صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-26@06:01:46 GMT

ترويض الموت في مرايا الحياة

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

ترويض الموت في مرايا الحياة

 

ترويض الموت في مرايا الحياة

د. إسحق علي محمد

عربة الأموات.. منصور الصويم، ط1، مسكيلياني للنشر والتوزيع، تونس 2016م، 291ص.

سردية واقعية تناقش موضوعة اغتراب السودانيين في المملكة العربية السعودية في جانبها المسكوت عنه ومن خلال خمس شخصيات رئيسة (فضل الله/السائق، ومكي الفكي/الطبيب، والصادق سليمان مدير العلاقات العامة في القصر، وأيمن الصحفي، والغراب).

يلعب فضل الله الدور الرئيس في الأحداث بجانب الغراب، وتتم مناقشة قضايا كثيرة يعيشها المغترب السوداني في المملكة مع التركيز على الرق الحديث من خلال الكفيل، إلى السقوط في الرذيلة في مقابل السقوط في فخ الإرهاب الديني، كل ذلك تحت عباءة الإرهاب الإنساني الكبير الذي يعيشه المغترب.

رمزية العنوان في التركيب الإضافي (عربة الأموات)؛ عربة دليل على الحركة وعدم الاستقرار، وتوقع الوصول في انتظار ممل. الأموات جمع ميت وهو جمع قلة في مقابل موتى. وعكس الأموات الأحياء. والإضافة هنا تفيد التعريف (العربة) كأنما هي ملك للأموات الذين لا يملون فهي من باب المجاز. ولا بد للعربة من سائق ووجهة، وهي هنا المقابر بحكم الأموات حيث محطة الدفن / المقابر – إذن عربة الأموات تدل على تلازم الأموات / الجثامين والأحياء – السائق والدافن – فهي لعبة الموت والحياة – أو هي عبثية الحياة في مقابل جدية الموت أو العكس هزلية الموت في مقابل واقعية الحياة.

وتنفتح الدلالة على ثلاجة حفظ الموتى في مقابل غرف المغتربين السودانيين، والغربة في مقابل الحياة في الوطن، مما يسمح بتأويل العنوان: غربة السودانيين /موت في المملكة /العربية. مع رمزية الغراب في مقدمة السيارة ليدلل على ما يمكن تصوره:

كل مفردة علامة، لها دلالتها في متن الرواية، ويمكن التأشير إلى ذلك في سهولة ويسر. في الذاكرة العربية اللون الأسود مقرون بالعبودية. وهي في الترتيب الاجتماعي المرتبة الأخيرة والتي لا تحظى بالحقوق الإنسانية الطبيعية ناهيك عن الحقوق المدنية. وفي بلد مثل السعودية – مكان الرواية – تُنتهك فيه الحقوق على مستوى تشريع الدولة – قانون الكفيل – وبطبيعة الصلف العربي وانحيازه ضد اللون الأسود فإن السوداني يعاني مرتين؛ مرة لأنه عبد بالضرورة حسب اللون، ومرة عبد بالقانون (الكفالة). لا يشفع له شيء، وقد رأينا كيف عانى أبطال الرواية من هذا التصنيف العنصري، جميعهم. الطبيب، والصحفي، والسكرتير، والسائق.

والأسود لون الشؤم في ثقافة العرب، ويرمز لذلك ارتباطه بالغراب الأسود (غراب البين/ الفراق) والفراق مدلول شؤم/ حزن وبكاء، على عكس البياض مدلول البشارة/الابتسام والسرور.

وقد حفل النص بالموت، بل هو عربة الأموات في تقرير مباشر للعنوان وربطه بالسواد (أربعة سودانيين، وإثيوبية، وغراب). وقد حزن الصحفي كثيراً على فقد أبي البراء السوداني جاره في السكن، والذي مات منتحراً، وهو يظن نفسه شهيداً بعد أن فجّر نفسه مثقلا بهوسه الديني، وهو ظلام/سواد فكري أيضاً.

والغراب في الذاكرة الدينية الإسلامية يحمل رمز المعلم الخبير، حيث علم الإنسان القاتل الاول/هابيل كيف يواري سوءة أخيه، ومن هنا ارتباطه بالمقابر يحمل هذه الدلالة ولذلك وضعه السائق في مقدمة عربة الموتى رمز للخبرة والمعرفة، بل بوصفه القاتل الأول أيضاً. ومن هنا فهو يحمل دلالة ثقافية.

وأما جذر الكلمة ودلالة غراب، وهو شخصية رئيسة في النص، فإن السارد قد وظفه دلالياً ليشير إلى حقل دلالات المعنى الوافرة للسواد ولدلالة الغراب نفسه بوصفه شخصية. ربما يؤول الغراب إلى الضمير الغامض الذي لا يُرى في تماهٍ مع السواد، ودلالة العامية الكنائية (قلبه أسود) حقود، والفعل (غرب، يغرب، اغرب عن وجهي) ودلالة الرفض. ولكنه –أي الغراب في النص ضمير حيّ وصاحٍ، ينبّه صاحبه ويحرسة إذا دعا الأمر. والسواد بدلالة الظلام ظهر في في حضور الغراب في سجن الصادق سليمان/السكرتير العبد، عندما زاره حيث لا يمكن لأحد الدخول، وحيث عتمة الرؤية، وكذلك الرؤيا، يأتي الغراب يبدد بعض الوحشة، ويفتح كوة للضوء/الأمل حال شعور الصادق السجين برفرفة الغراب حوله. ودلالة الرفض (أغرب عن وجهي) ظهرت في متن الحكي لما أمر السعودي القائم على المقابر، أمر فضل الله بقتل الغراب.

والغراب الأسود في ذاكر الثقافة رمز أول خطيئة في التاريخ الإنساني حيث ارتبط بالموت والغدر، وما أكثر الموت في هذه الرواية، وقد وضعه فضل الله صديقه في مقدمة عربة الموتى، أول من يدخل المقابر –رمزية البداية- وراتباطه بالعجز عن الدفن، وهو هنا القرار، فلم يستطع أن يقرر كما الآخرين، وظل منقاداً لقدره، أسودَ، وعبداً، وعاجزاً.

والغراب طائر حيث دلالة الحركة نقيض الاستقرار، في دلالة لعدم استقرار أبطال الرواية في بلد الاغتراب، على الرغم من عدد السنوات التي مكثوها في السعودية، لكنهم في قلق دائماً تحدثهم أنفسهم بالرحيل، وفي كل يوم تقوى هذه الحالة النفسية، وبطبيعة الحال تنعكس هذه الحالة في السلوك، مثل معاقرة الخمر، أو ممارسة الجنس، إلى غير ذلك من سلوك تعويضي. وقد وفق الصويم في رسم هذه الشخصيات سلوكياً، وقدم الجنس حال ارتباطه بهذه الشخصيات طبيعياً وخادماً للنص، مقابل أيروسية شهوانية وحيوانية في حديقة الأمير السعودي، أضاف فيها السارد مشاهد كان يمكن الإشارة إليها لامتلاء الدلالة بدونها في مجانية ربما تحسب على النص. وقد عبر فريد محمود عن ذلك في لغة تفتح باب التوبة والغفران، وتقرر أن حرية الإرادة ممكنة دائماً في ظل الخنوع والعبودية.

تقنية السرد هي ذاتها التي عرفها الصويم في آخر السلاطين مع فارق اختلاف الموضوع وطبيعة العمل السردي/الاجتماعي الواقعي. الراوي يروي الأحداث “توقفت عربة نقل الأموات عبر تدحرجها البطئ …” ثم يكسر رتابة الحكي بحوار سريع:

دعني استطلع الأمر ابقَ مكانك ولا تتحرك

ليعود للحكي: أجابه فضل الله …الخ.

ليعود إلى التبئير من خلال الوصف “توقفت عربة نقل الأموات أمام منزل قديم متداعي (متداعٍ) الجدران من الخارج مكون من دورين طينيين” ص9.

سيطر الفعل الماضي على الحكي مع بروز ضمير الغائب طار الغراب/ابتسم الغراب/ حط الغراب/ استاء فضل الله (ص16).

فضّل السارد طريقته في آخر السلاطين وهي العناوين الداخلية؛ (22) عنواناً وكل عنوان أمامه ترقيم يبدأ بالرقم (1) ليصل في الأكثر إلى (6)، وهي عناوين مباشرة مثلاً:

(أربعة جثامين) (1): وفيه يصف الجثامين الأربعة داخل عربة نقل الموتى وما يتعلق بها أحداث قادمة ووصف للمكان… الخ.

اللافت أن الـ(13) عنواناً من تلك العناوين تتضمن مفردة الموت مباشرة أو تلميحاً. (جثامين، موت، غيبوبة، أرملة الميت، قيامة، شهادة، شهيد، المتوفاة، وفاة، الانتحاري، موتى المقابر، انتحار) والدلالة احتفائية الموت الأكذوبة في إعادة لسؤال الموت المقلق وجدوى الحياة في فلسفة الخلود.

وظّف السارد شخصيات ثانوية وحملّها طاقة عالية في متن النص بسطت سلطتها عليه وسيطرت بحضورها الإنساني: الإثيوبية روز، الوردة التي تعطي معنى الجمال أينما وضعت حتى في سياق الموت (موت جميل) روز دلالة الحياة والتجدد، وقهر الموت. الغلام متوكل وانتحاره، والشعور بالذنب. وإنسانية/ الممرضة آن، وصدق مشاعرها وتضحيتها. وأبو البراء السوداني رمز الإرهاب الفكري والديني، والأرملة سمية والتحول الأخلاقي تحت قهر الحاجة، فريد محمود والانكسار الكبير وباب التوبة المفتوح، وقيمة اتخاذ القرار والإرادة والتي لا ترتبط بزمن، والشيخ طلال أنموذج النفاق والأيروسية المرضية، وأخيراً إلياس اليمني والنفعية على أصولها وسلطان المادة.

لغة الرواية فصيحة مع تفصيح اللهجة السودانية “قلت ليك ميتة لها يوم كامل، قامت قبل شوية، تقول لي اصبر!” ص22. وقد ظهرت بوضوح العلامات اللغوية في الثقافة السودانية التي تدل على الجنس (خمرة، دلكة.. الخ).

الجنس: وظف الكاتب الجنس ثيمة أساسية في بنية الرواية، وضمنه دلالات لها أبعاد أيروسية حيث المتعة والألم طريق الموت الأبدي، تمظهر ذلك في حفلات الأمير السعودي كفيل السودانيين، فالجنس هنا في كامل أيروسيته وساديته وعنصريته. ولا ينسى الكاتب في خضم هذا الألم أن يلوّح بتابو العرب (الأبيض عموماً) في تخليه فحولة الزنجي وكبر قضيبه (النجيريين). وانسحبت دلالات الجنس إلى المجتمع بوصفه حاجة إنسانية (الدكتور والممرضة)، أو معادلاً موضوعياً للاغتراب حيث الشعور بالفراغ العاطفي (الصحفي).. أو هو مهنة فالجسد سلعة يجب أن تستثمر (الأرملة)..  وبالجملة الجنس في رواية عربة الأموات يحتاج إلى دراسة منفردة ليس هنا مقامها.

 

الوسومالسرد السوداني عربة الاموات منصور الصويم

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: منصور الصويم

إقرأ أيضاً:

غزة على شفا «الموت الجماعي» بسبب الجوع

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة 84 قتيلاً و168 مصاباً بسلسلة غارات إسرائيلية على غزة السيسي: مصر تقف سداً منيعاً أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية

حذّرت السلطات في قطاع غزة، من أن فلسطينيي القطاع «على شفا الموت الجماعي» بسبب توسع رقعة المجاعة وانهيار القطاعات الحيوية بالكامل، مطالبةً بفتح ممر إنساني فوري ودون تأخير لإنقاذ أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.
وحمل المكتب الإعلامي الحكومي في بيان، إسرائيل مسؤولية ما وصفه بـ«جريمة الإبادة الجماعية الموثقة بالصوت والصورة».
وقال: «نحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة بشكل متسارع ومخيف، مع استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل وإغلاق المعابر منذ 55 يوماً، ما أدى إلى تفشي المجاعة وتهديد حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان».
وأضاف: «باتت المجاعة في غزة واقعاً مريراً لا تهديداً، بعد تسجيل 52 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 50 طفلاً، في واحدة من أبشع صور القتل البطيء».
وتابع: «يعاني أكثر من 60 ألف طفل من سوء تغذية حاد، فيما يشتكي أكثر من مليون طفل من الجوع اليومي الذي تسبب بالهزال وسوء البنية الجسمية وأصبحوا في بؤرة الخطر، فيما أُجبرت آلاف الأسر الفلسطينية على مواجهة الموت جوعاً بعد عجزها عن توفير وجبة واحدة لأبنائها».
وأطلق المكتب ما أسماه «النداء قبل وقوع الكارثة»، وقال، إن «أي تأخير في الاستجابة سيُعد تواطؤاً واضحاً ومشاركة فعلية في الجريمة، ووصمة عار لا تُمحى من جبين الإنسانية والتاريخ».
وطالب بفتح ممر إنساني آمن بشكل فوري وعاجل وبدون مماطلة لإنقاذ حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة قبل فوات الأوان. ودعا إلى «تشكيل لجان دولية مستقلة للتحقيق في جريمة التجويع والقتل البطيء التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة».
وفي السياق، أعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس، نفاد مخزونه الغذائي بالكامل في قطاع غزة. وقال البرنامج، في بيان، إن المطابخ في غزة توفر 25% من الاحتياجات الغذائية اليومية للسكان. وأكد البيان نفاد المخزون الغذائي للبرنامج في القطاع، مع توصيل آخر الكميات المتوفرة إلى المطابخ المحلية والتي من المتوقع أن تنفد أيضاً في الأيام المقبلة.
وكشف عن توقف جميع المخابز الـ25 المدعومة من البرنامج منذ 31 مارس الماضي، بسبب نفاد الدقيق ووقود الطهي.
ولفت إلى عدم دخول أي مساعدات إنسانية للقطاع منذ أكثر من 7 أسابيع بسبب إغلاق المعابر.
وذكر أن هذا يمثل أطول إغلاق يشهده قطاع غزة على الإطلاق، مما يفاقم الأوضاع في الأسواق والأنظمة الغذائية الهشة أصلاً.
وأوضح أن أكثر من 116 ألف طن متري من المساعدات الغذائية - تكفي لإطعام مليون شخص لمدة 4 أشهر - جاهزة للدخول إلى غزة فور فتح المعابر.
وحذّر من أن «المساعدات الحيوية للبرنامج قد تضطر للتوقف إذا لم تُتخذ تدابير عاجلة لفتح الحدود أمام المساعدات والتجارة».
ودعا البيان جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين، والسماح فوراً بدخول المساعدات إلى غزة، والوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي.
ويعتمد قطاع غزة، البالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، بشكل شبه كلي على المساعدات الإنسانية، التي توقفت تماماً منذ 2 مارس الماضي، حين أغلقت إسرائيل معابر كرم أبو سالم وزيكيم وبيت حانون، بعد استئناف عملياتها العسكرية.
بدورها، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» من عدم قدرتها على توزيع الإمدادات الغذائية الأساسية في قطاع غزة، بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على المساعدات الإنسانية في القطاع. وقالت «الأونروا» في بيان: «لم تدخل المساعدات والإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ أكثر من 50 يوماً حتى الآن، وذلك بسبب الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية». 
وأضافت: «نتيجة لذلك، فإن الإمدادات الإنسانية الحيوية، بما في ذلك الغذاء والوقود والمساعدات الطبية واللقاحات للأطفال، تنفد سريعاً». 
وأكدت «الأونروا» أن إمداداتها من الدقيق قد نفدت ولم يتبق سوى 250 طرداً غذائياً - يحتوي على الأرز والعدس والفاصوليا والزيت والملح والسكر والحليب المجفف والحمص والحلاوة الطحينية والخميرة والأسماك المعلبة - مصمم لتلبية احتياجات أسرة مكونة من 5 أفراد لمدة أسبوعين. 
وأشارت «الأونروا» إلى أن نحو نصف مليون شخص نزحوا مجدداً في قطاع غزة خلال الشهر الأخير، بفعل الأوامر المتعددة بالإخلاء التي أصدرتها القوات الإسرائيلية.
وأوضحت أن عمليات النزوح الأخيرة تركت الفلسطينيين محصورين في أقل من ثلث مساحة غزة الأصلية، مشيرة إلى أن هذه المناطق المتبقية، مجزأة، وغير آمنة، وتكاد تكون غير صالحة للحياة.
وأكدت الوكالة أن الملاجئ المكتظة تعاني من أوضاع كارثية، في حين تواجه الجهات المقدمة للخدمات صعوبات كبيرة في العمل وسط استنزاف شبه كامل للموارد المتوفرة.

مقالات مشابهة

  • غزة على شفا «الموت الجماعي» بسبب الجوع
  • إصابة 3 أشخاص في تصادم سيارة مع عربة كارو بالمنوفية
  • لمحاربة الاكتئاب.. عدد المرات المثالي لممارسة العلاقة الحميمة أسبوعيا
  • سامح قاسم يكتب | عزت القمحاوي.. بين ترويض اللغة وترويض الحياة
  • اليوم.. الإعلان عن الرواية الفائزة بجائزة البوكر 2025
  • ليوم.. الإعلان عن الرواية الفائزة بجائزة البوكر 2025
  • شاهد بالصورة والفيديو.. شاب “سوداني” يتزوج من حسناء “تركية” ويصيب الجنس اللطيف بالحسرة: (الأجانب شفشفوا أولادنا كلهم تاني نحنا البعرسنا منو؟)
  • اتحزموا ورقصوا.. فيديو غريب لفتاتين داخل مترو الأنفاق
  • في غرفة العناية المركّزة
  • ميلاني جورجياد ديامس مغنية فرنسية أسلمت وآثرت الحياة على الموت