السلطات الكويتية تحظر فيلم باربي بدعوى خدش الآداب العامة ولبنان يضغط من أجل منعه
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
نص: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
قررت السلطات الكويتية حظر عرض فيلم "باربي"، معتبرة أنه "يخدش الآداب العامة" و"يدعو لأفكار دخيلة على المجتمع"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) الخميس عن وكيل وزارة الإعلام لشؤون الصحافة والنشر والمطبوعات رئيس لجنة رقابة الأفلام السينمائية لافي السبيعي.
في المقابل، يُطرح الفيلم الخميس في صالات السينما في دول خليجية أخرى.
وكان نائب رئيس مجلس إدارة شركة السينما الكويتية الوطنية "سينسكيب" هشام الغانم أفاد وكالة الأنباء الفرنسية الاثنين عن "حظر السلطات الكويتية عرض الفيلم الأسترالي Talk to me" من دون الكشف عن الأسباب، علما أن ممثلا متحولا جنسيا يشارك فيه.
وأشار إلى أن اللجنة، وقبل اتخاذها قرارها بإجازة عرض أي فيلم، "تطلب حذف بعض المشاهد المخلة، أما إذا كان يحمل أفكارا لتشجيع سلوك غير مقبول ورسالة من شأنها تشويه القيم السائدة للمجتمع عندها يتم اتخاذ قرار منعه تماما"، موضحا أن "هذا ينطبق على أي فيلم يتضمن رؤية مختلفة للقيم تتعارض مع رؤية مجتمعنا وعاداتنا".
ويأتي القرار الكويتي بعد ساعات على طلب وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى منع عرض فيلم "باربي"، بحجة ترويجه للمثلية الجنسية، على وقع خطاب معاد اشتدت حدته أخيرا ضد أفراد مجتمع الميم-عين في لبنان الذي يُعتبر أكثر تساهلا مع المثليين مقارنة مع دول عربية أخرى.
وبناء على قرار المرتضى، أحال وزير الداخلية بسام مولوي الفيلم إلى لجنة مراقبة أشرطة الأفلام المعدة للعرض لمراجعته وتقديم توصيات.
ولجنة مراقبة أشرطة الأفلام تابعة لجهاز الأمن العام الذي يتبع بدوره وزارة الداخلية وهو المسؤول تقليديا عن قرارات الرقابة.
كان لبنان أول دولة عربية تقيم أسبوعا للمثليين في 2017، وكان ينظر إليه عموما على أنه ملاذ آمن لمجتمع الميم في الشرق الأوسط المحافظ إلى حد بعيد.
لكن القضية أصبحت موضع تركيز شديد في الآونة الأخيرة، مما أثار توترا. واتخذ مولوي العام الماضي قرارا بحظر المناسبات التي تروج للمثلية الجنسية في لبنان، فيما اعتبر أنه يشير إلى التجمعات التي تقبل بوجود المنتمين لمجتمع الميم.
وسبق أن منعت دول خليجية بينها الكويت والإمارات والسعودية، عرض أفلام تتخللها مشاهد تشير إلى مجتمع الميم.
كما حظرت دول الخليج أخيرا عرض أحدث أفلام سلسلة "الرجل العنكبوت" ("سبايدر مان")، بعدما أثار جدلا على خلفية تضمّنه مشهدا يظهر راية تدعم المتحولين جنسيا.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: النيجر الحرب في أوكرانيا مونديال السيدات ريبورتاج فيلم سينما هوليوود ثقافة الكويت لبنان
إقرأ أيضاً:
"زكي": السلام في المنطقة يتطلب إقامة دولة فلسطينية ولبنان في خطر
في إطار تحليل شامل للوضع الحالي في الشرق الأوسط، أبدى السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، قلقه العميق إزاء الأزمات المتصاعدة في المنطقة، مشيراً إلى أن تحقيق السلام لن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة. جاءت هذه التصريحات خلال استضافته على قناة "الغد"، حيث تناول فيها التحديات السياسية والأمنية التي تواجه لبنان والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
أكد زكي أن "السلام في منطقة الشرق الأوسط لن يمر إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة". وشدد على أن حل الدولتين هو الأساس لحل الصراع، قائلاً: "لا يمكن الحديث عن سلام دائم في المنطقة من دون معالجة القضية الفلسطينية، فهي جوهر الصراع". واعتبر أن أي محاولات لفرض السلام بالقوة ستكون محكومة بالفشل، موضحاً أن التاريخ أظهر أن الحلول السطحية لن تؤدي إلى استقرار دائم.
وتناول زكي الأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023، مشيراً إلى أن هذه التطورات لم تأت من فراغ، بل هي نتاج ممارسات إسرائيل المتواصلة ضد الفلسطينيين. وأكد أن "إسرائيل خسرت الكثير من دعمها في المجتمع الدولي بسبب انتهاكاتها المتكررة"، واصفاً ذلك بأنه تحول قد يؤثر على مستقبل العلاقات الدولية. وأشار زكي إلى أن الوضع الحالي يتطلب تفكيراً جديداً واستراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه التحديات، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف العدوان.
الوضع في لبنانفيما يتعلق بلبنان، أعرب زكي عن قلقه تجاه الوضع المتأزم في لبنان، مشيراً إلى أن التصعيد الأخير يهدد استقرار المنطقة. واعتبر زكي أن الوضع كان متوقعاً، حيث حذر من عواقب تفاقم الأزمات السياسية قبل عدة أشهر.
وقال زكي: "كنت قد كُلّفت من قبل الأمين العام للجامعة العربية بزيارة لبنان في يونيو الماضي، حيث أكدت ضرورة وقف إطلاق النار على الطاولة". وأضاف: "لقد كان الرد من مسؤولين في حزب الله واضحاً، حيث اعتبروا أن الحرب هي خيار مفروض عليهم، وأكدوا أن وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يحدث اولا يليه وقف إطلاق النيران من قبلهم".
وأعرب زكي عن أسفه للعدد الكبير من الضحايا المدنيين والأضرار الكبيرة التي لحقت بالممتلكات، مشيراً إلى أن العدوان الإسرائيلي يتحمل المسؤولية عن الأوضاع الحالية. وأكد على ضرورة محاسبة الأطراف المعنية، قائلاً: "كان ينبغي أن لا يدخل حزب الله في هذه الحرب، ويجب علينا أن نتحدث بصراحة عن كيفية تفادي هذه الأزمات مستقبلاً".
وأشار الأمين العام المساعد إلى ضرورة تنفيذ القرار 1701، الذي يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار في البلاد. وأكد أن الجامعة العربية لن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه لبنان في هذه اللحظات الحرجة". وأضاف أن القمة العربية الإسلامية المقبلة في السعودية ستتناول مسألة الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للبلاد، مما يعكس مدى أهمية الوضع اللبناني في السياق العربي العام.
و أعرب زكي عن أمله في أن يسعى الرئيس المنتخب للضغط نحو التسوية والتهدئة، قائلاً: "لا ينبغي ترك الأمور تتحول إلى كارثة أكبر". واعتبر أن الوضع الحالي في لبنان عُرضة لاستغلال الفجوات بين القيادات الرسمية وغير الرسمية، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد.
وقال زكي أن "اللحظة الحالية تتطلب وقوف جميع العرب معاً في وجه العدوان، وعلينا أن نتحدث بصراحة عما يمكن تفاديه لمصلحة لبنان". وأشار إلى أن الأعمال العدائية المتزايدة قد تؤدي إلى تصعيد النزاع، مما يتطلب استجابة عاجلة من الدول العربية.
أضاف زكي أن التحديات الراهنة لا تقتصر فقط على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو الوضع في لبنان، بل تتعداها لتشمل الأبعاد الإقليمية والدولية. ولفت إلى أن الأوضاع في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول العربية تتطلب تنسيقاً عربياً مشتركاً لمواجهة التهديدات الأمنية والاقتصادية. وأكد على أن "الوحدة العربية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة".
في ختام حديثه، دعا زكي الدول العربية إلى تكثيف جهودها للتوصل إلى حلول مستدامة للأزمات الراهنة، مشدداً على أهمية العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات. وأعرب عن أمله في أن تكون القمة القادمة فرصة لتعزيز التعاون العربي وتوحيد الصفوف، قائلا:" أن التحديات تتطلب استجابة جماعية، ولا يمكن لأي دولة أن تواجهها بمفردها".
الجدير بالذكر أن تصريحات زكي تعكس قلق الجامعة العربية المتزايد تجاه الأزمات المتعددة في المنطقة، وتؤكد على الحاجة الملحة لتسوية الصراعات بما يحقق الاستقرار والسلام الشامل، بالإضافة إلى أهمية تعزيز التعاون العربي وتوحيد الرؤى بما يخدم مصالح المنطقة.