أطلق باحث ومؤرخ إسرائيلي، اليوم الأحد، دعوة لاحتلال قطاع غزة بشكل سريع، لخلق ما أسماه "واقع أمني ودولي مريح"، موضحا أنه "إذا كنا نريد هزيمة حماس كقوة عسكرية وسلطوية، فلا مفر من احتلال غزة ومن الأفضل في ساعة مبكرة كثيرا".

وقال الباحث الإسرائيلي إيال زيسر في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن "المعارك لاحتلال قطاع غزة كانت قاسية ومريرة، وذلك لأن قوات الجيش الإسرائيلي اصطدمت بمقاومة شديدة من العدو.

لكن في غضون يوم ونصف سيطروا على القطاع كله بما فيه مدينة غزة أيضا وحسموا المعركة".

واستدرك زيسر قائلا: "لا يدور الحديث عن حرب السيوف الحديدية التي يقاتل فيها الجيش الإسرائيلي في كل أرجاء القطاع دون أن يتمكن من هزيمة العدو وتحقيق سيطرة فاعلة في الميدان، منذ نحو سنة"، مبينا أن "الحديث يدور عن حرب الأيام الستة التي هزم فيها الجيش الإسرائيلي قوات عسكرية أكبر بكثير من تلك التي لدى حماس أو حزب الله واحتل شبه جزيرة سيناء كلها والضفة وهضبة الجولان".

وتابع قائلا: "نحن نقف أمام واقع مختلف – أمام عدو آخر وربما أيضا مع جيش إسرائيلي مختلف وأساسا مع قيادة "تهرب من البشرى" وتمتنع عن قرارات تؤدي الى حسم وانهاء الحرب الطويلة، وعلى ما يبدو الأقل نجاحا من بين حروب إسرائيل".

وذكر أن "الحرب في غزة – وللدقة أعمال حفظ النظام التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في أراضي القطاع – تجري منذ أشهر طويلة في ظل الاتصالات لتحقيق صفقة تستهدف تحرير مخطوفينا المحتجزين لدى حماس، وقف نار مؤقت أو دائم وفي أعقابها ربما حتى إنهاء الحرب".



وأرد قائلا: "غير أن الحديث يدور عن "استعراض" من خلفه لا يوجد الكثير مما هو حقيقي. "لن يكون شيء لأنه لا يوجد شيء"، وبالتأكيد في كل ما يتعلق بإرادة وقدرة المتعلقة بالأمر للاتفاق على صفقة. كل اللاعبين، سواء كانوا إسرائيل، حماس أم الأمريكيين، معنيون بإجراء الاتصالات وإدارة المفاوضات، كون هذه تخدمهم لأغراض السياسة الداخلية وصد الضغط الخارجي لكن مشكوك أن يكونوا يريدون حقا أو هم قادرون على الوصول إلى صفقة".

وأكد أن "الإدارة الامريكية تسعى لخلق مشهد إدارة مفاوضات يسهل عليها حملة الانتخابات للرئاسة ويساعدها على منع اشتعال إقليمي تخشاه، وحماس من جهتها معنية بوقف الحرب في غزة في ظل بقائها الحاكم على الأرض وعلى ما يبدو لن تساوم على أقل من هذا، وفقط حكومة إسرائيل ليس لها هدف واضح ظاهر غير الرغبة في الإيفاء بوعدها بمواصلة الحرب حتى آخر مخربي حماس في غزة".

ولفت إلى أنه "إذا كان هذا هو الوضع، ورئيس الوزراء يقصد ما يقول في بياناته للجمهور وليس في الرسائل التي يطلقها للإدارة الامريكية، فواضح ان هذه الدائرة لا يمكن تربيعها وإن الصفقة ليست قابلة للتحقق".

واستدرك قائلا: "هذا، رغم أن صفقة تؤدي الى تحرير مخطوفينا ستشكل "النصر المطلق" للروح الإسرائيلية"، مضيفا أنه "إذا كان هذا هو الحال، يطرح السؤال الى اين وجهة إسرائيل – للمدى القصير وللمدى البعيد، وكيف نحقق حسما سريعا وإنهاء لحرب الاستنزاف الجارية في القطاع واستمرارها لا يخدم مصالح إسرائيل".



وشدد على أنه "إذا كنا نريد هزيمة حماس – كقوة عسكرية وسلطوية – وإذا كنا نريد خلق واقع أمني ودولي مريح أكثر لنا، فلا مفر من احتلال غزة ومن الأفضل ساعة مبكرة أكثر".

وأشار إلى أن "هذه خطوة يعارضها كما هو معروف الجيش لاعتبارات الربح والخسارة، وكأن الحديث يدور عن إدارة بقالة الحارة، بينما الحكومة تخشى ذلك لأن الامر سيلزمها باتخاذ قرارات بالنسبة لليوم التالي للحرب".

وذكر أن "احتلال القطاع ليس أمرا مثاليا، بل وأبعد من ذلك. في الواقع الذي علقنا فيه هو مثابة أهون الشرور. فهو سيتيح للجيش الإسرائيلي التحكم بالمنطقة وبذلك هزيمة حماس التي تستغل اليوم الفترات الزمنية الطويلة التي بين أعمال حفظ النظام التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في أرجاء القطاع، كي تحفظ وترمم قوتها وحكمها للمنطقة وللسكان. الاحتكاك الذي لا يتوقف بين الجيش وحماس، التي تعود لتقف على أرجلها في كل مرة يترك فيها الجيش الإسرائيلي المنطقة التي عمل فيها يتسبب بإصابات بين قواتنا والى إصابات للسكان المدنيين أيضا وعلى أي حال بنقد متزايد ضد إسرائيل في العالم".

وختم قائلا: "واضح أن احتلالا عسكريا بحد ذاته لا يكفي وينبغي أن يكون جزءاُ من مفهوم أمني وسياسي شامل بشأن مستقبل القطاع. لكن إلى أن يستيقظ أحد ما عندنا، من الأفضل احتلال غزة وخلق نقطة بدء أفضل لخطوة إسرائيل التالية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة حماس الحرب حماس غزة الأسرى الاحتلال الحرب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی احتلال غزة

إقرأ أيضاً:

بعد 10 أشهر.. الجيش الإسرائيلي يعترف بقتل 3 رهائن في غزة

اعترف الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه قتل 3 رهائن في غزة خلال هجوم سابق له على القطاع حدث منذ نحو 10 أشهر، بعد أن سبق له إنكار مسؤوليته عن مقتلهم.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إنه "تم إبلاغ عائلات المختطفين، المجندين رون شيرمان ونيك بيسر والمدني إليا توليدانو رسميا ولأول مرة، أن أبناءهم قتلوا نتيجة غارة للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة"، وانتشلت جثثهم في ديسمبر الماضي.

وتابعت: "الجيش هو من فعل ذلك، ولم يكن يعرف أنهم برفقة قائد الفرقة الشمالية في حماس أحمد الغندور، الذي قتل في الهجوم"، علما أن الحركة نعت الغندور في نوفمبر.

وكان الجيش الإسرائيلي قد انتشل جثث الرهائن من نفق تابع لحماس في جباليا، يوم 14 ديسمبر.

وبالقرب من مكان الجثث، كان الجيش الإسرائيلي قد هاجم نفقا قتل فيه الغندور.

وفي يناير، نفى الجيش الإسرائيلي اتهام حماس له بأنه وراء مقتل الثلاثة في غارة جوية إسرائيلية، قائلا إن تقريرا طبيا أظهر أن أجسادهم لم تظهر عليها أي علامات صدمات أو إطلاق نار.

ووقتها اتهمت والدة الرهينة رون شيرمان الجيش الإسرائيلي بقتل ابنها عن طريق الخطأ.

وكتبت في منشور على "فيسبوك": "نتائج التحقيق أن رون قتل بالفعل. ليس من قبل حماس. لا إطلاق نار عرضيا. لا تقرير. قتل مع سبق الإصرار، تفجيرات بالغازات السامة".

ووفقا للأم، فقد ضخ الجيش الإسرائيلي غازا ساما في النفق المذكور، مما أدى إلى وفاة ابنها مسموما، مضيفة: "حاول رون استنشاق الهواء لكنه لم يستنشق سوى سم الجيش الإسرائيلي".

وتواجه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غضبا متزايدا من معارضيها، الذين يتهمونها بعدم بذل جهود كافية لتأمين اتفاق هدنة، من شأنه أن يتيح تبادل الرهائن بمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وتم إطلاق سراح الغالبية العظمى من الرهائن المحررين حتى الآن خلال هدنة لمدة أسبوع واحد في نوفمبر، ومنذ ذلك الوقت لم تتمكن القوات الإسرائيلية من إنقاذ سوى 8 رهائن أحياء.

مقالات مشابهة

  • صحف إسرائيلية: تحديات رئيسية تواجه إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الحوثي
  • عن أخطر قرار تواجهه إسرائيل ويخصّ الحزب.. هذا ما كشفته صحيفة إسرائيلية
  • عشرات الشهداء في غارات إسرائيلية على غزة والمقاومة تؤكد قدرتها على مواصلة القتال
  • قائد عسكري إسرائيلي: جاهزون لاحتلال شريط أمني في لبنان
  • استعدادات إسرائيلية لعملية واسعة في جنوب لبنان.. جاهزون لاحتلال شريط أمني
  • الجيش الإسرائيلي: جاهزون لاحتلال شريط أمني في لبنان
  • الإذاعة الإسرائيلية: قائد لواء الشمال بالجيش يقول إن قواته جاهزة لاحتلال شريط أمني على الجانب اللبناني
  • وكالة الأنباء الفرنسية: الجيش الإسرائيلي يرجح مقتل 3 محتجزين في غزة بغارة إسرائيلية
  • بعد 10 أشهر.. الجيش الإسرائيلي يعترف بقتل 3 رهائن في غزة
  • جنرال إسرائيلي: جيشنا ينزف في غزة وعلينا الخروج سريعا