أدنيك تملك رؤية وخطة عمل متكاملة لإنجاح التحدي ليكون السباق الرائد دولياً لاستقطاب الرياضيين والزوار من جميع أنحاء العالم»، مبيناً أنه وقع الاختيار على جزيرة بني ياس نظراً للمقومات السياحية والبنية التحتية المتطورة، وموقعها المتميز الذي يؤهلها لاستضافة هذه الفعالية بنجاح لافت، وتقديمها للعالم بالشكل الأمثل.
وكشف الظاهري عن أن هذه السباقات تهدف للترويج للمقومات السياحية لجزيرة صير بني ياس وزيادة عدد الفعاليات الرياضية في منطقة الظفرة، الأمر الذي يسهم في تعزيز المساهمات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة على المنطقة، كما تعمل على رفع نسبة الإشغالات الفندقية والحجوزات على الجزيرة، ودعم النمو المستدام للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في مختلف القطاعات.
وأشار إلى أهمية تعاون مجموعة «أدنيك» مع مجلس أبوظبي الرياضي لتنظيم واستضافة الترايثلون في صير بني ياس، بما يعكس مكانة أبوظبي، وجهة سياحية رياضية استثنائية تستقطب أبرز المنافسات الرياضية بمشاركة رياضيين دوليين.
ومن جانبه، قال جورت فلام، الرئيس التنفيذي لسباق ترايثلون العائلة الدولي: «سيكون بمقدور الرياضيين المشاركين من مختلف دول العالم الاستمتاع بتجربة متكاملة، في جزيرة صير بني ياس الفريدة والاستثنائية التي تشكّل مكاناً مثالياً لاستضافة عشاق ولاعبي الترايثلون، حيث يوفر القائمون على التنظيم والاستضافة على توفير كل ما يستلزم، من أجل المتنافسين وعائلاتهم، وفقاً لمعايير الضيافة الشرق أوسطية التي لا مثيل لها».
وأضاف: «قبل عشر سنوات نظمنا نصف ترايثلون في المنطقة، والآن نحن متحمسون للعودة إلى الإمارات مع أول سباق للمسافات الطويلة يقام في المنطقة، ونتطلع إلى العمل مع شركاءنا في مجموعة أدنيك لتنظيم الترايثلون الأكثر رواجاً في العالم».
ويشمل تحدي ترايثلون صير بني ياس الذي يستمر لأيام عدة، عدداً كبيراً من الأنشطة والبرامج العائلية والمجتمعية والسياحية والترفيهية التي تلبي احتياجات الأعمار كافة من الزوار، بما يتضمن ركوب الخيل داخل محمية الجزيرة الطبيعية، وفعاليات الخوص والسباحة، والتجديف بالكاياك في مياه منطقة الظفرة الرائعة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات حمدان بن زايد أدنيك صير بني ياس الترايثلون
إقرأ أيضاً:
الدُّب … الذي بكته السماء !
مناظير الخميس 1 مايو، 2025
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* في مساء حزين غابت فيه شمس العام الماضي، صعدت روح صديقي العزيز (عزالدين علي عبدالله)، المعروف بين أصدقائه بـ"عزالدين الدب"، إلى بارئها، وعلى وجهه نفس الابتسامة التي رافقته في الحياة، كأنما كانت تعانق الموت وترحب به، فبكته السماء قبل أن يبكيه البشر، وسالت دموعها فوق مقابر عين شمس في القاهرة، حيث وُري جثمانه الثرى بعد رحلة صمود طويلة، لا يملك من يعرفها إلا أن ينحني احتراماً أمام عظمة هذا الإنسان الفريد.
* لم يكن "الدب" مجرد لقب طريف أطلقه عليه الأصدقاء في صباه بسبب امتلاء جسمه، بل صار مع الأيام رمزاً لقلب كبير يسع الدنيا، وروح مرحة، وجَنان صلب لا تهزه العواصف. ورغم إصابته بالفشل الكلوي لأكثر من عشر سنوات واعتماده على الغسيل المنتظم، لم يكن أحد يصدق أنه مريض، فقد كان صحيح البدن، قوي النفس، عالي الضحكة، حاضر النكتة، سيّال الفكرة، متوقد الذهن.
* عرفته كما عرفه غيري إنسانا مثقفا ومحدثا لبقاً، مجلسه لا يُمل، وحديثه لا يُنسى، وتحليله السياسي والاجتماعي لا يشق له غبار. كان موسوعة متحركة، لا تسأله عن شأن في السودان أو في العالم إلا وتنهال عليك منه الدهشة والإفادة. ولم يكن هذا لشغفه بالسياسة فقط، بل كان عاشقاً للفن والشعر والغناء، يحفظ القصائد والأبيات والأغاني ومَن قالها ولحّنها وغنّاها وتاريخها، وكأنما خُلق ليكون ذاكرة حية لكل شيء جميل.
* عشق الفروسية ونادي الفروسية وسبق الخيل، وكان يحفظ عن ظهر قلب اسماء الفرسان والخيل وصفاتهم وحركاتهم وسكناتهم، وظل طيلة الخمسين عاما الاخيرة من حياته التي لم يغب فيها يوما واحدا عن ميدان السبق مع رفيقه وصديقه (ماجد حجوج) من أعمدة النادي والمؤثرين والمستشارين الذين يؤخذ برأيهم، ومحبوبا من الجميع.
* كان بيت أسرته في حي بانت شرق بأم درمان ندوة يومية يقصدها الناس من كل فج، ينهلون من علمه ويضحكون من قلبهم لطرائفه التي لا تنتهي، وحكاياته التي تتفجر دفئاً وإنسانية، كما لو أنه خُلق من طينة خاصة لا تعرف غير البهجة، رغم معاناته الطويلة مع المرض.
* ثم جاء يوم 15 أبريل، يوم الفجيعة الكبرى، وانفجر جحيم الحرب اللعينة في السودان، وسقطت القذائف على المدن والناس، وأظلمت الحياة، وانعدم الأمان وانهارت المستشفيات، وانقطع الدواء، وتوقفت جلسات الغسيل، فصار عزالدين يخاطر بحياته بحثاً عن مركز يعمل، ينتقل على عربات الكارو بين الدانات والقذائق وزخات الرصاص، ورغم كل ذلك لم تغب ابتسامته، ولم يفقد شجاعته.
* نزح إلى كسلا، ثم بورتسودان، الى ان قادته الأقدار إلى القاهرة، حيث احتضنه أصدقاؤه الأوفياء الدكتور مجدي المرضي، وشقيقه ناصر المرضي، والدكتور صالح خلف الله، وفتحوا له قلوبهم وبيوتهم ووقفوا بجانبه حتى آخر لحظة من حياته، جزاهم الله خير الجزاء، وجعل ما فعلوه في ميزان حسناتهم.
* لكن القلب الذي صمد كثيراً، أنهكته أيام السودان، وضربات الحرب، وعدم انتظام الغسيل وصعوبة الحياة تحت نيران المدافع، فلم يحتمل، واختار الرحيل في صمت هادئ، بابتسامته البهية التي كانت عنواناً له في الحياة، كأنه يقول لنا وداعاً دون نحيب.
* نعزي أنفسنا وأسرته المكلومة، وشقيقاته العزيزات د. سامية، د. سلوى، وسميرة، وأصدقاءه الذين كانوا له عوناً وسنداً، ونبكيه بقدر ما أحببناه، ونترحم عليه بقدر ما أدهشنا بعظمة صبره وروعته وبهاء روحه. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.