موجة حر ورطوبة تجتاح دبي والدوحة.. كيف يؤثر تغير المناخ على دول الخليج؟
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
تجتاح موجة حرارة ورطوبة هذا الأسبوع دول الخليج حيث يظهر تأثيرها واضحا على عدة مدن لاسيما دبي والدوحة.
وترجح توقعات الطقس على سبيل المثال في دبي أن درجات الحرارة تحوم حول 43 درجة مئوية لكن خبراء المناخ يقولون إن حرارة الجو وحدها قد تكون مضللة.
وينتاب خبراء الأرصاد الجوية قلق بشأن قراءات "ميزان الحرارة المبلل" وهو مقياس أشمل لا يعتمد فقط على درجة حرارة الهواء لكن أيضا على الرطوبة التي يحملها.
ومن المتوقع أن تتراوح نسبة الرطوبة في دبي هذا الأسبوع بين 35 إلى 45 بالمئة.
ويمكن أن يسبب الارتفاع الكبير لقراءات ميزان الحرارة المبلل في أضرار صحية خطيرة إذا لم يسرع الناس إلى تلطيف شعورهم بالحرارة.
وقد تصب دبي لفترة وجيزة هذا الأسبوع إلى درجات حرارة تقترب من 30 درجة على الميزان المبلل وهي تقريبا النقطة التي يمكن أن تحدث فيها آثار صحية خطيرة.
كيف يقيس الميزان المبلل درجات الحرارة؟
تُحدد درجة الحرارة عن طريق تغطية مقياس الحرارة (الترمومتر) بقطعة قماش مبللة بالماء. ورغم أن تبخر الماء من القماش يخفض درجة الحرارة فإنه يعكس كيفية تلطيف الجسم للحرارة بواسطة إفراز العرق.
وعند وصول نسبة الرطوبة 100 بالمئة تكون درجة حرارة الميزان المبلل مماثلة لدرجة حرارة الهواء الجاف ولكن مع انخفاض الرطوبة تكون أقل.
كيف يتأثر جسم الإنسان بارتفاع حرارة الميزان المبلل؟
تمثل درجات الحرارة المرتفعة للمصباح المبلل خطرا لأن البشر يفقدون نحو 80 بالمئة من سخونة أجسادهم عبر إفراز العرق لذلك عندما ترتفع الرطوبة ودرجة حرارة الهواء معا يصبح من الصعب التخلص من الحرارة الزائدة.
وخلال الأيام التي ترتفع فيها الرطوبة يتبخر العرق من الجلد ببطء شديد إذا ما تبخر أصلا.
وتبلغ درجة حرارة الجسم الداخلية 37 درجة مئوية لكن المزيد من الحرارة تتولد مع الحركة والنشاط.
وأوضح ماثيو هوبر الخبير العالمي في الإجهاد الحراري بجامعة بوردو في الولايات المتحدة "عليك أن تفقد هذا.. إذا لم تتخلص من الحرارة سترتفع حرارتك ببطء ولن يكون هذا جيدا".
وإذا لم يتمكن الجسم من تبريد نفسه سترتفع درجة حرارته عن المعدل الطبيعي في نهاية الأمر مما يتسبب في مشكلات بالجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية وربما الوفاة.
- ما هو الحد الأقصى؟
هذا مجال بحث مستمر بين العلماء.
أكدت دراسة رائدة شارك فيها هوبر عام 2010 أن استمرار درجة حرارة الميزان المبلل عند 35 درجة لأكثر من ست ساعات يمكن أن يرفع درجة حرارة الجسم ويسبب عواقب صحية وخيمة قد تصل للوفاة.
وفي حين بنت دراسة هوبر النتائج على احتمال مثالي وهو أن الشخص يجلس في الظل ويشرب الماء، فقد يكون الحال على أرض الواقع هو أنه يمارس الرياضة في ضوء الشمس المباشر.
ولفت بحث منشور في دورية (جورنال أوف أبلايد فسيولوجي) عام 2022 إلى أن الحد الأقصى الذي يمكن تحمله قد يكون أقل. وفي هذا البحث، وضع العلماء شبانا بالغين يتمتعون بصحة جيدة في غرف تحاكي قراءات مرتفعة لميزان الحرارة المبلل وطلبوا منهم ممارسة مهام من الحياة اليومية. ووجدوا أن الحد الأقصى يمكن أن يكون أقل بكثير، بين 30 و31 درجة مئوية.
قال هوبر "إذا كان هذا صحيحا فسيغير قواعد اللعبة".
كيف يؤثر تغير المناخ على درجات حرارة الميزان المبلل؟
من المتوقع أن يؤثر تغير المناخ ليس فقط على كيفية ارتفاع درجات حرارة الميزان المبلل ولكن أيضا على مدة استمرارها. ويتناسب النطاق الأعلى لدرجات حرارة ميزان المبلل تناسبا مباشرا مع متوسط درجة الحرارة العالمية المتزايدة.
وأكد هوبر "إذا ارتفعت درجة حرارة العالم بنحو درجة مئوية واحدة، فإن درجة الحرارة الميزان المبلل في معظم أنحاء العالم تزيد بالمقدار نفسه تقريبا".
وتقول الأمم المتحدة إن العالم ماض على طريق ارتفاع درجة حرارة الأرض بنحو 2.7 درجة مئوية فوق مستويات الثورة الصناعية بحلول 2100 في ظل السياسات الحكومية الحالية.
وأضاف هوبر "وجدنا فجأة أن أجزاء كبيرة من العالم من حيث عدد السكان وصلت إلى هذه العتبة، حتى مع ارتفاع درجات حرارة بوتيرة معتدلة".
وقد يتسبب تغير المناخ أيضا في استمرار القراءات الخطيرة لحرارة الميزان المبلل لفترة أطول. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2020 في دورية (جورنال أوف ساينتيفيك أدفانسيز) أنه بدلا من أن تدوم هذه القراءات الخطيرة لساعة واحدة فقط، يمكن أن تستمر لست ساعات أو أكثر بحلول 2060، مما قد يودي بحياة أي إنسان لا يستطيع الاحتماء من هذه المستويات من الحرارة.
وبشكل عام وجدت الدراسة أن تكرار الارتفاع الشديد في درجات حرارة الميزان المبلل في مختلف أنحاء العالم تضاعف للمثلين منذ 1979.
ما هي المناطق المعرضة لأشد المخاطر؟
المناطق المدارية التي ترتفع فيها الرطوبة، لا سيما تلك الموجودة في نطاق حزام الأمطار الموسمية، هي بشكل عام أكثر عرضة لخطر التعرض لمستويات مميتة من درجات حرارة الميزان المبلل.
وتعتبر الصين والهند وبنجلادش وباكستان والساحل الأفريقي مناطق مخاطر رئيسية.
هل شهدنا بالفعل مستويات مميتة من درجات حرارة الميزان المبلل؟
شهدت مناطق صغيرة من العالم مستويات مميتة من درجات حرارة الميزان المبلل. لكن هذه الظروف القاسية تستمر من ساعة لساعتين فقط في كل مرة مما جنب البشر العواقب المميتة.
وتجاوزت درجات حرارة الميزان المبلل في مدينة يعقوب اباد في باكستان، التي يطلق عليها اسم المدينة الأكثر سخونة على وجه اليابسة، 35 درجة مئوية في أربع مرات على الأقل.
وقالت دراسة (جورنال أوف ساينتيفيك أدفانسيز)، التي حللت بيانات مستقاة من محطات الرصد الجوي في العالم، إن العديد من المدن الأخرى شهدت لفترة وجيزة درجات حرارة قصوى للميزان المبلل تتجاوز 32 درجة مئوية وتشمل هذه المناطق لا باز في المكسيك وبورت هيدلاند في أستراليا وأبوظبي في دولة الإمارات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي المرأة والأسرة حول العالم حول العالم درجات الحرارة الاحتباس الحراري الخليج العربي درجات الحرارة التغير المناخي حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة درجة الحرارة تغیر المناخ درجة مئویة درجة حرارة من الحرارة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
إيطاليا على موعد مع موجة برد قاسية خلال الأيام المقبلة
تستعد إيطاليا لموجة برد شديدة قد تضرب العديد من المناطق بين 13 و15 نوفمبر 2024، مع احتمالية وصول كتلة هوائية باردة قادمة من شرق أوروبا، هذه الموجة المرتقبة من البرودة ستكون مصحوبة بتقلبات جوية ملحوظة تشمل أمطارًا غزيرة وتساقطًا للثلوج في بعض المناطق. لكن كيف ستتوزع هذه التأثيرات على مختلف أنحاء إيطاليا؟.
إيطاليا تتطلع لدور "مهم" في الشرق الأوسط.. وتاياني: لا تغلقوا باب الدبلوماسية أبداً حالة طوارئ.. ظهور فيروس إنفلونزا H3N2 في إيطالياوفقًا للنماذج المناخية المتوفرة، من المتوقع أن تشهد إيطاليا انخفاضًا كبيرًا في درجات الحرارة، خصوصًا في المناطق الجنوبية والساحلية التي ستتأثر بشكل ملحوظ. أما بالنسبة للمناطق الشمالية، فإن درجات الحرارة ستظل أدنى من المعدلات الطبيعية، لكن من غير المتوقع أن يكون هناك تساقط ثلجي مهم في جبال الألب.
التحليلات أظهرت تفاوتًا في التوقعات بين النماذج المختلفة: في حين تشير التوقعات من نموذج ECMWF إلى احتمالية هطول أمطار غزيرة وثلوج خفيفة في مناطق مثل ساردينيا وكورسيكا وبعض المناطق التيرانية، فإن النموذج البريطاني UKMO يتوقع أن تقتصر تأثيرات الموجة على المناطق الشرقية لأوروبا مع انخفاض طفيف في درجات الحرارة في الجنوب الإيطالي فقط.
من المهم الإشارة إلى أن الوضع الجوي لا يزال غير مستقر تمامًا، والتوقعات قد تتغير مع اقتراب الفترة المعنية. لذا ينصح الخبراء بمتابعة التحديثات اليومية للأحوال الجوية، لأن الوضع قد يتطور بشكل ملحوظ في الأيام المقبلة.
التوقعات المستقبليةتتوقع النماذج العددية استمرار تدفق الهواء البارد من الشرق في منتصف نوفمبر، ما قد يؤدي إلى فترة من البرودة القوية في معظم أنحاء إيطاليا. إلا أن هذا التغير قد يكون مؤقتًا أو يستمر لفترة أطول، وفقًا لتطورات الأوضاع المناخية.