تفاهم بين صندوق الوطن و«الذكاء الاصطناعي» لبناء قدرات المواهب
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
أبوظبي: «الخليج»
شهد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، توقيع مذكرة تفاهم مع مكتب وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد.
وقع المذكرة، ياسر القرقاوي، مدير عام صندوق الوطن، والدكتور عبد الرحمن المحمود، الخبير بمكتب وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، وذلك لتطوير العمل بكافة المبادرات والمشاريع والأنشطة التي ينظمها الصندوق لتعزيز الهوية الوطنية، وتمكين أبناء وبنات الوطن بمختلف المجالات.
وعقب توقيع المذكرة، قال الشيخ نهيان بن مبارك، إن صندوق الوطن منفتح على التعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة لما فيه صالح أبناء وبنات الإمارات، وما يحقق أهدافه الاستراتيجية، والتي تتطابق مع رؤية حكومتنا الرشيدة، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وأكد أن التعاون مع وزارة الدولة للذكاء الاصطناعي، تركز على تطوير مبادرات الصندوق والاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في التدريب، والتعاون في تصميم البرامج التدريبية لتعزيز المهارات والقدرات الوطنية، وتطوير برامج تفاعلية لتعزيز فهم القيم الوطنية الإماراتية وتقوية ارتباط الشباب بها.
ولفت إلى التعاون في كل ما يتعلق ببرامج صندوق الوطن في مجال الابتكار وريادة الأعمال، ودعم مشاريع ريادة الأعمال، من خلال توفير المشورات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتعريف رواد الأعمال إلى أدواته التي تساعد في إدارة مشاريعهم وتحسين كفاءتها، وتمكين التوظيف، وتحليل احتياجات السوق.
وأوضح أن التعاون في مجال الهوية الوطنية والقيم مهم للغاية، من خلال الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتصميم حملات توعية ومبادرات مبتكرة، وتطوير ورش تفاعلية لتعزيز فهم الشباب للقيم الوطنية.
من جانبه، أكد عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، أن بناء قدرات المواهب الوطنية في مجالات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يمثل عاملاً مهماً في تعزيز فرصهم المستقبلية، ويدعم ترسيخ مجتمع قائم على المعرفة والابتكار، ويُسهم في تحقيق مستهدفات استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031.
وقال، إن التعاون مع صندوق الوطن يمثل شراكة استراتيجية لتعزيز القدرات الوطنية وتمكين الشباب الإماراتي من المهارات والمعارف التي تؤهلهم ليكونوا رواداً في المستقبل.
من جانبه، أكد ياسر القرقاوي، أن التوجه للاستفادة من تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ضرورة حتمية لتطوير القدرات وتنمية المشروعات، مؤكداً حرص الصندوق على إدماج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العديد من البرامج التدريبية التي يقدمها الصندوق للشباب لتمكينهم من سوق العمل، وتنمية قدراتهم لاقتحام مجال ريادة الأعمال، وتعزيز الهوية الوطنية وقيم الولاء والانتماء للوطن والقيادة، مشيراً إلى أن مذكرة التفاهم إضافة حقيقية لقدرات الصندوق.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الذكاء الاصطناعي صندوق الوطن للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی صندوق الوطن
إقرأ أيضاً:
عصر جديد لهذا النوع من الكمبيوتر .. الذكاء الاصطناعي هيخلي اللابتوب أقوى بكتير
يشهد العالم تحولًا كبيرًا في طبيعة العمل مع التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي، ما يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الوظائف المكتبية التقليدية.
يعتمد الصحفيون، المحاسبون، المبرمجون، وغيرهم على أجهزة الابتوب في أداء مهامهم اليومية، أصبحوا اليوم في مواجهة واقع جديد حيث يهدد الذكاء الاصطناعي بفرض تغييرات جذرية على سوق العمل.
صعود الذكاء الاصطناعي: تهديد للوظائف الرقمية؟الوظائف التي تعتمد على الابتوب لطالما تميزت بالمرونة، سواء من حيث إمكانية العمل عن بُعد أو تجنب التنقل والالتزام بالزي الرسمي. ومع ذلك، فإن هذه الامتيازات قد تكون في خطر مع التطورات السريعة في نماذج الذكاء الاصطناعي التي بدأت تُظهر كفاءة عالية في أداء المهام التي كانت تتطلب في السابق تدخلًا بشريًا.
على سبيل المثال، النماذج الحديثة مثل "GPT-4" من شركة "OpenAI" وصلت لمستويات أداء تقارب أو حتى تتجاوز الأداء البشري في مهام البرمجة.
كما أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل "DALL·E" و"Sora" تنافس الفنانين البصريين والمصممين، مما أدى بالفعل إلى انخفاض الطلب على خدمات التصميم المستقل.
حتى في المجالات البحثية، بدأت خدمات مثل "Deep Research" من OpenAI في إظهار كفاءة عالية في إجراء الأبحاث عبر الإنترنت، بينما تُظهر النماذج "الوكيلة" مثل "Operator" قدرة متزايدة على تنسيق المهام المعقدة بطريقة تشبه أداء المديرين البشريين.
على الرغم من التقدم الكبير في الذكاء الاصطناعي، لا تزال الروبوتات تعاني من صعوبات كبيرة في تنفيذ المهام الفيزيائية المعقدة.
يعزى هذا التفاوت إلى ما يُعرف بـ"مفارقة مورافيك"، والتي تشير إلى أن المهام التي تبدو سهلة بالنسبة للبشر، مثل المشي أو التقاط الأشياء، تتطلب قدرًا هائلًا من التعقيد بالنسبة للآلات.
السبب الرئيسي وراء ذلك هو نقص البيانات الواقعية اللازمة لتعليم الروبوتات كيفية التفاعل مع العالم المادي.
في المقابل، تُدرّب نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية على كميات هائلة من النصوص الرقمية، ما يتيح لها التعلم بشكل أسرع بكثير مقارنة بالروبوتات التي يجب أن تتعلم من خلال التجربة الحسية المباشرة.
هل نحن على أعتاب تغيير جذري؟وفقًا لدراسة أجرتها "Epoch AI"، يُمكن أن تحل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة محل حوالي 13% من الوظائف الحالية، خاصة تلك التي تعتمد بشكل أساسي على المهام الرقمية عن بُعد مثل البرمجة، والمحاسبة، والصحافة الرقمية.
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن هذا التحول قد لا يؤدي بالضرورة إلى فقدان شامل للوظائف، بل ربما يعيد تشكيل سوق العمل، بحيث يتحول العاملون إلى وظائف يصعب أتمتتها، مثل التمريض، أو الحرف اليدوية، أو الأعمال التي تتطلب تفاعلًا إنسانيًا مباشرًا.
التكيف مع المستقبلفي ظل هذا الواقع الجديد، قد يكون الحل الأمثل هو تبني المرونة وتطوير المهارات التي يصعب على الذكاء الاصطناعي تقليدها، مثل الإبداع والمهارات الاجتماعية.
وبينما يواصل الذكاء الاصطناعي تقدمه السريع في المجالات الرقمية، تظل الوظائف التي تتطلب تدخلًا بشريًا مباشرًا في مأمن نسبي، على الأقل في الوقت الحالي.
ليس بالضرورة الذكاء الاصطناعي عدوًا للعمالة، بل قد يصبح أداة لتعزيز الإنتاجية، بشرط أن يتمكن البشر من التكيف مع التغيرات واستغلال هذه التقنيات لتحقيق أقصى فائدة ممكنة.