ليبيا – سلط تقرير تحليلي نشرته صحيفة “يورشيا رفيو” الأميركية الضوء على تأثير التضليل على الصراعات السياسية في ليبيا إذ بات أداة قوية في المشهد السياسي.

التقرير الذي تابعته وترجمت أهم ما جاء فيه من آراء تحليلية صحيفة المرصد أشار لتأثر التصور العام والديناميكيات السياسية في البلاد بشكل كبيرة بتداعيات التضليل إذ امتد الأمر شاملًا تغيير وجهات النظر المجتمعية، متطرقًا لانتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ووفقًا للتقرير قاد هذا الانتشار لتكثيف الاستقطاب السياسي القائم والتسبب في صراعات بين الفصائل السياسية المتنافسة فالأخيرة استغلت هي والجهات فاعلة المعلومات المضللة للتأثير على الرأي العام وتقويض المعارضين وتعزيز الإمساك بالسلطة.

وبحسب التقرير بدأت حملات التضليل بنشر معلومات كاذبة أو مشوهة بشكل متعمد بهدف خداع الجمهور وتشكيل روايات السياسة لصالح تحالفات محددة بعد أن تجاوزت ليبيا التي أصبح من الصعب السيطرة عليها بشكل متزايد الخطوط القبلية والإقليمية والسياسية والدينية.

وأوضح التقرير إن هذه التكتيكات أدت إلى تفاقم الانقسامات القائمة وخلق بيئة من عدم الثقة والعداء بين الجماعات السياسية المختلفة وأنصارها، مشيرًا لاعتراف الاتحاد الأوروبي بارتفاع حجم التضليل في ليبيا وتحوله إلى خطر كبير لعواقبه العميقة.

وأضاف التقرير إن هذه العواقب معطلة للعمليات الديمقراطية مثل الاستحقاقات الانتخابية بالإضافة لإسهامها في العنف والاضطرابات المجتمعية وتعميق الانقسامات السياسية، فضلًا عن تقويضها الثقة في المؤسسات إذ لا تزال المعلومات المضللة مؤثرة بقوة ما يعزز دورات الصراع وعرقلة الحكم الديموقراطي.

وشدد التقرير على معالجة التحديات التي يفرضها التضليل في ليبيا من خلال اتباع نهج متعدد الأوجه بما في ذلك تحسين معرفة وسائل الإعلام وتعزيز آليات التحقق من الحقائق وتعزيز الشفافية في الاتصال السياسي فمن خلال التخفيف من آثاره يمكن تعزيز مجتمع أكثر اطلاعًا وتوحدًا.

وأضاف التقرير إن هذا التعزيز من شأنه الإسهام في نهاية المطاف في تحقيق استقرار سياسي أكبر ونزاهة ديموقراطية، مبينًا إن العصر الرقمي جلب التحولات الاجتماعية إلى شمال إفريقيا حيث يقدر عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية بـ160 مليونًا في العام 2021.

واختتم التقرير بالإشارة إلى لعب ملكية وسائل الإعلام دورًا مهما في أنشطة منظمات التحقق من الحقائق في ليبيا، مؤكدًا أن الكثيرين ممن يزعمون أنهم مجموعات تطوعية مستقلة قد يواجهون ذات قضايا القمع والرقابة الذاتية شأنهم شأن الصحفيين.

ترجمة المرصد – خاص

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

ليبيا تطلق العطاء العام لاستكشاف النفط والغاز

أطلقت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، الإثنين، جولة جديدة من العطاء العام لاستكشاف النفط والغاز أمام الشركات العالمية في 24 منطقة مختلفة، وذلك بعد نحو 17 عاماً من آخر جولة عطاءات نفطية نظمتها البلاد.

وجاء ذلك ضمن حفل نظمته مؤسسة النفط في طرابلس، حضره رئيس حكومة طرابلس عبدالحميد الدبيبة، ووزير النفط والغاز، ورئيس مؤسسة النفط وعدد من الوزراء  ومدراء الشركات النفطية.

مشيراً إلى ضرورة خلق البيئة المناسبة للمستخدمين، من أجل عطاء أكثر وإنتاجية أكبر.

كما ناقش رئيس مجلس إدارة المؤسسة مشاكل تذبذب الإنتاج وحاجة الشركة لبعض قطع الغيار العاجلة للمحافظة علي معدلات الإنتاج.#ليبيا #قطاع_النفط#المؤسسة_الوطنية_للنفط

— National Oil Corporation المؤسسة الوطنية للنفط (@NOC_Libya) March 2, 2025

وفي معرض رده على إعلان بعض الشخصيات رفض هذه الخطوة بداعي مخالفتها قرار مجلس النواب بعدم المساس بالثروة السيادية الليبية، وعلى رأسهم وزير النفط السابق، محمد عون، قال الدبيبة في حفل إطلاق جولة العطاء: "نقول للأجهزة القضائية والرقابية التي تدخلت في عمل مؤسسة النفط كفى، نريد لهذه المؤسسة أن تعمل بحرية كاملة وبكافة قوتها من أجل زيادة دخل النفط الذي نعتمد عليه بنسبة تفوق 90%".

وتابع: "ليس أمامنا إلا الدفع بالمؤسسة والوزارة، فالنفط والغاز يمثلان اليوم عصب الحياة في العالم، وبدون دعم مؤسسة النفط ستقف شركة الكهرباء وسيتوقف تصديرنا للغاز إلى إيطاليا".

من جهته، اعتبر وزير النفط والغاز المكلف، خليفة عبد الصادق، أن هذه الخطوة "تعكس رؤية راسخة لتطوير هذا القطاع الحيوي وتعزيز دوره في دعم الاقتصاد الوطني، مستدركاً بالقول: "جولة العطاء العام  لا تمثل مجرد فرصة استثمارية، بل هي إشارة واضحة لعودة ليبيا بقوة إلى الساحة العالمية بعد سنوات من التحديات، مستندة إلى بيئة أكثر استقراراً وإلى رؤية تهدف لاستهداف الشركات العالمية من خلال إطار أكثر تطور وشفافية".

وتعتمد الميزانية الليبية بشكل أساسي على صادرات النفط والغاز. ويصل معدل الإنتاج اليومي بحسب آخر بيانات نشرتها مؤسسة النفط إلى 1.37 مليون برميل من النفط و 2.44 مليار قدم مكعب من الغاز، فضلاً عن 50.9 ألف برميل من المكثفات.

مقالات مشابهة

  • الأوهام الصهيونية بين التضليل والواقع: كيف يحول الإعلام هرطقات الاحتلال إلى مسلّمات؟
  • ليبيا تطلق العطاء العام لاستكشاف النفط والغاز
  • لافروف: الغرب يتلاعب بالمبادئ الدولية ويشعل الصراعات
  • انخفاض مبيعات تسلا في الدول الاسكندنافية بشكل حاد في فبراير الماضي
  • الإعلام لكي لايكون طريقا الى الهاوية
  • تشييع جثمان محمد بنعيسى وزير الخارجية الأسبق بحضور عدد من الوزراء والشخصيات السياسية
  • “البعثة” تدعو لوقف التحريض الإعلامي وتناقش مع لجنة 5+5 خطر خطاب الكراهية
  • زخم كبير وفعاليات مختلفة في ربع الساعة الأخير من كرنفال البندقية
  • عنبر: قرارات الحماية الاجتماعية ساندت الفئات الأكثر احتياجًا بشكل كبير
  • أستاذ اقتصاد: قرارات الحماية الاجتماعية ساندت الفئات الأكثر احتياجا بشكل كبير