بلغت القيمة السوقية لأسواق الأسهم العربية 4.26 مليار دولار في نهاية أغسطس2024 بارتفاع نسبته 0.5% مقارنة مع نهاية يوليو.

يجدر بالذكر أنه خلال ستة أيام تداول، عوضت القيمة السوقية الإجمالية كامل خسائرها البالغة 34 مليار دولار خلال الأسبوع الدامي، لترتفع بنحو 62 مليار دولار خلال الأسبوع التالي، الممتد من 11 إلى 16 أغسطس، علمًا بأن القيمة السوقية الإقليمية قد انكمشت بمقدار 60 مليار دولار في 4 أغسطس، وبنحو 87 مليار دولار في 5 أغسطس.

واستعرض تقرير اتحاد الأسواق العربية أداء البورصات العربية خلال أغسطس الماضي بقوله: شهدت البورصات العربية تقلبات لافتة خلال شهر أغسطس مع تباين ملموس في الأداء، وذلك بالتماشي مع أداء الأسواق العالمية، لاسيما في ظّلّ تفاقم حدّة التوترات الجيوسياسية في المنطقة، بالتوازي مع عودة المخاوف من الركود العالمي، خاصة خلال الأسبوع الأول من الشهر، ناهيك عن تقلب أسعار النفط، المحرك الرئيسي للعديد من الاقتصاديات العربية، مما أثر سلبًاً على معنويات السوق بشكل عام.

تحسن ملموس

في هذا السياق، ساهمت كل هذه العوامل المعاكسة في أن ترخي بثقلها بشكل كبير على أداء الأسواق العربية، وخاصة يومي 4 و5 أغسطس، ما سّلط الضوء على التأثير العميق لحالة عدم اليقين العالمي والإقليمي على سلوك المستثمرين وعلى استقرار السوق، حيث تراجعت غالبية مؤشرات الأسهم العربية بشكل كبير، في ظّلّ عمليات بيع واسعة النطاق.

غير أن الأسواق المالية العالمية عادت وشهدت تحسنًاً ملموسًاً في الأيام الأولى التي أعقبت الانخفاضات الحاّدة في الخامس من أغسطس، والذي عُرف بالاثنين الأسود، حيث أظهرت الأسواق المالية درجة من المرونة، لتستعيد غالبية المؤشرات جزءًاً كبيرًاً من خسائرها في جلسات التداول اللاحقة، بينما تحسنت معنويات المستثمرين تدريجيًاً حيث قام المشاركون في السوق بتقييم الوضع الوضع في ظّلّ تباين واضح في درجة التعافي بين مختلف الأسواق.

ووفقًا لتقرير اتحاد الأسواق العربية، فإن هذا الانتعاش يُعزى إلى عملية التصحيح القوية عبر الأسواق وسط سعي المستثمرين إلى الاستفادة من ظروف ذروة البيع في ظّلّ نسب تقييم جاذبة، حيث خلق التراجع الحاد فرص شراء للمستثمرين الذين يبحثون عن أسهم مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، ناهيك عن صدور بعض التقارير التي أظهرت بعض المناعة على صعيد المؤشرات الاقتصادية حول العالم، لاسيما الأمريكية.

وسجلت أسواق الأسهم العربية نشاطًاً قويًاً على صعيد أنشطة التداول، حيث أظهرت قيمة التداول الإجمالية ارتفاعًاً شهريًاً بنسبة، 13.7% إلى 85.7 مليار دولار في أغسطس مع الإشارة إلى أن قيمة التداول قد بلغت نحو 696 مليار دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام، وهو مستوى قياسي تاريخي، مقارنة بمقدار 378 مليار دولار خلال الفترة المماثلة من العام.2023، بموازاة ذلك بلغ إجمالي حجم التداول 115.6 مليار سهم في أغسطس، بزيادة نسبتها 5% على أساس شهري، في حين بلغ إجمالي عدد الصفقات 15.5 مليون صفقة في أغسطس، بزيادة نسبتها3.3% مقارنة بشهر يوليو.

اقرأ أيضاًباستثناء الخدمات التعليمية والمالية.. تراجع قطاعات البورصة بختام تعاملات اليوم

بنسبة 19.99%.. «الإسكندرية الوطنية للاستثمارات المالية» أكثر الأسهم ارتفاعا بالبورصة المصرية

«40.5 مليار خسائر سوقية».. مبيعات محلية وعربية تهبط بمؤشرات البورصة في ختام التعاملات

«الخطيب»: 21.5 مليار دولار استثمارات الشركات البريطانية في مصر

كامل الوزير: الصناعة لن تستقبل أية طلبات ورقية وطرح الأراضي عبر منصة مصر الصناعية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: البورصة المصرية البورصة أخبار البورصة سوق الأوراق المالية الأسواق العالمية البورصة اليوم البورصات العربية أسواق الأسهم أسواق الأسهم العالمية أداء الاسهم العربية اتحاد أسواق المال العربية القیمة السوقیة الأسهم العربیة ملیار دولار فی

إقرأ أيضاً:

أسواق الأسهم «تعزف» على أوتار السياسة

يوسف البستنجي (أبوظبي)
ارتفعت أسواق الأسهم في بورصة نيويورك إلى مستويات قياسية في منتصف شهر يوليو 2024، وانخفض سعر صرف الدولار الأميركي أمام العديد من العملات الأخرى، عندما نجح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب (صاحب شعار أميركا أولاً) في إعادة ترشيح نفسه رسمياً للانتخابات الرئاسية الأميركية في مواجهة جو بايدن، الذي كان يسعى آنذاك للفوز بفترة رئاسية ثانية.
 لكن بعد فترة وجيزة، عادت الأسواق للانخفاض، بينما التقط الدولار أنفاسه، وعاد للتماسك، عندما اختار الحزب الديمقراطي  كامالا هاريس (التي ما زالت تحترم مسؤوليات أميركا تجاه حلفائها) بدلاً من بايدن، مرشحاً للرئاسة في مواجهة ترامب، وازدادت الخسائر في الأسواق عندما أظهرت استطلاعات عدة للرأي أن هاريس تتقدم على ترامب.
في 5 أغسطس 2024، شهد المستثمرون ما عرف بيوم «الاثنين الأسود» في أسواق الأسهم العالمية «أحد أسوأ أيامهم» بعد أن تكبدوا خسائر بالمليارات.
 لكن ثمة سؤال يطرح نفسه: كيف يمكن أن تسجل الأسواق أعلى مستوياتها التاريخية منتصف يوليو 2024 ثم تعود لهذا «الانهيار» المفاجئ، مطلع أغسطس، وهل يمكن أن تتغير مؤشرات الاقتصاد العالمي بهذه السرعة، وتتحول اقتصادات كبرى من الانتعاش والنمو إلى الركود أو الكساد، في غضون ثلاثة أسابيع أو شهر؟!
 بالتأكيد هذا غير منطقي، بل إن حركة أسواق الأسهم العالمية خلال الشهرين الماضيين، أرسلت رسالة مهمة في الأسواق العالمية، جوهرها، أن الانتخابات الأميركية المقبلة ستضع العالم على مفترق طرق، وأن الخيارات قد تكون جميعها صعبة، أياً كان الفائز.
ويقول جون بلاسار، مستشار أول للاستثمار، في مجموعة ميرابو المصرفية الدولية التي تتخذ من جنيف بسويسرا مقراً لها، إنه من المتوقع أن تؤثر انتخابات الرئاسة الأميركية القادمة على الأسواق المالية العالمية بشكل كبير، فقد يفضي عدم اليقين السياسي إلى زيادة تقلبات السوق.
وأضاف في تصريح لـ«الاتحاد»: «لطالما كانت أسواق الأسهم تتأثر بقوة خلال الأشهر التي تسبق الانتخابات وتليها مباشرةً، إذ عادة ما يميل المستثمرون إلى إعادة تخصيص محافظهم بالاستناد إلى السياسات الاقتصادية المتوقعة للمرشحين، سواءً من حيث سياسات الضرائب أو التجارة أو الإنفاق». وقال: «قد تشهد قطاعات محددة مثل الرعاية الصحية والتكنولوجيا والطاقة تغييرات حادة في الأسعار وفقاً لنتائج الانتخابات، فقد يساهم فوز المرشح الأكثر دعماً للأعمال في تعزيز قطاعات عدة مثل الوقود الأحفوري والتكنولوجيا، بينما قد يؤدي فوز المرشح الذي يركز على التغير المناخي إلى ارتفاع أسهم الطاقة المتجددة». وتوقع بلاسار أن تواجه الأسواق العالمية، لا سيما في الاقتصادات الناشئة، مزيداً من الضغوط الناجمة عن التغييرات في سياسات التجارة الأميركية والتحولات المحتملة في العلاقات الدولية.  وباعتباره الاقتصاد الأكبر عالمياً، لذا فإن التحولات في السياسات المالية والتجارية الأميركية تنعكس على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم؛ مما يؤثر بدوره على أسواق العملات وعائدات السندات والأسواق المالية في الخارج. 
من جهته، يقول دانيال موراي، نائب الرئيس التنفيذي للاستثمار، الرئيس العالمي للبحوث في «إيه أف جي»، المجموعة المصرفية العالمية المتخصصة في الخدمات المصرفية وإدارة الأصول ومقرها زيوريخ، إنه لا تزال هناك شكوك كبيرة حول نتائج الانتخابات الأميركية.

أخبار ذات صلة منافسة بين ترامب وهاريس لاستقطاب المشاهير خوفاً من تصادم جيوسياسي.. نظام عالمي لتتبع المعادن الحيوية

وأضاف لـ«الاتحاد»: «لطالما شهدت السنوات التي تمت فيها انتخابات الرئاسة الأميركية زيادة في التقلبات خلال الربع الأخير منها، ولا يوجد ما يشير إلى أن هذا العام سيكون استثناءً، وعلى المدى القصير، من المحتمل أن تشكل هذه الانتخابات تحديات للأسواق، ولكن بعد انتهائها، سيعود التركيز إلى العوامل الأساسية».
وتوقع موراي أنه سيكون لفوز ترامب تأثير إيجابي قصير المدى على الأسهم، بينما قد يشهد السوق بعض التراجع في حال فوز هاريس، ويُعزى ذلك إلى سياسات زيادة الضرائب.
وقال: «بغض النظر عن الفائز، من المتوقع استمرار العجز الكبير في الميزانية، مما يفرض ضغوطاً تصاعدية على عائدات السندات الحكومية، وقد يزداد هذا العجز في حال فوز ترامب، مما يشكل بدوره عامل خطر إضافياً في أسواق السندات».
وأما نورمان فيلامين، كبير الاستراتيجيين في «يونيون بانكير بريفيه»، وهو أحد أكبر البنوك الخاصة بسويسرا، فقد لفت إلى أن حملات انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024 تتجاهل التحديات المالية التي تواجه الاقتصاد الأميركي، وهو ما سيفرض ضغوطاً عديدة على الرئيس الأميركي المقبل، وباتت تداعيات هذا التجاهل تظهر جلياً في الأسواق الآن.
وقال لـ«الاتحاد»: «عقب تحقيق عوائد قوية متوقعة في الأسهم والائتمان في الفترة التي سبقت الانتخابات وحتى أغسطس المنصرم، يتعين على المستثمرين في الأشهر المقبلة توجيه كامل تركيزهم على إدارة المخاطر ودراسة خياراتهم بعناية فيما يتعلق بالقطاعات والأسهم وعملات التداول التي يخططون للاستثمار فيها في عام 2025 مع وضوح نتائج الانتخابات. وفي ظل التقلبات الاقتصادية المرتقبة مع بداية العام الجديد، قد يكون الذهب وصناديق التحوط خيارين آمنين للاستثمار».
 إلى ذلك، أكدت الدكتورة شيرين فاروق، نائب مدير الجامعة المشارك للمشاريع الأكاديمية والعلاقات الدولية، أستاذ المالية والمحاسبة في جامعة أبوظبي، العلاقة المترابطة بين السياسة والاقتصاد، مبينة أن مستوى جاذبية الدول للاستثمار وقدرتها على جذب المستثمرين الأجانب ورؤوس الأموال، يعتمد بالدرجة الأولى على طبيعة القوانين والتشريعات التي تقرها الدول، والتي تعكس من خلالها توجهات النظام السياسي للدولة.
كما أوضحت الدكتورة فاروق في حديث لـ«الاتحاد»، أن  العديد من الإجراءات الحكومية تؤثر على قرارات المستثمرين، وجاذبية السوق للاستثمار، خاصة في مجال تقليص البيرقراطية، وتسهيل الإجراءات الحكومية.
 خلاصة القول، إن توجه الحكومات السياسي ينعكس على الأسواق بشكل مباشر أوغير مباشر، من خلال طبيعة العلاقات الدولية والعلاقة مع الشركاء التجاريين في الخارج، ومن خلال حدود تدخلها في الاقتصاد، والسياسات المالية والنقدية، ومساحة نفوذ القطاع العام والشركات الحكومية.
ومع ذلك، فإن معرفة حدود الربط بين التطورات السياسة وحركة أسواق الأسهم، يتطلب فهماً عميقاً لآليات عمل أسواق الأسهم، والقوى المؤثرة في حركة الأسواق، وآليات اتخاذ القرار الاستثماري، وكذلك الجوانب الفنية والتقنية لعملها، وهذه جميعها عوامل تحكم بدرجة كبيرة اتجاهات الأسواق، وطبيعة حركتها.
 وعند الحديث عن أسواق الأسهم، فكما هو معلوم، من الناحية الفنية، يقرر المستثمرون الشراء أو البيع، لسهم معين، بناء على البيانات التاريخية للشركة، وتوقعاتهم لمستويات الأمان والاستقرار لأدائها، وتوقعاتهم لمستويات الأرباح التي يمكن تحقيقها، أو الخسائر المتكبدة، وحجم التوزيعات النقدية، ومعدلات دوران الأسهم، ومكررات الربحية، ونسبة حقوق المساهمين إلى القيمة السوقية، وكذلك الأداء الكلي، وغيرها من المعايير والمؤشرات التي يعتمد عليها المستثمرون في قياس مستويات الثقة بشركة معينة لاتخاذ قرار الاستثمار من عدمه.
 وحسب الحركة التاريخية للعديد من البورصات العالمية، فإن هناك «الكثير من السياسة» في أداء الاقتصاد عامة وأسواق الأسهم على وجه الخصوص، بل إن العوامل السياسية في الكثير من الأحيان هي الحاسمة في تحديد قرار المستثمرين للتوجه إلى سوق معينة من دون أخرى. ومن حيث المبدأ، لا يمكن للمستثمرين ضخ سيولة كبيرة في سوق بلد غير مستقر سياسياً، أو بلد مهدد بالنزاعات السياسية، حتى لوكان هذا البلد منجماً للذهب أو النفط.

مقالات مشابهة

  • صناعة الشيوخ: الحكومة قادرة على جذب 15 مليار دولار استثمارات مباشرة بنهاية العام الجاري
  • بنهاية أغسطس.. المصرف المتحد يضخ 1.930 مليار جنيه لتمويل إسكان محدودي الدخل
  • الشارقة في صدارة القيمة السوقية لأندية «أبطال آسيا 2»
  • تباين مؤشرات الأسهم الآسيوية وسط ترقب لقرار الفيدرالي الأمريكي
  • معظم أسواق المنطقة ترتفع وسط آمال بخفض كبير للفائدة بأميركا
  • خلال أسبوع.. كم ربح حائزو الذهب حتى الآن؟
  • 1.06 مليار يورو «القيمة السوقية» لأندية «النخبة الآسيوية»
  • أسواق الأسهم «تعزف» على أوتار السياسة
  • عجز في الميزانية بقيمة 40,2 مليار درهم بنهاية غشت 2024 (وزارة الاقتصاد والمالية)
  • البنك المركزي العراقي يبيع أكثر من مليار دولار خلال اسبوع