المولد النبوي الشريف، يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بذكرى المولد النبوي الشريف، ليس فقط تكريمًا لذكرى ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بل استذكارًا لرسالته التي جاءت رحمة للعالمين.

 حمل النبي صلى الله عليه وسلم رسالة الإسلام التي قامت على مبادئ العدل، الرحمة، والتسامح، وكانت حياته تجسيدًا عمليًا لهذه القيم.

 

إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو فرصة للتأمل في هذه الرسالة ومحاولة استلهامها في حياتنا اليومية.

الرسالة العالمية للرحمة

جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم برسالة تهدف إلى نشر الرحمة بين الناس، فقد كان رسول الله رحمة مهداة ليس فقط للمسلمين، بل للبشرية جمعاء، في القرآن الكريم، وصف الله نبيه بقوله: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

المولد النبوي الشريف: فرصة للتأمل في رسالة الرحمة العالمية

 هذه الرسالة العالمية تستدعي من كل مسلم أن يسعى ليكون رسولًا للرحمة في محيطه، متبعًا خطى النبي في العفو والرفق، سواء مع المسلمين أو غير المسلمين.

التسامح والتعايش في سيرة النبي

من أهم المبادئ التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم هو التسامح، سواء في التعامل مع أهل بيته أو مع أصحابه أو حتى مع أعدائه. 

جسد النبي معنى التسامح في مواقف عديدة، مثلما فعل مع أهل مكة بعد فتحها، حيث عفا عنهم رغم ما ارتكبوه من أذى في حقه. 

إن التعايش السلمي بين الناس بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية والثقافية كان جزءًا من رسالته، وهذا ما يجب أن نستحضره في ذكرى مولده.

تطبيق الرحمة في حياتنا اليومية

إن الاحتفال بالمولد النبوي ينبغي أن يكون دافعًا للمسلمين لتطبيق الرحمة في حياتهم اليومية. 

الرحمة تبدأ من داخل البيت، من خلال معاملة الأهل والأطفال بلطف ورفق، ثم تمتد إلى المجتمع عبر مساعدة المحتاجين والمساهمة في رفع المعاناة عن الآخرين. 

إن الرحمة ليست مجرد شعور داخلي، بل هي سلوك عملي يظهر في كل تفاصيل الحياة، من الكلمة الطيبة إلى الأعمال الخيرية.

المولد النبوي الشريف: مناسبة لتأمل رسالة الحب والتآخي نشر رسالة الرحمة في العالم

في عالم اليوم الذي يواجه تحديات كبيرة من حروب ونزاعات وكراهية، يمكن للمسلمين أن يلعبوا دورًا كبيرًا في نشر رسالة الرحمة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم.

 من خلال تعزيز قيم التسامح والمحبة والسلام، يمكننا أن نساهم في تحقيق التعايش السلمي بين الشعوب، ونشر رسالة الإسلام التي تدعو إلى الخير والبر.
المولد النبوي الشريف هو مناسبة للتأمل في رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي كانت رحمةً للعالمين.

 من خلال الاقتداء بسيرته وتطبيق قيم الرحمة والتسامح في حياتنا اليومية، يمكننا أن نجعل من هذا اليوم نقطة انطلاق لتغيير إيجابي في حياتنا وفي مجتمعاتنا.

 دعونا نحتفل بذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بنشر رسالته العظيمة والعمل على بناء عالم يسوده السلام والرحمة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المولد المولد النبوي الشريف ذكرى المولد النبوي الشريف بوابة الفجر الإلكترونية عمرة المولد النبوي النبی صلى الله علیه وسلم المولد النبوی الشریف فی حیاتنا للتأمل فی

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف يهنئ رئيس الجمهورية بذكرى المولد النبوي الشريف

هنأ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية خلال كلمته، التي ألقاها في احتفال وزارة الأوقـاف بذكرى المولد النبوي الشريف.

وأكد وزير الأوقاف أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بالعمران ونهى نهيا شديدًا عن الفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل وأمر أصحابه بالحرف والمهن وحضهم على ذلك، وأننا كمصريين نبذل كل جهودنا بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لإطفاء نيران الحرب في غزة وفي الضفة الغربية ونأبى لأشقائنا أن يهجروا من أرضهم وندعوهم للتمسك التام بأرض وطنهم مهما كانت التضحيات الفادحة.

نص كلمة وزير الأوقاف

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية حفظه الله.

السادة فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف حفظه الله، الحضور الكرام، يشرفني أن أتقدم إلى حضراتكم جميعا وإلى شعب مصر العظيم، وإلى الأمتين العربية والإسلامية، وإلى الإنسانية كلها بأطيب التهاني بالمولد النبوي الشريف المعظم، داعيا المولى جل جلاله أن يعيده علينا وعلى حضراتكم بكل الخير واليمن والسرور، وبعد:

فاليوم ميلاد النبي المصطفى، النبي المصطفى المرفوع الحبيب المتحبب المختار، لا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح ويغفر، رحيما بالمؤمنين يبكي للبهيمة المثقلة، ويبكي لليتيم في حجر الأرملة، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا متزين بالفحش، ولا قوال للخنا، لو يمر إلى جنب السراج لم يطفئه من سكينته، ولو يمشي على القصب الرعراع، يعني اليابس، لم يسمع من تحت قدميه بعثه الله مبشرا ونذيرا فسدده الله بكل جميل، ووهب له كل خلق كريم، وجعل السكينة لباسه، والبر شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة معقوله، والصدق والوفاء طبيعته، والعفو والمغفرة والمعروف خلقه، والعدل سيرته، والحق شريعته، والهدى إمامه، والإسلام ملته، وأحمد اسمه.

واسمحوا لي أن أقف عند لمحات:

اللمحة الأولى:

لقد جاء صلى الله عليه وسلم بالعمران، ونهى نهيا شديدا عن الفساد في الأرض وأهلاك الحرث والنسل، وأمر أصحابه بالحرف والمهن وحضهم على ذلك، فأحصى العلماء عدد المهن التي وجدت في زمنه الشريف فزادت على مئتي مهنة، وهو صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بإتقان تلك المهن وتجويدها وتحسينها، حتى تفتح أبواب الأرزاق، وتعمر البيوت، وننأى عن الفقر ويحصل الرخاء، وألف الإمام الجليل ذو الوزارتين أبو الحسن علي بن محمد الخزاعي التلمساني كتابه الجليل العجيب: تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية ويطعناه عندنا قديما في وزارة الأوقاف في مطبوعات المجلس الأعلى، وأحصى أستاذنا الجليل الشيخ رفاعة الطهطاوي كتابه الجليل في السيرة النبوية (نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز فخصص فيه فصلا عظيما يكاد يكون ربع الكتاب عن رعايته صلى الله عليه وسلم للحرف والمهن في الزمان النبوي، وقفز بذلك الإمام السيد عبد الحي الكتاني في كتابه: (التراتيب الإدارية في نظام الحكومة النبوية، وطور قبلهم جميعا الإمام تاج الدين السبكي قوانين إتقان المهن في كتابه: معيد النعم ومبيد النقم، وبرعاية الشرع الشريف لهذا الجانب العظيم من العمران والتمدن تتطور المؤسسات، وتصنع الحضارة. إن احتفالنا بالمولد النبوي الشريف هو في حقيقته إحياء المقاصد رسالته وبعثته ودعوته، وأخلاقه وشمائله حتى نتخلق بها، ونترجمها إلى واقع وعمل يبرهن على صدق حبنا له وإيماننا به.

اللمحة الثانية:

لقد قال صلى الله عليه وسلم: (أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام فهذا خطابه لأمته، أي للمسلمين جميعا، أي المليارين من البشر اليوم، أن تكون هذه المعاني هي رسالتهم بين بقية البشرية، وأن تكون هذه المعاني والقيم وظيفة الأمة المحمدية في الإنسانية، أن نطعم الطعام، وأن نحول إطعام الطعام من مسلك فردي إلى دور مؤسسي جماعي يقوم به المسلمون في كافة دوله ومجتمعاتهم وشعوبهم، حتى لا يبقى على ظهر الأرض جائع وحينئذ يلتقي وحي السماء وهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بما انتهى إليه تفكير البشر في الأمم المتحدة التي اعتمدت في سنة ۲۰۱٥ م خطة التنمية المستدامة لسنة ٢٠٣٠ فأقرت سبعة عشر هدفا وجعلت على رأسها شعار: (لا) لجوع، أين أنتم أيها المسلمون من ذلك، وهدي نبيكم يقول: (أطعموا الطعام)، (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) إن من وراءنا يوما عظيما يبعثنا الله فيه، ويسألنا ماذا فعلنا بهدي نبينا صلى الله عليه وسلم وهل انطلقنا إلى العالمين بهديه وقيمه وأخلاقه، فأعدوا أيها المسلمون جميعا عدتكم لذلك اليوم العظيم.

وكذلك أن نحول إفشاء السلام إلى دور مؤسسي جماعي يسعى بها الملياران من المسلمين بين البشر فنطفيء نيران الحروب في العالم جميعا، وأن نواجه كل فلسفات صراع الحضارات، وأن ننادي بتعارف الحضارات لقوله تعالى: (لتعارفوا) وأن نصل الأرحام فنشيد العلاقات الحسنة بين كافة الشعوب والأمم لأن الجميع أبناء آدم وبينهم رحم الإنسانية، ثم بعدها يقول: (وصلوا بالليل والناس نيام، فأخرها بعد الإطعام والسلام وصلة الأرحام، حتى نعلم أن الإنسانية الكاملة هي مفتاح العبادة الكاملة.

وإذا كان الهدي النبوي الشريف لأمته أن تطفيء نيران الحروب في العالم أجمع، فلهذا نبذل كمصريين بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي كل جهودنا لإطفاء نيران الحرب في غزة وفي الضفة الغربية، ونأبي لأشقائنا أن يهجروا من أرضهم، وندعوهم للتمسك التام بأرض وطنهم مهما كانت التضحيات الفادحة وأنه لا حل للأزمة إلا بقيام الدولة الفلسطينية على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

اللمحة الثالثة:

جاء صلى الله عليه وسلم كما سبق بالعمران ورعاية المهن، فنخرج بشعار: (فليعمروا)، وجاء بإطعام الطعام وإفشاء السلام وإطفاء الحروب فنخرج بشعار (فليصلحوا)، وجاء بالفرح بالله وبرسوله فقال: ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، فنخرج منها بشعار: (فليفرحوا)، وقال لمن سأله عن قيام الساعة: (ماذا أعددت لها قال: أعددت لها حب الله ورسوله، فقال له: (أنت مع من أحببت فقال سيدنا أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: فإنك مع من أحببت فنخرج بشعار: (فليحبوا ولا يكرهوا ولا يحقدوا)، وجاء بالخلق العظيم وإنك لعلى خلق عظيم) وقال: (أحبكم إلي أحسنكم خلقا فنخرج بشعار (فليتخلقوا)، وجاء بالأمر بالفكر والتعقل والتدبر والنظر والتعلم فنخرج بشعار (فليفكروا) وليبدعوا وليطوروا وليخترعوا وليتحضروا)، وقال: (إن الله جميل يحب الجمال، فنخرج بشعار: (فليتجملوا) إذن: فليعمروا، فليصلحوا، فليفرحوا، فليحبوا، فليتخلقوا، فليفكروا، فليتجملوا، هذا هو سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يوم مولده الشريف.

وختاما فإنني وبحضور الرئيس وعلى مسمع من العالم أجمع أقول لزملائي وأبنائي الكرام من الخطباء والأئمة وكافة أبناء وزارة الأوقاف، هذه مواريث النبوة، فتحققوا بها في أنفسكم، واحملوا مشاعل نورها في دعوتكم وفي رسالتكم لتنوروا بها ربوع الوطن، ولتملئوا بها وعي المصريين جميعا، ارفعوا رؤوسكم عزيزة بشرف ما تحملونه وبنبل ما تؤدونه، وكونوا في الناس شامة، مظهرا حسنا وحكمة منيرة واجعلوا خطابكم ينزل على قلوب الناس رحمة وراحة والله من وراء القصد.

وقدم وزير الأوقاف كتاب الله (عز وجل) هدية للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

اقرأ أيضاًوزير الأوقاف يعزي أمير الكويت في وفاة الشيخ جابر مبارك الصباح رئيس الوزراء الأسبق

وزير الأوقاف خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف: الاصطفاف خلف فضيلة شيخ الأزهر هو المبدأ والمنطلق لنا

اليوم.. وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية يؤديان صلاة الجمعة في القليوبية

مقالات مشابهة

  • السيسي: المولد النبوي فرصة للتأمل في سيرة النبي واستحضار مفاهيم الإسلام
  • نص كلمة وزير الأوقاف في احتفالية المولد النبوي الشريف
  • وزير الأوقاف يهنئ رئيس الجمهورية بذكرى المولد النبوي الشريف
  • فضل زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة
  • ذكرى المولد النبوي الشريف تسطع أنوارها في الولايات
  • المولد النبوي الشريف: احتفاء بالقيم النبوية
  • أدعية مستحبة في ذكرى المولد النبوي الشريف 2024
  • أفضل دعاء يردده المسلم يوم المولد النبوي الشريف.. احرص عليه
  • حكم صيام المولد النبوي الشريف
  • حملة "كأنه معك" تسلط الضوء على جوانب إنسانية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم