تقنية تحول طبقات جسم الفأر الخارجية المعتمة إلى جدار شفاف يمكن رؤية ما تحته
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
تمكن باحثون من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأميركية من النظر إلى داخل جسم فأر حي من خلال إذابة صبغة طعام شائعة ومعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية في الماء، وهي التارترازين، ووضعها على بطن الفأر ورأسه ما جعل الجلد والعضلات والأنسجة شفافة مؤقتا. يعود جسم الفأر إلى وضعه الطبيعي وستختفي أعضاءه التي ظهرت بمجرد غسل الصبغة بالماء.
أجرى الباحثون تجارب على مواد هلامية تحاكي الأنسجة وكذلك على أنسجة بيولوجية خارج الجسم. تمكن الباحثون من خلال استخدام جزيئات الصبغة الماصة، من تحويل بطن الفأر الحي المعتم في الوضع الطبيعي إلى جدار شفاف. يسمح هذا "البطن الشفاف" برؤية مباشرة للخلايا العصبية المعوية الموسومة بالبروتينات المضيئة ما يتيح مراقبة حركتها التي تعكس حركية الأمعاء في الفئران الحية.
وقام الباحثون أيضا بتطبيق محلول الصبغة موضعيا على فروة رأس الفأر لتصوير الأوعية الدموية في الدماغ، وعلى الطرف الخلفي للفأر للحصول على صور مجهرية عالية الدقة للييفات العضلية.
ووفقا لموقع يوريك أليرت فإن هذا النهج يقدم فرصا لتصوير هيكل ووظائف وأنشطة الأنسجة والأعضاء العميقة دون الحاجة إلى إجراء جراحي لإزالة الأنسجة السطحية.
التصوير البصرييعرّف التصوير البصري بأنه تقنية لفحص أجزاء الجسم الداخلية بشكل غير جراحي، يعتمد التصوير البصري على الضوء المرئي وخصائص الفوتونات (جسيمات الضوء) للحصول على صور مفصلة للأعضاء والأنسجة وكذلك الهياكل الصغيرة مثل الخلايا والجزيئات.
يكمن التحدي في محاولة تصوير المادة البيولوجية في أن هيكلها المعقد يسبب عدم الشفافية وذلك كنتيجة لتشتت الضوء غير المرغوب فيه.
ينشأ هذا التشتت من عدم تطابق معامل الانكسار بين مكونات الأنسجة البيولوجية – تذكر أن معامل الانكسار هو ما يحدد سرعة انتقال الضوء عبر وسط غير الفراغ- مما يحد من عمق اختراق التصوير البصري. وقد حفزت الرغبة في رؤية داخل الأنسجة البيولوجية وكشف العمليات الأساسية للحياة البحث الواسع في طرق التصوير البصري للأنسجة العميقة، مثل التصوير المجهري ثنائي الفوتون، وتوضيح الأنسجة بصريا.
ولكن هذه الأساليب إما أن تفتقر إلى عمق الاختراق والدقة الكافية، أو أن تكون غير مناسبة للحيوانات الحية. لذلك، فإن القدرة على تحقيق الشفافية البصرية في الحيوانات الحية تحمل أملا بتحويل العديد من تقنيات التصوير البصري.
قدمت نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة ساينس في 6 سبتمبر/أيلول ملاحظة غير متوقعة بأن الجزيئات التي تمتص الضوء بقوة يمكن أن تحقق الشفافية البصرية في الحيوانات الحية.
استكشف الباحثون الظاهرة الفيزيائية التي تقف وراء هذه الظاهرة ووجدوا أنه عندما تذوب الجزيئات الماصة للضوء بقوة في الماء، فإنها تستطيع تعديل معامل الانكسار للوسط المائي لتتطابق مع مكونات الأنسجة ذات معامل الانكسار العالي مثل الدهون.
يقلل التصوير البصري بشكل كبير من تعرض المرضى للإشعاع الضار المؤين مثل أشعة جاما أو الأشعة السينية. ونظرا لأن استخدام لإشعاع غير المؤين، والذي يشمل الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء أكثر أمانا من التقنيات التي تتطلب الإشعاع المؤين يمكن استخدام التصوير البصري في إجراءات متكررة لمراقبة تقدم المرض أو نتائج العلاج.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. تقنية رائدة لتحويل الميثان إلى غرافين وهيدروجين
الإمارات العربية – أعلنت شركة “أدنوك للغاز بي إل سي” عن نجاحها بتطبيق تقنية جديدة للاستفادة من الميثان في إنتاج الغرافين والهيدروجين.
وأشارت الشركة إلى أنها تعاونت مع شركة “بيكر هيوز”، ونجحتا بتطبيق تقنية “لووب” التي اخترعتها شركة “ليفيديان”، إحدى الشركات الرائدة في تكنولوجيا المناخ في بريطانيا، وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق هذه التكنولوجيا في موقع لمعالجة الغاز، حيث يتم التقاط الكربون من غاز الميثان، ويتم تحويله إلى مادة غرافين عالية الجودة.
ويشير الخبراء إلى أن تطبيق التقنية الجديدة من الممكن أن تسهم في إنتاج أكثر من طن من مادة الغرافين بالإضافة إلى طن من الهيدروجين سنويا، الأمر الذي سيوفر مصادر طاقة نظيفة على مستوى العالم.
وحول الموضوع قال الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة “أدنوك للغاز” محمد الهاشمي:”تطبيق تقنية لووب يمثل إنجازا هاما للشركة، من خلال تحويل غاز الميثان إلى غرافين عالي الجودة وهيدروجين، سنستخلص قيمة جديدة من الغاز الطبيعي ونساهم بشكل أكبر في إزالة الكربون ودعم النمو الصناعي وتحقيق الأهداف المرصودة للحياد المناخي في الدولة”.
وأضاف:” هذا المشروع يعكس مجهودات الشركة في المساهمة بمستقبل طاقة أكثر استدامة وتقديم فوائد ملموسة لقطاع الصناعات التي تقدم الشركة خدماتها لها، والبيانات التي تم جمعها من خلال هذا المشروع التجريبي ستساعد في تحسين التطوير المستمر لنماذج الذكاء الاصطناعي والتوائم الرقمية بهدف تحسين الأداء وإنتاج الغرافين لتقليل استهلاك الطاقة وزيادة الإنتاج، وأن حلول الذكاء الاصطناعي ستدعم مراقبة جودة الغرافين، وتسريع التطبيقات المرتبطة بإنتاج هذه المنتج وتعزيز الكفاءة وتقليل النفايات”.
ومن جانبه قال نائب رئيس حلول تكنولوجيا المناخ في شركة “بيكر هيوز” قال أليساندرو بريشياني:” هذا المشروع يوضح مرة أخرى أن التعاون بين الشركتين يطلق إمكانيات استخدام تقنيات جديدة للحفاظ على البيئة والتقليل من انبعاثات الكربون.. توظيف الابتكارات من الشركات الناشئة ومختبرات الأبحاث لتغيير الواقع في مواقع صناعية معقدة يتطلب مهارات تقنية ومستوى عال من التعاون والتركيز على الصحة والسلامة والبيئة”.
المصدر: العين الأخبارية