عربي21:
2024-09-16@22:37:14 GMT

إتاوات مرهقة وتوظيف سياسي حوثي لذكرى المولد النبوي

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

منذ أن سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، بدعم من أطراف محلية وخارجية؛ هدف حينها إلى تقويض المكاسب السياسية والاجتماعية الرفيعة للتغيير الذي أنتجه ربيع اليمن، هيمنت على المحافظات الأكثر كثافة سكانية في شمال غرب البلاد، طقوسٌ تمزجُ بين التصوف والاستعلاء، وتسعى بوضوح إلى توسل المكانة النبوية الشريفة في تمرير المشروع السلطوي (الثيوقراطي) القائم على فكرة الاستحقاق السلالي للحكم.



الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بات مناسبة لبناء مشهد عام (كاريكاتوري) بائس يقوم على فكرة تعميم اللون الأخضر، وفرضه كلون رسمي على واجهة المنازل والمحلات والمقار الحكومية، والأضواء الملابس الرجالية والنسائية، وتحويله إلى مساحيق لطلاء الأجساد طيلة فترة الاحتفال بهذه المناسبة التي تصادف الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام هجري.

تمثل عودة هذه المناسبة السنوية سببا في استثارة مخاوف الناس، بسبب ما يفرضه الحوثيون على اليمنيين من إتاوات مرهقة، إذ تقوم هذه المناسبة على تمويلاتهم القسرية من موارد شحيحة، فالأمر لا يتوقف على دعم المظاهر المبالغ فيها، ولكن أيضا تتحول إلى مناسبة لإثراء العناصر المسلحة، التي تطوف بإيعاز من الطغمة المتسلطة في صنعاء، على المحلات والبيوت والشركات لأخذ الأموال تحت طائلة التهديد.

تمثل عودة هذه المناسبة السنوية سببا في استثارة مخاوف الناس، بسبب ما يفرضه الحوثيون على اليمنيين من إتاوات مرهقة، إذ تقوم هذه المناسبة على تمويلاتهم القسرية من موارد شحيحة، فالأمر لا يتوقف على دعم المظاهر المبالغ فيها، ولكن أيضا تتحول إلى مناسبة لإثراء العناصر المسلحة
وفي حين يصر الحوثيون على إضفاء البعد الديني للمناسبة، يزداد وعي الناس بالأهداف السياسية النهائية لتشبثهم بإحيائها على هذا النحو المبالغ فيه، والمرهق والمستنزف لأرزاق الناس، ما أدى إلى أن تتحول هذه المناسبة من احتفال تذكاري طوعي بالمولد النبوي، كما كان يفعل اليمنيون عشية ذكرى المولد في بعض مساجد المدن، إلى حدث يتصادم مع القناعات السياسية والوطنية للشعب اليمني، وهم يرون هذه الموجة الشيعية الجديدة، تعيدهم إلى عهد سياسي مظلم وحالك السواد، كانوا قد دفنوه في السادس والعشرين من أيلول/ سبتمبر1962.

في الفترة الممتدة من 1918 وحتى 1962، والتي حكمت فيه الدولة المتوكلية الزيدية (الشيعية) شمال اليمن، عانى اليمنيون ما عانوا من بؤس شديد، لا يمكن قياسه بأي عهد من عهود الانحطاط السابقة، بل يصح أن تكون تلك الفترة أنموذجا شديد السوء، تقاس عليه الفترات والعهود التي يعاني منها الناس -في أي مكان من العالم- من شظف العيش والتخلف الحضاري والعمراني، والجهل والأمراض، خصوصا أن اليمنيين عانوا من عانوه فيما كان الناس من حولهم يشهدون تطورات متسارعة في كل مجالات الحياة خلال النصف الأول وشطرٍ من النصف الثاني من القرن العشرين.

ومنذ أواخر القرن الثالث الهجري ثمة نماذج سيئة، كرسها الأئمة الزيدون في المناطق التي كانت تقع تحت أيديهم على فترات متقطعة. فقد كانت المذابح وهدم المنازل ومصادرة الأرزاق وفرض الحرمان المعيشي، من العوارض الجانبية المعتادة لانتصار أحد الأئمة أو اتساع نفوذه. ومرد ذلك إلى أن الحكم الذي يضع الأئمة أيديهم عليه، لم يكن يحمل تصورا إيجابيا حول ما ينبغي أن يقدمه الإمام للناس، بل على ما سوف يسلبه منهم، في سياق عملية انتقامية لا تكاد تتوقف من العرب (الأعراب)، وتعبيرا عن الانتصار في معركة استرداد "الحق الإلهي" المزعوم في الحكم الذي "سُلب" من علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه) وأبنائه من بعده منذ عهد السقيفة.

الطغيان السياسي لمناسبة المولد النبوي بفعل السطوة الحوثية على الناس، أفقد هذه المناسبة الدينية مذاقها الروحي التي اعتاد عليها اليمنيون طيلة قرون طويلة من الزمن
إن الطغيان السياسي لمناسبة المولد النبوي بفعل السطوة الحوثية على الناس، أفقد هذه المناسبة الدينية مذاقها الروحي التي اعتاد عليها اليمنيون طيلة قرون طويلة من الزمن. إذ أن بلدهم كان أحد أهم ساحات التصوف على مستوى الوطن العربي، إلى فترة متأخرة من القرن المنصرم، وكانت الطرق الصوفية التقليدية الست: القادرية، والشاذلية، والرفاعية، والمغربية، السهروردية، والنقشبندية، بمثابة ملاذات روحية ومدارس للنشاط العام والتحشيد الاجتماعي، وكان معظم هذه الطرق يكرس الزعامة الروحية للرموز الهاشمية السنية، فتحولت بالنسبة لهم سلطة موازية على الناس تجلب لهم الكثير من المنافع المادية والمعنوية.

وقد انتشرت هذه الطرق في المناطق الغربية والجنوبية والشرقية من البلاد، التي تضم العدد الأكبر من سكان اليمن من معتنقي المذهب الشافعي، واكتسبت نفوذا متزايدا في عهد الدولة الرسولية التي كانت تحكم من مدينة تعز.

وقد شاب الممارسات الصوفية بعض التجاوزات المسيئة للدين الحنيف، لكن لم تتعمد هذه الطرق توسل المولد النبوي للحشد السياسي المباشر، ولم تمس الناس في أرزاقهم وكرامتهم، كما يحدث اليوم في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بقدر ما عملت بوعي أو بدون وعي إلى تحويل الاحتفالات بالمولد النبوي إلى بهجة اجتماعية يتشاركها الناس دون كلف أو إرهاق.

x.com/yaseentamimi68

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اليمن المولد النبوي اليمن الحوثيين المولد النبوي سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المولد النبوی الحوثیون على هذه المناسبة

إقرأ أيضاً:

حشود مليونية بصنعاء هي الأضخم عالميا إحياء لذكرى المولد النبوي ونصرة لغزة (فيديو + صور)

يمانيون../
خرجت حشود مليونية بالعاصمة صنعاء، اليوم الأحد، احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، وتعبيرا عن إسنادها ونصرتها للشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية منذ 11 شهرا.

وفي خروج غير مسبوق، اكتظ ميدان السبعين والشوارع والطرقات المحيطة به بملايين البشر الذين تقاطروا إليه من مختلف مديريات أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، ووفدا من مختلف المحافظات والدول العربية والإسلامية.

واكتست الساحة باللون الأخضر، وتوسطها لوحة خضراء كتب عليها باللون الأبيض اسم خاتم الأنبياء والمرسلين “محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مع صورة للمسجد الأقصى المبارك” وفي جوانبها عبارات “لبيك يا رسول الله” و”لبيك يا أقصى”.
https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/09/مركز.mp4

وتزامن الحضور اليماني هذا العام مع مواصلة العدوان وحرب الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وكان الزخم الجماهيري هذا العام غير مسبوقا، استجابة لنداء السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، خلال كلمة له، أمس السبت، الذي دعا فيه أحرار الشعب اليمني إلى الخروج الكبير والمليوني وغير المسبوق على الإطلاق، إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أزكى الصلاة وأتم التسليم.

وتوجه السيد القائد بقوله “إلى شعبنا اليمني العزيز، إلى يمن الإيمان والحكمة بالخروج، والحضور الكبير وغير المسبوق في فعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف”، مضيفا أن “الخروج الكبير نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم وتأكيدا على ثبات شعبنا على موقفه الجهادي الذي هو استجابة لله ووفاء لرسوله الكريم”.

ورددت الجماهير المحتشدة شعارات البراءة من أعداء الله، وصدحت بالتهليل وبالصلاة والسلام على النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والأناشيد والمدائح والهتافات المعبرة عن الفرحة والبهجة بالمبعوث رحمة للعالمين، رافعين اللافتات والشعارات الخضراء والبيضاء المؤكدة على عظمة المناسبة ومكانة صاحبها عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.

واقتداءً بأجدادهم في المدينة المنور حين استقبلوا الرسول الخاتم، ردد أحفاد الأنصار بصوت واحد نشيد “طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا ما دعا لله داع.. أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع.. جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع”.

ومن الهتافات التي تم ترديدها (الكونُ يُسبحُ لله.. لله المِنَّةُ لله)، (ما أعظمَهُ جلَّ عُلاه.. لله المِنَّةُ لله)، (أكرمنا برسول الله.. لله المِنَّةُ لله)، (شرَّفنا برسول الله.. لله المِنَّةُ لله)، (أنقذنا برسول الله.. لله المِنَّةُ لله)، (زكَّى أنفُسَنا بهُداه.. لله المِنَّةُ لله)، (حتى نتأسَّى بخُطاه.. لله المِنَّةُ لله)، (ونجاهدُ كفراً وطُغاه.. لله المِنَّةُ لله)، (ونسيرُ على نهج الله.. لله المِنَّةُ لله)، (أهلاً فيك رسول الله.. لله المِنَّةُ لله).

كما رددوا (تعظيماً لله وشُكرا..أظهرنا فرحتنا الكبرى.. بقدوم الرحمة والبشرى)، (أحيينا ذكرك أحيانا..وبنهجك سرنا فهدانا.. وبحبك زدنا إيمانا)، (نحنُ جنود رسول الله.. نتأسَّى نمضي بخُطاه.. لا نخشى أحداً في الله)، (حباً ووفاءً وجهاد.. لبَّيناك على استعداد.. إما نصر أو استشهاد)، (حبَّاً ووفاءً جئناك.. وعلى النُصرة بايعناك.. لبيناك لبيناك)، (يتحصَّنُ يمنُ الإيمان.. برسول الله والقرآن.. والعترةُ صمامُ أمان)، (عهداً للهادي الأمين.. أن ننصر شعب فلسطين.. لن نخضع لن نستكين)، (حبّاً ووفاءً جئناك.. عهداً لن نخذلَ مسراك.. وسنمضي دوماً بخُطاك)، (من يتأسى بالمختار..لا يستسلم للكفار.. ولكم عِبرهْ في الأنصار.. وبغزَّة أرض الأحرار)، (في غزة قومٌ أحرار.. ساروا في نهج المختار.. قاموا بجهاد الكفار)، (ميلاد الهادي الأمين.. يسألكم يا مسلمين..ما قدّمتم لفلسطين).

وغطت ساحة الاحتفال الأعلام الخضراء، ورُفعت الأعلام اليمنية والفلسطينية، واللافتات التي حملت شعار “لبيك يا رسول الله”، كما حملت الحشود اللافتات والشعارات التي كتبت عليها عبارات التلبية والتعظيم للرسول الأعظم، وكذا العبارات المعبرة عن الولاء والاتباع للنهج المحمدي وما حمله للأمة من قيم ومبادئ إيمانية لإصلاح شأنها واستعادة مكانتها وعزتها وكرامتها.

وباركت الحشود المحمدية عملية القوات المسلحة اليمنية النوعية التي ضربت هدفا عسكريا صهيونيا في يافا بفلسطين المحتلة، بصاروخ باليستي فرط صوتي استغرق وصوله إلى كيان العدو 11 دقيقة و30 ثانية، داعية القوات المسلحة إلى المزيد من العمليات نصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في غزة منذ قرابة عام.

وبدأ الاحتفال المحمدي بآيات من الذكر الحكيم، وتضمن فقرات إنشادية تراثية معبرة عن الحب اليماني والتعظيم والتوقير والتعزير لصاحب المناسبة عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.

يتبع….

مقالات مشابهة

  • صعدة .. حشد جماهيري غير مسبوق إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف
  • أبناء عمران وحوث يحتشدون بساحتي الرسول الأعظم احياءً لذكرى المولد النبوي
  • حشود جماهيرية غير مسبوقة بذمار إحياءً لذكرى المولد النبوي
  • فعاليتان مركزيتان للقطاع النسائي بريمة إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف
  • الصلاة فى وقتها وقراءة القرآن.. عالم أزهري يوضح الطرق الأفضل للاحتفال بالمولد النبوي
  • مسيرة جماهيرية حاشدة في الضالع إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف
  • مليونية صنعاء هي الأضخم عالميا إحياء لذكرى المولد النبوي
  • حشود مليونية بصنعاء هي الأضخم عالميا إحياء لذكرى المولد النبوي ونصرة لغزة (فيديو + صور)
  • مؤسسة الغزل والنسيج تنظم فعالية ثقافية إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف
  • يمتد عمره لـ«قرن».. طابع خاص للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في أسوان