صحيفة صدى:
2024-09-16@22:58:17 GMT

يرقات من الريف

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

يرقات من الريف

خرجت والكلب الصغير معها تركض في فناء الريف والروح تطير بها في شعاع الإشراق بهجة والأنفاس يثور دخانها حرارة ليرتشف العمر دواءه من الخيال وهواء الطبيعة ، والخُطا في سباقها نحو الحقول المثمرة ، والطير صافاتٍ تسبيحاً وإنشاد فصاحة لا يشوشها الكدر
والرذاذ هتونه يبهج القلوب ليغسل الأحزان .

أرياف لا زلال في مائها النقي وخلابة في هوائها وسمائها لترتخي الروح في وحدتها صفاء لتدغدغ البراءة نشوتها وببهجتها معجبة بطفولتها الجميلة التي لا يعكر صفوها ضباب التعب ، لقد ازدادت هايدي وضاءة وبهاء وجمالا ، عليها قبعة حمراء دامية مطرزة من الخزف الناعم بألوانه الجميلة.

ولكنه لفت إنتباه عزف خافت بين الأشجار هناك كأنه يراقص طيور الطبيعة مرفرفة والحشرات بين الحشائش راقصة .

توقفت هايدي لتصغي بأذنها نحو هذا الصوت الجميل إنها أمواج وذبذبات عزف لناي صوته شجي ، توقفت ملياً لقد نبش الصوت بلبلا بداخلها ليسمعها تغريده ، فيكون الوفاق مقرونا في صف الإعجاب ، جلست على حجرة بجانب الطريق وتردد الآهات بأنغام صوتها كأنها تلقي بحجر في مياه روحها الراكدة لتستمتع بالأمواج وتشاهد القيعان والأسماك تخطو نحو الحجر .

لقد ثارت غريزة الحياة في نفسها وتنفست عميقا والسؤال يردد لابد لهذا الصوت من شجون أثارت إبداعاته في هذا الصباح .

مازال العزف مستمرا كأنه يهتف إلى روحها لتذهب إليه قامت وخطاها فيها ارتباك وسعادة وخوف ووجل وترقب ، وكلما اقتربت من الصوت ارتفعت وتيرة الناي ، إنه الصباح يكتب رسائله بصفاء قطرات الندى على الورق لتكون الحروف أحفورة في الذكريات .

خطت نحوه والأذن صاغية صافية لهذا اللحن الجميل صفيرا مثل صفير بلابل الغابات ، إنه يسوق الأشواق إليها راحت مشت بخفة ورشاقة مع هذا الإشراق إنها هايدي وقوام ممشوق كالخيزران ،.

بدأت ملامح عازف الصوت تظهر ، إنه شاب جالس مقابل النهر ممسكا بعود نحيل يبكي من الحزن وبجانبه كأس ساخن يثور من حرارته مع الرذاذ يحتسي منه لينعش الروح وكأنه يغازل الطبيعة ليبوح لها إنشاده من هذا المزمار الذي يصول طربا في الأعماق لترتقي الفراشات متراقصة على أوراق الورد وتمتص الرحيق .

تأملته هايدي إنه شاب تبدو عليه ملامح جميلة عليه قبعة سوداء مطرزة أطرافها بمزيج من الألوان يبوح للهوى من لهيب حارق في روحه قد كتب إعجابه في رسالة صغيرة ورماها في كوخ الاحتفال .

الحب يبني أعشاشه في سيقان النخيل وفي جدار النظر نبح الكلب ليثير الانتباه ، التفت الشاب فإذا هي هايدي التي كان الحفل في كوخها وقف ووضع الناي خلف ظهره ، وكانت النظرات تدس حروف الهمس أمام الحاضرين من الطيور والحشرات ، إنه الذي حضر في الكوخ مع الأصدقاء إنه صاحب الورقة الملقاة على الأرض لقد ازداد نضوجا وجمالا في هذا الشروق .

لحظات كان الصمت يعتصر فكرها حاولت تركض وتتراجع إلى الخلف تصلبت قدماها ، وقفت الحيرة بينهما برهة كأنها تحمل رسائل بين القلوب لتجعل التعبير وفاقا ليخطو هو نحوها فالكيان قد ازداد ارتجافه ربكة من هواء الشعور وبدأ الارتعاش ينفض كيانها ، كانت النظرات بينهما تبني بيوتها من حرير العنكبوت في عش الجمال والإعجاب ، تقدم إليها خطوة تراجعت هي خطوتين.

ابتسم وألقى إليها التحية بعد أن رفع قبعته وانحنى إليها تقديرا وإعجابا ، لقد أثارت فيه نشوة من رائحة عطرها الذي فاح من سخونة الخوف وامتزج مع عرق المطر وفاح ليملأ المكان ، بدأت الأحلام تصافح الأقدار ليكون البناء في سماء الغيب بذوره وردات في الهواء الطلق الفسيح .

عازف الناي أشجانه ممطرة بنغمات الحب ، حاولت تتراجع خوفا من الشعور تعثرت في صخرة صغيرة صرخت خفيفا خطا نحوها حاول أن يمسك بيدها ليساعدها .

نهضت بسرعه بادرها بابتسامة جميلة أخرى ، شكرها على الحفل وترحيبها الحار بالحاضرين ليعيد لها هيبتها وثباتها.

ردت التحية بربكة مد يديه ليصافحها كانت ترتعش سقط الجراب الذي توضع فيه الفراوله ، قبل يديها للكبرياء انحناء كذلك الحب له انحناء لا يشعر به إلا الحبيب ، بادرها وأخذه وأعطاها وكرر عليها اسمه أنا كاري رحبت به . تأملها جيدا احمرت وجنتاها خجلا ، بادرها بسؤال يظهر لطفه مارأيك بهذا العزف يا هايدي ؟

ردت بخجل . أومأت برأسها وبابتسامة صفراء إنه رائع ، أخذ الناي وطفح ينفخ من أعماقه و يعزف أغنية بيت هوفن ضوء القمر ، أجلسها طرب الروح وصدى الناي على صخرة صغيرة والكلب بجانبها تارة يومئ بذله لها وتارة يكشر عن أنيابه دفاعاً عن الحب القديم وليم وهي تمسح على رأسه كأنها تقول له اصمت .

فالحياة مستمرة والأموات ذهبوا ولن يعودوا تركونا نتخبط في أحزاننا ونتعلل بالذكريات لتهدأ أرواحنا .

بدأ كاري ينفخ الآهات في مزماره وأغمض عينيه ليقرأ لها نوت الإعجاب من أعماقه لترددها النبضات في أعماقها أنساً وسكونا ، عندما يكون الألم قد استحكمت عواطفه بين أضلاعك والمحيطون بك لا يقدرون أن يقدموا لك شيئا يعيد ترميم كيانك الداخلي ، فهنا تكون المصائب
موحشة في النفوس لأنهم لا يجيدون فن العزف على مواطن الإحساس إذا الشعور حباً مفقودا تريده النفس .

إنها الحياة تقسو لتضعك بين أكوام القش حتى تكون عرضة الحريق أو التلف .

عندها يجب أن تختار الرحيل إلى حيث الكون يغطي سماءك بعالم آخر يبني فيك روح الأمل في لواعج النفس من تصدعات الحياة ويسقي غرسك حتى يزهر الورد فيها وتنضج الثمار ليشاركك قطافها الآخرون ويتذوقو
حلاوة نضجها .

إنها هايدي بكبرياء الجمال مخلوطاً بالألم على قلبين قلب فطر وذهب وقلب ينبض ولكنه أعمى ، إنها تحتاج إلى من يأخذ بيدها لترتقي سلالم الحياة من جديد تريد من ينتشلها من قيعان الكآبة ويرش في أنفاسها عطور الأمل لكي يعيد البناء في معابد الحب لتكون عذراء المحاسن والفكر ويستمتع الآخرون بوهج جمالها وعذوبة حنانها وفن عيونها وقوامها أخذها العازف بعيدا لتركض

إلى ،،،، يرقة أخرى في ريف الاعمى الذي يحلم أن يرى السماء .

ابتسم أيها الأنيق .

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

هذا ما يحدث في الدماغ عندما يقع الإنسان في الحب!

بكثافات مختلفة. واعتمدت الدراسة على استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (FMRI) لإظهار كيف أن أنواع الحب المختلفة تنشط مناطق محددة في الدماغ بدرجات متفاوتة، وفقًا لموقع سيكولوجي توداي Psychology today.

ويميز الباحثون بين 6 أنواع من الحب وهي: حب الوالدين (الأبوي أو الأمومي)، الحب الرومانسي، حب الأصدقاء أو الحب الأفلاطوني، حب الحيوانات الأليفة، حب الطبيعة، حب الغرباء.

ويوضح الباحثون، وفقًا للدراسة المنشورة بمجلة Cerebral Cortex المتخصصة في أبحاث الدماغ، أنهم قاموا بتوسيع نطاق البحث إلى ما هو أبعد من العلاقات بين الأشخاص، حيث أضافوا الحيوانات والطبيعة لاستكشاف العلاقات العصبية لأنواع الحب المختلفة.

وباستخدام جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي، وجد الباحثون أن كل نوع من أنواع الحب ينشط مناطق دماغية مختلفة اعتماداً على موضوع الحب.

ووجدت الدراسة أن الحب لدى الوالدين ينشط قشرة الفص الجبهي في الدماغ، بما يحفز مشاعر التعاطف والاهتمام الفطري برفاهية وسلامة الطفل. وأوضح الباحث في جامعة آلتو الفنلندية والمشارك في الدراسة، بارتيلي رين: "فيما يتعلق بحب الوالدين، كان هناك تنشيط عميق في نظام المكافأة في الدماغ أثناء التفكير في الحب، ولم يظهر ذلك في أي نوع آخر من الحب".

وقد تساعد هذه النتائج في فهم الأسس العصبية لأشكال التعلق غير الصحي، فمن المحتمل أن نقص النشاط الدماغي في المناطق المرتبطة بالحب الأبوي أن يؤثر بالسلب على قدرة بعض الآباء/الأمهات على الارتباط بأطفالهم و "جعلهم غير محبين".

أما الحب الرومانسي والانجذاب الجنسي فجاء بالمرتبة الثانية بعد حب الوالدين من حيث كثافة النشاط العصبي في مراكز المكافأة في الدماغ، مقارنة بحب الغرباء أو حب الطبيعة.

وأثناء الحب الرومانسي، تقوم القشرة الحزامية الأمامية والقشرة الحزامية الخلفية بمعالجة الوعي العاطفي والجسدي في وقت واحد، مما يوضح المزيج القوي من الارتباط العقلي والجسدي الذي يشعر به العشاق، كما يعزز الحب الرومانسي السلوك الخاص بالبحث عن الهدف والمرتبط بالسعادة والمتعة.

حب الحيوانات الأليفة يرتقي بالحب إلى مستويات الصداقة، ويبعث حب الحيوانات الأليفة على الرضا ويثير مشاعر الفرح والتعلق المشابهة لتلك التي يشعر بها الإنسان في علاقاته مع البشر.

وفي الصداقات تنشط مناطق الدماغ المرتبطة بالإدراك الاجتماعي ونظرية العقل وفهم وجهات نظر الآخرين أساسية للحفاظ على الصداقات الوثيقة. ويعكس النشاط في القشرة الخلفية في الدماغ كيف تتشابك الصداقات مع إحساس المرء بهويته وذاته وتخيله للمستقبل وتاريخ حياته.

مقالات مشابهة

  • وصول ميزات AirPods Pro 2 الجديدة.. ما يمكن توقعه
  • هذا ما يحدث في الدماغ عندما يقع الإنسان في الحب!
  • الطيران الإسرائيلي يخرق جدار الصوت بجنوب لبنان
  • الجابري وصراع القلوب
  • خبير عسكري: إسرائيل ستعاني من صواريخ الحوثين الجديدة لهذا السبب (فيديو)
  • شوية خرابيش مع هبة عبد العزيز
  • مشجع لـ الفرج : راح حب الهلال؟.. والأخير: الحب الي في القلب مايروح
  • أسرع من الصوت بأضعاف.. ماذا تعرف عن "صاوخ الفرط صوتي" الذي ضرب عمق إسرائيل؟
  • أسرع من الصوت بأضعاف.. ماذا تعرف عن "صاوخ الفرط صوتي" الذي ضرب عمق إسرائيل.. عاجل
  • حكم التزام المقامات في التلاوة.. جائز مع الكراهية لهذه الأسباب