ترويض الموت في مرايا الحياة
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
ترويض الموت في مرايا الحياة
د. إسحق علي محمد
عربة الأموات.. منصور الصويم، ط1، مسكيلياني للنشر والتوزيع، تونس 2016م، 291ص.
سردية واقعية تناقش موضوعة اغتراب السودانيين في المملكة العربية السعودية في جانبها المسكوت عنه ومن خلال خمس شخصيات رئيسة (فضل الله/السائق، ومكي الفكي/الطبيب، والصادق سليمان مدير العلاقات العامة في القصر، وأيمن الصحفي، والغراب).
يلعب فضل الله الدور الرئيس في الأحداث بجانب الغراب، وتتم مناقشة قضايا كثيرة يعيشها المغترب السوداني في المملكة مع التركيز على الرق الحديث من خلال الكفيل، إلى السقوط في الرذيلة في مقابل السقوط في فخ الإرهاب الديني، كل ذلك تحت عباءة الإرهاب الإنساني الكبير الذي يعيشه المغترب.
رمزية العنوان في التركيب الإضافي (عربة الأموات)؛ عربة دليل على الحركة وعدم الاستقرار، وتوقع الوصول في انتظار ممل. الأموات جمع ميت وهو جمع قلة في مقابل موتى. وعكس الأموات الأحياء. والإضافة هنا تفيد التعريف (العربة) كأنما هي ملك للأموات الذين لا يملون فهي من باب المجاز. ولا بد للعربة من سائق ووجهة، وهي هنا المقابر بحكم الأموات حيث محطة الدفن / المقابر – إذن عربة الأموات تدل على تلازم الأموات / الجثامين والأحياء – السائق والدافن – فهي لعبة الموت والحياة – أو هي عبثية الحياة في مقابل جدية الموت أو العكس هزلية الموت في مقابل واقعية الحياة.
وتنفتح الدلالة على ثلاجة حفظ الموتى في مقابل غرف المغتربين السودانيين، والغربة في مقابل الحياة في الوطن، مما يسمح بتأويل العنوان: غربة السودانيين /موت في المملكة /العربية. مع رمزية الغراب في مقدمة السيارة ليدلل على ما يمكن تصوره:
كل مفردة علامة، لها دلالتها في متن الرواية، ويمكن التأشير إلى ذلك في سهولة ويسر. في الذاكرة العربية اللون الأسود مقرون بالعبودية. وهي في الترتيب الاجتماعي المرتبة الأخيرة والتي لا تحظى بالحقوق الإنسانية الطبيعية ناهيك عن الحقوق المدنية. وفي بلد مثل السعودية – مكان الرواية – تُنتهك فيه الحقوق على مستوى تشريع الدولة – قانون الكفيل – وبطبيعة الصلف العربي وانحيازه ضد اللون الأسود فإن السوداني يعاني مرتين؛ مرة لأنه عبد بالضرورة حسب اللون، ومرة عبد بالقانون (الكفالة). لا يشفع له شيء، وقد رأينا كيف عانى أبطال الرواية من هذا التصنيف العنصري، جميعهم. الطبيب، والصحفي، والسكرتير، والسائق.
والأسود لون الشؤم في ثقافة العرب، ويرمز لذلك ارتباطه بالغراب الأسود (غراب البين/ الفراق) والفراق مدلول شؤم/ حزن وبكاء، على عكس البياض مدلول البشارة/الابتسام والسرور.
وقد حفل النص بالموت، بل هو عربة الأموات في تقرير مباشر للعنوان وربطه بالسواد (أربعة سودانيين، وإثيوبية، وغراب). وقد حزن الصحفي كثيراً على فقد أبي البراء السوداني جاره في السكن، والذي مات منتحراً، وهو يظن نفسه شهيداً بعد أن فجّر نفسه مثقلا بهوسه الديني، وهو ظلام/سواد فكري أيضاً.
والغراب في الذاكرة الدينية الإسلامية يحمل رمز المعلم الخبير، حيث علم الإنسان القاتل الاول/هابيل كيف يواري سوءة أخيه، ومن هنا ارتباطه بالمقابر يحمل هذه الدلالة ولذلك وضعه السائق في مقدمة عربة الموتى رمز للخبرة والمعرفة، بل بوصفه القاتل الأول أيضاً. ومن هنا فهو يحمل دلالة ثقافية.
وأما جذر الكلمة ودلالة غراب، وهو شخصية رئيسة في النص، فإن السارد قد وظفه دلالياً ليشير إلى حقل دلالات المعنى الوافرة للسواد ولدلالة الغراب نفسه بوصفه شخصية. ربما يؤول الغراب إلى الضمير الغامض الذي لا يُرى في تماهٍ مع السواد، ودلالة العامية الكنائية (قلبه أسود) حقود، والفعل (غرب، يغرب، اغرب عن وجهي) ودلالة الرفض. ولكنه –أي الغراب في النص ضمير حيّ وصاحٍ، ينبّه صاحبه ويحرسة إذا دعا الأمر. والسواد بدلالة الظلام ظهر في في حضور الغراب في سجن الصادق سليمان/السكرتير العبد، عندما زاره حيث لا يمكن لأحد الدخول، وحيث عتمة الرؤية، وكذلك الرؤيا، يأتي الغراب يبدد بعض الوحشة، ويفتح كوة للضوء/الأمل حال شعور الصادق السجين برفرفة الغراب حوله. ودلالة الرفض (أغرب عن وجهي) ظهرت في متن الحكي لما أمر السعودي القائم على المقابر، أمر فضل الله بقتل الغراب.
والغراب الأسود في ذاكر الثقافة رمز أول خطيئة في التاريخ الإنساني حيث ارتبط بالموت والغدر، وما أكثر الموت في هذه الرواية، وقد وضعه فضل الله صديقه في مقدمة عربة الموتى، أول من يدخل المقابر –رمزية البداية- وراتباطه بالعجز عن الدفن، وهو هنا القرار، فلم يستطع أن يقرر كما الآخرين، وظل منقاداً لقدره، أسودَ، وعبداً، وعاجزاً.
والغراب طائر حيث دلالة الحركة نقيض الاستقرار، في دلالة لعدم استقرار أبطال الرواية في بلد الاغتراب، على الرغم من عدد السنوات التي مكثوها في السعودية، لكنهم في قلق دائماً تحدثهم أنفسهم بالرحيل، وفي كل يوم تقوى هذه الحالة النفسية، وبطبيعة الحال تنعكس هذه الحالة في السلوك، مثل معاقرة الخمر، أو ممارسة الجنس، إلى غير ذلك من سلوك تعويضي. وقد وفق الصويم في رسم هذه الشخصيات سلوكياً، وقدم الجنس حال ارتباطه بهذه الشخصيات طبيعياً وخادماً للنص، مقابل أيروسية شهوانية وحيوانية في حديقة الأمير السعودي، أضاف فيها السارد مشاهد كان يمكن الإشارة إليها لامتلاء الدلالة بدونها في مجانية ربما تحسب على النص. وقد عبر فريد محمود عن ذلك في لغة تفتح باب التوبة والغفران، وتقرر أن حرية الإرادة ممكنة دائماً في ظل الخنوع والعبودية.
تقنية السرد هي ذاتها التي عرفها الصويم في آخر السلاطين مع فارق اختلاف الموضوع وطبيعة العمل السردي/الاجتماعي الواقعي. الراوي يروي الأحداث “توقفت عربة نقل الأموات عبر تدحرجها البطئ …” ثم يكسر رتابة الحكي بحوار سريع:
دعني استطلع الأمر ابقَ مكانك ولا تتحركليعود للحكي: أجابه فضل الله …الخ.
ليعود إلى التبئير من خلال الوصف “توقفت عربة نقل الأموات أمام منزل قديم متداعي (متداعٍ) الجدران من الخارج مكون من دورين طينيين” ص9.
سيطر الفعل الماضي على الحكي مع بروز ضمير الغائب طار الغراب/ابتسم الغراب/ حط الغراب/ استاء فضل الله (ص16).
فضّل السارد طريقته في آخر السلاطين وهي العناوين الداخلية؛ (22) عنواناً وكل عنوان أمامه ترقيم يبدأ بالرقم (1) ليصل في الأكثر إلى (6)، وهي عناوين مباشرة مثلاً:
(أربعة جثامين) (1): وفيه يصف الجثامين الأربعة داخل عربة نقل الموتى وما يتعلق بها أحداث قادمة ووصف للمكان… الخ.
اللافت أن الـ(13) عنواناً من تلك العناوين تتضمن مفردة الموت مباشرة أو تلميحاً. (جثامين، موت، غيبوبة، أرملة الميت، قيامة، شهادة، شهيد، المتوفاة، وفاة، الانتحاري، موتى المقابر، انتحار) والدلالة احتفائية الموت الأكذوبة في إعادة لسؤال الموت المقلق وجدوى الحياة في فلسفة الخلود.
وظّف السارد شخصيات ثانوية وحملّها طاقة عالية في متن النص بسطت سلطتها عليه وسيطرت بحضورها الإنساني: الإثيوبية روز، الوردة التي تعطي معنى الجمال أينما وضعت حتى في سياق الموت (موت جميل) روز دلالة الحياة والتجدد، وقهر الموت. الغلام متوكل وانتحاره، والشعور بالذنب. وإنسانية/ الممرضة آن، وصدق مشاعرها وتضحيتها. وأبو البراء السوداني رمز الإرهاب الفكري والديني، والأرملة سمية والتحول الأخلاقي تحت قهر الحاجة، فريد محمود والانكسار الكبير وباب التوبة المفتوح، وقيمة اتخاذ القرار والإرادة والتي لا ترتبط بزمن، والشيخ طلال أنموذج النفاق والأيروسية المرضية، وأخيراً إلياس اليمني والنفعية على أصولها وسلطان المادة.
لغة الرواية فصيحة مع تفصيح اللهجة السودانية “قلت ليك ميتة لها يوم كامل، قامت قبل شوية، تقول لي اصبر!” ص22. وقد ظهرت بوضوح العلامات اللغوية في الثقافة السودانية التي تدل على الجنس (خمرة، دلكة.. الخ).
الجنس: وظف الكاتب الجنس ثيمة أساسية في بنية الرواية، وضمنه دلالات لها أبعاد أيروسية حيث المتعة والألم طريق الموت الأبدي، تمظهر ذلك في حفلات الأمير السعودي كفيل السودانيين، فالجنس هنا في كامل أيروسيته وساديته وعنصريته. ولا ينسى الكاتب في خضم هذا الألم أن يلوّح بتابو العرب (الأبيض عموماً) في تخليه فحولة الزنجي وكبر قضيبه (النجيريين). وانسحبت دلالات الجنس إلى المجتمع بوصفه حاجة إنسانية (الدكتور والممرضة)، أو معادلاً موضوعياً للاغتراب حيث الشعور بالفراغ العاطفي (الصحفي).. أو هو مهنة فالجسد سلعة يجب أن تستثمر (الأرملة).. وبالجملة الجنس في رواية عربة الأموات يحتاج إلى دراسة منفردة ليس هنا مقامها.
الوسومالسرد السوداني عربة الاموات منصور الصويم
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: منصور الصويم
إقرأ أيضاً:
الجنس مقابل الطعام.. نساء السودان يدفعن ثمن النزاع بأجسادهن
منتدى الإعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
إعداد وتحرير: سودان تربيون
الخرطوم 25 نوفمبر 2024 — لم تتوقع سلمى الطاهر – اسم مستعار – أن تُلم بها كُربة أقسى من التي عاشتها في جنوب كردفان، قبل أن تفر مع أسرتها إلى العاصمة الخرطوم التي لاحقتها فيها الحرب.
فقدت سلمى التي بلغت عامها الـ 20 قبل أشهر، أبيها في الحرب التي اشتعلت في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان في 6 يونيو 2011، لكن صمود أمها أمام العاصفة وصغر سنها آنذاك جعلها تتعايش مع قسوة الحياة.
وقالت سلمى، لـ “سودان تربيون”، إن “أمها نزحت من كادقلي إلى الخرطوم بعد أشهر من اندلاع الحرب فيها، حيث استقرت في أحياء جنوب المدينة الأكثر فقرًا وحرمانًا، لتعمل بائعة شاي في السوق المركزي لإطعام أطفالها الثلاث”.
وأفادت بأن والدتها، بعد اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023، اضطرت إلى العمل في السوق المركزي للخضر والفاكهة جنوبي الخرطوم، في بيع الشاي والقهوة والأكلات الشعبية رغم انعدام الأمن، وذلك قبل أن تلقى حتفها في غارة جوية.
وتابعت “بعد مقتل والدتي وجدت نفسي مسؤولة عن إعاشة وتأمين حياة أخي وأختي، دون القدرة على العمل الذي امتهنته والدتي لإطعامنا، فلم أجد غير ممارسة الجنس مع جنود الدعم السريع وسكان آخرين مقابل المال”.
وأشارت سلمى إلى أنها لا تجني الكثير من الأموال، لكنها تضطر إلى ذلك لردع أخيها من الاستنفار لصالح قوات الدعم السريع، حيث تقول له إنها تعمل في مكان والدته تبيع الشاي في السوق المركزي.
وأوضحت بأنها شقيقها يشعر بأنه مسؤول عن إعالتي، لكنه لا يزال طفلًا عمره 15 عامًا حيث أجاهد لمنعه من الاستنفار والعمل من أجل إكمال تعليمه بعد توقف الحرب وإعادة فتح المدارس.
وتتحدث تقارير عن أن تدمير سُبل العيش في الريف والحضر، دفع الأسر إلى تدابير متطرفة، منها تزويج الطفلات للمقاتلين خاصة في مناطق النزاع النشطة وانضمام الأطفال إلى الجماعات المسلحة؛ من أجل الحصول على الطعام.
وفي 9 أكتوبر الجاري، قال عمال إغاثة في 8 منظمات دولية تعمل في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، إن بعض الفتيات تزوجن مقاتلين كوسيلة للبقاء على قيد الحياة للحصول على الطعام.
وأكدوا أن الفتيات يُجبرن على الزواج بالمقاتلين كما تمارس الشابات الجنس من أجل البقاء، مقابل الغذاء والماء والمال.
الشعور بالعاروقالت سلمى الطاهر إنها تخشى على مشاعر شقيقها الأصغر، حال عرف سلوكها حيث باتت لا تقوى على النظر في عينيه.
ولا يتسامح معظم أفراد المجتمع السوداني على ممارسة النساء الجنس خارج نطاق الزواج، حيث يرى الرجال أن صون الفتاة إلى أن تتزوج بمثابة شرفه الذي دونه الموت.
وفي الفاشر التي تخضع لحصار قوات الدعم السريع منذ أبريل المنصرم، وتعيش على وقع دوي المدافع وأصوات الاشتباكات، اضطر خالد إبراهيم — اسم مستعار — إلى تزويج ابنته إلى أحد مقاتلي القوة المشتركة للحركات المسلحة التي تُدافع عن المدينة بضرورة إلى جانب الجيش.
وقال إبراهيم، لـ “سودان تربيون”، إنه “كان يبيع الخضروات في سوق الفاشر، لكن بعد نشوب الحرب في المدينة اعتبارًا من 10 مايو 2024، بات عاطلًا ومع استمرار القصف المدفعي اضطر إلى النزوح لمخيم زمزم المجاور للمدينة”.
وأفاد بأنه زوج صغرى فتياته إلى مقاتل لعدم قدرته على حمايتها وإطعامها، رغم أن عمرها لا يتجاوز الـ 16 عامًا، ممتدحًا أخلاق صهره الجديد رغم خشيته على مقتله في المعارك الدائرة في المدينة.
وأفاد بوجود فتيات صغيرات أُجبرن على الزواج لعدم قدرة آبائهن على إعالتهن وحمايتهن، نافيًا علمه بممارسة شابات الجنس مقابل الطعام.
ويعمل متطوعون على تقديم الطعام إلى ملايين السكان العالقين في مناطق النزاع النشطة في الخرطوم ودارفور، فيما عُرف بـ “التكايا والمطابخ الجماعية”، رغم القيود التي تفرضها أطراف النزاع على النشطاء وملاحقتهم.
وقال خالد إبراهيم أن لا يقوى على الوقوف ساعات من أجل الحصول على الطعام من المطابخ الجماعية، بسبب تقدم العمر والمرض، حيث يعتمد على الطعام الذي يوفره صهره الجديد رغم قلته.
الافتقار إلى آليات الحمايةولم تستبعد مديرة وحدة حماية المرأة والطفل في وزارة التنمية الاجتماعي، سليمى إسحاق، ممارسة النساء للجنس وتزويج الطفلات من أجل الطعام، قائلة “نتوقع حدوث ذلك في الحرب”.
وأفادت سُليمى، في تصريح لـ “سودان تربيون”، بأن الوحدة تعمل على توثيق حالات الاستغلال والإساءة الجنسية التي يمكن أن تحدث حتى في المناطق الآمنة — في إشارة إلى الولايات الخاضعة لسيطرة الجيش.
وأشارت إلى أنها طلبت من وزير الداخلية في أبريل المنصرم، تكوين مكاتب شكاوى انتهاكات حقوق الإنسان والطفل في الوحدة لتقديم الخدمة القانونية والمساعدات ضحايا الاستغلال الجنسي، مع إلزام العاملين في المكاتب بمدونة سلوك.
وذكرت أن وزير الداخلية أصدر قرارات بإنشاء المكاتب في ولايات كسلا والقضارف والنيل الأبيض، بغرض زيادة آليات الحماية، مشددة على أن النساء “لا يبلغن عن حالات الاستغلال في ظل عدم وجود آلية تساعدهم”.
وكشفت عن سعيهم لتكوين لجان حماية في دُور الإيواء للإبلاغ عن حالات الاستغلال الجنسي مع تدريب المتطوعين والعاملين في هذه المراكز.
وأفادت سليمى إسحاق بأن الوحدة لا تكشف المعلومات عن الانتهاكات في مناطق سيطرة الدعم السريع، خشية تعرض السكان هناك للخطر.
وتحمّل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان عناصر قوات الدعم السريع مسؤولية القدر الأكبر من الانتهاكات الواقعة على النساء، خاصة العنف الجنسي المرتبط بالنزاع والاغتصاب والاستغلال.
وتتكشف يومًا بعد الآخر مآسي النزاع خاصة فيما يتعلق بالجوع وتزايد معدلات سوء التغذية والاستغلال الجنسي، بعد أن فقد معظم السودانيين وظائفهم وأعمالهم التجارية.
منتدى الإعلام السودانيينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني
الوسومالجرائم والانتهاكات حرب السودان منتدى الإعلام السوداني