شبكة اخبار العراق:
2025-01-02@22:38:22 GMT

خرافة أن يكون المرء عراقيا

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

خرافة أن يكون المرء عراقيا

آخر تحديث: 8 شتنبر 2024 - 1:46 مبقلم: فاروق  يوسف كان العراقيون قد انتهوا من مسألة الاعتزاز والفخر بعراقيتهم حين وقع الاحتلال الأميركي عام 2003. وبالرغم من ذلك الموقف المتعصب المنفصل عن الواقع فقد كان هناك سؤال ملح يحاصر العراقيين هو “ما الذي جنيناه من عراقيتنا؟“.واقعية ذلك السؤال كانت كفيلة بإنهاء شعور خيالي بالتفوق وهو الشعور الذي نتج عن العزلة.

عزلة العراقيين لم تكن وليدة قرار منع السفر الذي بدأ تنفيذه عام 1982 وهو العام الثاني في الحرب مع إيران. قبل ذلك لم يكن العراقيون ميالين إلى التفاعل مع ما يجري خارج بلادهم من تحولات. كان المجتمع العراقي مغلقا على تقاليده العائلية. ومَن أتيحت له فرصة التأثر بالمجتمعات الحديثة التي تلقى علومه في جامعاتها كان هو الآخر يعيش في أجواء مغلقة.صحيح أن بغداد كانت تتلقف آخر صيحات الأزياء وصحيح أن “أورزدي باك” وهو أول مجمّع تسوق في العالم العربي كان يضع آخر أسطوانات الموسيقى والغناء في متناول زبائنه، صحيح أيضا أن العراق كان قد سبق الجميع في البث التلفزيوني وقبله بالكهرباء، غير أن الصحيح أيضا أن نطاق ذلك لم يتجاوز حدود النخبة إلا في حالات استثنائية. ولأن العراق أعطى الثقافة العربية مبدعين كبارا في المجال الثقافي فقد تضخمت عقدة التفوق من غير التفكير في أن الزمن بإمكانه أن يخلق معادلات جديدة.كان هناك دائما ورم التفوق الذي لا يجد له صدى في الواقع. فالعراق دولة ثرية بشعب فقير. ليست الشعوب المتفوقة في العالم فقيرة. الثراء هو واحدة من علامات التفوق.أما حين هُزم العراق في حرب تحرير الكويت وفُرض عليه الحصار الدولي فقد فوجئ العراقيون بأن كل أفكارهم عن أنفسهم هي محض أوهام وأنهم لن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة إلا إذا باعوا نفطهم مقابل الغذاء والدواء. الغذاء والدواء فقط ولا شيء آخر. قبل ذلك كان الملايين من العراقيين قد انتقلوا إلى دول اللجوء. ليس صحيحا أن كرامة اللاجئ مضمونة دائما. تلك كذبة ينبغي وضعها بين قوسين.كل ذلك كان كفيلا بأن يعيد العراقيون النظر في فكرتهم عن تفوقهم. كانوا ضحايا دائما. تلك كذبة أخرى. ما حدث ويحدث في العراق بعد أكثر من عشرين سنة من سقوط النظام الدكتاتوري يؤكد أن العراقيين لم يتعرفوا على الحرية ولم يؤمنوا بها. أما أن يكون الشعب العراقي مظلوما فهي الحقيقة التي لا نختلف عليها. الشعور بالمظلومية ينقض خرافة التفوق. وصفة “مظلوم” ليست صفة جيدة دائما، بل هي في أغلب الأحيان صفة مذمومة. ذلك لأنها تنطوي على الكثير من الكسل وعدم الاكتراث والسلبية وضعف الإرادة.ولكن هل تعرّف الشعب العراقي على مَن ظلمه؟ مرة يكون صدام حسين هو الظالم ومرة تكون دول الجوار هي الظالمة وقبلها كانت الدول التي تآمرت على العراق. كل ذلك يكشف عن حقيقة أن العراقيين يعفون أنفسهم من المسؤولية في المشاركة في الظلم الذي تعرضوا له وكانوا ضحاياه. نسمع أن العراقي ميال بطبعه إلى البكاء. ذلك ما تؤكده الأغاني والمناسبات الحزينة التي يتم إحياؤها في توقيتات مضبوطة من كل سنة. ولكن هل من المعقول أن يتحول ذلك الميل إلى عادة يفقد المرء بسببها قدرته على تغيير الواقع بأدوات وأساليب صارت ميسّرة في عصرنا؟لقد قدّم صدام حسين نموذجا للعراقي الذي لا يقبل أن يكون مظلوما ويثأر ممَن ظلمه. ولكنه كان نموذجا انتحاريا. فهو لم يلجأ إلى العقل ولا مرة واحدة. كان عاطفيا بطريقة هوجاء غابت عنها السياسة. كانت تجربة الشعب العراقي معه قاسية. تجاوزت تلك التجربة بعنفها كل صنوف القسوة المبالغ فيها. ولكن هل كان ذلك الدرس مفيدا؟ لا يزال هناك من يتحدث عن أرض الحضارات بالرغم من أن الأميركان كانوا قد دنسوا ببساطيل جنودهم زقورة أور. لقد استعملت الأحزاب المتعاونة مع المحتل الأميركي عقدة التفوق حبلا يخنق به الشعب العراقي نفسه حين أوهمته بما يرغب في تصديقه. لقد حرره الأميركان من ظلم صدام حسين. ولكن العراق الرث الذي أنتجه الأميركان كان دليلا على أن الشعب المتمسك بشعوره بالتفوق كان مستعدا لكي يحوّل بلاده إلى مسرح للدمى. كل العنف الذي شهده العراق منذ عام 1958 يؤكد أن شعبه كان مسؤولا عن الذهاب به إلى الهاوية. فلا ميليشيات الشيوعيين ولا حرس البعثيين القومي ولا ميليشيات مقتدى الصدر وهادي العامري وقيس الخزعلي هي اختراعات أجنبية. إنها وليدة تفكير وسلوك عراقييْن متأصلين. الشعب الذي يعرف كيف يبكي يعرف أيضا كيف يصنع أسبابا للبكاء.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الشعب العراقی أن العراق

إقرأ أيضاً:

"كلاسيكو العراق".. مواجهة منتظرة في ملعب الشعب

تنطلق غداً الخميس منافسات الجولة الثانية عشرة لدوري نجوم العراق لكرة القدم بعد أن توقف في الفترة الماضية بسبب مشاركة المنتخب العراقي في منافسات بطولة كأس الخليج العربي "خليجي 26" التي تختتم منافساتها بعد غدٍ في الكويت.

ويشهد غداً الخميس أربع مباريات، حيث يلتقي النفط، صاحب المركز الثالث في جدول الترتيب برصيد 19 نقطة، مع الكهرباء، الذي يتواجد في المركز الحادي عشر برصيد 14 نقطة، كما يلعب الكرمة، صاحب المركز الثالث عشر، على ملعبه مع كربلاء، صاحب المركز الثاني عشر.
ويستضيف دهوك، صاحب المركز العاشر برصيد 15 نقطة، فريق نفط البصرة، صاحب المركز الخامس عشر، وتختتم مباريات هذا اليوم بمواجهة الميناء، صاحب المركز الرابع عشر برصيد 13 نقطة، مع نفط ميسان، صاحب المركز السادس برصيد 18 نقطة.

وستتجه أنظار عشاق كرة القدم العراقية بعد غد الجمعة نحو ملعب الشعب الدولي لمتابعة لقاء القمة الذي سيجمع متصدر جدول الترتيب القوة الجوية بنادي الزوراء.
ويهدف فريق القوة الجوية لتعزيز صدارته لجدول الترتيب، التي يحتلها برصيد 27 نقطة، بفارق 5 نقاط عن أقرب ملاحقيه فريق الشرطة.
في المقابل، يتطلع فريق الزوراء للفوز بالمباراة وإضافة 3 نقاط لتقليص الفارق بينه وبين القوة الجوية، حيث يتواجد الزوراء في المركز الخامس برصيد 19 نقطة بفارق 8 نقاط عن الصدارة.

وفي ذات اليوم أيضاً، يلتقي نوروز، صاحب المركز السابع عشر برصيد 11 نقطة، مع ديالى، صاحب المركز التاسع عشر قبل الأخير برصيد 4 نقاط، بحثاً عن الهروب من المراكز المهددة بالهبوط.
كما يلتقي الحدود، صاحب المركز الأخير برصيد 3 نقاط، مع القاسم، صاحب المركز السادس عشر برصيد 11 نقطة، وزاخو، صاحب المركز الرابع برصيد 19 نقطة مع الكرخ، صاحب المركز الثامن عشر برصيد 11 نقطة.
فيما تختتم منافسات هذه الجولة يوم السبت المقبل بمباراتين، حيث يلتقي الشرطة، صاحب المركز الثاني برصيد 22 نقطة، مع أربيل، صاحب المركز السابع برصيد 18 نقطة، كما يلتقي الطلبة، صاحب المركز التاسع برصيد 17 نقطة مع النجف، صاحب المركز الثامن بنفس عدد الرصيد من النقاط.

مقالات مشابهة

  • الإنتربول” العراقي يسلم الكويت مطلوبا بقضايا جنائية
  • صور.. عائلات لبنانية تغادر بابل إلى بيروت: سنعلّم أولادنا كرم العراقيين
  • التفوق اليمني والفشل الإسرائيلي
  • "كلاسيكو العراق".. مواجهة منتظرة في ملعب الشعب
  • عندما يكون”الغباء” موهبة : سياسي عراقي يُؤسس لجيش سري!
  • إنتصار السيسي مهنئة بالعام الجديد: أدعو الله أن يكون عام خير وبركة وسلام
  • الغارديان: بلير قدم النصح لبوش الذي آمن بأنه يقوم بمهمة من الله في العراق
  • رئيس الوزراء العراقي يلبي طلبا لفنان مصري
  • حزب الشعب الجمهوري: حل الأزمة الكردية يجب أن يكون في البرلمان
  • حسن الدغاري: تطوير القطاع المالي العراقي حاجة ملحة