المولد النبوي الشريف: فرصة للتأمل في رسالة الرحمة العالمية
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
المولد النبوي الشريف، يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بذكرى المولد النبوي الشريف، ليس فقط تكريمًا لذكرى ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بل استذكارًا لرسالته التي جاءت رحمة للعالمين.
حمل النبي صلى الله عليه وسلم رسالة الإسلام التي قامت على مبادئ العدل، الرحمة، والتسامح، وكانت حياته تجسيدًا عمليًا لهذه القيم.
إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو فرصة للتأمل في هذه الرسالة ومحاولة استلهامها في حياتنا اليومية.
الرسالة العالمية للرحمةجاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم برسالة تهدف إلى نشر الرحمة بين الناس، فقد كان رسول الله رحمة مهداة ليس فقط للمسلمين، بل للبشرية جمعاء، في القرآن الكريم، وصف الله نبيه بقوله: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
المولد النبوي الشريف: فرصة للتأمل في رسالة الرحمة العالميةهذه الرسالة العالمية تستدعي من كل مسلم أن يسعى ليكون رسولًا للرحمة في محيطه، متبعًا خطى النبي في العفو والرفق، سواء مع المسلمين أو غير المسلمين.
التسامح والتعايش في سيرة النبيمن أهم المبادئ التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم هو التسامح، سواء في التعامل مع أهل بيته أو مع أصحابه أو حتى مع أعدائه.
جسد النبي معنى التسامح في مواقف عديدة، مثلما فعل مع أهل مكة بعد فتحها، حيث عفا عنهم رغم ما ارتكبوه من أذى في حقه.
إن التعايش السلمي بين الناس بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية والثقافية كان جزءًا من رسالته، وهذا ما يجب أن نستحضره في ذكرى مولده.
تطبيق الرحمة في حياتنا اليوميةإن الاحتفال بالمولد النبوي ينبغي أن يكون دافعًا للمسلمين لتطبيق الرحمة في حياتهم اليومية.
الرحمة تبدأ من داخل البيت، من خلال معاملة الأهل والأطفال بلطف ورفق، ثم تمتد إلى المجتمع عبر مساعدة المحتاجين والمساهمة في رفع المعاناة عن الآخرين.
إن الرحمة ليست مجرد شعور داخلي، بل هي سلوك عملي يظهر في كل تفاصيل الحياة، من الكلمة الطيبة إلى الأعمال الخيرية.
المولد النبوي الشريف: مناسبة لتأمل رسالة الحب والتآخي نشر رسالة الرحمة في العالمفي عالم اليوم الذي يواجه تحديات كبيرة من حروب ونزاعات وكراهية، يمكن للمسلمين أن يلعبوا دورًا كبيرًا في نشر رسالة الرحمة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم.
من خلال تعزيز قيم التسامح والمحبة والسلام، يمكننا أن نساهم في تحقيق التعايش السلمي بين الشعوب، ونشر رسالة الإسلام التي تدعو إلى الخير والبر.
المولد النبوي الشريف هو مناسبة للتأمل في رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي كانت رحمةً للعالمين.
من خلال الاقتداء بسيرته وتطبيق قيم الرحمة والتسامح في حياتنا اليومية، يمكننا أن نجعل من هذا اليوم نقطة انطلاق لتغيير إيجابي في حياتنا وفي مجتمعاتنا.
دعونا نحتفل بذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بنشر رسالته العظيمة والعمل على بناء عالم يسوده السلام والرحمة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المولد المولد النبوي الشريف ذكرى المولد النبوي الشريف بوابة الفجر الإلكترونية عمرة المولد النبوي النبی صلى الله علیه وسلم المولد النبوی الشریف فی حیاتنا للتأمل فی
إقرأ أيضاً:
في اليوم العالمي لملائكة الرحمة.. تعرف على رساله بابا الفاتيكان لهم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدر البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، رسالة بمناسبة اليوم العالمي الثالث والثلاثين للمريض الذي سيحتفل به في ١١ فبراير ٢٠٢٥ كتب فيها نحتفل باليوم العالمي الثالث والثلاثين للمريض في السنة اليوبيلية لعام ٢٠٢٥، التي تدعونا فيها الكنيسة لكي نصبح حجاج رجاء.
وترافقنا في هذه الرحلة كلمة الله التي تقدم لنا من خلال القديس بولس رسالة تشجيع عظيمة للتشجيع: “الرجاء لا يخيب” لا بل هو يجعلنا أقوياء في الشدّة.
وتابع البابا فرنسيس يقول إنها كلمات تعزية، ولكنها قد تثير بعض التساؤلات في قلوب الذين يتألمون، على سبيل المثال: كيف نبقى أقوياء عندما تلمسنا في أجسادنا الأمراض الخطيرة أو المرهقة التي قد تتطلب علاجات تتجاوز إمكانياتنا؟ كيف نثبت في القوة عندما نرى بجانب ألمنا معاناة أحبائنا الذين، رغم قربهم منا، يشعرون بأنهم عاجزين عن مساعدتنا؟ في مثل هذه الظروف، نشعر بالحاجة إلى دعم أكبر منا: نحن بحاجة إلى مساعدة الله، ونعمته وعنايته، وإلى تلك القوة التي هي عطيّة روحه القدوس.
أضاف يقول لنتوقف لحظة للتأمل حول حضور الله القريب من المتألمين، لاسيما من خلال ثلاثة جوانب تميِّزه: اللقاء، العطية، والمشاركة. أولاً اللقاء. عندما أرسل يسوع الاثنين والسبعين تلميذًا في رسالة أوصاهم بأن يقولوا للمرضى: “قد اقترب منكم ملكوت الله”. بمعنى أنه طلب منهم أن يساعدوهم لكي يفهموا أنَّ المرض، على الرغم من كونه أليم ويصعب فهم، يمكنه أن يكون فرصة للقاء مع الرب. ففي زمن المرض، في الواقع، بينما نشعر من جهة بضعفنا كمخلوقات – جسديًا ونفسيًا وروحيًا – نختبر من جهة أخرى قرب وشفقة الله الذي في يسوع المسيح قد شاركنا آلامنا. فهو لا يتركنا، وغالبًا ما يفاجئنا بعطية ثبات لم نكن نتوقع أننا نملكه أو أننا سنجده بمفردنا.
يصبح المرض إذًا، تابع البابا يقول مناسبة للقاء يغيرنا، واكتشاف لصخرة لا تتزعزع يمكننا أن نتشبَّث بها لمواجهة عواصف الحياة. إنها خبرة، على الرغم من التضحية، تجعلنا أقوى لأننا ندرك أننا لسنا وحدنا. ولهذا يقال إن الألم يحمل دائمًا سرَّ خلاص، لأنه يجعلنا نختبر التعزية القريبة والحقيقية التي تأتي من الله، وصولاً إلى “معرفة ملء الإنجيل بكل وعوده وحياته”. وهذا الأمر يقودنا إلى نقطة التأمل الثانية: العطية. في الواقع نحن لا نتنبّه أبدًا كما في زمن الألم أن كل رجاء يأتي من الرب، وأنه أولاً عطية علينا أن نتقبلها وننميها، “ثابتين في الأمانة لأمانة الله”، كما تقول مادلين ديلبريل. في الواقع، لا يجد مصيرنا مكانه في الأفق اللامتناهي للأبدية إلا في قيامة المسيح. فمن خلال فصحه المقدس فقط يأتينا اليقين بأن لا شيء، “لا مَوتٌ ولا حَياة، ولا مَلائِكَةٌ ولا أَصحابُ رِئاسة، ولا حاضِرٌ ولا مُستَقبَل، ولا قُوَّاتٌ، ولا عُلُوٌّ ولا عُمْق، ولا خَليقَةٌ أُخْرى، بِوُسعِها أَن تَفصِلَنا عن مَحبَّةِ اللهِ”. ومن هذا “الرجاء العظيم” ينبع كل شعاع نور آخر يساعدنا على تخطّي تجارب وصعوبات الحياة.
أضاف يقول ليس هذا فحسب، بل إن المسيح القائم من بين الأموات يسير معنا أيضًا، جاعلاً نفسه رفيقنا في الطريق، كما فعل مع تلميذي عماوس. مثلهما، يمكننا أن نشاركه نحن أيضًا حيرتنا وقلقنا وخيبات أملنا، وأن نصغي إلى كلمته التي تنيرنا وتلهب قلوبنا، وأن نتعرف على حضوره في كسر الخبز، ونفهم أنه في وجوده معنا، حتى ضمن حدود الحاضر، نجد ذلك “البعد الآخر” الذي يقترب منا، ويعيد إلينا الشجاعة والثقة. ونصل هكذا إلى الجانب الثالث، وهو المشاركة. غالبًا ما تكون أماكن الألم أماكن مشاركة متبادلة، نُغني فيها بعضنا البعض. كم من مرة، بجانب سرير شخص مريض، نتعلم الرجاء! وكم من مرة، بالقرب من شخص يتألّم، نتعلم الإيمان! وكم من مرة، عندما ننحني لمساعدة شخص محتاج، نكتشف المحبة! ندرك حينها أننا “ملائكة” رجاء، ومرسلون من لله، لبعضنا البعض، جميعنا معًا: مرضى، وأطباء، وممرضون، وأقارب، وأصدقاء، وكهنة، ورهبان وراهبات؛ أينما كنا: في العائلات، في العيادات، في دور الرعاية، في المستشفيات والعيادات المتخصصة. من المهم أن نفهم جمال وقيمة هذه اللقاءات المليئة بالنعمة، وأن نتعلم أن نحفظها في أرواحنا لكي لا ننساها: فنحافظ في قلوبنا على ابتسامة لطيفة لأحد العاملين الصحيين، أو نظرة مُمتنّة وملؤها الثقة لمريض، أو وجهًا متفهّمًا ومهتمًا لطبيب أو متطوع، أو وجهًا مترقبًا وقلقًا لزوج أو ابن أو حفيد أو صديق عزيز. جميع هذه الأمور هي علينا أن نكتنزها، وهي حتى في ظلام التجربة، لا تمنحنا القوة فحسب، بل تعلمنا المعنى الحقيقي للحياة في المحبة والقرب.