موقع النيلين:
2024-09-16@18:03:27 GMT

عيساوي: الحارث الحارس

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

عيساوي: الحارث الحارس


صدقت العرب عندما قالت: (أرسل حكيم ولا توصيه). وأي حكيم سوداني أفضل من الحارث إدريس مندوب السودان لدى الأمم المتحدة. حيث قاد حربا دبلوماسية بالأمس أبهر بها العالم أجمع. واضعا النقاط فوق الحروف. حيث أشار لإنتهاكات التمرد التي كانت تنوي تغيرا ديمغرافي بالكامل. ثم ما لبث أن أبان بأن الحرب الحالية غيرت العملية والساحة السياسية بشكل كامل ولابد من بروز قيادات سياسية جديدة غير الموجودين في الساحة الآن.

وكعهدنا به دبلوماسيا ماهرا يلاعب ما بين البيضة والحجر.

كشف عن أطماع الآخرين في السودان حيث ذكر بأن هناك قوة إقليمية دعمت العدوان على الحكومة السودانية وأرادت أن يصبح السودان أرضا مباحة. غير أنه أخرج ما بين فرث ودم تلك القوى المتربصة بالسودان خارطة طريق لمستقبل البلاد.

حيث قال: (الحرب الراهنة غيرت خارطة ديناميات السياسة والرؤية المستقبلية في السودان). وذهب أبعد من ذلك في التوضيح إذ أعلن بأن السودان يرحب بإكمال مسار الإنتقال السياسي بأهداف محددة أهمها إجراء الانتخابات بدعم وإشراف أممي. وقبل كل ذلك وضع الكرة أمام المجتمع الدولي للوقوف مع السودان للخروج من محنته.

إذ كشف عن قرب تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة وبدء حوار قومي جامع. لا يشبه حوارات بيزنطة السابقة. وخلاصة الأمر لطالما في السودان حراس مثل الحارث فلا خوف علينا ولا يحزنون.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الخميس ٢٠٢٣/٨/١٠

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الحرب فى السودان : الإطاري وإعادة النفوذ البريطاني

(1) حدثان يعكسان حقيقة هذه الحرب وابعادها ، احدهما حديث والاخر مر عليه عامين ، وكليهما لديه ارتباط مباشر مع الإتفاق الإطاري وتداعياته على البلاد والعباد..
ففى مثل هذا اليوم من (12 سبتمبر 2024م) اعلن قائد مليشيا الدعم السريع ترحيبه بمسودة مشروع دستور المحاميين وقال (ارحب به مع اننى لم اطلع عليه) ، كانت تلك محاولة تملص من الانتقادات الواسعة للمشروع ، مع التمسك بجوهر الإتفاق الذي ابرمه مع فولكر بيرتيس رئيس اليونتاميس ، وخلال مراحل مختلفة اتضح أن حميدتى دخل فى تحالف جديد حاضنته قحت ورعايته فولكر واطراف اخري للعبور من مرحلة قوة تابعة للجيش السوداني إلى قوة تمثل الجيش السودانى وتعتمد كقاعدة وبديل له ، وما زال هذا موقف ذات الأطراف..
وكنت قد كتبت حينها (لا أظن من المناسب أن ترحب شخصية قيادية فى البلاد بموقف قبل أن تقرأ التفاصيل ولديها عدد من المستشاريين والخبراء إلا إذا كان الترحيب فى حد ذاته إشارة أو رسالة) ، فقد اتضح منذ ازمة الإطاري ان الترحيب جزء من مشروع فكرة ومخطط كان وما يزال..
(2)
أما الحدث الآخر هو المناظرة الرئاسية التى شغلت العالم بين (كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي و دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري) ، وخلال 90 دقيقة ، من النقاشات والحوارات والاسئلة والاستدراكات لم يتحدث احدهم عن (الوصع فى السودان) ، لم يطرح فريق القناة سؤال عن افريقيا أو السودان ولم يتعرض احد المرشحين ، رغم كل الضوضاء وكل الحديث فى مجلس الأمن الدولي أو المنظمات ، ورغم كل الفظائع والانتهاكات ، وذلك لسببين جوهريين:
– الوضع فى السودان ليس ضمن اهتمامات الرأى العام الأمريكي..
– القضية السودانية جزء من اجندة صراع استخباراتي ومصالح قوى اقليمية تتم ادارته بادوات خفية..
وعليه يمكن القول أن كل هذه الاحاديث من المبعوث الأمريكي الخاص أو مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية فى مجلس الأمن الدولي هو جزء من مخطط (مصنوع) بترتيبات سياسية وخبراء ، وبتنسيق مع قوى اقليمية ومنظمات ، فهو ليس صرخة ضمير إنساني وإنما مخطط ماكر..
وكل تحركات المبعوث الأمريكي وتواصله هو جزء من هذا الفعل ، وهو اكمال لمشهد (الإطاري) واجندته؟ ..
كيف ؟ هذا أمر واضح..
(3)
منذ محادثات جدة (مايو 2023م) تم الإتفاق على أن تركز المحادثات بين الحكومة السودانية ومليشيا الدعم السريع على قضية الحرب ووقفها والتداعيات الإنسانية ، ولكن اطراف أخرى تدخلت (لحشر) العملية السياسية ، والمقصود هنا الإتفاق الإطاري واطرافه وادواره..
وهذا ما قامت به (تقدم) حين وقعت (اتفاقا) سياسيا مع مليشيا الدعم السريع ، فى يناير 2024م ) ، لم يتضمن ذلك الاعلان سوى دعوة لوقف الحرب اما بقية اجندته كلها عن اجندة سياسية ، والهدف نقل الحرب من (قوة متمردة على الجيش) إلى (فصيل سياسي) وبأجندة سياسية..
وكل تحركات القوى الدولية والاقليمية لترسيخ هذه الحقيقة والتى تهرب منها (تقدم) رغم انخراطها في هذا الدور ، وهذا الموقف المبتذل حيث ربط وقف الحرب مع عودة (قوى الحرية والتغيير للحكم) وعودة الشراكة مع المليشيا..
(4)
وحتى القوى السياسية التى تباعدت عن قحت ، فانها توظف كل جهدها لخدمة هذا الهدف ومن ذلك الحزب الشيوعي السوداني الذي اتخذ من جوبا (عاصمة جنوب السودان) ملاذا لقيادته ، بينما توزعت اطراف أخرى فى كمبالا ونيروبي واديس ونشطت الغرف الاعلامية لخدمة هذا الهدف بطريقة مختلفة اى (أضعاف الجيش السودانى لصالح قوى اخرى هى حركة عبدالواحد نور وعبدالعزيز الحلو) ..

وخلال فترة الحرب فإن بيانات المكتب السياسي للحزب الشيوعي خالية من انتقاد صريح للدعم السريع كليا ، وحتى تداعيات الحرب مع التركيز على انتقاد قيادة الجيش وما اسموه (اللجنة الأمنية) وهو موقف يتسق مع ادوار ومطالب مليشيا الدعم السريع حيث أول مطالبها صبيحة (15 ابريل 2023م) استسلام قيادة الجيش السودانى..
وعلى ذات النسق انخرطت بعض لجان المقاومة على الواقع فى إسناد المليشيا بالمعلومات والقوائم والتغطية الاعلامية والسياسية..
(5)
ولذلك فإن صور ومشاهد المبعوث الأمريكي الخاص مع نشطاء جزء من حملة شركاء الجريمة وليس دعوة للحلول والمعالجة..

والاطراف ذات الارتباط المباشر بالقضية السودانية هم وفى قناعتي الشخصية المخابرات البريطانية ودولة الأمارات العربية المتحدة ، وبقية المواقف هو صدى لهذه العلاقة..

ووفق هذا المنظور فإن وقف الحرب مع المسببات الاساسية وليس القشور وفلاشات الكاميرات وضجيج وسائل التواصل الإجتماعي ، إنها محاولة لإعادة (النفوذ البريطاني) المفقود ، فبعد الخروج من الاتحاد الاوربي لم يعد لبريطانيا العظمى ادوار ، وهذا احد مهام العودة للهيمنة..
د.ابراهيم الصديق على

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحرب الحالية قد تطمس “ذاكرة” السودان التاريخية والحضارية
  • أبرز جهود إنهاء الحرب في السودان
  • حوار حول الجهود الدولية لوقف حرب السودان
  • ???? هل ما يحدث في السودان ابتلاء أو امتحان أو عقوبة من الله؟
  • شعبة الاستثمار العقاري: صفقة رأس الحكمة غيرت الخريطة العقارية في مصر
  • الخيار الصعب لانقاذ السودان !
  • السودان؛ الأسئلة المُحرَّمة!
  • عيساوي: سفينة النجاة
  • تاريخ السودان في مزادات البيع
  • الحرب فى السودان : الإطاري وإعادة النفوذ البريطاني