قال وليد العمري مدير مكتب الجزيرة في فلسطين إن عملية إطلاق النار، التي أدت لمقتل 3 من أفراد الأمن الإسرائيليين في معبر اللنبي، ستكون لها تداعيات أمنية وسياسية على الداخل الإسرائيلي، وكذلك على المعبر الواصل بين الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وكانت الشرطة الإسرائيلية ومسؤولون بالقطاع الطبي ذكروا أن 3 إسرائيليين قُتلوا في هجوم بالرصاص في معبر اللنبي (جسر الملك حسين كما يسمى في الأردن ومعبر الكرامة كما يسمى في الجانب الفلسطيني) بين الأردن والضفة الغربية.

وأوضح العمري أن الـ3 الذين قُتلوا كانوا يعملون في تفتيش الشاحنات على الجسر الذي يخضع لسلطة إسرائيلية كاملة، وأن الجيش الإسرائيلي أعلن المنطقة منطقة عسكرية مغلقة فور وقوع الحادث، وبدأ عمليات تمشيط واسعة في الموقع.

وأشار مدير مكتب الجزيرة بفلسطين إلى أن القوات الإسرائيلية جمعت العاملين العرب الذين كانوا في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل، وأخضعتهم للتحقيقات، كما شددت القوات الإسرائيلية الحواجز الأمنية في مداخل مدينة أريحا الفلسطينية القريبة من المعبر، مما تسبب في ازدحامات مرورية واحتجازات.

وأوضح أن الحركة على المعبر قد توقفت تماما، إذ أعلنت السلطات الإسرائيلية تعليق المرور عبر الجسر حتى إشعار آخر، مما أثر بشكل مباشر على حركة الفلسطينيين والبضائع بين الأراضي الفلسطينية والأردن.

وذكر العمري أن السائق قدم من الأردن وكان من المفترض أن يخضع لعملية تفتيش، إلا أنه أخرج مسدسا كان قد أخفاه داخل كابينة الشاحنة، وأطلق النار على رجال الأمن الإسرائيليين من مسافة قريبة، مما أدى إلى مقتلهم على الفور، في حين قتلته القوات الإسرائيلية فور وصولها إلى موقع الحادث.

ردود فعل واسعة

ولفت العمري إلى أن الهجوم أثار ردود فعل واسعة في الأوساط الإسرائيلية، إذ دعت منظمة "ريغافيم" الاستيطانية إلى وقف إدخال البضائع والمساعدات من الأردن إلى الأراضي الفلسطينية، كما طالب مسؤولون إسرائيليون آخرون بتشديد إجراءات التفتيش على المعبر، وتقليل الاعتماد على الجانب الأردني.

وأشار العمري إلى أن الحدود الأردنية الإسرائيلية كانت تشهد هدوءا نسبيا منذ نحو 30 عاما، مما يجعل هذا التصعيد حدثا لافتا قد ينعكس على العلاقات بين الجانبين.

ويرى العمري أن تداعيات إغلاق المعبر لن تقتصر على الجانب الأمني، بل ستشمل أيضا التأثيرات الاقتصادية، فمعبر اللنبي هو الشريان الوحيد الذي يربط الضفة الغربية بالأردن، وهو ما سيزيد من معاناة الفلسطينيين ويؤثر على حركة البضائع والمساعدات الإنسانية.

من جانبه، أكد مراسل الجزيرة في الأردن تامر الصمادي أن السلطات الأردنية باشرت التحقيق فورا بعد الحادث، مضيفا أنها أغلقت الجسر من جانبها بعد قرار مماثل من الجانب الإسرائيلي.

وأشار الصمادي إلى أن جسر الملك حسين يعد شريانا حيويا للفلسطينيين، فهو يُستخدم نقطة عبور رئيسية بين الضفة الغربية والأردن، ومنها إلى العالم الخارجي. كما يُعد المعبر الوحيد للحجاج الفلسطينيين في طريقهم إلى الأراضي المقدسة.

وتطرق الصمادي إلى القيود التي فرضتها إسرائيل خلال الأشهر الماضية، خصوصا في ظل الحرب على قطاع غزة، مما تسبب في ازدحامات كبيرة عند المعبر. وأكد أن الجانب الأردني أعرب مرارا عن انزعاجه من تعقيدات المرور التي يواجهها الفلسطينيون.

تحقيقات من الجانبين

وفي إشارة إلى التحقيقات الجارية، نقل الصمادي عن مصدر أمني أن السلطات الأردنية تتابع التطورات، لكن المعلومات لا تزال شحيحة، في حين تواصل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحقيقاتها في الحادثة.

وأضاف أن الجسر شهد سابقا حوادث أمنية مشابهة، مثل مقتل القاضي الأردني رائد زعيتر عام 2014 على يد جنود إسرائيليين، وحادثة أخرى في عام 2010، حين تعرضت سيارة السفير الإسرائيلي في عمّان لمحاولة تفجير بالقرب من الجسر.

وأشار الصمادي إلى أن الجسر كان خلال الأشهر الماضية مسرحا لاحتجاجات غاضبة من الأردنيين، بسبب استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث حاول شبان أردنيون عدة مرات التسلل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن الأمن الأردني منع هذه المحاولات.

يذكر أن جسر الملك حسين يستعمل بشكل أساسي لنقل البضائع، وتمر عبره الشاحنات من الأردن إلى غور الأردن والضفة الغربية وإسرائيل، ويقع المعبر بالقرب من قرى الأغوار ومدينة أريحا.

كما مرت شاحنات المساعدات من الأردن إلى قطاع غزة عبر هذا المعبر خلال الحرب على غزة، وفي أبريل/نيسان الماضي، قام عناصر من حركة "الأمر 9" وأفراد من عائلات محتجزين بإغلاق المعبر، بهدف منع شاحنات المساعدات من مغادرة الأردن إلى غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأراضی الفلسطینیة الأردن إلى من الأردن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأردن يدشن جسر مساعدات جوي نحو غزة.. 16 رحلة يوميا (شاهد)

باشرت الثلاثاء 16 مروحية عسكرية بنقل عشرين طنا من المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية من الأردن إلى داخل قطاع غزة المدمر جراء حرب استمرت أكثر من 15 شهرا، في إطار جسر جوي سيستمر ثمانية أيام.

وانطلقت المروحيات، وبينها اثنتان من إيطاليا فيما البقية تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، من قاعدة الملك عبدالله الثاني الجوية في منطقة الغباوي في محافظة الزرقاء.



وغادرت المروحيات الأردن وهبطت في منطقة معبدة ومجهزة في معبر "القرارة" في قطاع غزة الذي يعرف أيضاً باسم معبر "كيسوفيم" شرقي قطاع غزة في منطقة القرارة في خانيونس.

وقبيل وصول المروحية الأردنية إلى الموقع رافقتها في الجو مروحية إسرائيلية أوصلتها إلى المهبط، بينما استقبل جنود أردنيون المروحية لدى وصولها وأفرغوا حمولتها.



ويتم تسليم المساعدات، التي تضم مواد طبية وإغاثية ومواد غذائية خصوصا للأطفال الرضع، إلى موظفي برنامج الأغذية العالمي لتوزيعها.

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني إن المملكة "تطلق جسرا جويا إنسانيا على مدى ثمانية أيام وبمعدل 16 رحلة جوية يومية تقوم بها طائرات سلاح الجو الملكي بالتشارك مع دول صديقة، واليوم تشارك مروحيتان من إيطاليا".




وأضاف أن "الجسر الجوي يأتي بالتزامن مع عودة مئات الآلاف إلى شمال القطاع ومن اجل التخفيف عنهم"، مشيرا إلى أن "الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة يعيش حالة مرعبة من الدمار والمعاناة وبحاجة إلى المزيد من المساعدات".

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأردنية مصطفى الحياري، إن "الجسر الجوي يسهم في إيصال المواد الإغاثية ذات القيمة العالية إلى مناطق صعبة، بما يضمن عدم تعرضها للتلف أو الضرر".




وأضاف أنه "في كل يوم من الأيام الثمانية سيتم تنفيذ 16 رحلة جوية من طائرات بلاك هوك التابعة لسلاح الجو الملكي وطائرتين من نوع ان اتش 90 من القوة الجوية الإيطالية".

وأشار الحياري إلى أن هذه المروحيات ستنقل يوميا 20 طنا من المساعدات الإنسانية.

وأجرى سلاح الجو الأردني 125 عملية لإنزال المساعدات جوا على القطاع خلال الحرب، بالإضافة إلى المشاركة في 266 عملية إنزال جوي للمساعدات مع دول عربية وأجنبية.

وأرسل الأردن 53 طائرة عسكرية محملة بمساعدات إلى مطار العريش المصري تم تسليمها لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.




كما سيرت المملكة برا إلى غزة أكثر من 5500 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية، بحسب الهيئة الخيرية الملكية الأردنية.

من جهته، قال أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية،  حسين الشبلي، إن الجسر الجوي يمثل عملية أردنية إنسانية متكاملة لنقل المساعدات العاجلة التي تتضمن مواد غذائية وطبية.

وأكد الشبلي أن الجسر الجوي يكمل الممر البري لإيصال المساعدات ذات القيمة العالية، موضحًا أن القيمة المضافة للجسر الجوي تكمن في تسريع وصول المساعدات إلى المناطق الأكثر احتياجا وصعوبة.

مقالات مشابهة

  • “كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر”.. الإعلام العبري يكشف عن خطة إدارة “معبر رفح”
  • ضباط أوروبيون وكلاب بوليسية.. تعرف على خطة إعادة فتح معبر رفح
  • خبير عسكري: خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار بلبنان تخطت الألف عملية
  • ألمانيا ترسل خبراء إلى رفح لدعم مراقبة المعبر
  • النائب العمري يسأل عناب عن السفر إلى روما
  • الأردن يدشن جسر مساعدات جوي نحو غزة.. 16 رحلة يوميا (شاهد)
  • مصر: معبر رفح سيفتتح خلال أيام لاستقبال الفلسطينيين للعلاج
  • الأردن يطلق جسرًا جويًا جديدًا للمساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الأردن يطلق جسراً جوياً لنقل المساعدات إلى غزة
  • مصر تتحدث عن موعد تشغيل معبر رفح بعد تفعيل المراقبة الأوروبية