عندما يتحوّل #الألم إلى #غضب
م. #أنس_معابرة
هل تتخيل حجم #الألم في صدر أب يجمع أشلاء أطفاله بعد قصف عشوائي للمدنيين في غزة؟ هل تتخيل حجم الألم في صدر امرأة فقدت زوجها وأولادها؟ أو طفل فقد والديه وبقية أسرته؟ ماذا تنتظر منه في المستقبل؟
هل تنتظر منه أن يمد يده إلى عدوه من اجل تحقيق السلام أو الاستسلام الذي ينشده العدو؟ هل سيكتفي بمقعد على طاولة المفاوضات؟ أم انه سيحمل سلاحه لينتقم من الأيادي التي طالت أسرته، ودمرت منزله ووطنه؟ وقضت على مستقبله وأحلامه؟
سيتراكم الغضب في تلك الصدور، وسيضل يتراكم إلى أن تعجز تلك الصدور عن كبت هذا الألم، وعندها سينفجر ذلك الألم على شكل غضب، غضب كاسح، سيدمر العدو الذي أمامه، ولن يقف عند حد معين.
هل رأيت ذلك الأب الذي يصرخ في وسط غزة بعد أن قصفوا منزله وقتلوا جميع أفراد أسرته؟ ماذا قال؟ هل دعا إلى التفاوض وانهاء القتال؟ بل صرخ بأعلى صوته: “لم يبق لي أحد، سأنتقم لجميع أفراد اسرتي، سأفجّر نفسي في وسط عاصمة الكيان، وسأقتل اكبر عدد ممكن منهم”.
بعد قرابة العام من الهجوم البربري على قطاع غزة، أعتقد أننا بتنا على عتبات ذلك الانفجار، وبات تحول الألم إلى غضب أمراً محسوماً، وسيأتي في البداية على شكل مجموعة من الهجمات الفردية “الذئاب المنفردة”، والتي ستتحول فيما بعد إلى جماعات منظمة قادرة على ايلام العدو، وايقاع الخسائر الفادحة به.
ربما تكون حادثة معبر جسر الملك حسين هي الأولى، ولكنها لن تكون الأخيرة، فلقد أيقنت الكثير من الشعوب العربية والإسلامية أن الكيان مستمر في طغيانه، ويدعمه العديد من الدول المتآمرة، ولن يثنيه القانون الدولي عن الاستمرار في غيه.
إن اخطر ما في مرحلة “تحول الألم إلى غضب” هو أنها تأتي من جميع الاتجاهات، بل وربما ستعجز الحكومات والجيوش التي تعوّل عليها سلطات الاحتلال في ضبط الشعوب والأفراد، وستطال أيدي الغاضبين جنود الاحتلال وأفراده، ولن يتم التمييز بينهم.
مما يدل على كلامي هو عملية جسر الملك حسين بأسرها، إذ على الرغم من التعقيدات الأمنية عالية المستوى من الأطراف الأردنية والفلسطينية والاحتلال، عجزوا جميعاً عن كبح جماع العملية أو افشالها، وحقق الشهيد ما كان يصبوا إليه في إيقاع القتلى بين حرس الحدود المحتلين.
في اعتقادي؛ سيتواصل هذا النوع من العمليات، وستجد قوات الاحتلال نفسها امام جبهة جديدة واسعة، ولن يستطيع ضبطها أحد، بل حتى جميع القوى الاستخبارية والعسكرية ستجد نفسها عاجزة عن السيطرة على ألم الشعوب المتحول إلى غضب، هذا الغضب الذي سيغرق الاحتلال في مستنفع لن يستطيع الخروج منه بإذن الله.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الألم غضب الألم الألم إلى إلى غضب
إقرأ أيضاً:
سوري يتألق بـ«عمة الصعايدة».. جمال سليمان فقد والديه في أسبوع وتزوج 3 مرات
يتمتع الفنان جمال سليمان بثقل كبير في مصر والوطن العربي، لما ترك من بصمة مميزة في مشواره الفني، سواء في السينما أو الدراما أو المسرح، وفي العقود الأخيرة حقق نجاحات تليفزيونية ضخمة، لا سيما ما قدمه في الدراما الصعيدية، ورغم نشأته في سوريا برع في تقديم أدواره باللهجة المصرية، وعلى المستوى الشخصي، نادرا ما يتحدث عن أسرته وعلاقته بعائلته، وهو ما نلقي الضوء عليه اليوم تزامنًا مع عيد ميلاده الـ65.
محطات في مسيرة جمال سليمانأحب جمال سليمان الفن منذ الصغر، وأبدع أمام الكاميرا في جميع الأدوار، الفنان المولود في مدينة دمشق عام 1959، دخل المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وحصل على إجازة منه، كما حصل على الماجستير في اﻹخراج المسرحي، وبدأ التمثيل في عدد كبير من الأعمال الدرامية، وجاء إلى مصر ليجسد شخصية «مندور» في مسلسل حدائق الشيطان.
حديث جمال سليمان عن أسرتهنادرًا ما يتحدث عن أسرته عبر وسائل الإعلام، لكن خلال لقاء سابق مع الإعلامي عمرو الليثي، قال إنه تربى في أسرة متواضعة: «كان احتياجات بيتنا موجودة، بس في أوقات كنا نستلف مثلًا عشان الفلوس مش بتكمل لآخر الشهر، وده خلى عندي إصرار إني أكون ناجح عشان أحصل على الأموال».
وعبر عن حبه الكبير لأسرته، خاصة أنهم السبب فيما وصل إليه الآن، لافتا إلى أن شقيقه أمير سليمان وأبنائه لهم معزة خاصة في قلبه، وأنه رغم فراقه لأسرته لسنوات طويلة بسبب الحرب، يسعة دومًا للاجتماع بهم وينتهز الفرص لمقابلتهم.
وفاة والديه في أسبوعفقدان والديه خلال أسبوع واحد عام 2013، كان أصعب ما مر على جمال سليمان، إذ تحدث عن والدته السيدة «بدرية»، مؤكدا أنها أكثر ما أحب في حياته: «ليها في قلبي مكان كبير، هي كانت بتسعى عشان خاطرنا، وتعمل كل حاجة عشان نعيش أحسن، هي أكتر شخص علمني أني أكون طموح، وكانت بتحب دايمًا أني أعمل كل حاجة صح، وبحس أنها عاشت حياتها، وماتت بدون ما تاخد حقها من السعادة».
وأكد أن والده كان له أثر كبير في قلبه، وعلمه كثير من القيم المهمة، مشيرا إلى أن أكثر ما يحزنه، هو رحيلهما دون وداعه، لأن توفيا في سوريا.
الحب في حياة جمال سليمانتزوج جمال سليمان مرتين، إلا أن المرة الثالثة هي التي فتحت له أبواب الاستقرار الذي كان يبحث عنه، إذ تزوج بالسيدة رنا محمد، وربطتها به علاقة قوية، أثمرت عن نجاح علاقتهما الزوجية، وأنجبت له ابنًا يدعى «محمد»، وتحدث عنهما قائلا: «أنا نضجت طبعًا وعقلت أكتر بسببها، وبيعجبني فيها احترامها للبيت، ودور الأمومة العظيم اللي بتعمله، هي شخصية حقيقية، ومميزة وعندها آراء في كل شيء، ومحمد ابني بتربطني بيه علاقة قوية جدًا هو صاحبي وأهم حاجة بجد في حياتي، أنا بحبه وبحس أنه أكتر حد قريب مني وشبهي وبذاكر له وبقعد معاه دايمًا».