سواليف:
2024-09-16@22:02:48 GMT

خَمْس دَقَائِقَ فَقَطْ

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

خَمْس دَقَائِقَ فَقَطْ

الْكَاتِبَةُ : هِبَةُ أَحْمَدَ الْحَجَّاجِ

أَخْرِجَتْ  مِنْ مِعْطِفَيْ  الْجَرِيدَةِ ، وَعَلْبَةُ الثِّقَابِ تَنَاوَلْتُ السُّكَّرَ مِنْ أَمَامِي، أَذَبْتُ  فِي فَنْجَانِي قِطْعَتَيْنِ . 

كُنْتُ  هُنَاكَ جَالِسًا أُطَالِعُ الْأَخْبَارَ ، وَصَفْتُ نَفْسِي كَمَا وَصَفْتُ مَاجِدَةَ الرُّومِي فِي أُغْنِيَةِ ” مَعَ الْجَرِيدَةِ ” الشَّخْصِ الَّذِي لَفَتَ انْتِبَاهَهَا لَكِنَّنِي لَمْ يَنْتَبِهْ لِي أَحَدٌ فَانْتَبَهْتُ لِنَفْسِي هُهْهُهُهْهْهْهَهُ .

 

مقالات ذات صلة سقوط الشاه وصعود دولة الملالي والوهم المزعوم لتحرير فلسطين 2024/09/07

وَبَيْنَمَا أَنَّ كَذَلِكَ سُمِعَتْ أَصْوَاتُ ضِحْكَاتٍ تَتَعَالَى ، “فَإِذَا يَجْلِسُ أَرْبَعَةَ أَصْدِقَاءٍ عَلَى طَاوِلَةٍ فِى ذَاكَ الْمَقْهَى . لَا يَهُمُّ فِى أَيَّةِ مَدِينَةٍ فَالْأَرْبَعَةُ يُمَارِسُونَ نَفْسَ الطُّقُوسِ مَعَ اخْتِلَافِ الْمَقَاهِي وَالْمُدُنِ ، يَتَوَاعَدُ الْأَصْدِقَاءُ يَوْمِيًّا بِإِصْرَارٍ شَدِيدٍ ، وَمَعَ كَثِيرٍ مِنْ الْوَلْهِ وَالْحَاجَةِ يَتَرَاكَضُونَ مُسْرِعِينَ لِلْمَوْعِدِ الْقَادِمِ ، يَتَحَلَّقُونَ حَوْلَ الْمَائِدَةِ وَيَسْتَدْعُونَ النَّادِلَ ، وَدُونَ الْحَاجَةِ لِقَائِمَةِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ ” الَّتِى يَحْفَظُونَهَا عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ ” وَقَبْلَ أَنْ تَصِلَ الطَّلَبَاتُ يَعُودُونَ إِلَى هَوَاتِفِهِمْ النَّقَّالَةِ ، يُرْسِلُونَ رَسَائِلَ عَلَى الْوَاتِسِ آبْ وَيُتَابِعُونَ “الْبُوسْتَاتِ” عَلَى الْفِيسْ بُوكْ ، ثُمَّ مَا إِنْ تَصِلْ قَهْوَةُ الْكَابْتِشِينُو بِنَكْهَةِ الْبُنْدُقِ حَتَّى يَأْخُذُوا الصُّورَةَ لِتُرَحِّلَ سَرِيعًا عَلَى الِانْسِتِجْرَامِ وَلَا ضَرَرَ مِنْ “سِيلْفِي” !!!” 

كُنْتُ أَتَمَنَّى أَنْ أَقُولَ لَهُمْ ( اسْتَمْتِعُوا  وَلَوْ لِخَمْسِ دَقَائِقَ  وَ اتْرُكُوا الضَّجَّةَ لِلْفَارِغِينَ وَالْعَاطِلِينَ عَنْ الْحَيَاةِ ، اجْلِسُوا مَعَ أَحِبَّائِكُمْ ، اطْبُخُوا وَجَبَتْكُمْ الْمُفَضَّلَةَ ، امْسِكُوا كِتَابًاً ، شَاهِدُوا فَلَمَّاً ، اسْمَعُوا أُغْنِيَةً ، رَتِّبُوا غُرَفَكُمْ ، طَوِّرُوا أَنْفُسَكُمْ ، أَنْجِزُوا فِي الْعَمَلِ، اقْضُوا وَقْتًاً أَكْثَرَ فِي نَادِيكُمْ الرِّيَاضِيِّ أَوْ الْحَدِيقَةِ الْأَقْرَبِ لَكُمْ ، وَأَعْمَلُوا أَيَّ شَيْءٍ يُسْعِدُكُمْ حَقًّاً ، لَا تَتَرَاكَضُوا وَتَتَسَابَقُوا إِلَى السَّعَادَةِ الْمُزَيَّفَةِ ) . 

ذَاتِ مَرَّةٍ شَاهَدَتْ مُقَابَلَةً تِلِفِزْيُونِيَّةً لِعَالَمِ النَّفْسِ وَالْفَيْلَسُوفِ (إِرِيكْ فُرُومْ ) فِي لِقَاءٍ لَهُ يُنَاقِشُ فِيهِ السَّعَادَةَ الْمُزَيِّفَةَ الَّتِي يَعِيشُهَا إِنْسَانُ هَذَا الْقَرْنَ حَيْثُ قَالَ: 

“أَنَّ النَّاسَ يَتَظَاهَرُونَ بِالسَّعَادَةِ حَتَّى أَمَامَ أَنْفُسِهِمْ لِأَنَّهُمْ إِذَا لَمْ يَقُومُوا بِذَلِكَ فَإِنَّ الْمُجْتَمَعَ لَايَرْغَبُ فِيهِمْ وَيُوصِمُهُمْ بِالْفَشَلِ” وَهَذِهِ حَالَةٌ مِنْ حَالَاتِ الْإِغْتِرَابِ يَعِيشُهَا الْإِنْسَانُ السَّوِيُّ .

وَبَيْنَمَا أَنَا فِي عُمْقِ التَّفْكِيرِ بِالْحَالِ الَّذِي وَصَلْنَا إِلَيْهِ ،  إِذْ أَسْمَعُ صَوْتٌ يَتَكَلَّمُ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ  وَكَانَ هَذَا الصَّوْتُ مَمْزُوجٌ بِالْفَرَحِ وَالدَّهْشَةِ  يَقُولُ : مَالَّذِي حَدَثَ ؟ 

أَمْرَرْتِ مِنْ هُنَا ؟ 

كَيْفَ لَوْ بَقِيَتِي خَمْسَةَ دَقَائِقَ أَيْضًا ؟ 

لَأَصْبَحَتْ كُلُّ شَوَارِعِ رُوحِي مُورَقَةٍ ، مُزْهِرَةٍ ، عَاطِرَةٍ . 

إِنَّهُ أَبٌ يَتَغَزَّلُ بِطِفْلَتِهِ الصَّغِيرَةِ الَّتِي فَاجَأَتْهُ بِخُطُوَاتِهَا الصَّغِيرَةِ عَلَى الْأَرْضِ وَهِيَ تَمْشِي لِأَوَّلِ مَرِّهٍ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ ، كَانَ شُعُورُ فَرْحَتِهِ بِهَا لَا يُوصَفُ ، أَشْعَرُ وَكَأَنَّهُ امْتَلَكَ الْعَالَمَ أَجْمَعَ . 

وَاذْ أَسْمَعُ صَوْتًا آخَرَ شَعَرْتُ لِوَهْلِهِ أَنَّ صَاحِبَةَ هَذَا الصَّوْتِ بِجَانِبِي ! وَبِالْفِعْلِ كَانَتْ كَذَلِكَ ، كَانَتْ تَتَكَلَّمُ عَلَى الْهَاتِفِ وَهِيَ تَمْشِي وَدُمُوعُهَا تَذْرِفُ عَلَى خَدَّيْهَا وَكَأَنَّ الْعَالَمَ بِأَكْمَلِهِ غَادَرَهَا أَوْ بِالْأَحْرَى تَرَكَهَا ، كَانَ صَوْتُهَا يَمْلَؤُهُ الْعِتَابُ وَالْحَسْرَةُ وَهِيَ تَقُولُ : لَوْ انْتَظَرْتُكَ قَلِيلًاً هَلْ سَتَبْقَى ؟ كَمْ دَقِيقَةً ؟ خَمْسَةُ دَقَائِقَ أَيْضًاً ؟ أَمْ سَاعَةَ ؟ أَيَّامٍ ، كَمْ سَأَظَلُّ انْتَظِرْكَ لَوْ أَنِّي بَقِيتُ ؟ قُلْ ، أَجِبْنِي .. تَكَلَّمْ ، ثُمَّ أَقْفَلْتُ الْهَاتِفَ وَذَهَبْتُ . 

قُلْتُ فِي نَفْسِي : هَكَذَا هِيَ الْحَيَاةُ حَزِينٌ وَسَعِيدٌ  ، وَمَوْجُوعٌ وَضَاحِكٌ ، وَمَرِيضٌ وَفَقِيرٌ ، وَمُبْتَهِجٌ وَسَجِينٌ ، وَبَعِيدٍ وَرَاحِلٍ ، وَقَرِيبٍ وَمُتَأَلِّمٌ ..خَلِيطٌ مُخْتَلِفٌ وَمُتَخَالِفٌ !

نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَأَمْسَكْتُ كَامِيرْتِي ، أَرَدْتُ أَنْ أُصَوِّرَ مَشْهَدٍ لِطَائِرٍ جَمِيلٍ يَحْلِقُ فِي السَّمَاءِ ، وَإِذْ أَرَى عَبْرَ عَدْسَتَيْ شَابٍّ وَفَتَاةٍ وَاقِفَانِ مُتَوَازِيَانِ لِبَعْضِهِمْ الْبَعْضِ ، كَانَا يَتَحَاوَرَانِ ، وَشَعَرَتْ أَنَّهُمَا مُنْسَجِمَانِ ، كَانَ الْمَشْهَدُ أَقْرَبَ لِمُسَلْسَلٍ تِلِفِزْيُونِيٍّ أَوْ حَتَّى سِينَمَائِيٍّ، وَمِنْ ثَمَّ ذَهَبَ الرَّجُلُ وَبَقِيَتْ الْفَتَاةُ ، تَسَاءَلَتْ لِمَاذَا ذَهَبَ ؟ لِمَاذَا لَمْ يَذْهَبَا مَعًا ؟ اقْتَرَبْتُ مِنْهَا وَقُلْتُ مُجَامِلًا لَهَا : أَعْتَقِدُ أَنَّكُمَا لَوْ تَمَثَّلَانِ فِي مُسَلْسَلٍ أَوْ فِيلْمٍ سَوْفَ تَنْجَحَانِ ، كَانَتْ مَلَامِحُ الْفَتَاةِ تُظْهِرُ أَنَّهَا قَوِيَّةُ الشَّخْصِيَّةِ وَ إِنْسَانَةٌ مُعْتَدَّةً بِنَفْسِهَا ، تَنَهَّدَتْ لِي وَقَالَتْ مُتَسَائِلَةً : مِنْ ! نَحْنُ ؟ 

هَذَا زَوْجِي وَقَدْ رَحَلَ ؛ وَ رَحَلَتْ مَعَهُ كَلِمَاتٌ كُنْتُ سَأَسْمَعُهَا لَوْ بَقِيَ قَلِيلًاً ؛ الْآنَ الْكَلِمَاتُ تَبَخَّرّتْ وَالْحُرُوفُ صَارَتْ أَمَانِي .. 

وَجَلَسَتْ تَبْكِي بِحِرْقَةٍ ثُمَّ تَنَهَّدْتُ وَقَالَتْ : أَتَعْلَمُ ؟ لَوْ بَقِيَ  خَمْسَةُ دَقَائِقَ أُخْرَى  لَرَأَيْتُنِي مُنْهَارَةً أَمَامَهُ . 

نَظَرَتُ إِلَيْهَا نَظْرَةٌ تَعْجَبُ وَ دَهْشَةً ثُمَّ قُلْتُ لَهَا : لَا عَلَيْكِ ، مَهْمَا كَانَ حَجْمُ الْمُشْكِلَةِ ، الْحَبُّ وَالْمَوَدَّةُ سَيَحِلَّانِهَا لَا تَقْلَقِي . 

وَلَكِنْ فِي نَفْسِي كَانَ يُرَادُونِي سُؤَالٌ : هِيَ مَاذَا تُرِيدُ ؟ أَنْ يَبْقَى أَمْ يَذْهَبُ ؟! تُرِيدُهُ أَنْ يَبْقَى خَمْسَةُ دَقَائِقَ ؟ وَأَيْضًاً لَوْ بَقِيَ سَتَنْهَارُ ، لَا عَلَيْنَا مَشَاكِلُ عَائِلِيَّةٌ لَا عَلَاقَةَ لَنَا فِيهَا .

قَرَّرْتُ أَنْ أُغَيِّرَ الْمَكَانَ ، لَعَلَّنِي أَحْظَى بِشَيْءٍ مِنْ الطَّاقَةِ الْإِيجَابِيَّةِ ، فَجَلَسْتُ بِالْحَدِيقَةِ الْعَامَّةِ وَأَخَذَتُ أَقْرَأُ كِتَابًا بِعُنْوَانِ : فَنُّ اللَّامُبَالَاةِ. 

وَبَيْنَمَا كُنْتُ مُنْغَمِسًا فِي قِرَاءَةِ الْكِتَابِ وَإِذْ أَسْمَعُ صَوْتَ سَيِّدَةٍ عَجُوزٍ  تُلْقِي التَّحِيَّةَ ، وَمِنْ ثَمَّ جَلَسَتْ هَذِهِ السَّيِّدَةُ بِجَانِبِ رَجُلٍ كَبِيرٍ فِي السِّنِّ عَلَى مَقْعَدٍ خَشَبِيٍّ فِي حَدِيقَةٍ تُشْرِفُ عَلَى مَلْعَبٍ لِلْأَطْفَالِ ، وَكَانَ مِنْ الْوَاضِحِ أَنَّ كِلَاهُمَا لَدَيْهِ ابْنٌ أَوْ حَفِيدٌ يَلْعَبُ ضِمْنَ مَنْ يَلْعَبُ مِنْ الْأَطْفَالِ . وَفِي مُحَاوَلَةٍ لِتَمْضِيَةِ الْوَقْتِ أَشَارَتْ السَّيِّدَةُ إِلَى أَحَدِ الْأَطْفَالِ وَقَالَتْ: 

” هَذَا الْوَلَدُ ، هُنَاكَ ، إِنَّهُ ابْنِي ”  . 

بَعْدَ أَنْ أَلْقَى نَظْرَةً عَلَى ابْنِهَا ، إِلْتَفَتْ الرَّجُلُ إِلَيْهَا وَقَالَ : 

” يَبْدُو وَسِيمًا وَقَوِيُّ الْبِنْيَةِ ” ، 

ثُمَّ أَشَارَ إِلَى إِحْدَى الْبَنَاتِ اللَّوَاتِي يَلْعَبْنَ وَقَالَ لِلسَّيِّدَةِ : 

” هَذِهِ الْبِنْتُ ،هُنَاكَ  تِلْكَ الَّتِى تَلْعَبُ وَتُرْتَدِى الْبَلُّوزَةُ الزُّهْرِيَّةُ ، إِنَّهَا ابْنَتِي ” . 

ثُمَّ نَظَرَ إِلَى سَاعَتِهِ وَ نَادَى عَلَى ابْنَتِهِ مُتَسَائِلًاً : 

” هْيَا يَا آمَالُ ، أَمَا حَانَ مَوْعِدُ الِانْصَرَفِ ؟! ” 

اقْتَرَبَتْ آمَالٌ مِنْ وَالِدِهَا وَقَالَتْ لَهُ فِى لَهْجَةٍ مُسْتَعْطَفَةٍ : 

– ” خَمْسُ دَقَائِقَ أُخْرَى يَا وَالِدِي ، مِنْ فَضْلِكَ خَمْسُ دَقَائِقَ أُخْرَى “. 

ابْتَسَمَ الرَّجُلُ وَقَالَ : 

– ” حَسَنًا ، خَمْسَ دَقَائِقَ أُخْرَى ” . 

أَحْنَى الرَّجُلُ رَأْسَهُ قَلِيلًاً عَلَامَةً عَلَى مُوَافَقَتِهِ ، فَمَضَتْ آمَالٌ تَنْطَلِقُ وَقَدْ بَدَتْ عَلَيْهَا الْفَرْحَةُ الْغَامِرَةُ . وَلَمَّا مَضَى بَعْضُ الْوَقْتِ وَقَفَ الرَّجُلُ وَنَظَرَ إِلَى سَاعَتِهِ وَنَادَى عَلَى ابْنَتِهِ قَائِلًاً: 

– ” حَانَ الْوَقْتُ لِلذَّهَابِ يَا آمَالُ ، هَيَا بِنَا ” . 

اقْتَرَبَتْ آمَالٌ مِنْ وَالِدِهَا وَتَعَلَّقَتْ بِهِ وَقَالَتْ لَهُ مُسْتَعْطَفَةٌ: 

– ” خَمْسُ دَقَائِقَ أُخْرَى يَا وَالِدِي، مِنْ فَضْلِكَ خَمْسُ دَقَائِقَ أُخْرَى ، خَمْسُ دَقَائِقَ إِضَافِيَّةٍ ” . 

ابْتَسَمَ الرَّجُلُ ابْتِسَامَتَهُ الْهَادِئَةَ وَوَافَقَ ، ثُمَّ عَادَ لِلْجُلُوسِ بِجَانِبِ السَّيِّدَةِ مَرَّةً أُخْرَى ، فَقَالَتْ لَهُ السَّيِّدَةُ: 

– ” يَا لَكَ مِنْ أَبٍ رَؤُوفٍ رَحِيمٍ ، وَالْأَهَمُّ أَنَّكَ صَبُورٌ .. ” . 

ابْتَسَمَ الرَّجُلُ وَقَالَ لِلسَّيِّدَةِ: 

– سَيِّدَتِى، لَقَدْ مَاتَ أَخُوهَا الْأَكْبَرُ صَابِرٌ مُنْذُ عَامَيْنِ فِى حَادِثِ سَيَّارَةٍ ، وَلَمْ أَقْضِي مَعَ صَابِرٍ أَبَدًا مِثْلَ هَذَا الْوَقْتِ الَّذِي أَقْضِيهِ مَعَ آمَالٍ ، وَالْآنَ فَأَنَا عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِعَمَلِ أَىِّ شَيْءٍ أَوْ دَفْعِ أَيِّ مَبَالِغَ مَالِيَّةٍ مُقَابِلَ خَمْسِ دَقَائِقَ أُخْرَى إِضَافِيَّةٍ مَعَ صَابِرٍ ، وَلِذَا فَأَنَا أَحْرِصُ أَنْ لَا أُكَرِّرَ نَفْسَ الْخَطَأِ مَعَ آمَالٍ  . 

ثُمَّ صَمَتَ لَوْهَلَةَ ، وَعَادَ إِلَى حَدِيثِهِ هَامِسًا وَكَأَنَّهُ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ: 

إِنَّهَا تَظُنُّ أَنَّهَا سَتَلْعَبُ خَمْسَ دَقَائِقَ إِضَافِيَّةٍ ، وَلَكِنَّ الْحَقِيقَةَ هِيَ أَنَّنِى أَنَا الَّذِى سَوْفَ أَسْتَمْتِعُ بِخَمْسِ دَقَائِقَ إِضَافِيَّةٍ أُخْرَى أُشَاهِدُهَا وَهِيَ تَلْعَبُ  . 

الْحَيَاةُ مَا هِىَ إِلَّا  أَوْلَوِيَّاتٌ  ، وَعَلَيْكَ أَنْ تُقَرِّرَ مَا هِيَ أَوْلَوِيَّاتُكَ !!

وَأَنَا هَمَسْتُ فِي نَفْسِي أَيْضًاً وَقُلْتُ : أَعْطِ مَنْ تُحِبُّ خَمْسَ دَقَائِقَ إِضَافِيَّةٍ الْآنَ ، حَتَّى لَا تَنْدَمَ عَلَيْهَا فِيمَا بَعْدُ . 

لِأَنَّ قَضَاءَ الْوَقْتِ مَعَ الْأَحِبَّةِ يُسَاعِدُ  عَلَى تَحْفِيزِ هُرْمُونِ الْأُوكْسِيتُوسِينْ فِي الْجِسْمِ مِمَّا يَمْنَحُ الشُّعُورَ بِالسَّعَادَةِ ، لِذَا إِلْتُقُوا بِأَحَبَّتِكُمْ بَعْدَ الْمَهَامِّ حَتَّى وَلَوْ هَاتِفِيًّا . 

“الْوَقْتُ مَعَ الْأَحِبَّةِ قَصِيرٌ” وَ الدُّنْيَا تَمْشِي سِرَاعًاً، وَ الْفِرَاقُ قَادِمٌ لَا مَحَالَةَ ؛ أَحْسِنُوا قَضَاءَ الْوَقْتِ مَعَهُمْ ، وَ اُتْرُكُوا أَحْسَنَ الْأَثَرِ .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ال و ق ت إ ض اف ی ع ل ى ال ه ذ ا ال

إقرأ أيضاً:

“العنف أصبح سمة أمريكية”.. “الغارديان”: الولايات المتحدة تستعد لانتخابات مشتعلة

الجديد برس:

قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن “الأمة الأمريكية تندفع نحو المجهول قبل 50 يوماً من الانتخابات الرئاسية”، مع محاولة الاغتيال الثانية للمرشح عن الحزب الجمهوري، والرئيس السابق، دونالد ترامب.

واستعادت الصحيفة الرواية الرسمية للحادثة، والتي أشارت إلى إطلاق عملاء الخدمة السرية النار بعد رؤيتهم رجلاً يحمل بندقية بالقرب من نادي ترامب للغولف في “وِست بالم بيتش”، في فلوريدا، وهروب المشتبه فيه في سيارة دفع رباعي قبل القبض عليه لاحقاً، واكتشاف مكتب التحقيقات الفيدرالي حقيبتي ظهر وبندقية مع منظار وكاميرا في الحرج القريب، لتخلص إلى أن الخطة كانت تقضي بقتل ترامب في ملعب الغولف وتصوير العملية ليشاهدها العالم بأسره.

ورأت الصحيفة، في مقال تحليلي لرئيس مكتبها في واشنطن، ديفيد سميث، أن الحادث الصادم يأتي ليتوج سنة انتخابية اتسمت باضطرابات غير مسبوقة ومخاوف من العنف والاضطرابات المدنية، بعد 9 أسابيع من محاولة أولى لاغتيال ترامب من خلال إطلاق النار عليه في تجمع انتخابي في بنسلفانيا.

وقالت الصحيفة إن انسحاب جو بايدن من السباق، وإبداله بكامالا هاريس، بعد أسبوع واحد، جعلا محاولة الاغتيال الأولى تختفي من دورة الأخبار، مشيرةً إلى أنها لم تحظَ إلا بذكر عابر في المناظرة الأخيرة.

وأشارت إلى ما قاله أحد مساعدي ترامب السابقين، سيباستيان جوركا: “لقد أصبحنا على بعد 7 أسابيع والأمر كأنه لم يحدث أبداً. لقد تم محوه من الذاكرة بصورة أكثر فعالية مما كان أحد يتخيل”.

ورأت الصحيفة أن تذكر ما حدث في بنسلفانيا ضروري، ليس لأسباب حزبية، لكن “بسبب ما عادت إليه الأحداث: أمة لها تاريخ طويل من العنف السياسي تستعد لما أطلق عليه انتخابات برميل بارود”.

وأضافت أن الخطر وعدم الاستقرار أصبحا سمةً وليس عيباً في الحياة السياسية الأمريكية، من مسيرة العنصريين البيض في فرجينيا، والتي أدت إلى وفاة ناشط في مجال الحقوق المدنية، وإلى اقتحام حشد من أنصار ترامب الغاضبين مبنى الكونغرس في الـ6 من يناير 2021، والهجوم بالمطرقة على زوج رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي في منزلهما.

وأشارت الصحيفة إلى أنه مع اقتراب موعد الانتخابات، ترتفع درجة الحرارة، متحدثة عن تحول اتهامات كاذبة لمهاجرين من هايتي بأكل قطط وكلاب جيرانهم، إلى تهديدات بالقنابل وإغلاق للمدارس، مؤكدةً أن “الأبرياء هم الضرر الجانبي للدعاية المتهورة”، كما حدث في محاولة اغتيال ترامب الأولى.

ورأت الصحيفة أن الحزب الجمهوري يشعل فتيل الأزمة، وأن ترامب يشجع على استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، مذكرةً بأنه سخر من بيلوسي بشأن هجوم المطرقة، ودعا إلى إطلاق النار على سارقي المتاجر، وإعدام الجنرالات غير الموالين بتهمة الخيانة، وحذر من “حمام دم” إذا لم يُنتخب.

ومع تركيز الجمهوريين على جهود “نزاهة الانتخابات”، حذرت الصحيفة من أن العاملين في مراكز الاقتراع قد يواجهون مستويات لا تطاق من العنف والترهيب، في ظل ما تظهره استطلاعات الرأي من أن الانتخابات ستكون متقاربة بصورة خطيرة، الأمر الذي يمنح مجالاً كبيراً لزرع الشك.

وختمت بالإشارة إلى ما ذكره موقع “أكسيوس” مؤخراً: “كانت العاصفة الكاملة تختمر منذ أعوام، مدفوعة بالاستقطاب الشديد، وإنكار الانتخابات، والعنف السياسي، والملاحقات القضائية التاريخية، والتضليل المتفشي. ومن المؤكد أن الفوضى ستظهر في نوفمبر”.

مقالات مشابهة