حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مخططات إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة وأنها ستمتد لتطال دول المنطقة كافة، مؤكدا أنها تتوقف عند “احتلال” غزة ورام الله وسيأتي الدور على دول أخرى مثل سوريا ولبنان.

وشدد أردوغان خلال مؤتمر طلاب مدارس الأئمة والخطباء بولاية قوجا إيلي، شمال غربي تركيا  أن “الوقوف ضد إرهاب إسرائيل واجب إسلامي وإيماني بالنسبة لنا كما أنه قضية وطنية”.

مضيفا: “الأراضي الفلسطينية تتعرض للاحتلال شبرا شبرا من قبل الصهاينة، منذ انسحاب الدولة العثمانية من هناك عام 1918”.

 وتابع أردوغان: “إسرائيل ترتكب الآن “إبادة جماعية” في الضفة الغربية أيضا بعد قطاع غزة، في محاولة منها لاحتلال تلك المناطق” ،و”إسرائيل قتلت منذ 7 أكتوبر وحتى الآن “40 ألف مدني بريء، بينهم 17 ألف طفل، حيث سفكت دماءهم بشكل همجي دون تمييز بين طفل وامرأة وشاب ومسن”.

 ولفت أردوغان إلى أن “ما يحدث في غزة ليس حربا بين إسرائيل وفلسطين، بل صراع بين الصهيونية التوسعية والمسلمين المدافعين عن وطنهم”. و”إسرائيل لن تتوقف (في غزة)، بل ستحتل رام الله أيضا إن استمرت بهذا الشكل، وستضع مناطق أخرى نصب عينيها إلى أن يأتي الدور على دول أخرى في المنطقة مثل لبنان وسوريا”.

ووفقا لأردوغان: “سيطمعون في أراضي وطننا بين (نهري) دجلة والفرات، ويعلنون صراحة من خلال الخرائط التي يلتقطون الصور أمامها، أنهم لن يكتفوا بغزة”.”هذا ما يدفعني للقول إن “حماس تقاوم باسم المسلمين، وتدافع ليس عن غزة فحسب، بل عن الأراضي الإسلامية وعن تركيا أيضا”.

ودعا أردوغان لـ”تيقظ الدول الإسلامية في مثل هذه الفترة الحرجة، وإدراك الخطر المحدق وتعزيز التعاون فيما بينها”.

 وكشف أن “الخطوات التي نتخذها (في علاقاتنا) مع مصر وسوريا، تهدف لتأسيس محور تضامن ضد التهديد التوسعي المتزايد”.

ودعا أردوغان جميع الدول الإسلامية إلى اتخاذ “موقف مناهض للاحتلال الإسرائيلي الذي من غير المعروف الحد الذي سيقف عنده”. و”الخطوة الوحيدة التي ستوقف الغطرسة والبلطجة وإرهاب الدولة الإسرائيلي هي تحالف الدول الإسلامية”.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

حوض اليرموك: إسرائيل تعمل على توليد مقاومة شعبية

ليس بسبب المقاومة وحدها تعتدي إسرائيل على شعوب المنطقة، فالمقاومة ليست سوى ذريعة من الذرائع التي تتلطى خلفها إسرائيل؛ حتى في حالة غزة، والتي تذرعت اسرائيل بهجوم حماس لإبادة البشر والحجر والتهيئة لطرح أفكار التهجير والإبعاد القسري، فإن إسرائيل هي من دفعت حماس إلى هذا الهجوم بعد حصار غزة لسنوات طويلة واعتقال آلاف الفلسطينيين، وكذلك محاولات التنكيل بالضفة الغربية والاعتداء على المسجد الأقصى، وكلها أمور يقدّر قادة إسرائيل أن حماس وغيرها لن يقفوا مكتوفي الأيدي مهما كانت ردّة الفعل الإسرائيلية.

ما يحصل في جنوب سوريا اليوم يؤكد أن المقاومة ليست السبب في اعتداءات إسرائيل على شعوب المنطقة، السوريون خرجوا مستنزفين ومنهكين من حرب قتلت الولد ودمرت البلاد والعباد، ففي جنوب سوريا، وتحديدا في منطقة حوض اليرموك، مئات الشباب قُتلوا على يد النظام السابق، وآلاف الشباب هاجروا إلى أوروبا، إما لأنهم موضوعون على قوائم النظام السابق، أو هربا من الالتحاق بجيش النظام الذي كان يضعهم في مقدمة صفوف مقاتليه أثناء هجماته على المناطق المحرّرة. وبحسب إحصائيات موثوقة من قرية عابدين (قرية كاتب السطور) فإن أكثر من 400 شاب هاجروا إلى أوروبا، وهي قرية لا يتعدى سكانها 1500 نسمة، وأخبرني الأصدقاء أنه منذ سنوات باتت القرية موحشة لا يوجد فيها غير النساء (نسبة العنوسة مرتفعة جدا) والعجائز.

ممَ تخاف إسرائيل إذا؟ فور سقوط النظام، سلّم عناصر الجيش أنفسهم للجان المركزية في غرب درعا وسلموا أسلحتهم، وهي أسلحة خفيفة في الغالب، جرى نقلها إلى مركز المحافظة في درعا، وتفاءل أهل المنطقة بأيام أفضل، فانكبوا على العمل في أراضيهم، وغالبية هذه الأراضي في وديان الرقاد واليرموك.

وبالمناسبة، المنطقة تسمى المثلث الحدودي السوري الأردني الفلسطيني، فمذ كنا صغارا نرى أضواء صفد تشع علينا، ويصلي آباؤنا الفجر ويفطرون في رمضان على أذان مسجد حرتا أو كفر سوم، ولقربها من فلسطين (30 كلم خط نظر) ارتبطت المنطقة بحيفا التي كانت بمثابة عاصمة للعمل والسفر والسياحة، وبالنظر لعلاقات القربى والمصاهرة مع أهل المنطقة، اختار جزء كبير من الفلسطينيين البقاء في منطقة حوض اليرموك بعد تهجيرهم من فلسطين.

سنوات تعليم كثيرة ضاعت على بنات وأبناء المنطقة، خيرات وأرزاق نهبها مرتزقة النظام السابق، أراد سكان المنطقة، التي ما زالت بيوتها مدّمرة من انتقام نظام الأسد، الالتفات لأحوالهم، لكن عصابات إسرائيل فاجأتهم بالاجتياح، تنتهك حرمات بيوتهم كل ليلة، تبحث عن السلاح، ومنعتهم من العمل في أراضيهم في الوديان، قالوا لهم بالحرف الواحد لا تزرعوا هذا العام لأنكم لن تحصدوا شيئا. واللافت والغريب أن الضباط الصهاينة الذين يهددون سكان المنطقة ويتوعدونهم أبناء عرب.

ما حصل في قرية كويّا، أن القوات الإسرائيلية التي تتحصن في موقع الجزيرة في قرية معرية، هبطت بقوّة كبيرة إلى القرية، بهدف اعتقال بعض الشباب وتفتيش المنازل، فتصدى لها مجموعة صغيرة بالسلاح الفردي والعصي والحجارة، فقام ضباط الاحتلال في موقع الجزيرة بطلب المؤازرة من القيادة في الأراضي المحتلة التي أرسلت الطائرات لضرب كويا وقصفها بالدبابات الرابضة في موقع الجزيرة الذي يشرف على قرية كويا التي يقع أغلبها في وادي اليرموك.

أهالي منطقة حوض اليرموك ما زالوا يضمّدون جراحهم التي خلفها نظام الأسد، ونظام دمشق الجديد لا يسمع صرخاتهم واستغاثاتهم، وقد تكون المقاومة الآن مستحيلة بفعل انعدام توازن القوى، لكنها لن تكون دائما كذلك؛ فإسرائيل تدفع المنطقة لهذا المآل
الغريب في الموضوع أن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي وصف شباب القرية الذين تصدوا لقواته بـ"الإرهابيين"، وذلك يكشف كم هو سهل وصف أي شخص بالإرهابي لدى الصهاينة، فهؤلاء الشباب ليسوا منظمين في أطر تنظيمية أو فصائلية ولا حتى مدربين على القتال، وأغلبهم إما طلاب ثانويات أو فلاحين، وكيف يكون الناس في قراهم حينما يتصدون لمن جاء يروّعهم وينتهك حرماتهم ويدمّر أرزاقهم إرهابيين؛ والقادم لفعل كل ذلك (جيش الاحتلال) طبيعيا ومسالما ويحترم القواعد والأصول؟ هل في غير معايير الصهاينة يمكن أن يصبح مثل هذا منطقيا؟

في كل يوم تحلّق الطائرات الإسرائيلية المسيرة في سماء حوض اليرموك، تحذّر عبر مكبرات الصوت، التي تثير الرعب لدى الأطفال والنساء، من أي أن تحرك يقوم به سكان أي قرية سيكون مصيرها مشابها لمصير أحياء غزة أو قرى ومدن جنوب لبنان، وقد أدى ذلك إلى شلل كامل في حياة هذه المنطقة، كل شيء توقف (التعليم العمل الزراعة)، أي إرهاب أكثر من ذلك، وأي زعرنة بعد ذلك؟

أهالي منطقة حوض اليرموك ما زالوا يضمّدون جراحهم التي خلفها نظام الأسد، ونظام دمشق الجديد لا يسمع صرخاتهم واستغاثاتهم، وقد تكون المقاومة الآن مستحيلة بفعل انعدام توازن القوى، لكنها لن تكون دائما كذلك؛ فإسرائيل تدفع المنطقة لهذا المآل، ربما طمعا بجغرافية المنطقة الحيوية ومصادرها المائية وتربتها الخصبة وترغب في تفريغ المنطقة من سكانها وإحلال مستوطنين فيها، وأهالي المنطقة صابرون حتى اللحظة بسبب إدراكهم مخططات الصهاينة ومعرفتهم أن أحدا لن ينقذهم إذا قرّرت إسرائيل إبادتهم، لكن الأمور لن تبقى كذلك، وقد أخبرني اهالي من المنطقة أن هناك غضبا يصعب ضبطه ودعوات للمقاومة اليوم وليس غدا إن استمرت إسرائيل على سياساتها.

x.com/ghazidahman1

مقالات مشابهة

  • إبادة جماعية في غزة.. أردوغان: إسرائيل تواصل غطرستها مع استمرار صمت «القوى الغربية»
  • تعرف على القنابل الخمسة التي تستخدمها إسرائيل في إبادة غزة
  • حوض اليرموك: إسرائيل تعمل على توليد مقاومة شعبية
  • أنقرة: أردوغان أكد هاتفيا لبوتين أهمية العمل معا لوقف الأعمال التي تغذي العنف الطائفي في سوريا
  • أردوغان: إسرائيل تواصل سياسة الإبادة الجماعية في شهر رمضان
  • أردوغان: إسرائيل تزداد غطرسة مع استمرار صمت القوى الغربية
  • ما قصة سحوبات الجوائز الكبرى التي هزت الكويت؟ وكيف علق مغردون؟
  • على أبواب حرب أهلية.غانتس يحذر من الاقتتال في إسرائيل بسبب نتانياهو
  • أردوغان يكشف "مفاجأة".. من قدم الوثائق التي أدانت إمام أوغلو؟
  • مدمرة تابعة للبحرية الأميركية مزودة بصواريخ موجهة تعود من مهمة في البحر الأحمر