شبكة اخبار العراق:
2024-11-25@11:04:08 GMT

خرافة أن يكون المرء عراقيا

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

خرافة أن يكون المرء عراقيا

آخر تحديث: 8 شتنبر 2024 - 1:46 مبقلم: فاروق  يوسف كان العراقيون قد انتهوا من مسألة الاعتزاز والفخر بعراقيتهم حين وقع الاحتلال الأميركي عام 2003. وبالرغم من ذلك الموقف المتعصب المنفصل عن الواقع فقد كان هناك سؤال ملح يحاصر العراقيين هو “ما الذي جنيناه من عراقيتنا؟“.واقعية ذلك السؤال كانت كفيلة بإنهاء شعور خيالي بالتفوق وهو الشعور الذي نتج عن العزلة.

عزلة العراقيين لم تكن وليدة قرار منع السفر الذي بدأ تنفيذه عام 1982 وهو العام الثاني في الحرب مع إيران. قبل ذلك لم يكن العراقيون ميالين إلى التفاعل مع ما يجري خارج بلادهم من تحولات. كان المجتمع العراقي مغلقا على تقاليده العائلية. ومَن أتيحت له فرصة التأثر بالمجتمعات الحديثة التي تلقى علومه في جامعاتها كان هو الآخر يعيش في أجواء مغلقة.صحيح أن بغداد كانت تتلقف آخر صيحات الأزياء وصحيح أن “أورزدي باك” وهو أول مجمّع تسوق في العالم العربي كان يضع آخر أسطوانات الموسيقى والغناء في متناول زبائنه، صحيح أيضا أن العراق كان قد سبق الجميع في البث التلفزيوني وقبله بالكهرباء، غير أن الصحيح أيضا أن نطاق ذلك لم يتجاوز حدود النخبة إلا في حالات استثنائية. ولأن العراق أعطى الثقافة العربية مبدعين كبارا في المجال الثقافي فقد تضخمت عقدة التفوق من غير التفكير في أن الزمن بإمكانه أن يخلق معادلات جديدة.كان هناك دائما ورم التفوق الذي لا يجد له صدى في الواقع. فالعراق دولة ثرية بشعب فقير. ليست الشعوب المتفوقة في العالم فقيرة. الثراء هو واحدة من علامات التفوق.أما حين هُزم العراق في حرب تحرير الكويت وفُرض عليه الحصار الدولي فقد فوجئ العراقيون بأن كل أفكارهم عن أنفسهم هي محض أوهام وأنهم لن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة إلا إذا باعوا نفطهم مقابل الغذاء والدواء. الغذاء والدواء فقط ولا شيء آخر. قبل ذلك كان الملايين من العراقيين قد انتقلوا إلى دول اللجوء. ليس صحيحا أن كرامة اللاجئ مضمونة دائما. تلك كذبة ينبغي وضعها بين قوسين.كل ذلك كان كفيلا بأن يعيد العراقيون النظر في فكرتهم عن تفوقهم. كانوا ضحايا دائما. تلك كذبة أخرى. ما حدث ويحدث في العراق بعد أكثر من عشرين سنة من سقوط النظام الدكتاتوري يؤكد أن العراقيين لم يتعرفوا على الحرية ولم يؤمنوا بها. أما أن يكون الشعب العراقي مظلوما فهي الحقيقة التي لا نختلف عليها. الشعور بالمظلومية ينقض خرافة التفوق. وصفة “مظلوم” ليست صفة جيدة دائما، بل هي في أغلب الأحيان صفة مذمومة. ذلك لأنها تنطوي على الكثير من الكسل وعدم الاكتراث والسلبية وضعف الإرادة.ولكن هل تعرّف الشعب العراقي على مَن ظلمه؟ مرة يكون صدام حسين هو الظالم ومرة تكون دول الجوار هي الظالمة وقبلها كانت الدول التي تآمرت على العراق. كل ذلك يكشف عن حقيقة أن العراقيين يعفون أنفسهم من المسؤولية في المشاركة في الظلم الذي تعرضوا له وكانوا ضحاياه. نسمع أن العراقي ميال بطبعه إلى البكاء. ذلك ما تؤكده الأغاني والمناسبات الحزينة التي يتم إحياؤها في توقيتات مضبوطة من كل سنة. ولكن هل من المعقول أن يتحول ذلك الميل إلى عادة يفقد المرء بسببها قدرته على تغيير الواقع بأدوات وأساليب صارت ميسّرة في عصرنا؟لقد قدّم صدام حسين نموذجا للعراقي الذي لا يقبل أن يكون مظلوما ويثأر ممَن ظلمه. ولكنه كان نموذجا انتحاريا. فهو لم يلجأ إلى العقل ولا مرة واحدة. كان عاطفيا بطريقة هوجاء غابت عنها السياسة. كانت تجربة الشعب العراقي معه قاسية. تجاوزت تلك التجربة بعنفها كل صنوف القسوة المبالغ فيها. ولكن هل كان ذلك الدرس مفيدا؟ لا يزال هناك من يتحدث عن أرض الحضارات بالرغم من أن الأميركان كانوا قد دنسوا ببساطيل جنودهم زقورة أور. لقد استعملت الأحزاب المتعاونة مع المحتل الأميركي عقدة التفوق حبلا يخنق به الشعب العراقي نفسه حين أوهمته بما يرغب في تصديقه. لقد حرره الأميركان من ظلم صدام حسين. ولكن العراق الرث الذي أنتجه الأميركان كان دليلا على أن الشعب المتمسك بشعوره بالتفوق كان مستعدا لكي يحوّل بلاده إلى مسرح للدمى. كل العنف الذي شهده العراق منذ عام 1958 يؤكد أن شعبه كان مسؤولا عن الذهاب به إلى الهاوية. فلا ميليشيات الشيوعيين ولا حرس البعثيين القومي ولا ميليشيات مقتدى الصدر وهادي العامري وقيس الخزعلي هي اختراعات أجنبية. إنها وليدة تفكير وسلوك عراقييْن متأصلين. الشعب الذي يعرف كيف يبكي يعرف أيضا كيف يصنع أسبابا للبكاء.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الشعب العراقی أن العراق

إقرأ أيضاً:

بوادر أزمة.. أول تعليق من الاتحاد العراقي بشأن لعب مباراته أمام فلسطين في الأردن

العراق – علق الاتحاد العراقي لكرة القدم، على تقارير حول إقامة مباراة العراق ضد فلسطين، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026، على أحد ملاعب الأردن.

ومن المقرر أن يواجه المنتخب العراقي مضيفه الفلسطيني يوم 25 مارس 2025، وأشارت بعض التقارير إلى أن المباراة ستقام في الأردن، منافس العراق المباشر على التأهل.

ويخوض منتخب فلسطين مبارياته خارج بلاده بسبب ظروف الحرب، ولعب آخر مبارياته بتصفيات كأس العالم أمام كوريا الجنوبية بالأردن، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.

وعلق نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، يونس محمود، على هذا الأمر في تصريحات للصحفيين، قائلا: “سنتواصل مع الجانب الفلسطيني في حال اختيارهم خوض مواجهتنا بالأردن”.

وأضاف: “حال إقامة المباراة في الأردن، سنقدم اعتراضا للاتحادين الدولي والآسيوي لنقل المباراة إلى ملعب آخر”.

وتابع: “ليس لدينا مشكلة في اللعب بالأردن، خاصة أننا سنخوض آخر مواجهاتنا في التصفيات ستكون هناك، ولكن خوض مباراتين على أرض خصم مباشر فيه عدم تكافؤ للفرص”.

واشتعل الصراع على المراكز المؤهلة مباشرة إلى مونديال 2026، حيث يتصدر منتخب كوريا الجنوبية ترتيب المجموعة برصيد 14 نقطة، ويليه منتخب العراق في المرتبة الثانية برصيد 11 نقطة، ويليه الأردن برصيد 9 نقاط، وسلطنة عمان برصيد 6 نقاط، والكويت برصيد أربع نقاط، ومن ثم فلسطين برصيد ثلاث نقاط.

وقد ينحصر الصراع على البطاقة الثانية بين الأردن والعراق، ما يجعل إقامة مباراة العراق ضد فلسطين على أحد ملاعب الأردن، عامل مساعد للأخير.

ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026، في حين ينتقل المنتخبان الحاصلان على المركزين الثالث والرابع من أجل خوض الدور الرابع للتنافس على بطاقتين إلى كأس العالم وبطاقة إلى الملحق العالمي.

المصدر: وسائل إعلام

مقالات مشابهة

  • السوداني: العراق يجب أن يكون دوماً في المقدمة
  • البرلمان العراقي يناقش تهديدات الاحتلال بشن هجوم على البلاد.. غدًا
  • البنك المركزي العراقي 77 عاما في مسيرة التحديات والاصلاحات
  • ارتفاع صادرات النفط العراقي إلى أمريكا خلال الأسبوع الماضي
  • تعرّف على مباريات المنتخب الوطني العراقي
  • يونامي تؤكد على إعادة النازحين العراقيين من مخيم الهول
  • العبادي:دون إلغاء الحشد الشعبي لن يكون العراق دولة مدنية
  • بوادر أزمة.. أول تعليق من الاتحاد العراقي بشأن لعب مباراته أمام فلسطين في الأردن
  • وزير الخارحية العراقي يكشف حقيقة التهديدات الإسرائيلية لبلاده
  • الرئيس العراقي: حان الوقت لتعيش شعوب المنطقة بعيدا عن الحروب