عربي21:
2024-09-16@22:26:16 GMT

حرب مصرية إسرائيلية مستبعدة.. ولكن!!

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

الزيارة المفاجئة لرئيس أركان الجيش المصري الفريق أحمد خليفة للقوات المرابطة على الحدود المصرية الفلسطينية يوم الخميس الماضي؛ كانت بمثابة رسالة عسكرية مصرية للجانب الإسرائيلي بعدم الرضا أو القبول بوجود قوات إسرائيلية في محور فيلادلفيا، بالمخالفة لاتفاقية السلام وملحقاتها، وكان الرد المصري على هذا الخرق بخرق مقابل عبر إدخال قوات عسكرية مصرية ذات تسليح ثقيل إلى المنطقة "ج" الحدودية؛ التي تمنع الاتفاقية ذاتها وجود قوات فيها إلا بعدد محدود من حرس الحدود وبأسلحة خفيفة لتأمين معبر رفح.



المتابع للإعلام المصري يسمع قرعا لطبول الحرب، وتحشيدا للرأي العام، عبر خطابات حنجورية، وأغان وطنية مرتبطة بحرب أكتوبر، واستدعاء للعداء التاريخي مع الصهاينة، وهو الإعلام ذاته الذي عارض بشدة من قبل فكرة الحرب، وعمل على تدجين الرأي العام، وكال السباب والاتهامات القاسية لمن دعوا لاتخاذ موقف مصري قوي ضد العدوان الإسرائيلي الذي طال الأراضي المصرية مرات عديدة من قبل، والذي حكم معبر رفح، ومنع الدخول إليه من مصر، فظلت شاحنات المساعدات ترابط في العريش ورفح حتى فسدت الكثير من محتوياتها.

كانت الزيارة هي الأولى من نوعها لقيادة الجيش للحدود المصرية الفلسطينية منذ العام 1967، حيث احتلت سيناء في تلك الحرب، وظلت كذلك حتى الانسحاب الإسرائيلي من سيناء عقب توقيع معاهدة السلام التي قسمت سيناء إلى 3 مناطق (أ، ب، ج)، ولم تكن المنطقة "ج" متاحة لأي جولات تفقدية لقيادات عسكرية كبرى من قبل. وحرص رئيس الأركان أن يصطحب معه خلال زيارته المفاجئة عددا من كبار قادة القوات المسلحة، وأن يتفقد التشكيلات العسكرية، ومركز القيادة المختص بتأمين شمال سيناء، الجيش المصري تدخل متأخرا لتعويض فشل الإدارة السياسية لملفي حرب غزة، وسد النهضة، فإلى جانب حشد قوات على الحدود المصرية هناك حشد قوات إلى الصومال وفق اتفاقية دفاع مشترك عقدت مؤخراوتفقد القوات المكلفة بتأمين معبر رفح البرى، والارتكازات الأمنية في مدينة رفح (المصرية)، وحرص على توجيه رسالة من هناك أن "المهمة الرئيسية للقوات المسلحة هي الحفاظ على حدود الدولة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، وأن رجال القوات المسلحة قادرون على الدفاع عن حدود الوطن".

الزيارة المفاجئة وما صاحبها من تسخين إعلامي مصري لا يعني أن الحرب ستندلع بالفعل، إذ أن الجانبين لا يرغبان بذلك، وسيمارسان سياسة ضبط النفس إلى أقصى حد، كما أن مصر وضعت على الخط الأمامي قوات خاصة مدربة على تحمل الضغوط والاستفزازات، لكن بعض الحروب تنشب أحيانا بسبب خطأ فردي من هذا الجانب أو ذلك رغم كل محاولات ضبط النفس.

الهدف من هذه التظاهرة العسكرية فهو الضغط على الجانب الإسرائيلي للخروج من ممر فيلادلفيا، وهو ما ردت عليه إسرائيل بمواصلة أعمال رصف الطريق وأعمال البنية التحتية اللازمة لتواجد قواتها في الممر، وهو ما وصفه قائد عسكري مصري سابق (مدير إدارة الشئون المعنوية للجيش سابقا اللواء سمير فرج) بأنه عبارة عن حرب إعلامية ترسل إسرائيل فيها رسالة لمختلف الجهات بأنهم لن يغادروا المحور!

هناك تفسير آخر، أن حشد القوات المصرية ومن ثم تفقدها على الحدود الفلسطينية جاء بتفاهم مع الإدارة الأمريكية التي تريد استثمار ذلك للضغط على نتنياهو، لتليين موقفه في مفاوضات وقف الحرب في غزة التي تقودها واشنطن، التي تريد تسجيل نصر سياسي يثقل وزن مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي، ولكن تعنت نتنياهو الذي يريد إطالة أمد الحرب حتى موعد الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل؛ يصعب المهمة على الإدارة الأمريكية الحالية.

الجيش المصري تدخل متأخرا لتعويض فشل الإدارة السياسية لملفي حرب غزة، وسد النهضة، فإلى جانب حشد قوات على الحدود المصرية هناك حشد قوات إلى الصومال وفق اتفاقية دفاع مشترك عقدت مؤخرا
تحشيد القوات المصرية على الحدود والذي قد يتزايد مع الوقت منح الجيش المصري فرصة تاريخية حرمته منها معاهدة السلام للوصول إلى هذه المنطقة (ج)، واستكمال السيادة المصرية على كل أرض سيناء، ولكن هناك شكوك في أن يستمر بقاء هذه القوات، حيث سيخضع الأمر لتطورات التفاوض السياسي الذي صارت مصر جزءا منه بعد أن كانت مجرد وسيط من قبل.

وجود القوات المصرية على الحدود مباشرة بهذا الثقل النوعي هو أكبر ضامن لمنع نتنياهو من تنفيذ خطته لتهجير أهل غزة إلى سيناء، وهي الفكرة التي لا تزال "تعشعش" في رأسه، وربما كانت ستجد طريقها للتنفيذ من خلال سيطرة قوات الاحتلال على ممر فيلادلفيا الملاصق للحدود المصرية، ما يمكنها من فتح ثغرات في هذه الحدود لدفع الفلسطينيين للهرب من خلالها.

الجيش المصري تدخل متأخرا لتعويض فشل الإدارة السياسية لملفي حرب غزة، وسد النهضة، فإلى جانب حشد قوات على الحدود المصرية هناك حشد قوات إلى الصومال وفق اتفاقية دفاع مشترك عقدت مؤخرا، وبموجبها تحشد مصر 5 آلاف عسكري ضمن قوات السلام الأفريقية في الصومال، وخمسة آلاف دعما للقوات المسلحة الصومالية.

والمشكلة الجديدة التي تواجه مصر الآن هي دخول اتفاقية عنتيبي لدول حوض النيل مرحلة التنفيذ، بعد توقيع جنوب السودان عليها مؤخرا، ما يعني انتهاء الاتفاقيات السابقة لتوزيع حصص المياه بين دول المنبع ودول المصب، ووضع معايير جديدة تنعكس سلبا على مصر، ومن المأمول أن يسهم الحضور العسكري المصري في الصومال في دفع الحكومة الإثيوبية للتفاهم مع مصر بشأن ضمان تدفق المياه إلى مصر بشكل طبيعي، وبالكميات المناسبة، بعد انتهاء أعمال ملء الخزان تقريبا، وبدء التشغيل التجريبي.

x.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري الإسرائيلي غزة مصر إسرائيل غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الحدود المصریة الجیش المصری حشد قوات من قبل

إقرأ أيضاً:

جرحى في مواجهات عنيفة على الحدود مع سبتة في أحداث على خلفية الهجرة الجماعية

بدأت القوات العمومية تحصي جرحاها إثر مواجهات عنيفة، الأحد، استعمل فيها المئات من المرشحين للهجرة وابلا من الحجارة في مطمح لإيقاف تقدم هذه القوات الساعية إلى إحباط دخول هذه المجموعات إلى سبتة استجابة إلى دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبحسب لقطات بثها مصور « اليوم 24 » بعين المكان، فقد أصيب خمسة عناصر من قوات التدخل بجروح متفاوتة جراء تعرضهم لقذف بوابل من الحجارة بشكل جماعي من لدن المرشحين للهجرة، قابلتها الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

رعم التعبئة الأمنية غير المسبوقة على الجانب المغربي من الحدود، إلا أن حشود المرشحين للهجرة، وغالبيتها من اليافعين، تمكنت من اختراق الترتيبات التي كانت قد صممت لمنع وصولها إلى معبر باب سبتة، أو إلى الشواطئ القريبة منه.

وقد تكررت نفس الحالة التي حدثت في صباح اليوم، والتي تهدف إلى منع دخول جماعي للأشخاص. لحظات من التوتر يشهدها المعبر مع وجود وحدة التدخل السريع (UIP) على الجانب الإسباني، وجميع قوات الأمن المغربية على الجانب الآخر.

تم إغلاق الحدود بسبب محاولات المهاجرين الركض عبر المعبر، في محاولة واضحة لدخول سبتة بأي وسيلة رغم جهود قوات الأمن المغربية.

لم تتوقف صفارات الإنذار على طول معبر تاراخال، ويأتي ذلك بعد ساعات فقط من اقتراب مجموعات من المهاجرين، حوالي 500 شخص، بينهم مغاربة وأفارقة جنوب الصحراء، بالغين وقصر، من منطقة السياج الحدودي لسبتة بعد مواجهات عنيفة بالحجارة بين الطريق المؤدي إلى طنجة ومدينة الفنيدق. حاولت قوات الأمن الإسبانية والمغربية صد هذه المحاولات. ولكن العديد من هؤلاء تمكنوا من الابتعاد والتوغل مرة أخرى في الجبال، كما حدث في صباح اليوم.

على الجانب الآخر من الحدود، نشر الحرس المدني الإسباني وحداته في المنطقة لمنع دخول الأشخاص الذين كانوا يحاولون الاقتراب من السياج لتحقيق هدفهم.

وانتشرت الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة العبور الجماعي للمهاجرين يوم الأحد 15 سبتمبر، ما شجع العشرات على محاولة الوصول إلى سواحلنا سباحة. وفي الوقت الحالي، يتم السعي للعبور عبر السياج الحدودي أو الحدود نفسها.

تسببت هذه الحالة في حالة من الترقب الشديد، حيث امتلأت المناطق المحيطة بالمعبر بالأشخاص الذين يتابعون الوضع. هناك العديد ممن ينتظرون عودة أفراد عائلاتهم من المغرب، ما خلق شعورًا كبيرًا بالخوف بينهم.

ومن الجدير بالذكر أن العديد من الأشخاص الذين تمكنوا من تجاوز الحواجز صباحًا وظهرًا لجأوا إلى الجبال ولم يتم اعتقالهم، وما زالوا يحاولون دخول مدينتنا بأي وسيلة ممكنة.

وأكدت مندوبية الحكومة في سبتة أنه يتم إغلاق الحدود بشكل متقطع تدريجيًا، ولم تستبعد أن تستمر هذه الإجراءات طوال الليل.

 

كلمات دلالية المغرب سبتة لاجئون هجرة

مقالات مشابهة

  • المواجهات العنيفة مع الشرطة تتمدد إلى الفنيدق قرب الحدود مع سبتة بسبب محاولة الهجرة الجماعية
  • جرحى في مواجهات عنيفة على الحدود مع سبتة في أحداث على خلفية الهجرة الجماعية
  • اللواء سمير فرج يكشف مفاجأة بشأن وجود قوات مصرية في الصومال (فيديو)
  • إغلاق "متقطع" للحدود مع سبتة بعد محاولة اقتحامها من مئات القاصرين (+فيديو)
  • أبو عبيدة .. نبارك العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية صباح اليوم
  • صورة- وصول سفينة مصرية تحمل مساعدات إغاثية إلى دولة السودان
  • وصول سفينة مصرية تحمل مساعدات إغاثية إلى السودان
  • ‏وسائل إعلام إسرائيلية: دوي صفارات الإنذار في الجليل على الحدود مع لبنان
  • سائقو شاحنات ليبية يشكون تعرضهم للاعتداء على الحدود المصرية
  • أحزمة نارية إسرائيلية في عمق الجنوب وأعنف الغارات على بعد 12 كيلومتراً عن الحدود