جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-22@21:26:55 GMT

أين نحنُ من السودان؟!

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

أين نحنُ من السودان؟!

 

ماجد المرهون

majidomarmajid@outlook.com

 

 

أرض كوش والنُوبة ومهد الحضارات الأفريقية القديمة وبلاد النيلين وبَوابة العالم العربي إلى إفريقيا، إنِّه السودان البلد المُسالِم والمُهادِن مع كُل تنوعاتهِ الطبيعية الهائلة وتعدُّداتهِ البشرية من حيث الأعراق واللغات والثقافات والإثنيات، حتى ازدادوا بالإسلام عزًا، كما أعز الله به كُل من أسلم، وما يُثبت تصالح السودان مع ذاته داخليًا وعدم وجود مؤسسة دينية ذات فتوى مرجعية هو أنَّ المرجعيات لشيوخ الطُرق الصوفية؛ مما يجعل منها مسألةً بالغة التعقيد وفاتِحةٍ لثغراتٍ خلافية واسعة كما يُعتقد وحسب الصورة النمطية للخلافات الدينية.

لكن هذا لا يحدث في السودان إطلاقًا؛ وهي سماحة تدعو للإعجاب، ومع الأخذ في عين الاعتبار العدد الضخم من القبائل المُسجَلة رسميًا والتي قد تصل إلى 700 قبيلة تقريبًا فإنَّ هذا يُعد من محفزات نشوء بؤر خِصبةٍ للخصومةِ والشِقاق باعتماد الحس الجمعي الذي نعتقده اليوم في ظل عدم وجود دولةٍ تحفظ الحقوق المعنوية الثقافية والحقوق المادية المُباشرة، لنجد مجددًا أنَّ كل ذلك لا يُعتبر مولدًا لإذكاء روح التشاحن وخلق صراعات يُمكن وصفها بالخطيرة.

إنه أمرٌ استثنائي يدُل على إمكانية تعاطي السوداني مع كل المكونات بسهولةٍ وذكاء والتعايش جنبًا إلى جنب مع الاختلافات والفروقات من حولهِ ببساطةٍ دون عناء، في صِفةِ حفظ كرامته من خلال احترام الآخرين وحقوقهم وهو ما شكَّل السِمَة السائدة للشخصية السودانية وما تبين لنا في التَّعامل مع السودانيين، إذًا ما هو مدخل تفكيك هذا الشعب من الباطن للخلوص إلى مخرج إحسانِ التقسيم في الظاهر؟!

صحيحٌ أنَّ الاستقرار السياسي بدلالاتهِ الحديثة لم يَستتِّب بصورة دائمة  في السودان لعدة عقود، لكن لم تنشأ حروب مُهلكةٍ للنسل والحرث مع وجود ثِقلٍ تشريعي للمكون القبلي والديني، إلّا حينما ظهرت الأحزاب السياسية والتي كانت ولا زالت غير قادرةٍ على تأسيس فاعلية صلبةٍ لدولة ديمقراطية من خلال ما تفتعِله بين الحين والآخر من انقلاباتٍ عسكريةٍ تنافُسيَّة في الاستيلاء على رأس هرم السُلطة لمجرد خلافاتٍ ذرائعيةٍ فيما بينها أو كيدية، بيد أنَّ المُجتمع في عمومهِ يفهم جيدًا عمق هذه المعادلة المُتكررة؛ إذ لم تكن لتلك الأحداث في السبعةِ عقودٍ الماضية انعكاسًا صريحًا على شخصية وثقافة الإنسان السوداني من حيث الفكر والسلوك، وهذا دليل راسخ على صلابة الوعي لدى السودانيين كأُمَّة، وليس كأحزابٍ قليلة ساعية للسُلطة والمكاسب الشخصية، على عكس ما نجِده في الجنوب المنفصل والذي تعصفُ به الخلافات الآيدلوجية والإثنية والعرقية؛ مما أفشل قيامه المستقل منذ 13 عامًا كدولةٍ بالمفهوم الحقيقي مع توفر كُل المقومات الاقتصادية.

قد لا يختلفُ اثنان على الصراعات الدائرة تحت الرماد في العالم العربي مُنذ "سايكس- بيكو" واستمرار الدبلوماسية الغربية في تأجيج جذوتها، مع أن السودان لم يشمله اتفاقية التقسيم بشكلٍ مباشر، إلّا أنه أدرج ضمن خطة برنارد لويس عام 1983 في التقسيمات العرقية والطائفية والمذهبية. وقد شهدنا على تحقُّق شيء منها إبّان انفصال الجنوب، وما قد يتحقق لاحقًا مع استبداد الأحزاب المُتنازعة في التصلُّب السُلطوي والتعنُّت في الرأي ليكون مشروع التقسيم القادم بِمعاول الأذرعة الحزبية نوعًا من الحلول التي تُطرح في إطار التفاوض لحفظ السلام وإنفاذ العدالةِ وحماية المدنيين وحقوقهم، وبالطبع لن تُرفض المُبادرة مع تأزم الظروف الإنسانية وسريعًا سيقبل كُل حزبٍ بمساحة معلومةٍ لحكمها وأجزاءٍ مرسومةٍ لبسط نفوذهِ عليها بعد أن قاسموا بقصدٍ أو دون قصد في تأصيل سياسة التجزيء وهم فرحون بما احتازوا.

لقد أسهم السودانيون إسهامًا عظيمًا لا يمكن نُكرانه في وضع اللبِنات الأولى لقيام الدول العربية الحديثة بعد اكتشاف النفط وفي شتَّى مناحي الحياة؛ كالتعليم والزراعة والهندسة وحتى في القانون والمحاسبة والتخطيط المدني، بسبب سبقهم العلمي وسُمعتهم الحميدة، فإنَّ السؤال الذي يطرح نفسه بديهيًا بعد ما أوردته في المقال المقتضب أعلاه هو: أين نحنُ الآن كأمةٍ عربيةٍ وإسلامية مما يحدث في السودان؟ لا سيما أن الوضع السياسي والدبلوماسي يختلف عمّا يحدث في فلسطين "وهما أمران أحلاهُما مُر"، وما المواقف التي اتخذناها إزاء إخوتنا السودانيين؟ أم أنَّ إخلاء الطرف من المسؤولية يحين عندما تلمع مقولة "شأن داخلي" من باب عذر النفس بسد الذريعة؟!

وبصرف النظر عن صِراعات الأحزاب التي يُحاول بعضها العلو على الآخر في النفوذ والاستحواذ على حساب الإنسان والممتلكات والمُكتسبات، فإنَّ ما يحدث من سفك دماء وتقتيلٍ وتنكيلٍ بالأبرياء لهو مدعاةٌ للأسف والحزن الشديد تجاه أحد أكثر الشعوب العربية ودًا ولُطفًا وطيبًا وعرفانًا وتسامحًا، فهل يوجد من يوقف الشرذمةِ المُستبيحة لكل مُحرَّمٍ وممنوع عند حدها ويقول لهم كفى، أم بالنظر نكتفي والسكوت، حتى نبارك يومًا ما غالبية التصويت على التشظي والتفتيت؟!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ماذا يحدث للجسم عند تناول السبانخ؟

السبانخ، إحدى أهم الخضروات الورقية الغنية بالعناصر الغذائية التي تُعزز الصحة العامة، بفضل محتواها العالي من الفيتامينات والمعادن، وتعتبر السبانخ غذاءً خارقًا يجب أن يكون جزءًا من نظامك الغذائي.

السبانخ: القوة الخضراء لصحة الجسم بالكاملصحة العظام

السبانخ غنية بفيتامين K والكالسيوم، وهما ضروريان لصحة العظام. يُساعد فيتامين K على تحسين امتصاص الكالسيوم، مما يُقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام.

تحسين صحة العين

اللوتين والزياكسانثين في السبانخ هما مضادات أكسدة تُحسن صحة العين وتُقلل من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين والضمور البقعي المرتبط بالعمر.

تعزيز الهيموغلوبين

السبانخ مصدر غني بالحديد، مما يُساهم في إنتاج الهيموغلوبين الذي ينقل الأكسجين في الدم. هذا يجعله خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من فقر الدم.

تحسين صحة الجهاز الهضمي

الألياف الموجودة في السبانخ تُعزز صحة الجهاز الهضمي، تُحسن حركة الأمعاء، وتُساعد في الوقاية من الإمساك.

طرق تناولها

يمكن تناول السبانخ مطهوًا على البخار، أو إضافته إلى السلطات، أو استخدامه في تحضير العصائر الخضراء.

السبانخ، غذاء متعدد الفوائد يدعم صحة العظام، يُحسن الهيموجلوبين، ويُعزز صحة العين والجهاز الهضمي. إنه الخيار الأمثل للحفاظ على حياة صحية ومليئة بالطاقة،إليكِ مجموعة من طرق طهي السبانخ الشهية والصحية:

1. السبانخ بالثوم وزيت الزيتون:

المكونات:

سبانخ مغسولة ومفرومة.

3 فصوص ثوم مفروم.

ملعقتان كبيرتان زيت زيتون.

ملح وفلفل حسب الذوق.

الطريقة:

سخّني زيت الزيتون في مقلاة، ثم أضيفي الثوم حتى يصبح ذهبيًا.

أضيفي السبانخ وقلّبيها حتى تذبل تمامًا.

تبّليها بالملح والفلفل وقدميها ساخنة.

2. شوربة السبانخ بالكريمة:

المكونات:

2 كوب سبانخ مفرومة.

بصلة مفرومة.

2 ملعقة زبدة.

كوب كريمة طهي أو حليب.

مرق دجاج أو ماء.

ملح وفلفل.

الطريقة:

سخّني الزبدة، واقلي البصل حتى يذبل.

أضيفي السبانخ وقلّبي لمدة 5 دقائق.

اسكبي المرق واتركيه يغلي لمدة 10 دقائق.

أضيفي الكريمة وامزجي المكونات بالخلاط للحصول على قوام ناعم.

تبّلي بالملح والفلفل وقدميها ساخنة.

3. السبانخ باللحم المفروم:

المكونات:

سبانخ مفرومة.

250 جم لحم مفروم.

بصلة مفرومة.

ملعقة كبيرة زيت أو زبدة.

ملح وفلفل وبهارات.

الطريقة:

في مقلاة، سخّني الزيت وأضيفي البصل حتى يذبل.

أضيفي اللحم المفروم وقلّبي حتى ينضج.

أضيفي السبانخ واطهيها حتى تذبل.

تبّلي حسب الذوق وقدميها مع الأرز.

4. عجة السبانخ:

المكونات:

كوب سبانخ مفرومة.

4 بيضات.

بصلة صغيرة مفرومة.

ملعقة كبيرة زيت زيتون.

ملح وفلفل.

الطريقة:

سخّني الزيت وأضيفي البصل حتى يذبل.

أضيفي السبانخ وقلّبيها حتى تنضج.

اخفقي البيض مع الملح والفلفل وأضيفيه إلى الخليط.

اطهيها على نار هادئة حتى تنضج، ثم اقلبيها على الجهة الأخرى.

5. فطائر السبانخ:

المكونات:

عجينة جاهزة أو منزلية.

سبانخ مفرومة ومطهية مع بصلة مفرومة.

ملح وفلفل وليمون.

الطريقة:

احشي العجينة بخليط السبانخ والبصل.

شكّلي الفطائر وأغلقيها جيدًا.

اخبزيها في فرن ساخن حتى تنضج وتصبح ذهبية.

ببطن مكشوفة.. ياسمين الخطيب تبرز قوامها الرشيق بإطلالة جريئة سر رشاقة ياسمين الخطيب.. وجبة صحية ولذيذة بتفاصيل كثيرة| شاهد

نصيحة:

للحفاظ على اللون الأخضر للسبانخ أثناء الطهي، يمكنكِ سلقها سريعًا في ماء مغلي ثم غمرها بماء بارد قبل استخدامها.ة

السبانخ: القوة الخضراء لصحة الجسم بالكاملالسبانخ: القوة الخضراء لصحة الجسم بالكامل

 . 3 فصوصثوم مفروم. ملعقتان كبيرتان زيت زيتون. ملح وفلفل حسب الذوق. اريقة:اء 

مقالات مشابهة

  • ماذا بقي من المعارضة في تونس بعد إعادة انتخاب قيس سعيد؟
  • الغويل: الأحزاب تعمل من أجل بناء الدولة وخدمة الشعب      
  • زكي القاضي: البرامج الرئاسية المتنوعة نجحت في دعم وتنمية مهارات الشباب
  • الإسلاميون في مواجهة الحل الليبرالي
  • أرقام تقزمية
  • الاتحاد الأوروبي : ما يحدث في غزة مأساة من صنع الإنسان
  • قيادات من المكتب السياسي لأنصار الله وتحالف الأحزاب المناهضة للعدوان تزور ضريح الشهيد الرئيس الصماد
  • تحالف الأحزاب المصرية يواصل التأكيد على موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول السبانخ؟
  • السودان ما بين استبدال القوى السياسية أو استبدال الأمة السودانية