بوابة الوفد:
2025-03-11@11:32:09 GMT

أهمية تدريس اللغة الفرنسية فى التعليم الثانوى

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

منذ أيام جمَعنى مجلس مع ثلّة من المعلمين والمعلمات ودار الحديث عن القرارات الأخيرة لوزارة التربية والتعليم، بإخراج اللغة الفرنسية من المجموع النهائى لامتحان الثانوية، والذى أثار جدلًا واسعًا بين المربين وأولياء الأمور والمدافعين عن اللغة.

وأظهر النقاش أنّ هذه خطوة غير مدروسة وقد تكون لها عواقب سلبية طويلة الأمد على الطلاب، وذلك لأن تضمين اللغة الفرنسية كلغة أجنبية ثانية ليس فقط ضروريًا لتطوير المهارات اللغوية والمعرفية للطلاب، ولكنه أيضًا يلعب دورًا أساسيًا فى تعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية والدبلوماسية لمصر على الساحة العالمية.

ولنتذكرأن مصر عضو مؤسس وفاعل فى المنظمة الدولية الفرانكفونية (انضمت مصر للمنظمة عام 1970، وكان د. بطرس غالى هو أول سكرتير عام لها.) وفى 20 مارس من كل عام تحتفل باليوم العالمى للفرانكوفونية مع بقية الاعضاء الذين يربو عددهم على 88 دولة.

يبدو أنّ قرار وزارة التربية والتعليم المصرية بإخراج اللغة الفرنسية من المنهج الدراسى للمدارس الثانوية من المجموع النهائى كان قرارا متسرعا وقد تكون له تداعيات سلبية طويلة الأمد، ليس فقط على الطلاب ومعلمى الفرنسية، بل أيضا على النظام التعليم - فأين سيذهب الآلاف ممن يدرّسون الفرنسية وممن يتصخصّصون فيها وفى أدبها فى الاقسام والمعاهد الجامعية؟

دراسة لغة ثانية مثل الفرنسية تُثرى المهارات العقلية للطلاب وتُفتح آفاقًا للطلاب للوصول إلى تراث ثقافى وفكرى غنى. إنها بوابة لقراءة أعظم الأدباء والفلاسفة والعلماء الفرنسيين (فى مرحلة الماجستير فى ماكجيل (جامعتى فى كندا) كان علينا أن ندرس من 5-6 لغات).

إنّ اللغة الفرنسية ليست مجرد لغة ثانية، بل هى جسر يربط مصر بالعالم، ومن خلالها تُعزز العلاقات الثقافية، الاقتصادية، والدبلوماسية مع العديد من الدول. وفى عالم اليوم المتسم بالعولمة تُعتبر التعددية اللغوية مفتاحًا لفرص اقتصادية أوسع، والفرنسية هى اللغة الرسمية فى 32 دولة فى العالم، وتصل نسبة المتحدثين بها إلى 3.05 % من سكان العالم، أما الناطقون بها إلى جانب الفرنسيين، فهم يتوزعون بين كندا وبلجيكا وسويسرا ولكسمبورغ وموناكو وبعض دول أفريقيا.. وحيث إنها تُستخدم فى العديد من الشركات متعددة الجنسيات مما يتيح للطلاب الذين يُجيدون الفرنسية فرص عمل فى الأسواق العالمية، لا سيما فى قطاعات الاتصالات والهندسة والتمويل.

تُعد فرنسا من أكبر شركاء مصر التجاريين، وإتقان اللغة الفرنسية يفتح الأبواب أمام الشباب المصرى للتفاعل مع هذه الفرص التجارية. إنّ تهميش اللغة الفرنسية قد يؤثر على تنافسية مصر فى السوق العالمية.

قرار وزارة التربية والتعليم بتهميش اللغة الفرنسية قد يُفوّت على مصر فرصًا عديدة على المستوى الثقافى والدبلوماسى والاقتصادى. ينبغى على الوزارة إعادة النظر فى قرارها، مدركة أن الاشتراك الكامل للغة الفرنسية فى المنهج الدراسى هو استثمار فى مستقبل المؤسسات التعليمية التى كانت دومًا فى قلب التطور الحضارى للأمم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزارة التربية والتعليم الدولية الفرانكفونية اللغة الفرنسیة

إقرأ أيضاً:

معاهدة العريش.. كيف حاول كليبر إنهاء الحملة الفرنسية على مصر؟

عندما تولى الجنرال كليبر ، الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده، قيادة الحملة الفرنسية في مصر بعد رحيل نابليون بونابرت عام 1799، وجد نفسه في موقف صعب، حيث كانت القوات الفرنسية تعاني من العزلة، وتهددها الأخطار من جميع الجهات. 

ولم تكن ثورات المصريين وحدها هي التي تقلقه، بل ايضا الحصار البريطاني وقوات الدولة العثمانية التي كانت تسعى لاستعادة السيطرة على مصر، في ظل هذا الوضع، لجأ كليبر إلى التفاوض للخروج من المأزق، وكانت معاهدة العريش هي المحاولة الكبرى لإنهاء التواجد الفرنسي في مصر.
 

معاهدة العريش

بدأت المفاوضات بين الفرنسيين والعثمانيين بوساطة بريطانية في أواخر عام 1799، حيث أدرك كليبر أن القوات الفرنسية غير قادرة على الاستمرار في مواجهة التمردات الشعبية من ناحية، والضغوط العسكرية الخارجية من ناحية أخرى.

نصت المعاهدة التي وُقعت في يناير 1800، على السماح للقوات الفرنسية بالخروج الآمن من مصر على متن سفن عثمانية، مع الاحتفاظ بأسلحتهم ومعداتهم العسكرية. 

كان الهدف الرئيسي لكليبر هو إنقاذ ما تبقى من قواته والحفاظ على كرامة الجيش الفرنسي بدلاً من تكبد خسائر فادحة في حرب غير متكافئة.

لكن سرعان ما انهارت المعاهدة بسبب رفض بريطانيا الالتزام بها، فبينما وافق العثمانيون على شروطها، رفضت بريطانيا السماح للقوات الفرنسية بالمغادرة بسلام، وأصرت على استسلامهم دون قيد أو شرط، هذا الموقف أغضب كليبر، الذي شعر بالخداع والخيانة، ودفعه إلى التراجع عن الاتفاقية واتخاذ قرار بمواصلة القتال.

بعد فشل المعاهدة، شن كليبر هجومًا عنيفًا على القوات العثمانية التي كانت قد دخلت مصر بالفعل، وحقق انتصارًا ساحقًا في معركة هليوبوليس في مارس 1800، أعاد الفرنسيون سيطرتهم على أجزاء كبيرة من البلاد، لكن هذا النصر لم يكن كافيًا لضمان استقرارهم، حيث استمرت المقاومة الشعبية ضدهم، خاصة بعد أن زاد قمع كليبر للمصريين، وهو ما جعله هدفًا لاحقًا لعملية اغتيال على يد سليمان الحلبي.

لم تكن معاهدة العريش مجرد اتفاقية فاشلة، بل كانت مؤشرًا على المأزق الذي وصلت إليه الحملة الفرنسية، حيث أدركت فرنسا أن بقاءها في مصر لن يستمر طويلًا في ظل الرفض الشعبي والضغوط الخارجية. 

ورغم انتصارات كليبر العسكرية، فإن موته بعد أشهر قليلة من فشل المعاهدة، ساهم في تسريع انهيار الاحتلال الفرنسي لمصر، الذي انتهى رسميًا عام 1801

مقالات مشابهة

  • دعوة من وزارة التربية للمشاركة في الاستبيان الوطني للطلاب
  • بين اللغة والتحليل النفسي
  • السودان واليونسكو يؤكدان أهمية التنسيق الإقليمي لمواجهة تحديات التعليم العالي لفترة ما بعد الحرب
  • كيف يمكن زيادة التركيز للطلاب الصائمين؟
  • معاهدة العريش.. كيف حاول كليبر إنهاء الحملة الفرنسية على مصر؟
  • «التعليم العالي» توضح شروط الاعتراف بشهادات الانتساب والتعليم المفتوح والإلكتروني
  • «التربية والتعليم» تمدد التسجيل في المدارس الحكومية للعام الدراسي 2025 – 2026 لمدة أسبوع
  • وزير التربية والتعليم يصل إلى مقر حفل الإفطار السنوي لأبناء قنا والأقصر والقبائل العربية
  • إحقاق .. وزارة التربية والتعليم مسؤولة عن حرق طفل في إحدى مدارسها
  • السفارة الفرنسية للفتيات والنساء اللبنانيات: لبناء مجتمع متساوٍ تَنَلْنَ فيه حقوقكنّ كاملة