تجتاح موجة حرارة ورطوبة هذا الأسبوع دول الخليج حيث يظهر تأثيرها واضحا على عدة مدن لاسيما دبي والدوحة.

وترجح توقعات الطقس على سبيل المثال في دبي أن درجات الحرارة تحوم حول 43 درجة مئوية لكن خبراء المناخ يقولون إن حرارة الجو وحدها قد تكون مضللة.

وينتاب خبراء الأرصاد الجوية قلق بشأن قراءات "ميزان الحرارة المبلل" وهو مقياس أشمل لا يعتمد فقط على درجة حرارة الهواء لكن أيضا على الرطوبة التي يحملها.



ومن المتوقع أن تتراوح نسبة الرطوبة في دبي هذا الأسبوع بين 35 إلى 45 بالمئة.



ويمكن أن يسبب الارتفاع الكبير لقراءات ميزان الحرارة المبلل في أضرار صحية خطيرة إذا لم يسرع الناس إلى تلطيف شعورهم بالحرارة.

وقد تصب دبي لفترة وجيزة هذا الأسبوع إلى درجات حرارة تقترب من 30 درجة على الميزان المبلل وهي تقريبا النقطة التي يمكن أن تحدث فيها آثار صحية خطيرة.

كيف يقيس الميزان المبلل درجات الحرارة؟
تُحدد درجة الحرارة عن طريق تغطية مقياس الحرارة (الترمومتر) بقطعة قماش مبللة بالماء. ورغم أن تبخر الماء من القماش يخفض درجة الحرارة فإنه يعكس كيفية تلطيف الجسم للحرارة بواسطة إفراز العرق.

وعند وصول نسبة الرطوبة 100 بالمئة تكون درجة حرارة الميزان المبلل مماثلة لدرجة حرارة الهواء الجاف ولكن مع انخفاض الرطوبة تكون أقل.

كيف يتأثر جسم الإنسان بارتفاع حرارة الميزان المبلل؟
تمثل درجات الحرارة المرتفعة للمصباح المبلل خطرا لأن البشر يفقدون نحو 80 بالمئة من سخونة أجسادهم عبر إفراز العرق لذلك عندما ترتفع الرطوبة ودرجة حرارة الهواء معا يصبح من الصعب التخلص من الحرارة الزائدة.

وخلال الأيام التي ترتفع فيها الرطوبة يتبخر العرق من الجلد ببطء شديد إذا ما تبخر أصلا.

وتبلغ درجة حرارة الجسم الداخلية 37 درجة مئوية لكن المزيد من الحرارة تتولد مع الحركة والنشاط.

وأوضح ماثيو هوبر الخبير العالمي في الإجهاد الحراري بجامعة بوردو في الولايات المتحدة "عليك أن تفقد هذا.. إذا لم تتخلص من الحرارة سترتفع حرارتك ببطء ولن يكون هذا جيدا".

وإذا لم يتمكن الجسم من تبريد نفسه سترتفع درجة حرارته عن المعدل الطبيعي في نهاية الأمر مما يتسبب في مشكلات بالجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية وربما الوفاة.

- ما هو الحد الأقصى؟
هذا مجال بحث مستمر بين العلماء.
أكدت دراسة رائدة شارك فيها هوبر عام 2010 أن استمرار درجة حرارة الميزان المبلل عند 35 درجة لأكثر من ست ساعات يمكن أن يرفع درجة حرارة الجسم ويسبب عواقب صحية وخيمة قد تصل للوفاة.

وفي حين بنت دراسة هوبر النتائج على احتمال مثالي وهو أن الشخص يجلس في الظل ويشرب الماء، فقد يكون الحال على أرض الواقع هو أنه يمارس الرياضة في ضوء الشمس المباشر.

ولفت بحث منشور في دورية (جورنال أوف أبلايد فسيولوجي) عام 2022 إلى أن الحد الأقصى الذي يمكن تحمله قد يكون أقل. وفي هذا البحث، وضع العلماء شبانا بالغين يتمتعون بصحة جيدة في غرف تحاكي قراءات مرتفعة لميزان الحرارة المبلل وطلبوا منهم ممارسة مهام من الحياة اليومية. ووجدوا أن الحد الأقصى يمكن أن يكون أقل بكثير، بين 30 و31 درجة مئوية.

قال هوبر "إذا كان هذا صحيحا فسيغير قواعد اللعبة".



كيف يؤثر تغير المناخ على درجات حرارة الميزان المبلل؟
من المتوقع أن يؤثر تغير المناخ ليس فقط على كيفية ارتفاع درجات حرارة الميزان المبلل ولكن أيضا على مدة استمرارها. ويتناسب النطاق الأعلى لدرجات حرارة ميزان المبلل تناسبا مباشرا مع متوسط درجة الحرارة العالمية المتزايدة.

‏‭‭ ‬‬وأكد هوبر "إذا ارتفعت درجة حرارة العالم بنحو درجة مئوية واحدة، فإن درجة الحرارة الميزان المبلل في معظم أنحاء العالم تزيد بالمقدار نفسه تقريبا".

وتقول الأمم المتحدة إن العالم ماض على طريق ارتفاع درجة حرارة الأرض بنحو 2.7 درجة مئوية فوق مستويات الثورة الصناعية بحلول 2100 في ظل السياسات الحكومية الحالية.

وأضاف هوبر "وجدنا فجأة أن أجزاء كبيرة من العالم من حيث عدد السكان وصلت إلى هذه العتبة، حتى مع ارتفاع درجات حرارة بوتيرة معتدلة".

‏‭‭ ‬‬وقد يتسبب تغير المناخ أيضا في استمرار القراءات الخطيرة لحرارة الميزان المبلل لفترة أطول. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2020 في دورية (جورنال أوف ساينتيفيك أدفانسيز) أنه بدلا من أن تدوم هذه القراءات الخطيرة لساعة واحدة فقط، يمكن أن تستمر لست ساعات أو أكثر بحلول 2060، مما قد يودي بحياة أي إنسان لا يستطيع الاحتماء من هذه المستويات من الحرارة.

وبشكل عام وجدت الدراسة أن تكرار الارتفاع الشديد في درجات حرارة الميزان المبلل في مختلف أنحاء العالم تضاعف للمثلين منذ 1979.

ما هي المناطق المعرضة لأشد المخاطر؟
المناطق المدارية التي ترتفع فيها الرطوبة، لا سيما تلك الموجودة في نطاق حزام الأمطار الموسمية، هي بشكل عام أكثر عرضة لخطر التعرض لمستويات مميتة من درجات حرارة الميزان المبلل.

وتعتبر الصين والهند وبنجلادش وباكستان والساحل الأفريقي مناطق مخاطر رئيسية.

هل شهدنا بالفعل مستويات مميتة من درجات حرارة الميزان المبلل؟
شهدت مناطق صغيرة من العالم مستويات مميتة من درجات حرارة الميزان المبلل. لكن هذه الظروف القاسية تستمر من ساعة لساعتين فقط في كل مرة مما جنب البشر العواقب المميتة.



وتجاوزت درجات حرارة الميزان المبلل في مدينة يعقوب اباد في باكستان، التي يطلق عليها اسم المدينة الأكثر سخونة على وجه اليابسة، 35 درجة مئوية في أربع مرات على الأقل.

وقالت دراسة (جورنال أوف ساينتيفيك أدفانسيز)، التي حللت بيانات مستقاة من محطات الرصد الجوي في العالم، إن العديد من المدن الأخرى شهدت لفترة وجيزة درجات حرارة قصوى للميزان المبلل تتجاوز 32 درجة مئوية وتشمل هذه المناطق لا باز في المكسيك وبورت هيدلاند في أستراليا وأبوظبي في دولة الإمارات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي المرأة والأسرة حول العالم حول العالم درجات الحرارة الاحتباس الحراري الخليج العربي درجات الحرارة التغير المناخي حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة درجة الحرارة تغیر المناخ درجة مئویة درجة حرارة من الحرارة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

أزمة كهرباء تجتاح العالم.. شعوب الأرض تعاني من ارتفاع درجات الحرارة

زيادة غير مسبوقة في درجات الحرارة يشهدها العالم نتيجة لتغير المناخ، ما يؤثر سلبًا على البنية التحتية للطاقة، وتعتبر هذه المشكلة أحد الأسباب الرئيسية لانقطاع التيار الكهربائي في العديد من دول العالم، وخاصة الدول المتقدمة؛ إذ تعرضت العديد من الدول لانقطاعات في التيار الكهربائي بسبب ارتفاع درجات الحرارة، سواء بشكل مخطط كما فعلت بعض دول الشرق الأوسط أو غير مخطط كما حدث في دول البلقان والمملكة المتحدة في الأسبوع الأخير، ومن المتوقع أن تواجه دول أخرى مصيرًا مشابهًا في الأسابيع المقبلة.

وأفادت وكالات أنباء عالمية، بأن شبكات الكهرباء في العديد من البلدان لم تبن بما يتناسب مع المناخ الحالي، إذ تم نقل وتوزيع الكهرباء بشكل رئيسي عبر المحولات وخطوط النقل وأعمدة الكهرباء المعرضة للظروف الجوية المتطرفة مثل العواصف العنيفة، وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة قد يعرض هذه البنية التحتية لأضرار جسيمة، ما يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي.

فيما تحاول العديد من الدول تعزيز بنياتها التحتية للطاقة وتحسين قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية، في واحدة من الخطوات المهمة وهي زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، إذ تعتبر هذه المصادر أقل تأثرًا بتغير المناخ وتوفر استدامة طويلة الأمد.

انقطاع الطاقة المفاجئ في أوروبا 

وتعرضت بلدان عدة لانقطاع مفاجئ في الطاقة إذ شهد تعرض مطار مانشستر في المملكة المتحدة هذا الأسبوع ازدحاما لانقطاع التيار الكهربائي، ما أدى إلى تأخير وتعطيل رحلات الركاب.

وأفاد المطار في بيان الأحد، أن عددا كبيرا من الرحلات الجوية التي تعمل من المطار تأثرت بانقطاع كبير في التيار الكهربائي بالمنطقة.

وفي دول البلقان، حدث انقطاع كبير للتيار الكهربائي بما في ذلك الجبل الأسود والبوسنة وألبانيا ومعظم سواحل كرواتيا تحديدا يوم الجمعة 21 يونيو 2024، ما تسبب في تعطيل الأعمال وإغلاق إشارات المرور وتعريض الناس للحرارة الشديدة دون تكييف الهواء وسط موجة حارة.

وصرح ساسا موغوفيتش، وزير الطاقة في الجبل الأسود، لوسائل الإعلام المحلية أن سبب الانقطاع يعود إلى الزيادة المفاجئة في استهلاك الطاقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وأن الحرارة المرتفعة زادت من الضغط على الأنظمة الكهربائية.

وأكدت بليندا بالوكو، وزيرة الطاقة الألبانية، أن التحليل المبكر يشير إلى أن الكميات الكبيرة من الطاقة المستخدمة في نظام النقل حاليًا وارتفاع درجات الحرارة وصل إلى مستويات قياسية، ما أدى إلى حدوث هذه المشكلة الفنية.

وعبرت العديد من الحكومات عن قلقها بشأن ارتفاع درجات الحرارة الشديدة وزيادة عدد الوفيات، خاصة في دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اليونان التي تواجه زيادة في أعداد الوفيات، وفي نيودلهي بالهند، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بذلك في المملكة المتحدة.

توقعات بأزمة طاقة في أمريكا

في الولايات المتحدة، توقعت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي يوم الخميس الماضي أن تشهد البلاد أول موجة حر شديدة هذا العام، ما يهدد بحدوث انقطاعات في التيار الكهربائي في عدد من الولايات، وهو أمر يحدث عادة نتيجة لتغيرات الطقس وفقًا لدراسة حديثة.

وأفادت دراسة أجراها مركزالأبحاث المناخية أن 80% من حالات انقطاع التيار الكهربائي الرئيسية التي تم الإبلاغ عنها في الولايات المتحدة بين عامي 2000 و2023 كانت بسبب أحداث مرتبطة بالطقس.

وأشارت الدراسة إلى أن آثار أزمة الطاقة المرتبطة بالطقس تزداد، حيث شهدت الولايات المتحدة زيادة في حالات انقطاع التيار الكهربائي المرتبطة بالطقس خلال العشر سنوات الماضية من 2014 إلى 2023، مقارنة بالعشر سنوات السابقة من 2000 إلى 2009. 

تأثير تغير المناخ على انقطاع التيار الكهربائي

كان من المألوف في العقد الأخير أن يحدث انقطاع التيار الكهربائي بسبب العواصف والأعاصير العنيفة، وأصبح من الواضح أن هذا يضع شبكة الكهرباء العامة بأكملها في وضع حرج، حيث أصبحت هذه الظواهر المناخية أكثر تكرارًا وشدة، إذ يؤثر التغير المناخي بشكل مباشر على إمدادات الوقود وإنتاج الطاقة، ويؤثر أيضًا على مرونة البنية التحتية الحالية والمستقبلية للطاقة.

وتضع الموجات الحارة والجفاف ضغطًا على توليد الطاقة في الوقت الحالي، وفقًا لتقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

ويمكن أن يؤدي الطقس الحار إلى زيادة الطلب على الطاقة لتشغيل أجهزة التكييف، ما يزيد الحمل على الشبكة الكهربائية ويؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي.

وفي الوقت نفسه، قد تجعل درجات الحرارة المرتفعة محطات الطاقة أقل فعالية وتقلل من قدرتها على نقل الطاقة، وتزيد من احتمالية حدوث أعطال في المحولات التي تقوم بتنظيم الجهد في شبكة الكهرباء للبلاد.

مقالات مشابهة

  • خلال 36 ساعة القادمة..كتلة هوائية ساخنة تجتاح الجزائر
  • منها لندن وباريس.. الحرارة تضرب أبرد عواصم العالم بآخر خمس سنوات
  • خبير بيئي: الإنسان السبب الرئيسي لارتفاع درجات الحرارة وحدوث تغير المناخ (فيديو)
  • أزمة كهرباء تجتاح العالم.. شعوب الأرض تعاني من ارتفاع درجات الحرارة
  • موجة حرارة جديدة خلال ساعات.. والأرصاد تحذر من هذه الظاهرة
  • موجة حر قاسية.. أسباب طبيعية وصناعية وراء انقطاع الكهرباء في مصر والعالم
  • الأرصاد توجه نصائح للمواطنين للتعامل مع موجة الطقس الحار (فيديو)
  • تحذيرات من موجة حارة ورطوبة مرتفعة تستمر حتى يوليو
  • القيصومة والأحساء.. مدينتان سعوديتان ضمن المدن الأشد حرارة في العالم
  • تفاصيل الموجة الحارة التي تجتاح البلاد وحالة الطقس المتوقعة